كيف احفظ نفسي من الشيطان: أذكار وأعمال وقائية

الكاتب : آية زيدان
09 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 32
منذ 5 أيام
كيف تبني لنفسك بيتاً في الجنة
عناصر الموضوع
1- قوة الاستعاذة والبسملة
2- التحصين بقراءة آية الكرسي
3- قراءة المعوذات والأذكار الصباحية
أ- المعوذتان:
ب- أذكار الصباح:
ج- آية الكرسي:
د- سورة الإخلاص (ثلاث مرات):
4- اجتناب مواطن الشبهات والمعاصي
5- الصحبة الصالحة ودورها
6- التوبة والاستغفار الدائم

عناصر الموضوع

1- قوة الاستعاذة والبسملة

2- التحصين بقراءة آية الكرسي

3- قراءة المعوذات والأذكار الصباحية

4- اجتناب مواطن الشبهات والمعاصي

5- الصحبة الصالحة ودورها

6- التوبة والاستغفار الدائم

يواجه الإنسان في حياته اليومية تحديات عديدة، ومن أبرزها وساوس الشيطان التي تسعى لإبعاده عن طريق الحق. لذا، من الضروري أن يتسلح المسلم بأذكار حفظ النفس وأعمال وقائية تحميه من هذه الوساوس. في هذا المقال، اكتشف أهم الأذكار والأعمال التي توصيك بها الشريعة لحماية نفسك من همزات الشيطان، وتعزيز حصانتك الإيمانية يومياً.

1- قوة الاستعاذة والبسملة

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم هي طلب الحماية واللجوء إلى الله تعالى للوقاية من وساوس الشيطان وشروره. قال الله تعالى: “فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم” (سورة النحل: 98). هذا الأمر الإلهي يدل على أهمية الاستعاذة عند البدء بتلاوة القرآن، وهي تُعد سلاحًا قويًا للمؤمن للتحصن من تأثيرات الشيطان.

أما البسملة، بقول “بسم الله الرحمن الرحيم”، فهي استفتاح لكل عمل صالح، وتُستحب عند البدء بأي فعل، سواء كان قراءة القرآن، أو تناول الطعام، أو دخول المنزل، كما أن البسملة تذكير بأن الله هو المهيمن والمسيطر، وأن كل شيء يبدأ باسمه ينال البركة والتوفيق، وكما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر” (رواه ابن حبان).

بالاستعاذة والبسملة، يضع المسلم نفسه تحت حماية الله، ويستحضر عظمته ورحمته، مما يجعله في مأمن من وساوس الشيطان ويمنحه الطمأنينة والسكينة في كل أعماله.[1]

2- التحصين بقراءة آية الكرسي

تُعَدُّ آية الكرسي من أعظم آيات القرآن الكريم، ولها فضل كبير في تحصين النفس والبيت من الأذى والشيطان.

ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت”. كما ثبت في السنة النبوية أن قراءة آية الكرسي تحفظ القارئ من الشيطان، وتطرد الأذى، وتعدُّ من أسباب دخول الجنة.

لذا، ينصح بقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة مكتوبة، وعند دخول المنزل، وقبل النوم، لتحصين النفس والبيت من الأذى والشيطان. كما يُنصح بقراءة آية الكرسي 11 مرة عند دخول المنزل، بينما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء”.

لذا، يُنصح بقراءة آية الكرسي، ما ينصح أيضاً بقراءة آية الكرسي 7 مرات في كل زاوية من زوايا المنزل، لتحصين المنزل من الأذى والشيطان، ويُفضل قراءة آية الكرسي بتركيز وخشوع، مع التأمل في معانيها، والاعتقاد الجازم بفضلها وأثرها في تحصين النفس والبيت.[2]

3- قراءة المعوذات والأذكار الصباحية

قراءة المعوذات والأذكار الصباحية تعَدُّ من الوسائل الفعّالة لتحصين النفس من الشيطان والشرور. إليك بعض أذكار حفظ النفس الموصى بها:

أ- المعوذتان:

سورة الفلق: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”

سورة الناس: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَٰهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ”

من أعظم فوائدها تحصين النفس من شرور الجن والإنس، وتمنع الوساوس الشيطانية.

ب- أذكار الصباح:

اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير.

أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

اللهم إني أسالك خير هذا اليوم فتحه ونصره وبركته وهداه.

ج- آية الكرسي:

(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ). [البقرة:255] 

د- سورة الإخلاص (ثلاث مرات):

(قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ  ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ  لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ  وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ 

يفضل أن تقرأ هذه الأذكار بصوت منخفض مع التركيز والخشوع. لذلك ابدأ يومك بأذكار حفظ النفس بشكل مستمر، وستشعر بتحسن في صحتك النفسية والروحية.

بالإضافة إلى ذلك، قراءة أذكار حفظ النفس مع اليقين بأن الله هو الحامي سيزيد من أثرها، كما أن الاهتمام بالأذكار الصباحية والمساء يساعد في الحفاظ على نفسك وحمايتها من أي شرور شيطانية.[3]

4- اجتناب مواطن الشبهات والمعاصي

لحماية النفس من الشيطان، ينصح المسلم باجتناب مواطن الشبهات والمعاصي، بينما يعتبر ذلك من وسائل الوقاية الفعّالة. الشبهات هي الأمور التي يلتبس فيها الحق بالباطل، مما يجعل من الصعب التمييز بينهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام…”

لذا، ينصح المسلم بالابتعاد عن الأمور المشكوك فيها، والتمسك بما هو معلوم من الدين بالضرورة، ومن الشبهات الأمور التي لا تطمئن إليها نفسك الطيبة، فدعها إلى ما تطمئن إليه عملاً بحديث (دع ما يريبك إلا ما لا يريبك)، وقد رواه الترمذي والنسائي وغيرهما عن الحسن ابن علي رضي الله عنهما

بالإضافة إلى اجتناب المعاصي؛ فالمعاصي تفتح أبواب الشيطان وتضعف مناعة النفس. قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت:45]، والمحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها، والابتعاد عن المحرمات، من أسباب الوقاية من الشيطان.[4]

5- الصحبة الصالحة ودورها

الصحبة الصالحة تعدّ من أعظم النعم التي يمكن أن ينعم بها المسلم، بينما تعين على الثبات في الدين، وتجنب المعاصي، وتقوية الإيمان.

فيما يلي أهمية دور الصحبة الصالحة:

أهمية دور الصحبة الصالحة وكيف احفظ نفسي من الشيطان وأذكار حفظ النفس

  • تعزيز الاستقامة والثبات على الدين: الصحبة الصالحة تعين المسلم على الاستقامة، وتجنبه الوقوع في الفتن والشهوات.
  • التشجيع على الأعمال الصالحة: الأصدقاء الصالحون يشجعون بعضهم البعض على أداء الطاعات والعبادات، مثل الصلاة، وقراءة القرآن، والصدقة.
  • التوجيه والنصيحة: الصديق الصالح يقدم النصيحة والإرشاد، ويذكر صاحبه بالله، مما يساعد على تهذيب السلوك وتقوية الإيمان.
  • الوقاية من المعاصي والفتن: الصحبة الصالحة تقي المسلم من الوقوع في المعاصي، وتساعده على تجنب الفتن والشبهات.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.” لذلك اختاروا بعناية من تتخذونه صديقًا، فالصديق الذي ينفعكم في دينكم هو من يستحق صداقتكم، أما من لا يفيدكم في دينكم بل قد يضرّكم، فعليكم الابتعاد عنه.[5]

6- التوبة والاستغفار الدائم

التوبة والاستغفار من أهم الوسائل التي تحمي المسلم من الشيطان وتساعده على الحفاظ على نفسه في مواجهة وساوسه وفتنته. التوبة تعتبر وسيلة أساسية لتطهير النفس من الذنوب والخطايا. بالإضافة إلى ذلك فهي تمنح المسلم فرصة للعودة إلى الله والابتعاد عن تأثير الشيطان.

فعندما يخطئ الإنسان ويشعر بالتقصير، يصبح الاستغفار والتوبة وسيلة للتطهر. قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

بالإضافة إلى ذلك، الاستغفار يعزز الإيمان ويقوي العلاقة بين المسلم وربه، كما أن الاستغفار المستمر يساعد المسلم على البقاء في حالة طهارة وتقوى، مما يقلل من فرص الشيطان في التأثير عليه. رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر” (رواه البخاري).

التوبة أيضًا سبب رئيسي في نيل مغفرة الله، فالله تعالى يفتح أبواب التوبة لمن يندم بصدق على ما فعل. قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]. لذلك، التوبة من الذنوب تساهم في التخفيف من تأثير الشيطان على الإنسان.

علاوة على ذلك، الاستغفار يعمل على جلب الرزق والبركة في حياة المسلم. فقد قال الله تعالى: {فَقُلْتُ استَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12].[6]

وفي الختام، فإن الحماية من وساوس الشيطان تتطلب من المسلم أن يواظب على أذكار حفظ النفس والأعمال الوقائية التي تذكره بالله وتقوي إيمانه. فالأعمال الوقائية كالاستعاذة وقراءة آية الكرسي والمعوذات وأذكار الصباح. بالإضافة إلى ذلك اجتناب المعاصي ومخالطة الرفقة الصالحة، والتوبة الدائمة تمكن المسلم من مواجهة الشيطان والبعد عن وساوسه.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة