كيف يحتفل مسلمو الصين بعيد الفطر؟

عناصر الموضوع 

1- عدد المسلمين في الصين وعاداتهم

2- كيف تقام صلاة العيد في الصين؟

3- أشهر الأطعمة الصينية في العيد

4- تقاليد تبادل الهدايا والتهاني

5- كيف يؤثر العيد على الجالية المسلمة؟

6- احتفالات المسلمين في المدن الصينية الكبرى

بعد صيام شهر كامل، ينتظر المسلمون الصينيون رؤية هلال عيد الفطر بشغف، ويستقبلونه بفرحة كبيرة. يحرص الذين يعملون بعيدًا عن أسرهم على العودة إلى ذويهم قبل حلول العيد. يمتد عيد الفطر لثلاثة أيام، تبدأ من فجر اليوم الأول، حيث تقوم كل أسرة بالتحضير، فيقوم الرجال بتنظيف المنزل وفنائه، بينما تتولى النساء إعداد الأطعمة. يرتدي جميع أفراد الأسرة ملابس جديدة ويتوضؤون.

1- عدد المسلمين في الصين وعاداتهم

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن المسلمين في الصين يشكلون ما بين 1.5% و4% من إجمالي السكان، حيث يتراوح عددهم بين 100 و120 مليون مسلم، ومعظمهم من أهل السنة والجماعة. يتركز أغلب هؤلاء المسلمين في منطقة تركستان الشرقية، حيث توجد عدة حركات إسلامية تسعى إلى الانفصال عن الصين وتأسيس دولة إسلامية في تلك المنطقة، مثل الحزب الإسلامي التركستاني.

وصل الإسلام إلى الصين من خلال محورين رئيسيين:

المحور البري: حيث دخل الإسلام من الغرب، وذلك عبر فتح التركستان الشرقية خلال العصر الأموي، وتحديدًا في منطقة كاشغر. وقبل نهاية القرن الهجري الأول، وصلت غزوات قتيبة بن مسلم الباهلي إلى الحدود الغربية للصين. ورغم أن الفتوحات الإسلامية لم تتوغل داخل الأراضي الصينية، إلا أن طريق القوافل الذي يربط بين غرب آسيا والصين ساهم في انتشار الإسلام من خلال التجار في غرب الصين، وقد عرف هذا الطريق باسم “طريق الحرير”.

كما أن قرب الإسلام من منطقة التركستان في وسط آسيا من الحدود الغربية للصين كان له تأثير كبير في نشر الدعوة في غرب البلاد.

المحور البحري: تمثل في إدخال الإسلام إلى شرق الصين. ففي نهاية عصر الخلفاء الراشدين، وتحديدًا في عهد عثمان بن عفان، وصل مبعوث مسلم إلى الصين في السنة 21 هـ.

وتوالت البعثات الإسلامية إلى الصين، حيث بلغت 28 بعثة بين سنتي (31 هـ – 651م) و(184 هـ – 800م). ومن خلال هذا المحور البحري، استمرت البعثات الدبلوماسية والتجارية في الوصول إلى الصين، مما ساعد على انتشار الإسلام من المراكز الساحلية نحو الداخل. [1]

2- كيف تقام صلاة العيد في الصين؟

تقام صلاة العيد أحيانًا في الهواء الطلق إذا كانت مساحة المسجد غير كافية لاستيعاب المصلين. على سبيل المثال، في مدينة لانتشو في قانسو، يتجمع أكثر من عشرين ألف مسلم في ضاحية المدينة لأداء صلاة العيد. وفي مدينة شينينغ بمقاطعة تشينغهاي، يتجمع أكثر من مائة ألف مسلم في مسجد دونغقوان والشارع المجاور له لأداء نفس الصلاة.

بعد صيام شهر كامل، ينتظر المسلمون الصينيون رؤية هلال عيد الفطر بشغف كبير، ويستقبلونه بفرحة عارمة. كما يحرص الذين يعملون بعيدًا عن أسرهم على العودة إلى ذويهم قبل حلول العيد.

عيد الفطر يمتد لثلاثة أيام، تبدأ من فجر اليوم الأول، حيث تستعد كل أسرة لاستقباله. يقوم الرجال بتنظيف المنزل وفنائه، بينما تتولى النساء إعداد الأطعمة. يرتدي جميع أفراد الأسرة ملابس جديدة ويتوضؤون. في الساعة الثامنة صباحًا، يتوجه الرجال، حاملين سجاد الصلاة، إلى أكبر مسجد في منطقتهم.

حيث  تقام صلاة العيد أحيانًا في الهواء الطلق إذا كانت مساحة المسجد غير كافية لاستيعاب المصلين. على سبيل المثال، في مدينة لانتشو في قانسو، يجتمع أكثر من عشرين ألف مسلم في ضاحية المدينة لأداء صلاة العيد، بينما في مدينة شينينغ بمقاطعة تشينغهاي، يتجمع أكثر من مائة ألف مسلم في مسجد دونغ قوان والشارع المجاور له لأداء الصلاة. [2]

احتفالات عيد الفطر في الصين: تقاليد دينية وثقافية تعكس التضامن والتنوع

يولي مسلمو الصين اهتمامًا كبيرًا لصلاة عيد الفطر، يفوق حرصهم على صلاة الجمعة، حيث لا يوجد ما يمنعهم من أداء هذه الشعيرة. وقد وثق مراسل الصين المعروف، فان تشانغ جيانغ، مشهد الصلاة في كتابه “أركان شمال غربي الصين”، حيث قال: شاهدت لأول مرة كيف يحتفل أبناء قومية هوي بعيدهم، وقد ترك ذلك انطباعًا عميقًا في نفسي. في الساعة العاشرة صباحًا، تجمع مسلمو مدينة شينينغ في ساحة واسعة، دون وجود قائد أو موجه لهم، لكنهم، كبارًا وصغارًا، حافظوا على انتظام الصفوف، وكأن هناك قوة خفية تربط بين قلوبهم. كانت الرياح الشمالية الباردة تعصف بشدة، ورغم ارتدائي ملابس ثقيلة، كنت أشعر بالبرد، بينما كان المسلمون ساجدين على الأرض، دون أن يهتز لهم جفن.

مما أثار إعجابي بإرادتهم القوية. هذا المشهد الرائع يعكس التضامن والمحبة الأخوية بين المسلمين الصينيين. بعد صلاة عيد الفطر، يقوم جميع المسلمين بمصافحة الإمام ويتبادلون التحيات فيما بينهم. ثم يتوجه الإمام بهم لزيارة المقابر، حيث يقدمون المساعدات للضعفاء والمحتاجين، ولهذا يعرف عيد الفطر في الصين أيضًا بـ “عيد مساعدة الفقراء”.

في هذا العيد، تعد كل أسرة أطباقًا تقليدية مثل فطائر سانتسي المقلية، وزلابية يوشيانغ، ولفائف الربيع المحشوة باللحم والخضار، بالإضافة إلى اللحوم، ويقومون بتقديمها للأصدقاء والأقارب وتبادل التحيات معهم. يختار العديد من الشباب عيد الفطر ليكون يوم زفافهم، مما يضيف لمسة من البهجة والفرح إلى الاحتفالات.

 على سبيل المثال، في مدينة آنشان بمقاطعة لياونينغ، يرقص الشباب رقصة الأسد ويستعرضون مهاراتهم على الطوالات. بينما في مدينة تسانغتشو بمقاطعة خبي، يقدم المسلمون عروض الووشو. وفي مناطق شمال غرب الصين، ينظم الشباب مسابقات للمصارعة وسباقات لاختبار قوة الرسغ، بينما يقوم المسلمون بزيارة الحدائق العامة في المدن.

3- أشهر الأطعمة الصينية في العيد

أبرز الأطباق التقليدية الصينية التي يجب عليك تجربتها:

• الأرز المقلي
• التوفو ذو النكهة القوية
• الكونجي (Congee)
• البرجر الصيني
• باوزي
• شار سيو (Char Siu)
• شوربة الوانتون
• الدامبلنغ المحشو بالمرقا

الأرز المقلي

إن الصين هي منتِج الأرز الأكبر في العالم، ومن المنطقي أن يعتمد معظم سكانها الأرز كوجبة أساسية. يتكون طبق الأرز المقلي من مزيج من البروتينات مثل الدجاج، أو اللحم، أو الروبيان، بالإضافة للخضروات مثل الجزر، مما يجعله وجبة متوازنة.

إنه ليس طبقًا صحيًا فحسب، بل إنه سهل التحضير كذلك، ويمكن إعداده من بقايا الأرز مما يساعد على تجنب إهدار الطعام.

البرجر الصيني

يقدم المطبخ الصيني لمسة مميزة على البرجر التقليدي، ليتيح لعشاق الطعام تجربة جديدة بنكهة استثنائية. يعتمد البرجر الصيني على خبز يشبه الخبز العربي (البيتا)، ويتميز بلحم الخنزير المطهو ببطء. يعتبر البرجر الصيني من بين أفضل الأطباق التقليدية التي تقدمها عربات الطعام في الشوارع.

