كيف يسهم علم الاجتماع في تحسين النظم التعليمية؟

عناصر الموضوع

1- تحليل الأسس الاجتماعية للنظم التعليمية

2- تقييم تأثير البيئة الاجتماعية على الأداء التعليمي

3- تطوير استراتيجيات لجعل التعليم أكثر شمولية

4- استخدام البحوث الاجتماعية لتحسين التحصيل الدراسي

يهتم علم اجتماع التعليم بدراسة إعادة الإنتاج الاجتماعي، سواء بشكل صريح أو ضمني. وتدرس بعض الأقسام كيفية إعادة إنتاج التعليم لعلاقات القوة الخارجية (مثل الطبقة والعرق والجنس والعمر والدين)، بينما تدرس أقسام أخرى علاقات القوة والسيطرة داخل التعليم نفسه. يناقش هذا المقال كيف يسهم علم الاجتماع في تحسين النظم التعليمية؟ . تعرف على دور علم الاجتماع في تطوير النظم وتحسين المخرجات.

1- تحليل الأسس الاجتماعية للنظم التعليمية

يعتمد علم الأسس الاجتماعية للتعليم على العديد من التخصصات والمجالات لدراسة التعليم. وهي التاريخ والفلسفة والتعليم المقارن/ الدولي والدراسات الثقافية وعلم الاجتماع والعلوم السياسية. بالإضافة إلى ذلك يساعد البحث في الأسس الاجتماعية على شحذ قدرات الطلاب على فهم وتحليل وشرح القضايا والسياسات والممارسات التعليمية من أجل تحسين التعليم.

وبالتالي، فإن الغرض من دراسة الأسس الاجتماعية هو الاستفادة من هذه التخصصات في العلوم الإنسانية والاجتماعية لتطوير وجهات نظر الطلاب التفسيرية والمعيارية والنقدية حول التعليم، سواء داخل المدارس أو خارجها. ويساعد تطوير مثل هذه وجهات النظر المعلمين على “ممارسة أحكام حساسة وسط القيم والمعتقدات الثقافية والتعليمية المتنافسة.

الأسس الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على محتوى المنهج وتنظيمه واستراتيجيات التدريس.، حيث تعكس الفلسفة الاجتماعية للمجتمع وتترجمها إلى سلوكيات وممارسات تعليمية. على سبيل المثال. تؤثر العوامل الثقافية والاجتماعية على المناهج المدرسية من خلال تحديد المواد الدراسية والأنشطة التي تتناسب مع قيم المجتمع وتطلعاته.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأنظمة التربوية دورًا بارزًا في معالجة العديد من المشكلات الاجتماعية في محيطها. وتسهم في تشكيل وتطوير المجتمع من خلال التعليم؛ لذا. فإن فهم الأسس الاجتماعية للنظم التعليمية يساعد في تطوير مناهج تتماشى مع احتياجات المجتمع وتسهم في تحقيق أهدافه.[1]

2- تقييم تأثير البيئة الاجتماعية على الأداء التعليمي

إن أحد أكثر المواضيع التي يتم مناقشتها في بيئة التعلم هي العلاقة بين البيئة الاجتماعية والأداء التعليمي للطالب. ويمكن وصف البيئة الاجتماعية بأنها البيئة المادية والاجتماعية المباشرة التي يعيش فيها الناس أو التي يحدث فيها شيء ما أو يتطور فيها. ومن المهم أن ندرك أن مدرستنا الأولى للتعلم الاجتماعي هي الأسرة. ومن هناك نتعلم كيف نشعر بأنفسنا وكيف يتفاعل الآخرون مع مشاعرنا. وكيف نفكر في أفكارنا والخيارات المتاحة لنا للتفاعل. وكيف نقرأ آمالنا ومخاوفنا ونتواصل بشأنها، ولا يحدث هذا التعلم الاجتماعي من خلال ما يقوله الآباء ويفعلونه مباشرة لأطفالهم فحسب. بل وأيضًا من خلال النماذج التي يقدمونها للتعامل مع مشاعرهم الخاصة ومشاعرهم التي تتدفق بين الزوج والزوجة.

يتأثر المراهقون بشكل إيجابي أو سلبي بالكفاءة العاطفية لوالديهم أو عدم كفاءتهم. وقد وجدت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين نشأوا في بيئة اجتماعية محبة ورعاية وآمنة ومتسقة ومستقرة لديهم فرصة أفضل للنمو اجتماعيًا وعقليًا وجسديًا وعاطفيًا وأخلاقيًا. وقد ثبت أن العلاقة الداعمة مع أفراد الأسرة تؤثر على مجموعة واسعة من النتائج الاجتماعية والسلوكية والعاطفية والتعليمية لدى المراهقين. بما في ذلك الاكتئاب والقلق واحترام الذات والانحراف والكفاءة الاجتماعية والانخراط في المخدرات والكحول ودافع الإنجاز والإنجاز الأكاديمي؛ لذلك يجب أن يكون لكل بيئة أكاديمية فعّالة بيئة اجتماعية أفضل.[2]

3- تطوير استراتيجيات لجعل التعليم أكثر شمولية

هناك العديد من الطرق التي يمكن للمعلمين في كل مكان من خلالها جعل التعليم أكثر شمولية لجميع طلابهم. وبينما نعطي بعض الأمثلة والاستراتيجيات لتحقيق هذه الغاية. فإننا نحتاج أيضًا إلى دراسة بعض سمات التدريس الشامل والفوائد العديدة التي سيشهدها المعلمون الذين يتبنون هذا النهج بلا شك.

• إنشاء بيئة تعليمية آمنة

إن إظهار الاحترام المتبادل بين الطلاب يعد عنصرًا أساسيًا في أي فصل دراسي تفاعلي. وقد يحتاج المعلمون إلى وضع قواعد أساسية وتذكير الطلاب بها قبل الشروع في الدرس.

• تنويع المواد التعليمية

يوجد عدد كبير من الأكاديميين والخبراء القادرين على تقديم معلومات دقيقة وعالية الجودة حول أي موضوع معين. بالنسبة للعديد من الطلاب. فإن الاطلاع على مؤلف أو دراسة لشخصية تاريخية أو مؤثرة تشترك في خلفية أو موقف مشابه يمكن أن يسهل عليهم فهم ما يتعلمونه بشكل أفضل.

وبالمثل، فإن تنوع وجهات النظر والآراء يساعد الطلاب على تعزيز مهارات التفكير النقدي لديهم ويوفر لهم رؤية أوسع حول الموضوعات التي يدرسونها. لذا، فإن تمكين الطلاب من التعرف على التحيزات لدى المؤلفين ومقارنة أعمالهم واكتشاف ما يمكنهم الارتباط به شخصيًا، يسهم في توفير تجربة تعليمية أكثر غنىً من الاعتماد على نفس الكتب وحالات الاستخدام بشكل متكرر.

تكييف أساليب التدريس لتلبية احتياجات الطلاب المتنوعة

تعتبر تكييف أساليب التدريس لتلبية احتياجات الطلاب المتنوعة خطوة أساسية في خلق بيئة تعليمية شاملة وفعّالة. فكل طالب يمتلك قدرات واحتياجات فريدة تتطلب من المعلم تبني طرق تدريس مرنة تتناسب مع هذه الفروق. من خلال فهم التحديات التي قد يواجهها الطلاب، يمكن للمعلم أن يوفر بيئة تعلم ملائمة تعزز من قدرة الطلاب على المشاركة والتفاعل، مما يساهم في تحسين أدائهم وتحقيق نتائج تعليمية أفضل.

• أخذ احتياجات الطلاب في الاعتبار

يجب أن يكون التعرف على طلابك وتكييف أسلوب التدريس الخاص بك مع احتياجاتهم من الأولويات القصوى لأي معلم. قد يكون لدى بعض الطلاب وصول محدود إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة والإنترنت في المنزل. لذا لا ينبغي أن تعتمد واجباتهم المدرسية بشكل مفرط على قضاء ساعات في إنشاء مستندات Google  أو البحث على الإنترنت عن إجابات. قد يعاني طلاب آخرون من صعوبات في التعلم قد تجعل القراءة صعبة عليهم. وبالتالي قد يحتاجون إلى المزيد من المواد المرئية أو الصوتية لمساعدتهم على مواكبة زملائهم الطلاب.

• اجعل من السهل على جميع الطلاب المشاركة

بالنسبة لبعض الطلاب. فإن رفع اليد والإجابة بحماس على سؤال ماهو أسهل شيء يمكن القيام به في العالم. وبالنسبة لآخرين، فإن هذه تجربة شاقة. وعلى الرغم من امتلاكهم لكل المعرفة المطلوبة لعرض ما يعرفونه بشكل صحيح وسليم. فإن بعض الطلاب يفتقرون إلى الشجاعة للقيام بذلك. بتنفيذ هذه الاستراتيجيات. يمكن تحقيق بيئة تعليمية شاملة تدعم جميع الطلاب وتلبي احتياجاتهم المختلفة.[3]

4- استخدام البحوث الاجتماعية لتحسين التحصيل الدراسي

تُعد البحوث الاجتماعية أداة فعالة لتحسين الأداء الأكاديمي من خلال تحليل العوامل التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للطلاب وتطوير استراتيجيات التدريس المناسبة، كما أنه يسهم في فهم التحديات الأكاديمية والنفسية والتكنولوجية والبيئية التي يواجهها الطلاب. ويمكّن من تصميم برامج تدخل تهدف إلى تحسين الأداء الأكاديمي.

ومن أبرز الأساليب المستخدمة في هذا السياق “البحث الإجرائي”. حيث يقوم المعلمون بإجراء بحوث داخل الفصل الدراسي لتحسين ممارساتهم التدريسية. بالإضافة إلى ذلك يتيح البحث الإجرائي للمعلمين فهم احتياجات التعلم لدى طلابهم. وجمع البيانات وتحليلها، واستخدام النتائج لتلبية الاحتياجات الفعلية لطلابهم، مما يعود بالنفع على العملية التعليمية برمتها.

تشير دراسة أخرى إلى أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب قد يؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ. كما يمكن للبحوث الاجتماعية أن تسهم في تطوير برامج تعليمية تعتمد على التعلم الرقمي لتحسين الأداء الأكاديمي للتلاميذ؛ حيث أظهرت دراسة نشرت في مجلة التربية فعالية برنامج مقترح يعتمد على التعلم الرقمي في تدريس علم الاجتماع لتحسين التحصيل الدراسي لطالبات المرحلة الثانوية.

وتجدر الإشارة إلى أن البحوث الاجتماعية يمكن أن تساعد أيضًا في تحديد تأثير العوامل الاجتماعية والمادية التي تعاني منها الأسر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ، مثل الظروف الاقتصادية التي تدفع التلاميذ إلى ترك المدرسة لمساعدة أسرهم.

وبالتالي، يعد استخدام البحوث الاجتماعية نهجًا أساسيًا لتحسين التحصيل العلمي من خلال توفير نظرة ثاقبة للعوامل التي تؤثر على التعلم ووضع استراتيجيات تدخل فعالة.[4]

وفي الختام، أتمنى أن أكون قد وفقت فيما قدمته. وأن أكون قد استطعت أن أقدم العناصر الأساسية. وجميع المعلومات التي تدور حول الموضوع.

• bgsuSocial Foundations of Education -بتصرف
• iresearchngEXAMINATION OF SOCIAL ENVIRONMENT AND ITS IMPACT ON STUDENTS ACADEMIC ATTAINMENT IN SECONDARY SCHOOLS -بتصرف
• mentimeterInclusive Teaching: 5 Strategies & Examples بتصرف
• staffsitesبحوث الفعل ودورها في تحسين الممارسات التعليمية- بتصرف

مشاركة المقال

وسوم