كيف تتخلص من الشيطان: التحصين بالذكر والعبادة

الكاتب : آية زيدان
09 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 349
منذ 3 أشهر
دعاء التحصين من الشيطان
عناصر الموضوع
1- أعداء الإنسان الثلاثة (الشيطان والنفس والهوى)
أ- الشيطان
ب- النفس الأمارة بالسوء
ج- الهوى
2- أساليب الشيطان للإغواء
3- الاستعاذة والأذكار اليومية
4- قوة الصلاة والقرآن
5- اجتناب مواطن الشبهات
6- الثبات على الدين والتحصن بالصالحين
أ- الثبات على الدين
ب- التحصن بالصالحين

عناصر الموضوع

1- أعداء الإنسان الثلاثة (الشيطان والنفس والهوى)

2- أساليب الشيطان للإغواء

3- الاستعاذة والأذكار اليومية

4- قوة الصلاة والقرآن

5- اجتناب مواطن الشبهات

6- الثبات على الدين والتحصن بالصالحين

الشيطان عدو للإنسان، يتربص به ليضله عن سبيل الحق، ويوسوس له بالسوء، وهو لا يكل ولا يمل عن إغواء الإنسان وإفساد عمله، ولذلك فإن المسلم بحاجة إلى تحصين نفسه من شرور الشيطان، وحماية قلبه وإيمانه من وساوسه، في هذا المقال، سنتناول أعداء الإنسان الثلاثة، وأساليب الشيطان في الإغواء، وكيفية الاستعاذة والأذكار اليومية، وقوة الصلاة والقرآن في حماية النفس ودعاء التحصين من وساوس الشيطان.

1- أعداء الإنسان الثلاثة (الشيطان والنفس والهوى)

الإنسان في صراعه مع نفسه والشيطان يواجه ثلاثة أعداء رئيسيين. بينما لابد من معرفتهم لكي يتمكن من حماية النفس منهم:

أعداء الإنسان الثلاثة

أ- الشيطان

هو العدو اللدود للإنسان، يسعى إلى إضلاله عن سبيل الحق، ويوسوس له بالسوء، الشيطان لا ييأس ولا يكل عن إغواء الإنسان، فهو يتربص به في كل وقت وحين، ويستخدم كل الوسائل المتاحة لإضلاله عن طريق الحق، فقال – تعالى -: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].

ب- النفس الأمارة بالسوء

هي النفس التي تميل بطبيعتها إلى الشهوات والملذات، وتدفع الإنسان إلى ارتكاب المعاصي والذنوب، النفس الأمارة بالسوء هي عدو للإنسان، فهي تحاول أن تمنعه من طاعة الله والعمل الصالح، قال تعالي﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53].

ج- الهوى

هو الرغبة الشديدة في شيء معين، وقد يتعارض الهوى مع ما يرضي الله، الهوى يدفع الإنسان إلى اتباع الشهوات والنزوات، ويحجبه عن رؤية الحق، قال الله – تعالى -: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ [الجاثية: 23].[1]

2- أساليب الشيطان للإغواء

للشيطان أساليب عديدة ومختلفة للإغواء، فهو يتسلل إلى قلب الإنسان بشتى الطرق، ويستخدم كل الوسائل المتاحة لإضلاله عن سبيل الحق، من أهم هذه الأساليب:

  • الوسوسة: يزرع الشيطان في قلب الإنسان الشكوك والوساوس، ويحاول أن يقنع الإنسان بأن ما يفعله من خير ليس له قيمة.
  • الفتنة: يفتن الشيطان الإنسان بالشهوات والملذات، ويجعله ينسى الله وعبادته.
  • الإغراء: يغري الشيطان الإنسان بالمعاصي والذنوب، ويجعلها تبدو سهلة وممتعة.
  • الإحباط: يحاول الشيطان إحباط الإنسان وإياسه من رحمة الله، ويجعله يشعر باليأس والقنوط.
  • التفرقة بين الناس: يشجع الشيطان على الفرقة والاختلاف بين الناس، ويحاول إثارة الفتن والشقاق.[2]

3- الاستعاذة والأذكار اليومية

الاستعاذة بالأذكار اليومية هي سلاح قوي ضد الشيطان. ودعاء التحصين من وساوس الشيطان، وهي من أفضل الطرق لحماية النفس من وساوسه ومكائده، ومن الألفاظ الواردة في الاستعاذة: ما جاء في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، كَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ»، ثُمَّ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا» ثَلَاثًا، «أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ». رواه أبو داود، والترمذي، وغيرهما. بينما من أهم الأذكار:

  • أذكار الصباح والمساء: مثل الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقراءة آية الكرسي، والمعوذتين.
  • أذكار بعد الصلاة: مثل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغفار.
  • أذكار النوم: مثل قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين قبل النوم.
  • الأذكار اليومية: مثل لا إله إلا الله، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر.[3]

4- قوة الصلاة والقرآن

الصلاة والقرآن هما أعظم سلاحين ضد الشيطان، فهما يربطان العبد بربه، ويقويان إيمانه، ويحميانه من وساوس الشيطان، هي عمود الدين، وهي تجعل القلب خاشعًا لله، وتبعد الشيطان عن العبد، الصلاة تجعل المؤمن يشعر برباطة الجأش والطمأنينة، وتزيد من إيمانه بالله.

القرآن هو كلام الله، وهو شفاء لكل داء، وقراءة القرآن تزيد الإيمان وتقوي القلب، فاتباع القرآن والسنة حماية للنفس وطرد الشيطان، كما يغيظه أعظم إغاظة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله، وفي رواية أبي كريب: يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنّة، وأُمرتُ بالسجود فأبيت، فلي النار. رواه مسلم.[4]

5- اجتناب مواطن الشبهات

اجتناب مواطن الشبهة هو من أهم وسائل حماية النفس من الشيطان، فالشيطان يتربص بالإنسان في مواطن الضعف، ويحاول استغلالها لإغوائه. قال الله جل وعلا﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[ النور: 21]. بينما من أهم مواطن الشبهة:

  • الخلوة بالنساء الأجنبيات: يجب على المسلم أن يتجنب الخلوة بالنساء الأجنبيات، حتى لا يقع في الفتنة.
  • النظر إلى المحرمات: يجب على المسلم أن يغض بصره عن كل ما يحرم الله.
  • مجالسة السوء: يجب على المسلم أن يجتنب مجالسة السوء، فإن الصاحب ساحب.
  • الأماكن المشبوهة: يجب على المسلم أن يتجنب الأماكن المشبوهة، مثل أماكن اللهو والملاهي.[5]

6- الثبات على الدين والتحصن بالصالحين

الثبات على الدين والتحصن بالصالحين هما من أهم وسائل حماية النفس من شرور الشيطان، وهما بمثابة حصن حصين يحمي الإنسان من وساوس الشيطان ومكائده.

أ- الثبات على الدين

الثبات على الدين يعني التمسك بأوامر الله واجتناب نواهيه، والعمل بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، الثبات على الدين يتطلب من الإنسان أن يكون على يقين بأن الله هو الحق، وأن الإسلام هو الدين الحق. بينما من أهم وسائل الثبات على الدين:

  • قراءة القرآن الكريم: قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفكر تزيد الإيمان وتقوي العلاقة بالله.
  • حضور مجالس العلم: الاستماع إلى العلماء والعلماء يزيد العلم والمعرفة، ويحمي من الضلال والبدع.
  • الاجتماع مع الصالحين: الاختلاط بالصالحين يزيد من الإيمان ويقوي العزم على فعل الخير.
  • الدعوة إلى الله: الدعوة إلى الله وحسناته هي من أعظم الأعمال الصالحة، وهي تدل على قوة الإيمان.

ب- التحصن بالصالحين

الصالحون هم خير أنصار للإنسان في دينه ودنياه، فالأصدقاء الصالحون يساعدون بعضهم البعض على الخير، وينصحون بعضهم البعض، ويحذرون بعضهم من الشر. بينما من فوائد التحصن بالصالحين:

  • نيل البركة: الصالحون مباركون، ومن والاهم فإنه يشاركهم في بركتهم.
  • الحصول على النصيحة: الصالحون ينصحون إخوانهم ويوجهونهم إلى طريق الحق.
  • التقوية على طاعة الله: الصالحون يشجعون بعضهم البعض على طاعة الله والبعد عن المعاصي و.[6]

الشيطان عدو للإنسان، ولكنه لا يقدر على شيء إلا بإذن الله، فبالاستعانة بالله، والالتزام بالأذكار اليومية، والصلاة، وقراءة القرآن، واجتناب مواطن الشبهة، والتحصن بالصالحين ودعاء التحصين من وساوس الشيطان. بينما يمكننا أن ننتصر على الشيطان ونحقق السعادة في الدنيا والآخرة،” وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98)” (المؤمنون)

في الختام، لا تنسَ أن التوبة والاستغفار هما مفتاح النجاة من شرور الشيطان، وأن الله غفور رحيم بعباده، فلتكن توبتنا نصوحًا، وليكن عزمنا على طاعة الله قوياً، حتى ننال رضاه والنجاة من عذابه.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة