قصص الرحمة: قصص في العطف والشفقة

الكاتب : آية زيدان
25 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 19
منذ ساعتين
قصص الرحمة
الرسول ﷺ والأطفال: قدوة في الرحمة
الرفق بالحيوان: من هدي النبي ﷺ
نماذج من رحمة النبي بالحيوانات
رحمة بالمسنين: بر الوالدين والكبار
العفو عن الأعداء: من أخلاق المسلمين
رحمة بالفقراء: الصدقة وإغاثة الملهوف
الأسئلة الشائعة
س1: ما هو الجزاء الذي ينتظر الشخص الذي يتصف بالرحمة في الآخرة؟
س2: هل هناك موقف معين حدث للنبي صلى الله عليه وسلم مع جاره يوضح رحمته بحال الفقير؟
س3: ما هي أوضح صور الرفق بالحيوان التي وردت في السنة النبوية؟
س4: ما هي الآية القرآنية التي تصف النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة؟
س5: ما هو الموقف الذي يوضح عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل حاول قتله؟
س6: ما هي الوسيلة التي أمر بها النبي للمحافظة على صلة الأرحام لكبار السن الذين توفوا؟

تجسد قصص الرحمة أسمى صور الإنسانية التي دعا إليها الإسلام ورسختها القيم النبوية في التعامل مع الناس، والحيوانات، وكل مظاهر الحياة؛ بالتالي فالرحمة ليست مجرد شعور. بل سلوك ينعكس في الأفعال والمواقف اليومية. من رحمة النبي ﷺ بالضعفاء والأيتام. إلى مواقف الصحابة في العفو والإحسان، نجد أن هذه القصص تفتح لنا أبواب الأمل وتعلّمنا أن اللين يغلب الشدة، وأن الرحمة تصنع المعجزات في القلوب. تابع القراءة لتتعرف على أروع قصص الرحمة التي تضيء طريق الإنسان نحو الخير والمحبة.

الرسول ﷺ والأطفال: قدوة في الرحمة

قصص الرحمة

يعد تعامل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الأطفال نموذجاً فريداً من قصص الرحمة التي لا مثيل لها، فلم يكن يرى الأطفال مجرد صغار. بينما  كيانات تحتاج إلى التقدير والاحتواء العاطفي. من أروع الأمثلة على ذلك، طريقة تعامله مع الحسن والحسين رضي الله عنهما. أحفاده؛ فقد كان يحملهما على كتفيه، ويطيل السجود في الصلاة إذا صعد أحدهما على ظهره، ويقول: “كرهت أن أعجله”.

علاوة علي ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح الأطفال ويعطف عليهم. مر يوماً على طفل صغير كان يلعب بعصفور، وعندما مات العصفور. بالتالي رأى النبي الحزن على وجه الطفل. فجاء يمازحه ويسأله: “يا أبا عمير، ما فعل النغير؟”، ليخفف عنه حزنه. هذه اللمسة العاطفية تعد من قصص الرحمة المؤثرة.

هذه المواقف تعلم الآباء والمربين أن التربية القائمة على الرحمة والحب هي أقوى أنواع التربية. فإظهار الود واللعب والمزاح مع الأطفال هو سنة نبوية. وهو أفضل طريقة لغرس الإيمان والأخلاق في نفوسهم. هذه الرحمة الشاملة لم تقتصر على أبنائه وأحفاده فقط. بل امتدت لتشمل كل طفل مر به، فكان يمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالخير، ليجعل من نفسه قدوة عليا في التعامل مع الجيل الصغير. [1]

الرفق بالحيوان: من هدي النبي ﷺ

تظهر قصص الرحمة أن الشفقة في الإسلام لا تتوقف عند حدود البشر، بل تمتد لتشمل حتى الحيوانات، كذلك فالرفق بالحيوان هو جزء أصيل من العقيدة والأخلاق. من أروع الأمثلة في هذا الباب، قصة المرأة البغي التي سقت كلباً كان يلهث عطشاً. فغفر الله لها ذنوبها بسبب هذا الفعل الرحيم، هذا الموقف يرسخ مبدأ أن الرحمة بالحيوان قد تكون سبباً في دخول الجنة.

نماذج من رحمة النبي بالحيوانات

قصص الرحمة

  • قصة المرأة والهرة
    روى النبي ﷺ عن امرأة دخلت النار بسبب قسوتها على هرة حبستها دون طعام أو تركها تبحث عن قوتها.
  • ذنب القسوة على الحيوان
    القصة تؤكد أن أذى الحيوان ذنب عظيم، وأن الرحمة به واجب ديني وأخلاقي.
  • النهي عن تعذيب الحيوانات
    نهى النبي ﷺ عن اتخاذ الحيوانات هدفًا للرمي أو إيذائها لمجرد اللهو أو الاختبار.
  • الإحسان في الذبح
    أمر ﷺ بإراحة الذبيحة قبل ذبحها، تحقيقًا للرحمة حتى في لحظة إنهاء حياتها.
  • مبدأ الإحسان الشامل
    قوله ﷺ: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء” يبين أن الرحمة منهج شامل يشمل كل مخلوقات الله. [2]

رحمة بالمسنين: بر الوالدين والكبار

قصص الرحمة

تظهر قصص الرحمة أيضاً في التعامل مع المسنين، سواء كانوا آباء أو أمهات أو كباراً في السن بشكل عام؛ فتقدير الكهول وتوقيرهم هو أساس الأخلاق الإسلامية. الرحمة بالوالدين “خاصة عند الكبر” هي عبادة عظيمة، وقد أمر الله بالإحسان إليهما. حتى في أبسط صور القول: “فلا تقل لهما أف”. هذا التوقير والعطف على الوالدين هو أسمى درجات الرحمة.

كذلك من الأمثلة النبوية المؤثرة، قصة الشيخ الكبير الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسارع الصحابة لإفساح الطريق له، فقال النبي: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”. بالتالي هذا الحديث جعل من توقير الكبير قيمة اجتماعية ملزمة. كان النبي صلى الله عليه وسلم يرحم كبار السن ويقدرهم في كل المواقف؛ فكان يقدمهم في الكلام، ويقدمهم في المشي، ويراعي حالتهم الصحية عند الصلاة، فلا يطيلها عليهم.

هذه الممارسات هي للإجابة عن ما هي بعض الأمثلة على الرحمة؟ التي يجب أن نقتدي بها، وتؤكد أن الرحمة بالمسنين ليست تفضلاً. بل هي حق عليهم وواجب علينا. وتعتبر من أهم المبادئ التي يقوم عليها المجتمع المتماسك.

العفو عن الأعداء: من أخلاق المسلمين

قصص الرحمة

قد تكون أصعب قصص الرحمة هي العفو عند المقدرة، خاصة العفو عن من أساء أو عادى. لكن هذه كانت سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاق المسلمين في أوج قوتهم. أبرز مثال على ذلك هو فتح مكة. فبعد سنوات طويلة من الأذى والاضطهاد والحروب، دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصراً. كان في موضع القوة التامة للانتقام.

لكنه وقف وقال مقولته التاريخية لأهل مكة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. هذا العفو الشامل عن أعداء الأمس، كان نقطة تحول في تاريخ الإسلام، حيث دخل الناس في دين الله أفواجاً بعد أن رأوا هذه الرحمة الفريدة. من الأمثلة الأخرى. عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل حاول قتله أثناء القيلولة، وعندما تم القبض عليه، عفا النبي عنه وتركه يذهب دون عقاب. هذا العفو أدى إلى إسلام الرجل لاحقاً.

إن هذه المواقف تجعلنا نتساءل: ما هي القصة الحقيقية وراء الرحمة؟ وتكمن الحقيقة في أن الرحمة هي جوهر قوة الإيمان. وليست ضعفاً؛ فالعفو عن الأعداء هو أعلى درجات النبل الأخلاقي.

رحمة بالفقراء: الصدقة وإغاثة الملهوف

قصص الرحمة

الرحمة بالفقراء والمحتاجين هي التطبيق العملي للشفقة، وتأتي ضمن قصص الرحمة التي تؤكد على التكافل الاجتماعي في الإسلام. إن الصدقة وإغاثة الملهوف من الأعمال التي تقرب العبد من ربه. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالفقراء والمساكين. وكان يحث الصحابة على الإنفاق والعطاء، حتى وصفهم بأنهم “عيال الله”، وأن أحب الناس إلى الله أنفعهم لعياله.

من بعض الأمثلة على الرحمة في هذا المجال، قصة الصدقة السرية. وقد كان كثير من الصحابة ينفقون ليلاً سراً، حتى لا تعلم شمالهم ما أنفقت أيمانهم. لضمان إخلاص العمل وعدم جرح مشاعر الفقير. كذلك. كان النبي يوجه المجتمع إلى عدم الاكتفاء بإعطاء الصدقة فقط، بل إلى إغاثة الملهوف وإزالة الهم عن كاهله، سواء كان بتقديم الطعام أو المال، أو حتى الكلمة الطيبة والمواساة.

تعد هذه الممارسات دليل على أن الرحمة ليست مجرد شعور. بل هي عمل وسلوك يومي يهدف إلى سد حاجة الآخرين والتخفيف من آلامهم. وهذا ما يميز المجتمع المسلم المتراحم.

وفي ختام الحديث عن قصص الرحمة، يتضح لنا أن الرحمة ليست ضعف. بل قوة تنبع من قلب طاهر ونفس مؤمنة؛ فهي التي تجعل الإنسان محبوبًا عند ربه وعند الناس، وتمنحه سلامًا داخليًا لا يقدّر بثمن، كما أن قصص الرحمة تذكّرنا بأن العالم بحاجة دائمًا إلى لمسة حنان وكلمة طيبة وموقف إنساني يعيد التوازن للحياة.

الأسئلة الشائعة

س1: ما هو الجزاء الذي ينتظر الشخص الذي يتصف بالرحمة في الآخرة؟

ج: وعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن “الراحمون يرحمهم الرحمن”. والمقصود أن من يرحم أهل الأرض يرحمه الله في السماء ويدخله الجنة.

س2: هل هناك موقف معين حدث للنبي صلى الله عليه وسلم مع جاره يوضح رحمته بحال الفقير؟

ج: نعم، كان يتفقد أحوال جيرانه باستمرار. ومن أشهر المواقف أنه كان يشاركهم طعامه حتى إنه أوصى بهم مراراً.

س3: ما هي أوضح صور الرفق بالحيوان التي وردت في السنة النبوية؟

ج: الأمر بشحذ السكين عند الذبح وإراحة الذبيحة. والنهي عن تعذيب الحيوان أو تجويعه أو التحريش بينها.

س4: ما هي الآية القرآنية التي تصف النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة؟

ج: قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” (سورة الأنبياء 107).

س5: ما هو الموقف الذي يوضح عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل حاول قتله؟

ج: قصة الرجل الذي شهر سيفه على النبي وهو نائم. فلما سقط السيف من يده، عفا النبي عنه وتركه يذهب.

س6: ما هي الوسيلة التي أمر بها النبي للمحافظة على صلة الأرحام لكبار السن الذين توفوا؟

ج: أمر النبي بالدعاء لهم، والتصدق عنهم، وإنفاذ عهودهم. وصلة من لا توصل الرحم إلا بهم من أصدقائهم.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة