كيف تتكيف البرمائيات مع البيئات المختلفة؟

الكاتب : نورهان عاطف
26 أكتوبر 2024
منذ 4 أسابيع
عناصر الموضوع
1- سبب تسمية البرمائيات بهذا الاسم؟
2- دورة حياة البرمائيات
3- أهم الخواص الأحيائية للكائنات البرمائية
4- كيف تتكيف البرمائيات مع البيئات المختلفة؟

عناصر الموضوع

1- سبب تسمية البرمائيات بهذا الاسم؟

2- دورة حياة البرمائيات

3- أهم الخواص الأحيائية للكائنات البرمائية

4- كيف تتكيف البرمائيات مع البيئات المختلفة؟

البرمائيات هي مجموعة من الحيوانات الفقارية التي تتميز بقدرتها على التكيف مع مختلف أنواع المناخ، سواء في البر أو الماء. رغم أنها تستطيع العيش في بيئات متنوعة، تفضل البرمائيات العيش في المناطق الرطبة لحماية جلودها وأجسامها من الجفاف.

يمكن العثور عليها في البحار والمحيطات، وكذلك بالقرب من المياه العذبة في جميع أنحاء العالم، باستثناء القارة القطبية. تمضي البرمائيات جزءًا من دورة حياتها في الماء، حيث يمكن أن تتكاثر فيه، كما أنها قد تعود إلى الماء بعد اكتمال نموها.

إضافة إلى ذلك، تتمتع البرمائيات بقدرة على التكيف مع درجات الحرارة المتنوعة، سواء كانت مرتفعة أو منخفضة.

البرمائيات هي مجموعة من الفقاريات تتميز بجلدها الرطب والناعم، وخلوها من الحراشف والشعر. تمر معظم البرمائيات بتحول كامل خلال دورة حياتها، حيث تبدأ حياتها كيرقات تعيش في الماء وتتنفس بالخياشيم، ثم تتحول تدريجيًا إلى شكلها البالغ الذي يعيش على اليابسة ويتنفس بالرئتين.

1- سبب تسمية البرمائيات بهذا الاسم؟

في اللغة العربية، يُعرف “البَرْمَائِي” بأنه الكائن الحي الذي ينتمي إلى البيئتين البرية والمائية. تتضمن هذه الفئة حيوانات ونباتات تعيش في كليهما، مثل الضفادع والتماسيح. وفقًا للموسوعة في علوم الطبيعة، يُعرَّف البرمائي أو القارب بأنه “كل حيوان يسكن الماء ولكنه يستطيع الخروج منه لبعض الوقت، مثل الفقمة وفرس البحر والتماسيح”.

علميًا، تُطلق هذه التسمية على الأنواع التي تنتمي إلى طوائف معينة من الحيوانات، مثل الضفادع والعلاجيم، التي تعيش جزءًا من حياتها في الماء متنفّسة بالخياشيم، وتُكمل طورًا آخر على اليابسة متنفّسة بالرئتين. تُعرف البرمائيات أيضًا بـ”القوارب”، ومفردها “قارب”، حيث يُعرَّف هذا المصطلح في قاموس المورد بأنه “طائفة من الفقاريات تقضي جزءًا من دورتها الحياتية في المياه العذبة وجزءًا آخر على اليابسة”.

البرمائي هو كائن “قادر على العيش على اليابسة وفي الماء”. وفي معجم الحيوان لأمين المعلوف، تُسمى هذه الكائنات “ذوات الحياتين” أو “ذوات العمرين”، حيث عدّ طائفة من الفقاريات تعيش في البيئتين، كضفادع. بعض المراجع تُشير إلى أن مصطلح “القارب” يُستخدم للدلالة على التاجر الذي يتنقل بين البحر والبر، وقد استُعير هذا المصطلح لوصف هذه الكائنات، حيث أطلق عليها البعض “برمائيات” كمصطلح مُركب من “البر” و”الماء”.

كما ورد في “قاموس حتي الطبي الجديد” أنه “القوارب – واحدها فارب، والبرمائيات – حيوانات فقارية تعيش على اليابسة وفي الماء، مثل الضفادع”. [1]

2- دورة حياة البرمائيات

تمرّ معظم البرمائيات بسلسلة من التغييرات الجسدية منذ ولادتها وحتى بلوغها. تبدأ الحالة النمطية لتطور البرمائيات عندما تضع الإناث بيوضهن في الماء، حيث تفقس هذه البيوض لتخرج الشراغيف التي تتكيف مع حياتها المائية. تمتلك شراغيف الضفادع والعلاجيم والسمندل خياشيم مثل الأسماك.

تنظم تركيز هرمونات الغدة الدرقية في الدم، بالإضافة إلى بروتين البرولاكتين، هذه التغييرات الجسدية. تعمل الهرمونات على تحفيز التحولات الأحيائية، بينما يقوم البرولاكتين بمقاومة تأثير هذه الهرمونات، مما يساعد في ضبط شكل الكائن البرمائي والحفاظ عليه ضمن السياق الطبيعي.

نظرًا لأن معظم عملية تطور أجنة البرمائيات تحدث خارج جسم الأم، فإنها تتعرض للعديد من التكيفات نتيجة للظروف الطبيعية. لهذا السبب، يمكن أن يظهر أحيانًا نتوءات قرنية للشراغيف بدلاً من الأسنان، أو امتدادات شبيهة بالشوارب بدلاً من الزعانف، أو كليهما معًا. كما قد ينمو لها عضو حسي جانبي خطي مشابه لذلك الخاص بالأسماك. بعد اكتمال التحول، تصبح هذه الأعضاء زائدة عن الحاجة، فيقوم الجسم بامتصاصها في عملية تُعرف بالاستماتة.

تتميز البرمائيات بمجموعة غنية من التكيفات مع الظروف البيئية، ولا يزال العلماء يكتشفون المزيد منها بشكل دوري.

3- أهم الخواص الأحيائية للكائنات البرمائية

تتميز الكائنات البرمائية بعدد من الخصائص الأحيائية التي تميزها عن غيرها من الكائنات الحية، ومن أبرز هذه الخصائص:

التحول الفريد:

تمر البرمائيات بمرحلة تحول معقدة تبدأ من الشرغوف في الماء، حيث تتنفس بالخياشيم، ثم تتحول إلى شكل بالغ يتنفس بالرئتين ويعيش على اليابسة.

الجلد الرطب:

يمتلك جلد البرمائيات غددًا مخاطية تساعدها على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يمكنها من العيش في بيئات رطبة والتكيف مع الظروف المختلفة.

التنفس المزدوج:

تستطيع البرمائيات التنفس عبر الجلد والرئتين، مما يمنحها القدرة على العيش في البيئات المائية والبرية.

التكاثر في الماء:

تُفضل معظم البرمائيات التكاثر في الماء، حيث تضع الإناث بيوضها، مما يوفر بيئة آمنة للشراغيف.

القدرة على التكيف:

تتمتع البرمائيات بقدرة كبيرة على التكيف مع درجات الحرارة المختلفة، مما يساعدها على البقاء في ظروف بيئية متغيرة.

النظام الغذائي المتنوع:

تعد البرمائيات من الكائنات آكلة اللحوم في مرحلة الشرغوف، حيث تتغذى على الطحالب، ثم تصبح لاحمَة في مرحلة البلوغ، حيث تتغذى على الحشرات واللافقاريات.

الحساسية للتغيرات البيئية:

تُعتبر البرمائيات مؤشرات حيوية جيدة على صحة البيئة، إذ تستجيب سريعًا للتغيرات في البيئة المحيطة، مما يجعلها حساسة للتلوث وفقدان المواطن.

الأعضاء الحسية المتطورة:

تمتلك البرمائيات أعضاء حسية متطورة، مثل العيون والأنف، مما يساعدها في التفاعل مع بيئتها بشكل فعال.

تجمع هذه الخصائص بين الجوانب الفسيولوجية والسلوكية للبرمائيات، مما يجعلها فئة فريدة من الكائنات الحية.[2]

4- كيف تتكيف البرمائيات مع البيئات المختلفة؟

تتكيف البرمائيات مع ظروف البيئة المختلفة بطرق متنوعة، ومن أهم هذه الطرق:

  • تحول الجلد: يمتلك جلد البرمائيات طبقات سميكة تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم ومنع فقدان الماء بالتبخر في البيئات الجافة. كما يساهم الجلد في امتصاص الأكسجين وإفراز ثاني أكسيد الكربون.
  • تكيف الجهاز التنفسي: تحتوي بعض البرمائيات على أربطة خياطية بين الأضلاع، مما يسمح بتمدد حجم الصدر أثناء التنفس، مما يسهل عملية امتصاص الأكسجين.
  • تكيف العيون: تتميز البرمائيات بعيون خاصة تتيح لها الرؤية في البيئات الرطبة. فبعضها يمتلك عدسات مسطحة تتكيف مع الضوء المنعكس على سطح الماء، بينما تمتلك أخرى عيونًا حساسة للضوء الخافت.
  • تكيف الحركة: تتمتع البرمائيات بأرجل طويلة وهيكل عظمي مرن، مما يمكنها من السباحة والزحف على الأرض والتحرك برشاقة في الأشجار.

تساعد هذه التكيفات البرمائيات على البقاء في بيئات متنوعة والتكيف مع التغيرات المحيطة بها. [3]

تُعتبر البرمائيات من الكائنات الحية الفريدة التي تعكس تنوع الحياة على كوكب الأرض. تتميز بقدرتها الفائقة على التكيف مع البيئات المختلفة، سواء كانت مائية أو برية، مما يمنحها ميزة البقاء في ظروف متغيرة.

تتجلى هذه القدرة في سلسلة من التكيفات الفسيولوجية والسلوكية، مثل تحول الجلد الذي يحافظ على الرطوبة، وتكيف الجهاز التنفسي الذي يسهل عملية التنفس، وتنوع حركة الأرجل التي تمكنها من الانتقال بين البيئات بسلاسة.

تُعد البرمائيات مؤشرات حيوية على صحة النظام البيئي، حيث تعكس التغيرات في البيئة المحيطة. ومع التحديات التي تواجهها، مثل فقدان المواطن والتلوث، تظل دراسة تكيفاتها البيئية مهمة لفهم كيفية حماية هذه الأنواع وضمان استمراريتها. إن البحث المستمر في سلوكيات البرمائيات وتكيفاتها سيساهم في تعزيز الوعي بالحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة