قصة نوح عليه السلام: سفينة النجاة والطوفان العظيم

الكاتب : بسمة وليد
09 مارس 2025
عدد المشاهدات : 15
منذ 8 ساعات
قصة نوح عليه السلام: سفينة النجاة والطوفان العظيم
عناصر الموضوع
1- دعوة نوح لقومه
2- مراحل بناء السفينة
3 - الطوفان والعذاب الإلهي
4- نجاة المؤمنين وغرق الكافرين
5- دروس في الصبر والثبات
6- مكانة نوح في تاريخ النبوات

عناصر الموضوع

1- دعوة نوح لقومه

2- مراحل بناء السفينة

3- الطوفان والعذاب الإلهي

4- نجاة المؤمنين وغرق الكافرين

5- دروس في الصبر والثبات

6- مكانة نوح في تاريخ النبوات

بداية أن من يتأمل في قصة نوح عليه السلام ودعوته لقومه يدرك عظمة هذا النبي في جهوده لنشر رسالة التوحيد. فقد أمضى عليه السلام في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم ليلاً ونهارا، سرا وعلانية. كانت دعوته تركز على التوحيد الخالص وعبادة الله تعالى وحده، وترك الشرك الذي كانوا يمارسونه من عبادة الأصنام.

1- دعوة نوح لقومه

دعوة نوح لقومه

  • جاء ذكر قصة نوح عليه السلام في القرءان قال تعالى: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم (هود: 25-26). وفي قوله تعالى ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه:
    ولقد: الواو هنا للاستئناف، ويجوز أن تكون للعطف على موضوع آخر، واللام قد تكون للقسم أو لتوكيد المعنى، وقد تدل على التحقيق.
  • أرسلنا نوحًا إلى قومه: يعني أننا حملنا رسالتنا وأوحينا إلى عبدنا نوح ليبلغ قومه، وهم الذين عاش بينهم ويعرفونه جيدًا، وكانوا في بداية تشكل المجتمعات والأقوام.
  •  إني لكم نذير مبين: فحوى رسالته لهم هو ما جاء في الآية: إني، يا قوم، أوجه حديثي إليكم أنتم، وأنتم من تعرفونني، نذير: أي منذر يحذر من عواقب ما أنتم فيه، ومبين: أي أن إنذاري واضح ولا لبس فيه، فالكلام بسيط ومفهوم، والتحذير جلي بأن الكفر والشرك لهما عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، وأن الظلم لا يؤدي إلا إلى نتائج سيئة.
  • في قوله: إني لكم نذير مبين”، يمكننا استخلاص درس وحكمة قيمة من عبارة إني لكم. فالداعية، سواء كان رسولاً أو غيره، لا يعيش من أجل نفسه أو شهواته أو حتى لأقاربه فقط؛ بل يعيش من أجل الناس، يسعى لإسعادهم. يكرّس حياته لإنقاذهم من الضلال إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

2- مراحل بناء السفينة

  • عندما شكا نوح عليه السلام إلى الله واستنصره على قومه، أوحى الله إليه قائلاً: “اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون”.
  • فبدأ نوح في بناء الفلك، وهي السفينة العظيمة التي لم يصنع مثلها من قبل، ولن يصنع مثلها بعد.
  • وقد أخبره الله أنه عندما يأتي أمره ويحل بهم عذابه الذي لا يرد عن القوم المجرمين، فلن يعود إليه فيهم أو يراجعه، لأنه قد يشعر برأفة تجاه قومه عند رؤية العذاب الذي سينزل بهم، فليس الخبر كالمعاينة. ولهذا قال: ولا تخاطبني في الذين ظلموا، فإنهم مغرقون”.
  • بينما كان نوح عليه السلام يصنع الفلك، كان يمر عليه جماعة من قومه ويسخرون منه، أي يستهزئون به مستنكرين وقوع ما حذرهم منه. فرد عليهم نوح قائلاً: إن تسخروا منا، فإننا نسخر منكم كما تسخرون. أي نحن من نتعجب منكم لاستمراركم في كفركم وعنادكم، مما يستدعي وقوع العذاب عليكم. وستعلمون من سيأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب دائم.
  • وقد قال بعض علماء السلف: لما استجاب الله له أمره أن يغرس شجرا ليعمل منه السفينة فغرسه، وانتظره مائة سنة، ثم نجره في مائة أخرى. وقيل في أربعين سنة. فالله أعلم.
  • فأمره بأمره العظيم الرفيع أنه عندما يأتي أمره ويحل بأسه، يجب أن يحمل في هذه السفينة من كل نوع زوجين من الحيوانات وكل ما فيه روح من المأكولات وغيرها لضمان بقاء نسلها.
  • كما أمره أن يأخذ معه عائلته، أي أفراد بيته، باستثناء من سبق عليهم القول، أي من كان كافراً، فقد صدرت في حقهم الدعوة التي لا ترد، ووجب عليهم مواجهة العذاب الذي لا يفلت منه.
  • وأوصاه بعدم مناقشة الأمر معهم عندما يحل بهم ما يشاهد من العذاب العظيم الذي قد قرره الله سبحانه وتعالى. [1]

3 – الطوفان والعذاب الإلهي

قد أشار القرآن الكريم إلى أن جميع من عدا نوح عليه السلام . ومن كانوا معه في السفينة قد غرقوا وهلكوا . حيث طغى الماء وارتفع على كل شيء فوق الأرض . قال تعالى: “فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ المشحون . ثم أغرقنا بَعْدُ الباقين [الشعراء: 119، 120] . وأيضًا: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ” {الحاقة: 11} .

وفي تفسير الخازن . يُذكر أن “لَمَّا طَغَى الْمَاءُ” تعني أنه عَتا وتجاوز حدَّه . حتى ارتفع فوق كل شيء . وذلك في زمن نوح عليه الصلاة والسلام خلال الطوفان .

كما يوضح الطبري أن الماء قد زاد حتى طغى وارتفع فوق الجبال . كما يذكر أهل التوراة . بخمسة عشر ذراعًا . مما أدى إلى هلاك كل ما كان على وجه الأرض من الكائنات الحية والأشجار . ولم يبقَ سوى نوح ومن معه في السفينة .

وبناءً على ذلك . فإن قوم نوح وجميع الحيوانات التي لم تُحمل في السفينة قد هلكوا . والله أعلم بمكان جثثهم بعد الطوفان . ومع ذلك . فإن معرفة ذلك لا تعود بفائدة كبيرة . وينبغي على المسلم ألا يضيع وقته في البحث عن أمور لا تنفع . فالوقت ثمين . وسيسأل الإنسان عنه يوم القيامة . لذا يجب أن يستعد للإجابة عن سؤالين مهمين .[2]

4- نجاة المؤمنين وغرق الكافرين

عندما انتهى الطوفان وغرق الكفار، لم يبقَ على وجه الأرض سوى المؤمنين. استمر نوح عليه السلام بعد الطوفان في تعليم المؤمنين دينهم وتزكية نفوسهم بما أوحى الله إليه من مواعظ وعبر، حتى لقي ربه عز وجل، ولا يعلم أحد كم كان عمره عند وفاته.
سيظل هذا الثناء الخالد قائمًا ما دامت السموات والأرض، كما قال تعالى: “سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ”.
وعلى مرور الزمن، توفي المؤمنون الذين كانوا معه في السفينة واحدًا تلو الآخر، ولم يتركوا ذرية إلا أولاد نوح عليه السلام، وهم “سام، وحام، ويافث”، الذين تركوا من بعدهم ذرية تفرقت في الأرض وعمرت بها.
قال تعالى: “وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ” (الصفات 77).

5- دروس في الصبر والثبات

قال الله تعالى: ﴿فاصبر كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ . وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ . كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ . بَلَاغٌ . فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (الأحقاف: 35) .

يتفاوت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في صبرهم . ويعتبر صبر أولي العزم من الرسل هو الأسمى . حيث واجهوا أذى وصدودًا لم يواجهه أي نبي آخر . وقد أشار الله تعالى إلى صبرهم في قوله: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ . ومن بين هؤلاء الأنبياء . كان نوح عليه السلام من أولي العزم . وقد صبر صبرًا عظيمًا في دعوته لقومه . (الجليل، 1998، ج3، ص 107) .

لقد صبر نوح -عليه السلام- على قومه . حيث أنذرهم ليعتبروا ويخشوا الله في أفعالهم . لكنهم لم يستجيبوا . ورغم ذلك . استمر في دعوته لهم بعبادة الله وعدم الإشراك به . موضحًا لهم خطورة كفرهم وشركهم . وواصل دعوته ليلاً ونهارًا . محاولًا إقناعهم بالتقوى و الإيمان . لكنه لم يجد استجابة منهم . وأعاد المحاولة مرات عديدة ليحثهم على الإيمان بالله ومغفرته .[3]

6- مكانة نوح في تاريخ النبوات

يعتقد المسلمون أن نبي اللة نوح هو أول الرسل ومن أولي العزم الخمسة. أرسله الله في زمن عبادة الأصنام والطواغيت، عندما انحرف الناس عن التوحيد. وقد وردت قصة سيدنا نوح في القرآن، حيث تم تناول ما حدث لقومه وما حلّ بهم من عذاب الطوفان بسبب كفرهم به، بالإضافة إلى كيفية إنقاذ الله له ولأصحاب السفينة، وذلك في عدة مواضع من القرآن. [4]

وفي نهاية الحديث عن قصة نوح عليه السلام: سفينة النجاة والطوفان العظيم فإن قصة نوح عليه السلام وقصص الأنبياء من القصص التي يجب أن نتأملها لنتعلم منها كيف يكون الصبر والامتثال لأوامر الله.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة