قصة الحجر الأسود للأطفال: من الجنة إلى الكعبة

تعد قصة الحجر الأسود للأطفال من أروع القصص التي يمكن أن نرويها لأحبائنا الصغار، فهي تحكي عن حجر كريم ومبارك موجود في زاوية الكعبة المشرفة، نزل من الجنة بلونه الأبيض ثم اسود من ذنوب الناس. توضح قصة الحجر الأسود للأطفال كيف كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حكيماً عندما حكم بين قبائل قريش في رفع الحجر ووضعه بمكانه. وأظهرت حكمته في حل الخلاف بطريقة عادلة ومحبوبة.
ماهي قصة الحجر الأسود كاملة؟
قصة الحجر الأسود للأطفال تبدأ منذ آلاف السنين، حين أنزل الله الحجر الأسود من الجنة، وكان ناصع البياض يضيء كالنور، لكنه اسودّ لاحقًا بسبب ذنوب البشر. وقد أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ببناء الكعبة، وعندما احتاجا لحجر مميز، جاء الحجر الأسود من السماء، فوُضع في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، وأصبح علامة يبدأ منها الطواف.
ومن يتساءل من أين أتى الحجر الأسود، فالجواب أنه نزل من الجنة، وقد جاء في الحديث: “كان أشد بياضًا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم”. وفي إحدى المرات، عندما جُدّدت الكعبة، اختلفت قبائل قريش من يضع الحجر الأسود في الكعبة، فاحتكموا إلى شاب لم يكن نبيًا بعد، وهو الرسول محمد ﷺ، فقام بحكمة بجمعهم ووضع الحجر بيده الكريمة، وتُعرف هذه الحادثة باسم قصة الحجر الأسود مع الرسول.
أما عن لماذا نزل الحجر الأسود من الجنة، فذلك ليجعل الله في الكعبة شيئًا من السماء، وليشعر الناس ببركة البيت الحرام. وأما شكل الحجر الأسود اليوم، فهو مجموعة من القطع الصغيرة المضمومة في إطار من الفضة، يبلغ حجمها نحو 30 سم، ويقع على ارتفاع متر ونصف.
وقد وردت إشارات عن الحجر الأسود في القرآن ضمن الآيات التي تتحدث عن الكعبة والبيت الحرام كمكان مبارك. كما أن له تاريخًا مؤلمًا، إذ سرقته فرقة القرامطة في القرن الرابع الهجري، وظل غائبًا لأكثر من عشرين سنة قبل أن يُعاد إلى موضعه. وهذا جزء من أسرار الحجر الأسود في الكعبة، ومنها أيضًا أنه يشهد يوم القيامة لمن قبّله بإخلاص.
وهكذا، نجد أن قصة الحجر الأسود للأطفال ليست مجرد حكاية، بل فيها عبرة عن الإيمان، والسلام، وفضل هذا الحجر المبارك الذي جعله الله بداية للطواف وسُنّة نبوية مباركة. [1]
تعرف أيضًا على: قصة أصحاب الأخدود للأطفال حكاية الإيمان والتضحية
ماهي قصة وضع الحجر الأسود؟

تُعد قصة الحجر الأسود للأطفال من أجمل المواقف التاريخية التي نرويها، فقد حدثت حين كان النبي محمد ﷺ شابًا لم يُبعث بعد، وقررت قريش إعادة بناء الكعبة بعد أن تضررت من سيل شديد. اجتمعت القبائل، وكل واحدة منها تولّت جزءًا من البناء، حتى وصلوا إلى موضع الحجر الأسود، وبدأ الخلاف: من يضع الحجر الأسود في الكعبة؟
كل قبيلة أرادت هذا الشرف، وكاد النزاع يتحول إلى قتال، حتى اقترح أحدهم أن يحكّموا أول من يدخل المسجد الحرام. وكان الداخل هو محمد ﷺ، المعروف بينهم بالصادق الأمين. فرح الجميع برؤيته، وعرضوا عليه المشكلة، فقدم حلًا حكيمًا: وضع الحجر في وسط ثوب، وطلب من كل قبيلة أن تمسك بطرف الثوب، حتى رفعوه سويًا. ثم وضعه النبي ﷺ بيديه في مكانه.
بذلك انتهى الخلاف بسلام. وسُجل هذا الحدث في كتب السيرة كدليل على رجاحة عقل النبي ﷺ. وظل أهل مكة يذكرون هذه القصة كعلامة من أوائل علامات نبوّته.
تعرف أيضًا على: قصة قوم لوط: المعصية والعذاب كما ورد في القرآن
ماهي قصة بناء الكعبة والحجر الأسود؟
من أجمل القصص التي نُحب أن نحكيها للصغار هي قصة الحجر الأسود للأطفال عندما نتحدث عن بناء الكعبة. فالقصة تعود إلى زمن نبي الله إبراهيم عليه السلام، الذي أمره الله أن يبني بيتًا لعبادته في مكة، وكان هذا البيت هو الكعبة المشرفة.
ساعده في هذا العمل العظيم ابنه إسماعيل، وكانا يرفعان الأحجار معًا، واحدًا تلو الآخر. حتى ارتفعت الجدران. لكن عندما شارف البناء على الاكتمال، قال إبراهيم: “يا إسماعيل، نحتاج إلى حجر خاص يكون علامة نبدأ به الطواف حول الكعبة.” ذهب إسماعيل ليبحث، لكنه لما عاد، وجد أن أباه قد تلقّى حجرًا مباركًا نزل به المَلك من السماء. وهنا نتوقف لنسأل: لماذا نزل الحجر الأسود من الجنة؟ الجواب: لأن الله أراد أن يجعل في الكعبة شيئًا من الجنة، تباركًا وتعظيمًا لهذا البيت المقدس.
كان الحجر الأبيض شديد النقاء، ولكن مع مرور الزمن، واسوداد قلوب البشر من الذنوب. تغيّر لونه إلى الأسود، ومع ذلك بقي مباركًا وعزيزًا على قلوب المسلمين.
وقد ورد في كتب السير أن النبي إبراهيم وضع هذا الحجر بيده في أحد أركان الكعبة، ليكون بداية الطواف ونهايته، وظل الحجر في مكانه منذ ذلك الحين.
ومنذ ذلك الحين، يأتي الملايين من المسلمين ليطوفوا حول الكعبة، ويبدؤوا طوافهم من عند هذا الحجر المبارك، ويُقبّلونه كما فعل رسول الله ﷺ، حبًّا لله واقتداءً برسوله. [2]
تعرف أيضًا على: قصة هاروت وماروت سحر بابل وتحذير من الفتنة
ماهي قصة سرقة الحجر الأسود؟
في قصة الحجر الأسود للأطفال، هناك حادثة حزينة تعود إلى القرن الرابع الهجري، حين قامت جماعة تُسمّى “القرامطة” بمهاجمة مكة المكرمة وارتكاب جرائم بشعة بحق الحجاج.
هنا بدأت المشكلة. من وضع الحجر الأسود في الكعبة؟ لم يكتفوا بذلك، بل اقتحموا الكعبة وارتكبوا ما لم يتصوره أحد: سرقة الحجر الأسود.
أخذ القرامطة الحجر من مكانه في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، ونقلوه إلى شرق الجزيرة العربية، وظل بعيدًا عن بيته الشريف نحو 22 عامًا، مما سبّب حزنًا عميقًا في قلوب المسلمين. وقد أعادوه في النهاية تحت ضغط المسلمين وغضبهم، لكن الحجر كان مكسورًا، فأعاد المسلمون تجميعه وثبّتوه في مكانه باستخدام إطار من الفضة.
تُبرز هذه القصة كيف أن الحجر الأسود ليس مجرد حجر، بل يحمل رمزية عظيمة، ويُعلّمنا احترام الكعبة ومكانتها. وعندما يسأل الأطفال: “لماذا هذا الحجر له مكانة خاصة؟”، نقول إن فيه من أسرار الحجر الأسود في الكعبة ما لا نعلمه، ولكن نعرف أن الرسول ﷺ قبّله. وأنه حجر من الجنة، وأنه يشهد يوم القيامة لمن استلمه بإخلاص.
وهكذا، لا يُقدَّر الحجر لذاته. بل كرمزٍ للإيمان والطاعة، ومعلم من معالم بيت الله الحرام. يعلّم الأطفال حب الكعبة والتعلق بسنة النبي ﷺ.
تعرف أيضًا على: قصة يوسف عليه السلام مع إخوته والسجن والتأويل
ماهي قصة الحجر الأسود مع الرسول؟
من المواقف الرائعة التي يجب أن يعرفها كل طفل في سير النبي محمد ﷺ. هي قصته مع الحجر الأسود. فنحن حين نحكي قصة الحجر الأسود للأطفال. لا بد أن نقف عند لحظة تدخّل النبي ﷺ بحكمة لينهي نزاعًا كاد أن يُشعل حربًا.
كانت الكعبة قد تضرّرت بفعل السيول. فاتفقت قبائل قريش على إعادة بنائها، لكن حين وصلوا إلى مرحلة إعادة الحجر الأسود إلى مكانه. دبّ الخلاف بينهم: من يستحق شرف وضعه؟ كل قبيلة رأت أنها الأجدر. وتوترت الأجواء حتى قرروا أن يحتكموا لأول داخلٍ عليهم من باب الحرم، فكان الداخل هو محمد ﷺ، وكان شابًا في الخامسة والثلاثين من عمره. لم يُبعث بعد، لكنهم كانوا يلقبونه بالصادق الأمين.
فكّر النبي لحظة ثم طلب ثوبًا، ووضع الحجر في وسطه. وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كلٌّ منهم بطرف الثوب. فحملوه معًا، حتى وصل المكان. ثم رفعه النبي ﷺ بيديه ووضعه في الركن. بذلك، هدأ النزاع، وساد الرضا.
ورغم أن الحجر الأسود في القرآن لم يُذكر باسمه. فإن الكعبة وما يحيط بها ذُكرت في مواضع عديدة كأشرف بقاع الأرض. والحجر نفسه يشهد على توحيد الله، والطائفين، والصلوات، والدعاء.
أما شكل الحجر الأسود فهو ليس كبيرًا كما يظن البعض. اليوم يبدو كأحجار صغيرة سوداء ملساء. محاطة بإطارٍ فضي بيضاوي. مثبت في أحد أركان الكعبة. ولعله يحمل آثار آلاف السنين. لكنه لا يزال يُقبّل ويُستلم حبًا واقتداءً برسولنا الكريم ﷺ.
تعرف أيضًا على: قصة ذي القرنين وسد يأجوج ومأجوج كما ورد في القرآن
وهكذا نكون قد تعرفنا في قصة الحجر الأسود للأطفال على من أين أتى الحجر الأسود. واستعرضنا قصة الحجر الأسود وقصة الحجر الأسود مع الرسول ﷺ، وفهمنا لماذا نزل الحجر الأسود من الجنة. ومن وضع الحجر الأسود في الكعبة. وما ورد عن الحجر الأسود في القرآن. إضافة إلى أسرار الحجر الأسود في الكعبة. وشكل الحجر الأسود كما نقلته الروايات.
المراجع
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

قصة الأميرة النائمة: حكاية الحب والسحر والنهاية السعيدة

قصة مريم العذراء ومعجزة ولادة عيسى عليه السلام

قصة فيكتوريا الحقيقية: من الظل إلى القصر

دليلك إلى أجمل روايات أجاثا كريستي لمحبي الغموض...

ما هي قصة قوم لوط كما وردت في...

قصة الشاطر حسن كاملة: ذكاء وشجاعة في مواجهة...

قصة أطفال قبل النوم عن الأسد الطيب والفأر

قصة أطفال عن الشجاعة ومواجهة المواقف الصعبة

قصة صالح عليه السلام ومعجزة الناقة

قصة قوم ثمود والنبي صالح عليه السلام

قصة زكريا عليه السلام ودعاؤه المستجاب

قصة أطفال عن النظافة الشخصية والحفاظ على الصحة

قصة حاتم الطائي: رمز الكرم في الجاهلية وأشهر...

تلخيص قصة أصحاب الكهف للأطفال والكبار
