كيف تكون من أهل الجنة: صفات وممارسات من القرآن والسنة

عناصر الموضوع

1- الإيمان والإخلاص في العمل

2- بر الوالدين وصلة الأرحام

3- الأخلاق الرحيمة والتواضع

4- الإكثار من النوافل والسنن

5- ترك الكبائر ولزوم التوبة

كيف تكون من أهل الجنة : صفات وممارسات من القرآن والسنة. إن الحديث عن الجنة يسوق النفوس إلى رحاب الملك القدوس. فالجنة هي دار النعيم والجزاء الجزيل الذي أعده الله لأهل الطاعة. وهي النعيم الكامل الذي لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر. لا هم فيها ولا خصام.لا مرض ولا حزن ولا تعب ولا نوم… فكيف تكون من أهل الجنة؟

1- الإيمان والإخلاص في العمل

إن الإيمان بالله شرط لدخول الجنة ويجب أن يرافقه العمل الصالح ولعل من أفضل الأعمال أجرًا هي الأعمال النافعة للآخرين؛ وذلك بسبب أن نفعها لا يقتصر على الشخص فقط بل يمتد للكثير من الناس. فيكون النفع عامًا للجميع. ومن الأمثلة على الحسنات الجارية:

الدعوة إلى الله ونشر العلم الشرعي و بناء مسجد أو بئر ماء أو مستشفى أو مدرسة ونشر المصاحف في المساجد وتوزيع الكتب الشرعية للراغبين في طلب العلم.

العدل وهو إحقاق ما هو حق وإبطال ما هو باطل. ورد المظالم وإنصاف المظلوم. ويصل معناه أيضا إلى الإصلاح بين المتشاحنين. التعاون على البر والخير من الأخلاق الرفيعة التي تعمل على نهضة المجتمع. قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٧١﴾-سورة التوبة. الآية: 71.

فضل المشي إلى الصلاة وأثره في الفوز بالجنة

يعتبر التعاون مهم في حياة الناس فيما بينهم لأن الإنسان لا يستطيع أن يعمل وحده لجلب المصالح وردء المفاسد. وكما يقول المثل: يد واحدة لا تصفق. لذلك فالتعاون في القيام بكل المبادرات الجماعية التي تدعو إلى العمل الصالح يجعل المجتمع مزدهرًا ومتماسكًا.

الكلمة الطيبة ومعناها التاركة أثرا حسنا لدى المستمع ومن أمثلتها إفشاء السلام. وتشميت العاطس. والأمر بالمعروف. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بها في قوله: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ٥٣﴾-سورة الإسراء. الآية: 53.

المشي إلى الصلاة من الأعمال الصالحة التي دعا النبي ﷺ إليها وكذلك الحرص على صلاة الجماعة لأنه بكل خطوة إلى الصلاة حسنة والحسنة بعشر أمثالها. وفي ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة. وخطوة تكتب له حسنة ذاهبًا وراجعا.»-حديث صحيح رواه أحمد.و كل هذه الأعمال إجابة لسؤال كيف تكون من أهل الجنة؟ [1]

2- بر الوالدين وصلة الأرحام

إن صلة الرحم تعد من أسباب تحصيل محبته – سبحانه وتعالى – للواصل بظاهر نص الحديث فكيف تكون من أهل الجنة بدون رضا والديك؟!. وأن قطعها من موانع حصول تلك المحبة بمفهوم مخالفة هذا الحديث. وما أوردنا من آياتٍ وأحاديث. وإن لم تصرح بلفظ المحبة. أدلةٌ صالحةٌ على ذلك.

وبر الوالدين أول المأمورات بعد توحيد الله تعالى. أو على الأكثر بعده وبعد الصلاة والزكاة.. قال سبحانه: ﴿ وأوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً ﴾ [مريم: 31-32]. وعقوق الوالدين أول المحذورات بعد الشرك. وأن هذا البر هو السبب الثالث من أسباب تحصيل محبة الله – عز وجل – بعد الإيمان والصلاة في أوقاتها؛ وذلك بظاهر نص حديث عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه – المتفق عليه. الذي جمع فيه بين كل من الصلاة في وقتها وبر الوالدين والجهاد. ثم إذا أضفنا حيث أحب الأعمال إيمان بالله يكون الإيمان بالله سابقا على الثلاثة التي تضمنها حديث ابن مسعود شرعا وعقلا؛ لأن ثلاثتها تأتي بعد الإيمان شرعا وعقلا. [2]

3- الأخلاق الرحيمة والتواضع

حثت الشرائع السماوية على التحلي بالقيم والأخلاق ونادى بها العلماء والمصلحون في كل زمان لأنها أساس بناء المجتمعات وظهور الحضارات وفي الآخرة هي أثقل في الميزان ولذلك كانت الأخلاق سببا لدخول الجنة والقرب من النبي صلى الله عليه وسلم و قد جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق التي كانت فيها بقية لدى العرب من نخوة وكرم وشهامة ونجدة للملهوف ونصرة الحق والمظلوم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

و يتصور بعض الناس أن حسن الخلق محصور في الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة فقط. ولكن الحقيقة أن حسن الخلق أشمل من ذلك فهو يعني بالإضافة للكلمة الطيبة و حسن المعاملة. التواضع وعدم التكبر ولين الطبع. ورحمة الصغير واحترام الكبير. ودوام البشر وحسن المصاحبة وسهولة الكلمة وإصلاح ذات البين والتواضع والصبر والحلم والصدق وغير ذلك من الأخلاق الحسنة التي تُؤْدَى في النهاية بصاحبها إلى الجنة. فكيف تكون من أهل الجنة بدون هذه الأخلاق؟ [3]

4- الإكثار من النوافل والسنن

و من الأعمال التي يحبها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وأجلها وأشرفها. وأفضلها هي الصلاة فكيف تكون من أهل الجنة وانت لا تصلي؟! وإذا كنت من المحافظين على الصلاة. والمكثرين من الطاعات. فأبشر بالخير بإذن الله.

وأيضا الحفاظ على النوافل التي بعد الصلاة كما جاء في الأحاديث. فصلاة ركعتين ترفع المسلم درجات في الجنة ويكتب له الحسنات وَتُمْحَى عنه السيئات.

فضل كثرة السجود ونيل شفاعة النبي ﷺ

كلنا يتمنى أن يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا والله شرف كبير. وبعمل يسير على من وفقه الله أن يداوم على النوافل والفرائض بكثرة السجود في الصلاة وينال هذا الشرف العظيم.

الجميع منا يريد أن يكون من أهل الجنة وهي هدف كل مؤمن ومؤمنة حتى ينعم بالجنة ويأكل من ثمارها ويستظل بظلها ويكون له بيتا خاص به في الجنة بعمل يسير أن يصلي النوافل التي بعد الصلوات. المواظبة على نوافل الصلاة دليل واضح على محبة العبد للصلاة واشتياقه لها. وعلى المسلم أن يجتهد قدر استطاعته بالتقرب إلى الله تعالى بالإكثار من نوافل الصلاة والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة. [4]

5- ترك الكبائر ولزوم التوبة

ممَّا لا شك فيه أن الناس لا يدخلون الجنة وعليهم ذنوب أو معاصٍ إرتكبوها في الحياة الدنيا.وذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل للجنة شرطًا. وهو خلو الإنسان من المعاصي والذنوب فكيف تكون من أهل الجنة وانت ترتكب المعاصي؟!. ودليل ذلك أن آدم -عليه السلام- لما خالف أمر الله أخرجه الله تبارك وتعالى من الجنة.

ولذلك لن يدخل الجنة أحد وعليه معصية واحدة في صحيفة حسناته. إذًا يبقى السؤال الآخر: ما الذي سيفعله الناس الذين لديهم المعاصي؟ من يسر الإسلام أن  جعل الله تبارك وتعالى لهم عشرات السُّبل والطُّرق والوسائل التي بها يتخلصون من هذه المعاصي. ومنها باب التوبة. وباب التوبة هذا بابٌ عظيمٌ. جعله الله تبارك وتعالى رحمةً بعباده. ويظلُّ هذا الباب مفتوحًا حتى تطلع الشمس من مغربها. وما من عبدٍ أذنب مهما كانت ذنوبه وسأل الله أن يغفر له إلَّا غفر الله له. و قصة الرجل الذي قتل مئة نفس. ورغم ذلك أدخله الله الجنة من الشواهد على ذلك. [5]

وفي ختام كيف تكون من أهل الجنة : صفات وممارسات من القرآن والسنة. فإن الجنة تستحق التضحية بكل الملذات من أجلها فنعيمها لا يُضَاهي أي نعيم نراه موجودًا في الدنيا.

• ويكيبيدياالإيمان والإخلاص فى العمل - بتصرف
• الالوكة الاجتماعيةبر الوالدين وصلة الأرحام - بتصرف
• بوابة الاهرامالأخلاق الرحيمة والتواضع - بتصرف
• صيد الفوائدالإكثار من النوافل والسنن - بتصرف
• اسلام ويبترك الكبائر ولزوم التوبة - بتصرف

مشاركة المقال

وسوم