قطب الدين ايبك مؤسس سلطنة دلهى فى الهند(دولة المماليك فى دلهي)

الكاتب : سهام أحمد
16 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات : 9
منذ ساعتين
قطب الدين أيبك
من هو قطب الدين أيبك؟
التأسيس القصير والمأساوي لأول سلطنة إسلامية في دلهي
ما هي دولة المماليك في الهند؟
انتقال العاصمة وتثبيت الحكم
من بنى قطب منار؟
من هو قطب الدين الأشكوري؟
وإليك تفصيل بخصوص قطب الدين الأشكوري
اسئلة حول قطب الدين أيبك
س1: من هو قطب الدين أيبك وما هو لقبه الأشهر؟
س2: ما هي أهم الإنجازات التي حققها قطب الدين أيبك كحاكم؟
س3: كيف انتهت حياة قطب الدين أيبك؟
س4: ما هو الفرق بين قطب الدين أيبك وشمس الدين إلتتمش؟

قطب الدين أيبك يعتبر من أبرز الشخصيات التي غيرت مجرى تاريخ شبه القارة الهندية. فهو القائد الذي نقل الحكم الإسلامي من مرحلة التبعية إلى التأسيس المستقل عبر إنشاء سلطنة دلهي. فقد ولد أيبك عبد مملوك من تركستان ثم برز بذكائه وحنكته حتى أصبح القائد المقرب من السلطان محمد الغوري. وبعد وفاة سيده أعلن استقلاله وأسس دولة المماليك في دلهي عام 1206م فاتح عهد جديد من التنظيم السياسي والعسكري.

من هو قطب الدين أيبك؟

قطب الدين أيبك

ينحدر قطب الدين أيبك من أصل تركي وتحديداً من قبائل القفجاق في تركستان. وقد ولد في القرن الثاني عشر الميلادي. و كانت بدايته كفتى مملوك (أي عبد عسكري). تم بيعه وهو صغير وهي ظاهرة كانت شائعة في الدول الإسلامية. حينها حيث كان يتم إعداد هؤلاء المماليك عسكرياً وإدارياً. ليصبحوا قادة موثوقين واشتراه قاضي نيسابور الذي أحسن تربيته وتعليمه. حتى أصبح ملم بالفروسية وفنون الحرب.

 بعد وفاة القاضي بيع أيبك مرة أخرى ليصبح في نهاية المطاف. ضمن جيش السلطان محمد الغوري (معز الدين محمد بن سام). أحد أبرز قادة الدولة الغورية. ولم يمض وقت طويل حتى أدرك محمد الغوري ذكاء أيبك وشجاعته وإخلاصه. فقربه وجعله في مناصب قيادية رفيعة. حتى وصل إلى رتبة أمير الإسطبل و أظهر أيبك براعة عسكرية فائقة في فتوحات الهند خاصة في معركة تارين الثانية عام 1192م. والتي كانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ الهند. بعد هذه الانتصارات عينه الغوري قائد عام على القوات الإسلامية في الهند تارك له مهمة توسيع الفتوحات وترسيخ الإدارة الإسلامية للمقاطعات الجديدة.

تعرف أيضًا على: سراج الدولة: آخر سلاطين الدولة المغولية في البنغال وبطل معركة عليجر

التأسيس القصير والمأساوي لأول سلطنة إسلامية في دلهي

و تولى قطب الدين أيبك مهمة غزو واستعادة الأراضي الهندية. مثل دلهي وأجمير وأثبت قدرة إدارية مذهلة في تنظيم هذه المقاطعات الشاسعة. و بعد اغتيال السلطان محمد الغوري عام 1206م، واجه أيبك تحديات متعددة من منافسيه الطامعين في وراثة حكم الهند خاصة الأمراء الأتراك الآخرين. لكن بفضل قوة شخصيته وولاء قادته أعلن نفسه سلطان على دلهي و مؤسس سلالة المماليك في دلهي. والتي عرفت أحياناً باسم “العبيد السلالة” أو “الرقيق الملوك”. فحكم أيبك مدة قصيرة لم تتجاوز الأربع سنوات لكنها كانت حاسمة في تثبيت أركان الدولة الجديدة. حيث بدأ بتشييد المعالم المعمارية الكبرى مثل مسجد قوة الإسلام ووضع الأساس لـ “قطب منار”. انتهت حياته نهاية مفاجئة ومأساوية عام 1210م. إثر سقوطه من ظهر حصانه أثناء لعبه “البولو” (الصولجان) ودفن في لاهور ورغم قصر فترة حكمه، فإن إنجازاته التأسيسية جعلت منه مؤسس سلطنة دلهي ومحقق لدولة إسلامية مستقلة في قلب الهند.[1] 

تعرف أيضًا على: بهادر شاه ظفر: آخر إمبراطور المغول في الهند

ما هي دولة المماليك في الهند؟

قطب الدين أيبك

دولة المماليك في الهند أو كما تعرف تاريخياً باسم سلطنة دلهي هي أولى السلالات التي حكمت سلطنة دلهي. وقد تأسست على يد قطب الدين أيبك عام 1206م. بعد وفاة سيده محمد الغوري. يطلق عليها اسم “المماليك” لأن معظم حكامها الأوائل كانوا في الأصل عبيد عسكريين (مماليك) من أصل تركي أو شركسي أو قبجاقي. و تم شراؤهم وتدريبهم عسكرياً وإدارياً لخدمة السلاطين. ثم تحرروا وصعدوا إلى سدة الحكم بفضل كفاءتهم وقوتهم.

هذه الظاهرة لم تكن مقتصرة على الهند. بل كانت نموذج متبع في مصر والشام أيضا. حيث حكمت دولة المماليك. ولم تدم سلالة المماليك في الهند طويلاً. حيث انتهت عام 1290م، وحكمها ما يقارب أحد عشر حاكم لكن فترة حكمهم كانت حاسمة في ترسيخ أسس الحكم الإسلامي في شمال الهند. من أبرز حكام هذه الدولة إلى جانب المؤسس قطب الدين أيبك. يأتي شمس الدين إلتتمش (الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للسلطنة من حيث توسيع النفوذ وتثبيت الحدود) ورضية سلطانة (المرأة الوحيدة التي حكمت دلهي).

تعرف أيضًا على: بركة خان: أول قائد مغولي يعتنق الإسلام وحاكم القبيلة الذهبية

انتقال العاصمة وتثبيت الحكم

ويعتبر إلتتمش صهر أيبك وأحد مماليكه المخلصين. وهو من أكمل بناء قطب منار فكانت دولة المماليك مسؤولة عن نقل المركز السياسي للدولة الإسلامية في الهند من لاهور إلى دلهي. ومن هنا جاء اسمها “سلطنة دلهي” فخلال هذه الفترة، شهدت الهند تطور معماري وفني واضح. حيث امتزجت الفنون الإسلامية بالفنون الهندية المحلية. وهو ما يظهر جلياً في الأبنية التي شيدت خلال عصرهم. كما واجهت هذه الدولة تحديات كبرى، أبرزها الغارات والمحاولات المتكررة لغزو الهند من قبل المغول. لكنها نجحت في حماية حدودها والحفاظ على استقلالها مما مهد الطريق لظهور السلالات اللاحقة التي حكمت سلطنة دلهي مثل الخلجيين والتغلقيين. و تعد هذه الفترة نقطة انطلاق لأكثر من ثلاثة قرون من الحكم الإسلامي لسلطنة دلهي، والتي لولا جهود قطب الدين أيبك وتأسيسه لها ربما كان مسار التاريخ في المنطقة مختلف تماماً.[2] 

تعرف أيضًا على: مهاتير محمد: القائد الذي غير مسار ماليزيا الحديث

من بنى قطب منار؟

قطب الدين أيبك

يعتبر “قطب منار” (Qutb Minar) أحد أبرز المعالم المعمارية الإسلامية في الهند والعالم وهو برج ضخم يقع في دلهي مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. السؤال “من بنى قطب منار؟” يحمل إجابة متعددة الأوجه فالبناء لم يتم على يد شخص واحد بل هو عمل مشترك بدأه مؤسس السلالة واستكمله خلفاؤه. بدأ بناء قطب منار على يد قطب الدين أيبك نفسه في عام 1192م وذلك احتفال بالنصر والفتح الإسلامي على دلهي، ولكي يكون منارة (مئذنة) لمسجد قوة الإسلام المجاور والذي كان قطب الدين أيبك قد بدأ في تشييده قبله.

خلال فترة حكم أيبك القصيرة تم الانتهاء من الطابق الأرضي فقط من البرج وكان الهدف من هذا الصرح الضخم هو أن يكون رمز للقوة والعظمة فكان أيبك يتطلع إلى أن يكون البرج شاهد على تأسيس الدولة الجديدة. لكن القدر لم يمهله ليكمل مشروعه المعماري الطموح فبعد وفاته المفاجئة، تولى صهره وخليفته شمس الدين إلتتمش مسؤولية إكمال البناء. ويعود الفضل إلى إلتتمش في إضافة ثلاثة طوابق أخرى إلى البرج ليصبح المجموع أربعة طوابق وهو ما يمثل غالبية الهيكل الذي نراه اليوم.

لاحقاً تعرض البرج لأضرار بالغة نتيجة صواعق وضربات طبيعية خاصة في عهد السلطان فيروز. شاه تغلق في القرن الرابع عشر الميلادي. فقام فيروز شاه بإصلاح الأضرار وأضاف الطابق الخامس والأخير إلى البرج. حيث كان هذا الطابق يتميز بأسلوب مختلف قليلاً عن الأجزاء التي بناها قطب الدين أيبك وإلتتمش. وهكذا فإن قطب منار يعتبر شهادة حية على فترة حكم سلالة المماليك والسلالات اللاحقة في سلطنة دلهي. لكن الأساس والبدء والرمزية التأسيسية كلها تعود إلى قرار ورؤية المؤسس الأول.

تعرف أيضًا على: مياموتو موساشي سيد السيف وفيلسوف القتال

من هو قطب الدين الأشكوري؟

يجب التمييز بين مؤسس سلطنة دلهي قطب الدين أيبك. وبين شخصيات أخرى تحمل اسم “قطب الدين”. مثل قطب الدين الأشكوري فلم يكن قطب الدين الأشكوري شخصية سياسية أو عسكرية. بارزة في سلطنة دلهي على غرار المؤسس، بل كان عالم وفقيه وشيخ صوفي من الفترة اللاحقة.

وإليك تفصيل بخصوص قطب الدين الأشكوري

قطب الدين أيبك

  • أصله ونشأته: هو محمد بن محمود الأشكوري وينتمي إلى منطقة أشكور في بلاد فارس (إيران حالياً). نشأ في بيئة علمية ودينية وتلقى علومه الشرعية والفلسفية في مراكز التعليم الكبرى في بلاد فارس.
  • مجاله العلمي: كان قطب الدين الأشكوري من أبرز علماء الفقه والأصول. و اشتهر بتدريسه وتأليفه في الفقه الشافعي وله العديد من الشروحات والمؤلفات القيمة في هذا المجال.
  • ارتباطه بالصوفية: كان له توجه صوفي واشتهر بالزهد والتقوى. لكن لم يكن له دور مباشر في السياسة أو الحكم مقارنةً بالدور التأسيسي لـ قطب الدين أيبك.
  • التاريخ والزمان: عاش قطب الدين الأشكوري في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين. أي بعد فترة حكم دولة المماليك في دلهي بقرون مما يؤكد أنه شخصية مختلفة تماماً عن المؤسس التاريخي.
  • سبب الخلط: يعود الخلط بينه وبين شخصيات أخرى إلى شيوع اسم “قطب الدين” (والذي يعني قطب الدين أو محور الإيمان). كلقب ديني أو اسم علم في العالم الإسلامي مما يتطلب تحديد السياق التاريخي لتجنب اللبس.
  • دوره في سلطنة دلهي: لا يوجد سجل تاريخي يشير إلى أن الأشكوري. كان له دور فعال أو حكمي في سلطنة دلهي. بل يظل اسمه مرتبط بجهوده العلمية والفقهية التي أسهمت في المكتبة الإسلامية بشكل عام.

تعرف أيضًا على: لي كوان يو رؤى وإرث زعيم سنغافورة المؤسس

في الختام يظل اسم قطب الدين أيبك محفور بأحرف من ذهب كأول من ثبت أقدام الحكم الإسلامي المستقل في الهند. وباعتباره المؤسس الحقيقي لسلطنة دلهي. فإن مسيرته من مملوك إلى سلطان وبدؤه في بناء صروح معمارية خالدة. مثل قطب منار تؤكد عظمة شخصيته وقدرته على تحويل حلم التأسيس إلى حقيقة راسخة. لقد وضع أيبك الأسس التي بنيت عليها إمبراطوريات لاحقة. وظلت دولته المماليك نقطة الانطلاق لتاريخ طويل وحافل من الحكم والسلطة في شبه القارة الهندية.

اسئلة حول قطب الدين أيبك

س1: من هو قطب الدين أيبك وما هو لقبه الأشهر؟

ج1: قطب الدين أيبك هو القائد العسكري التركي الأصل ومؤسس دولة المماليك في الهند (سلطنة دلهي) عام 1206م. يعرف بلقبه الأشهر “لاك بخش” والذي يعني “واهب المائة ألف” نظراً لكرمه وسخائه الكبيرين.

س2: ما هي أهم الإنجازات التي حققها قطب الدين أيبك كحاكم؟

 ج2: أهم إنجازاته هي تأسيس سلطنة دلهي كدولة مستقلة عن الغوريين واتخاذ دلهي عاصمة لها بدل من لاهور وبدء بناء مسجد قوة الإسلام ووضع الأساس لبرج قطب منار التاريخي.

س3: كيف انتهت حياة قطب الدين أيبك؟

ج3: انتهت حياته نهاية مفاجئة عام 1210م إثر حادث أثناء لعبه لعبة البولو (الصولجان) في لاهور حيث سقط من ظهر حصانه وتوفي على الفور.

س4: ما هو الفرق بين قطب الدين أيبك وشمس الدين إلتتمش؟

 ج4: قطب الدين أيبك هو المؤسس الأول للسلطنة أما شمس الدين إلتتمش فهو صهره ومملوكه وخليفته ويعتبر المؤسس الحقيقي لترسيخ السلطنة وتوسيع حدودها وهو من أكمل بناء قطب منار.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة