قصة السيدة هاجر وإبنها إسماعيل

الكاتب : أميرة ياسر
02 نوفمبر 2024
منذ 3 أسابيع
عناصر الموضوع
1- من هي هاجر؟
2- مولد إسماعيل عليه السلام والهجرة إلى الشام
3- الهجرة إلى مكة وبئر زمزم
4- وفاة هاجر ودفنها
5- الدروس المستفادة من قصة هاجر وابنها إسماعيل
6- صفات نبي الله إسماعيل

عناصر الموضوع

1- من هى هاجر؟

2- مولد إسماعيل عليه السلام والهجرة إلى الشام

3- الهجرة إلى مكة و بئر زمزم

4- وفاة هاجر ودفنها

5- الدروس المستفادة من قصة السيدة هاجر وابنها

6- صفات إسماعيل عليه السلام

السعى والأخذ بالأسباب له عظيم الأثر في تحقيق ما يتمناه الإنسان، لذا جعل الله عز وجل السعى سببا من أسباب الرزق حتى يقوم المؤمن بما عليه آخذا بالأسباب وتدور عجلة الحياة، يقول الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابان وهذا ما فعلته السيدة هاجر حين لم تجد ماء لها ولصغيرها في الصحراء فسعت تبحث عن الماء ودعت الله حتى فجر الله من تحت قدميها بئرا عذبة وهى بئر زمزم التي يقصدها المسلمين حتى الآن طلبا للشفاء من الله عز وجل.

1- من هي هاجر؟

 هى والدة نبي الله إسماعيل أكبر أولاد إبراهيم عليه السلام، وكانت جارية للسيدة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام وكانتا متصافيتين وعندما علمت السيدة سارة دعاء زوجها بان يهبه الله ذرية وكانت عقيمًا أهدت إليه جاريتها هاجر ليتزوجها لعلها تحمل منه. ومن الجميل في سيرة السيدة هاجر أنها أحبت مولاتها وسيدها ورأت منهما نقاءهما وطهرهما فأعتنقت الإسلام وآمنت بالله تعالى إيمان المخلصين المحبين وكانت هاجر راضية النفس وإذا قامت للصلاة نسيت كل ما حولها فقد كان قلبها معلقًا بالله. اتفق المؤرخون على مكان مولد السيدة هاجر فهي ولدت في مصر بمنطقة تل الفرما التي تبعد عن محافظة بورسعيد عدة كيلو مترات وهى من النساء اللاتي ذكرهن القرآن الكريم دون الإشارة إلى اسمها وهى من نساء العالمين المخلدات في التاريخ الديني. [1]

2- مولد إسماعيل عليه السلام والهجرة إلى الشام

تزوج سيدنا إبراهيم هاجر بعد أن أهدتها له السيدة سارة وحملت منه وانجبت إسماعيل عليه السلام ولذلك قل النبي صلى الله عليه وسلم: إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة و رحما، يعنى ولادة هاجر، وقالوا لما حملت هاجر ارتفعت نفسها و تعالت على سيدتها سارة فغارت منها سارة وشكت ذلك إلى إبراهيم فقال لها أفعلى بها ما تشائين، فخافت هاجر وهربت ونزلت في مكان فجاءها ملك أرسله الله إليها فقال لها: لا تخافي إن الله جعل هذا الغلام الذي حملت خيرا، وأمرها أن ترجع و بشرها أنها سوف تلد ولدا وتسميه إسماعيل وسيكون وحش الناس ويده على الجميع ويد الجميع به فشكرت الله عز وجل على هذا ولما ولد إسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم فبشره بإسحاق من زوجته سارة فخر ساجدًا لله. كان قد خرج إبراهيم بها من مصر إلى الشام فنزلا السبع من أرض فلسطين ونزل لوط بالمؤتفكة وهى من السبع مسيرة يوم وليلة، فبعثه الله نبيا وولد نبي الله إسماعيل في أرض الشام تحديدًا في فلسطين وكان عمر إبراهيم عليه السلام وقت رزقه الله بإسماعيل ست و ثمانين سنة. [2]

3- الهجرة إلى مكة وبئر زمزم

لما ولدت السيدة هاجر ابنها إسماعيل اشتدت غيرة سارة منها وطلبت من زوجها أن يغيب عنها وجهها فقالت سارة: لا تساكنني في بلد فأوحى الله إلى إبراهيم أن تأتى بمكة وكان هذا موافقًا لأمر الله وكانت يومئذ ليس بها نبت، فجاء إبراهيم بهاجر وابنها إسماعيل ووضعهما بموضع ليس بها أحد أو ماء، وكان معهما جرابًا فيه تمر وماء ثم تركهم إبراهيم وحدهم في هذا المكان الفقر فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بوادي ليس فيه انس أو شئ؟ وكررتها مرارا وهو لا يلتفت إليها فقالت: آلله أمرك بهذا؟ قال:نعم، قالت: إذا لا يضيعنا. ثنن انطلق إبراهيم حتى وصل إلى ثنية لا يرونه فيها واستقبل بوجهه البيت ثم دعا الله فقال: ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [سورة إبراهيم: 37]

وجعلت أم إسماعيل ترضع ابنها وتشرب من الماء الذي تملكه حتى نفذ فعطشت وعطش رضيعها ونظرت إليه وجدته يتلوى فانطلقت كراهيَة أن تنظر إليه يتلوى حتى صعدت الصفا تنظر هل هناك شيئا فلم تجد شيئا فنزلت إلى الوادي حتى أتت المروة فاستشرفت هل ترى شيئا فلم تجد وفعلت ذلك سبع مرات ثم ذهبت إلى إسماعيل وهو يدحض الأرض برجليه فنبعت العين وجعلت تأخذ الماء في سقائها كانت هي زمزم.

بعد أن سعت هاجر سبعة أشواط تبحث عن الماء وهى في غاية ضعفها البدني ولكن كانت واثقة بالله، و نبعت بئر زمزم.

ماء زمزم ماء مبارك جعل الله فيه شفاء، عن ابن العباس رضى الله عنه:(إن شربته تستشفى به شفاك، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله، وهى هزمه جبريل ضربها برجله فنبع الماء وسقت إسماعيل).

ومن حديث جابر رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ماء زمزم لما شرب له)

وبعد أيام مر على السيدة هاجر أناس من قبيلة جرهم وأرادوا أن يسكنوا في هذا المكان بعدما رأوا ماء زمزم، وكانت تحب الإنس فسمحت لهم بالسكن جوارها، وشب إسماعيل عليه السلام بين القوم وتعلم اللغة العربية وتزوج بواحدة منهم، وارسل القوم إلى أهليهم وكانت السيدة هاجر لها مكانتها الكبيرة بينهم ومقاها الرفيع، وكانت تسعد كلما زاد العمران حولها في هذا المكان كانت تسعد بذلك. [3]

4- وفاة هاجر ودفنها

توفت السيدة هاجر عن عمر تسعين عاما وقام بدفنها إسماعيل عليه السلام بجوار الكعبة فكانت مثالًا رائعًا للمؤمنة، وكرمها الله وأجزل فضله عليها فدفنت بجوار بيت الله، وعرف قبرها ب”حجر إسماعيل” وأصبح جزاءًا من الطواف حول الكعبة ويعد الطواف دون المرور حوله باطلًا، تحول مكان سعيها بولدها بين الصفا والمروة أحد أهم أركان الحج كما شرفت بأن أًرسل خاتم الأنبياء وأفضل البشر من نسلها. [4]

5- الدروس المستفادة من قصة هاجر وابنها إسماعيل

  • ضرورة السعي لكسب الرزق الحلال، والسعي مع حسن التوكل على الله ينبغي أن يكون صفة كل مؤمن في كل أحواله.
  • الثقة بالله وحده كفيلة أن تخلصك من همومك فتكون متيقن أن الله لن يضيعك وأن الله معك أينما كنت يمد لك يد العون فالله خير من البشر والله هو الكافي عبده، فالسيدة هاجر وثقت أن الله لن يضيعها عندما تركها الخليل إبراهيم في مكان قفر لا زرع ولا ماء ولا بشر ووثقت بالله، فأعطاها الله بئر زمزم والأنس بالقوم الذي أتوا من أجل الماء.
  • إيمان السيدة هاجر كان خالصا لله لذلك كرمها الله فذكرها في القرآن وعند وفاتها دفنت بجوار بيت الله فكان كرم الله عليها جزيلًا وذلك لإيمانها و إخلاصها لله تعالى.

6- صفات نبي الله إسماعيل

كان سيدنا إسماعيل صادق الوعد فهو ابن السيدة هاجر رضوان الله عليهم، وكان من صفاته: الصدق والوفاء بالعهود فكان إذا وعد ربه أو أحدا من الناس وعا وفى به.ومن دلائل وفائه للعهد صبره على الذبح قال :(ستجدني إن شاء الله من الصابرين)، وأيضا عندما أمر الله الخليل إبراهيم ببناء الكعبة، قال لإسماعيل: إن الله أمرني أن تعينني عليه، قال: إذن افعل، قال عز وجل: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127] فهذه الخصلة الحميدة خص الله إسماعيل عليه السلام بالثناء عليه بها إكرامًا وتشريفًا لأنه اشتهر بالوفاء وبرزت فيه بشكل خاص وبيانًا على عظمها ولذلك كان ضدها هو إخلاف الوعود من صفات النفاق، قال تعالى:(وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعى وكان رسولًا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيًا).

حرصه على الدعوة والإصلاح: فقد حرص على دعوة أهله و خاصته أول شئ فأمرهم بالصلاة إخلاصًا لله وحده والزكاة إحسانًا للعبد فكمل نفسه وكمل غيره، فأهله هم أحق بدعوته من غيرهم ليكونوا أسوة يقتدى بهم في الصلاح والخير والإحسان، كما أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ [طه: 132]، وأمر كل المؤمنين فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]، فبذلك جمع سيدنا إسماعيل عليه السلام بين الإصلاح والصلاح وكان داعيا إلى الله لأهله المقربين وجميع الخلق

الصبر: ذكر في سورة الأنبياء مقرونا بإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين، فوصف بالصبر مع غيره من الرسل المذكورين في القرآن، والصبر هو حمل النفس على ما تكره وتحمل الأذى حبا لله وفى سبيلهن والصبر على الطاعة والكف عن المعاصي والذنوب والصبر على ما يؤلمنا  من الأقدار.

وصفه بالخيرية: شهد الله تبارك وتعالى لإسماعيل بالخيرية، قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ﴾ [ص: 48]، لقد أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكر هؤلاء الأنبياء بأحسن الذكر والثناء عليهم بأحسن الثناء فهم من الأخيار الذين أختارهم الله من سائر الخلق واختار الله لهم أكمل الأحوال من الأخلاق والصفات الحميدة والأعمال السديدة

وصفه بالنبوة والرسالة:قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾ مريم: 54]، فقد أرسله الله إلى قبيلة جرهم وكانت رسالته إليهم هي رسالة أبيه إبراهيم عليه السلام فالله لا يختار من يحمل رسالته إلا من كان كفؤا لذلك قال تعالى:(الله أعلم حيث يجعل رسالته)

وصفه بالحلم:والحلم يعنى الأناة والتثبت في الأمور ومعالجة الأمور بصبر وحكمة قال تعالى في وصف إسماعيل: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾

وصفه بالقوة والعزم:قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾وفى ذلك دلالة على قوته فرفع القواعد يتطلب بدون شك قوة بدنية كذلك عرف عنه أيضا قوة العقيدة لما قال لأبيه (أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).

وصفه بأنه مفضل عن غيره.

قال تعالى: ﴿ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ وكان إسماعيل عليه السلام مفضل في عدة جوانب منها:

  • طاعته لله عز وجل
  • إيمانه وصدق عقيدته
  • رسالته ونسبه النبوي فهو جد محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. [5]

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة