قصة مجنون ليلى: الحب الذي جنّ صاحبه وخلّده الشعراء

تُعد قصة مجنون ليلى من أشهر قصص الحب في التراث العربي. حيث تجسّد أسمى معاني العشق العذري الخالص. تحكي القصة عن قيس بن الملوح. الشاعر الذي هام عشقًا بجارته ليلى حتى لُقب بـ”المجنون”، فعاش على ذكراها ونظم فيها أروع القصائد التي خلدت حبّه في كتب الأدب والشعر.
ماهي قصة قيس وليلى الحقيقية؟
قيس وليلى عاشقان خلد ذكرهما التاريخ لما ورد من ذكر بقصتهما، ولكنهما ليسا مثل الكثير من العشاق الذين ختمت قصصهم بالزواج، فقد افترقا عن بعضهما البعض على الرغم من كل الغرام الذي جمع بينهما. فيما يلي سوف نسرد لكم قصة قيس وليلى كاملة مكتوبة:
وُلد قيس بن الملوح في قبيلة بني نجد عام 645 ميلادياً، واشتهر بلقب “مجنون ليلى” بسبب عشقه الشديد لابنة عمه “ليلى العامرية”.
ارتبط الاثنان بحب عميق للغاية، حتى باتت قصتهما رمزاً للحب الصادق في قلوب العشاق.
في البداية، كان قيس رجلاً عادياً يعيش في البادية، إلى أن جاء اليوم الذي طلب فيه الزواج من ليلى التي ذاع صيته في حبها، لكن والدها رفض طلبه، فتحول قيس إلى شاعر، يجوب الأرض ويتغنى بأشعاره التي يصف فيها حبه لليلى.
طبيعة العلاقة التي جمعت بين قيس وليلى العامرية
كان قيس بن الملوح ابن عم لليلى العامرية، وقد نما الحب بينهما منذ الصغر، حيث كانا يرعيان الأغنام معاً. كبر الصغيران، وتضاعف الحب في قلبيهما. نشأ الاثنان في عهد مروان بن الحكم، وكانت ليلى تبادل قيس نفس المشاعر، فكانا مفتونين ببعضهما إلى أقصى الحدود.
تبعاً للتقاليد العربية، عندما تبلغ الفتاة، يمنع عليها الاختلاط بالشباب، وتحجب عن الأنظار في المنزل، وتنتظر الزواج. لم يؤثر هذا الانفصال على حبهما، بل زاده شوقاً، فبادر “قيس” إلى جمع المهر وطلب يدها من والدها بأسرع وقت ممكن.
في قصة مجنون ليلى، انتشرت أقاويل كثيرة عن حب قيس لليلى، ووصلت إلى والدها، الذي غضب بشدة، حيث كانوا في الماضي لا يعترفون بالحب، ويعتبرونه أمراً غير لائق، وفي حال انتشار مثل هذه الحالات، يفرقون بين الأحبة. ذهب والد قيس إلى أخيه، والد ليلى، طالباً الزواج من ابنته لابنه، لكن أخاه رفض طلبه نهائياً، وكان قيس قد تمكن من جمع مهر ليلى، وهو خمسون ناقة حمراء.
تابع:ماهي قصة قيس وليلى الحقيقية؟
عندما سئل والد ليلى عن سبب رفضه، أرجع السبب إلى تغني قيس بحبه لابنته بين القبائل العربية في كل مكان. وقيل أيضاً أن سبب رفض والد ليلى لطلب الزواج هو أن والدهما كان قد أعطى جميع أمواله لأخيه قيس، وتركه دون مال لينفق منه على أهله. لكن، يبدو أن السبب الأكثر ترجيحاً هو إفصاح قيس عن حبه لليلى في أشعاره. أياً كان السبب، فإن النتيجة كانت واحدة: الفراق.
وفي قصة مجنون ليلى كاملة أصيب قيس باليأس والإحباط، فغدا حزيناً على الدوام، مريضاً، وهزيل الجسد. ذهب والده إلى أخيه مرة أخرى، متوسلاً إليه أن يكف عن عناده، ويوافق على زواج ابنته بابن أخيه. لكن الأب أصر على عناده وتكبره، وأصر على تزويج ابنته لغير ابن أخيه في أسرع وقت ممكن.
في ذات الوقت، تقدم شاب ذو شهرة وصيت يدعى ورد بن محمد العقيلي للزواج من ليلى العامرية، فوافق والدها على الفور. لكن الفتاة رفضت، فأجبروها على الزواج منه، وهددوها بالقتل، فاضطرت إلى الزواج به والذهاب معه إلى الطائف، تاركةً خلفها ابن عمها قيس العاشق المتيم، فلم يبق لقيس سوى أشعاره، التي عبر فيها عن حبه وشوقه لابنة عمه. [1]
تعرف أيضًا على: قصة الذئب والخراف السبعة مكتوبة بأسلوب شيق وتعليمي للأطفال
ماهي قصة مجنون ليلى باختصار؟

تعد قصة مجنون ليلى من بين أرفع حكايات الحب في تراث العرب، وهي تعرض قصة قيس بن الملوح، الذي عشق ليلى العامرية منذ الصغر، لكن الحب ذاك لم يكتمل بسبب رفض عائلة ليلى، مما قاده إلى فقدان صوابه والتجوال في الصحراء، منطلقاً بالشعر ومعبراً عن عمق حبه لها. وبعد أن انتهينا من سرد قصة مجنون ليلى كاملة، نسرد لكم فيما يلي ملخص قصة مجنون ليلى:
قيس بن الملوح، الموصوف بـ مجنون ليلى، هو شاعر غزل من قبيلة بني عامر بن صعصعة. ترعرع مع ليلى في القبيلة ذاتها، وتشابكت مشاعرهما منذ الصغر. وحين طلب يدها، رفض والدها الزواج، مفضلاً أن يزوجها بشخص آخر. هذا الرفض تسبب في تفاقم حالته النفسية، فانطلق تائهاً في الصحاري، ملقياً بالشعر الذي يعبر عن عشقه الكبير لليلى، إلى أن لُقب بـ مجنون ليلى. وتُعرف هذه المرحلة كذلك باسم قصة مجنون ليلى مع زوجها، حيث كانت ليلى قد أُجبرت على الزواج من غيره، مما زاد من مأساة العاشق.
تعتبر هذه الحكاية نموذجاً بارزاً للحب العفيف في الأدب العربي، وألهمت العديد من الشعراء والأدباء، مثل أحمد شوقي الذي كتب مسرحية “مجنون ليلى”. فضلاً عن ذلك، يمثل جبل التوباد في المملكة العربية السعودية رمزاً لهذا الحب، حيث كان يلتقي قيس بليلى هناك، ولا يزال الغار الذي التقيا فيه موجوداً إلى اليوم.
توفي قيس بن الملوح في وادٍ منعزل، وعثر على جثته في العراء، ودفن في المكان ذاته، ليظل رمزاً للحب العذري الخالد. [2]
تعرف أيضًا على: قصة فيكتوريا الحقيقية: من الظل إلى القصر
ما نهاية قصة مجنون ليلى؟
انتهت حكاية مجنون ليلى باختصارٍ بفراقه الأبدي عن محبوبته، فقد أجبر والدها على الزواج من تاجرٍ كريمٍ يدعى ورد بن محمد من بني ثقيف، عقب رفضها الطويل لعدد كبير من الخطاب، وقد تأثر قيس بهذا الزواج، وانكسر قلبه وقال فيها:
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت
تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها
إِذا اِلتَفَتَت وَالعيسُ صُعرٌ مِنَ البُرى
بِنَخلَةَ غَشَّ عَبرَةَ العَينِ حالُها
فَهُم حَبَسوها مَحبَسَ البُدنِ وَاِبتَغى
بِها المالَ أَقوامٌ أَلا قَلَّ مالُها
كما عانت ليلى بعد زواجها كثيرًا؛ بسبب فراقها عن قيس، حيث قيل أنها لم تكن تستطعم الطعام، ولا يسكن خاطرها، ولا يغفو لها جفن، فقط تواصل البكاء طوال الليل والنهار من شدة أسفها على القبول بالزواج بالتاجر ورد، وقد بقيت على هذا الحال حتى ضعف جسدها، وقلّ نشاطها وأصيبت بالعلة، وغادرت الحياة، ولما وصل قيس نبأ موتها قال:
وَيا ناعِيَي لَيلى لَقَد هِجتُما لَنا
تَباريحَ نَوحٍ في الدِيارِ كِلاكُما
فَلا عِشتُما إِلّا حَليفَي مُصيبَةٍ
وَلا مُتُّما حَتّى يَطولَ بَلاكَما
وأضحى قيس تائهًا من بعدها في الصحاري والأراضي الشاسعة يلقي الشعر الذي يصور مدى حرقة قلبه ولوعة اشتياقه لمحبوبته ليلى، حتى وجد ملقى بين الأحجار ميتًا، وفي روايات أخرى قيل أنه وجد ميتًا بجوار قبر ليلى.
وتكون العبرة من قصة مجنون ليلى أن الحب الصادق قد يكون عميقًا لدرجة تفقد الإنسان صوابه، لكنها تظهر أيضًا أن رفض المجتمع يمكن أن يحطم أجمل المشاعر.
تعرف أيضًا على: 3 قصص قصيرة عن الصدق للأطفال تعلمهم الأمانة والحق
ماهو أجمل ما قاله قيس عن ليلى؟
من أجمل ما قاله قيس عن ليلى في قصة مجنون ليلى:
قصيدة “أيا ناعيَي ليلى بجانب هضبة”
أَيا ناعِيَي لَيلى بِجانِبِ هَضبَةٍ
أَما كانَ يَنعاها إِلَيَّ سِواكُما
وَيا ناعِيَي لَيلى لَقَد هِجتُما لَنا
تَباريحَ نَوحٍ في الدِيارِ كِلاكُما
فَلا عِشتُما إِلّا حَليفَي مُصيبَةٍ
وَلا مُتُّما حَتّى يَطولَ بَلاكُما
قصيدة “ألا إن ليلى العامرية أصبحت”
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت
تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها
خَليلَيَّ هَل مِن حيلَةٍ تَعلَمانِها
يُدَنّي لَنا تَكليمَ لَيلى اِحتِيالُها
فَإِن أَنتُما لَم تَعلَماها فَلَستُما
بِأَوَّلَ باغٍ حاجَةً لا يَنالُها
قصيدة “لو كان لي قلبان لعشت بواحد”
لو كانَ لي قلبان لعشت بواحدٍ
وأفردتُ قلباً في هواكَ يُعذَّبُ
لكنَّ لي قلباً تّمَلكَهُ الهَوى
لا العَيشُ يحلُو لَهُ ولا الموتُ يَقْرَبُ
كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُها
تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ
فلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِها
ولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ
قصيدة “ولو عبد أتى من آل ليلى”
وَلَو عَبدٌ أَتى مِن آلِ لَيلى
لِيَركَبَني لَصِرتُ لَهُ حِمارا
تعرف أيضًا على: قصة الشاطر حسن كاملة: ذكاء وشجاعة في مواجهة التحديات
هل قصة مجنون ليلى حقيقية أم لا؟
هل قصة مجنون ليلى حقيقية؟ يطرح هذا السؤال أذهان الكثير من الناس.
وعلى الرغم من أن صورة “ابن الملوح” قد طبعت في الوعي العربي، وغدت جزءًا من ثقافته، إلا أنها امتدت لتشمل دلالات أوسع من مجرد واقع تاريخي لو كان له وجود!
إذ رأى “طه حسين” أن “قيس بن الملوح” محض شخصية متخيلة، من بنات أفكار الأدباء، وهو ما بدا جليًا في كتابه “حديث الأربعاء”. فقد شكك في أن “مجنون ليلى” كان فردًا حقيقيًا، ذو وجود ملموس. بل يرى أنه من صنع الرواة، الذين نسجوا حوله الحكايات والقصص، بغرض إيصال رسائل تحمل معاني ومقاصد معينة.
تعرف أيضًا على: قصة حاتم الطائي: رمز الكرم في الجاهلية وأشهر مواقفه
وفي الختام، هكذا نكون قد تعرفنا على تفاصيل قصة مجنون ليلى كاملة. وعشنا مع قيس بن الملوح لحظات عشقه ولوعة فراقه. وبعد الاطلاع على ملخص قصة مجنون ليلى. يتبين لنا أن الحكاية تتجاوز مجرد كلمات رومانسية. بل تحمل في طياتها ألماً وشوقًا خالصين.
المراجع
- wikipediaLayla and Majnun – Wikipedia -بتصرف
- laylaandmajnunThe Story - Layla and Majnun -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

قصة عبد الرحمن بن عوف: من التجارة إلى...

قصة علاء الدين والمصباح السحري

من هم هاروت وماروت وماذا قال المفسرون عنهم؟

قصة حب بدوية مؤلمة كما وردت في شعر...

قصة أطفال عن حسن التصرف في الأزمات

قصة حب من طرف واحد شعرية حزينة من...

قصة الإسراء والمعراج ومعانيها العظيمة

داحس والغبراء: تفاصيل أشهر حرب قبلية في الجاهلية

قصة الذئب والخراف السبعة مكتوبة بأسلوب شيق وتعليمي...

قصة الأميرة النائمة: حكاية الحب والسحر والنهاية السعيدة

قصة مريم العذراء ومعجزة ولادة عيسى عليه السلام

قصة الحجر الأسود للأطفال: من الجنة إلى الكعبة

قصة فيكتوريا الحقيقية: من الظل إلى القصر

دليلك إلى أجمل روايات أجاثا كريستي لمحبي الغموض...