تعود أصوله إلى مقاطعة شنشي في شمال غرب الصين، ويحتوي اللحم المستخدم في تحضيره على أكثر من 20 نوعًا من التوابل والمنكهات التي تعزز من نكهته. يعتقد البعض أن البرجر الصيني هو النسخة الأصلية من الهامبرجر، حيث يعود تاريخه إلى عهد أسرة تشين، الذي يمتد تقريبًا من 221 قبل الميلاد إلى 207 قبل الميلاد. [3]

4- تقاليد تبادل الهدايا والتهاني

هدايا مميزة يمكنك تقديمها لشخص صيني:

الشوكولاتة: يزداد اهتمام الصينيين بالشوكولاتة الفاخرة، وخاصةً الأنواع المستوردة ذات الجودة العالية، التي تعتبر هدايا مميزة. في الواقع، يفضل 32.1% من مستهلكي الشوكولاتة في الصين العلامات التجارية الأجنبية، مما يجعل هذه الهدية خيارًا مثاليًا. كما أنها قد تعبر عن تقديرك لصحتهم، مما يزيد من قيمتها.

مأكولات محلية مميزة: أضف لمسة محلية لهديتك. تقديم هدايا من بلدك أو منطقتك أو مدينتك يعتبر فكرة رائعة. على سبيل المثال، إذا كنت من فرنسا، فإن نموذج صغير لبرج إيفل سيكون لمسة رائعة.

5- كيف يؤثر العيد على الجالية المسلمة؟

• الفرح والسرور: يعتبر العيد مناسبة للفرح والسرور، حيث يجتمع المسلمون مع عائلاتهم وأصدقائهم للاحتفال بهذه المناسبة.
• التقرب إلى الله: يعد العيد فرصة للتقرب إلى الله، حيث يقوم المسلمون بالصيام، وأداء الصلاة، وإخراج الزكاة.
• التعزيز الروحي: يعتبر العيد مناسبة لتعزيز الروحانية، حيث يلتقي المسلمون مع إخوانهم ويستمعون إلى الخطب والدروس الدينية.
• التعزيز الاجتماعي: يعتبر العيد فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث يجتمع المسلمون مع جيرانهم وأصدقائهم للاحتفال معًا.
• التعزيز الاقتصادي: يعتبر العيد فرصة لتعزيز النشاط الاقتصادي، حيث يزداد الطلب على المنتجات والخدمات الإسلامية.

يؤثر العيد على الجالية المسلمة في الصين بعدة طرق، منها:

أ- تعزيز الهوية الإسلامية: يعتبر العيد جزءًا أساسيًا من الهوية الإسلامية، ويحتفل المسلمون به كفرصة لتقوية شعورهم بالانتماء.

ب- تقوية الروابط الاجتماعية: يعد العيد مناسبة للتواصل مع الجيران والأصدقاء، مما يسهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية.

ج- رفع الروح المعنوية: يعتبر العيد فرصة لتعزيز الروح المعنوية وزيادة التفاؤل بين الأفراد.

6- احتفالات المسلمين في المدن الصينية الكبرى

تحتفل الجالية المسلمة في المدن الكبرى بالصين بعيد الأضحى بطريقة فريدة، حيث يتوجه المسلمون إلى المساجد لأداء الصلاة والاستماع إلى الخطب والدروس الدينية. كما يقومون بزيارة الأهل والأصدقاء وتبادل الهدايا والتحيات.

• في بكين، تقام احتفالات العيد في مسجد نينغشيا، الذي يعتبر من أقدم المساجد في البلاد، بالإضافة إلى مسجد هوايشينغ، الذي يعد من أبرز المساجد في العاصمة.
• أما في شانغهاي، فتقام الاحتفالات في مسجد شانغهاي، الذي يعتبر من أكبر المساجد في الصين، بالإضافة إلى مسجد هواجو، الذي يعد من أقدم المساجد في المدينة.
• وفي قوانغتشو، تقام الاحتفالات في مسجد هوايشينغ، الذي يعتبر من أقدم المساجد في الصين، وكذلك في مسجد قوانغتشو، الذي يعد من أكبر المساجد في البلاد.
• وفي شينجيانغ، تقام الاحتفالات في مسجد إيدي كه، الذي يعتبر من أقدم المساجد في المنطقة، بالإضافة إلى مسجد قاشغر، الذي يعد من أكبر المساجد في شينجيانغ.
• تختلف أساليب الاحتفال من مدينة لأخرى، لكنها جميعًا تتشارك في أجواء الفرح والسرور والتقرب إلى الله. [4]

في ختام هذا المقال، أود أن أؤكد أن لكل بداية نهاية، وأن أفضل الأعمال هي تلك التي تختتم بشكل جيد. كما أن الكلمات الأكثر تأثيرًا هي المختصرة. آمل أن أكون قد قدمت المعلومات السابقة بطريقة شيقة ومفيدة، دون أن أشعركم بالملل أو التقصير.

• ويكبيدياالإسلام في الصين-بتصرف
• China todayعيد الفطر-بتصرف
• Ibn Battuta mallأشهر الأكلات الصينية التقليدية التي عليك تجربتها-بتصرف
• List juwai10 أشياء عليك معرفتها عن تقديم الهدايا في الصين-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم