لبيك عمره: التلبية والتوجه لبيت الله الحرام

الكاتب : نورا سمير
07 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 9
منذ 7 ساعات
التلبية للعمرة وأهميتها في العبادة
1- معنى التلبية
2- أهمية التلبية في العمرة
3- صيغة التلبية
4- شروط التلبية
النية:
مقارنة النية بالتلبية:
النطق بالصيغ المحددة:
5- آداب التلبية
6- وقت التلبية

عناصر الموضوع

1- معنى التلبية

2- أهمية التلبية في العمرة

3- صيغة التلبية

4- شروط التلبية

5- آداب التلبية

6- وقت التلبية

قال تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ أن اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أو أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾

1- معنى التلبية

معاني التلبية تتضمن العديد من الدلالات، منها:

تعبر عن حبٍ لك بعد حب، مستمدة من قولهم “امرأة لَبًة” التي تعني الأم المحبة لولدها، ولا تقال “لبيك” إلا لمن يُحب ويُعظم.

تتضمن التلبية حمد الله، وهو من أحب الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، بالإضافة إلى الاعتراف بجميع نعم الله، والإقرار بأن الملكية الحقيقية تعود لله وحده.

عبارة “لبيك اللهم لبيك” تعني الاستجابة المتكررة، مما يدل على دوام الإجابة واستمرارها.

تعني أيضًا الانقياد لك بعد الانقياد، حيث تُظهر الالتزام بالطاعة.

مأخوذة من “لَبّ بالمكان”، أي الإقامة واللزوم، مما يدل على التزام العبد بدوام العبودية.

تحمل معنى الإخلاص، حيث تستمد من “لبِّ الشيء”، أي خالصه، كما يُشير “لب الرجل” إلى عقله وقلبه.

تعبر عن الاقتراب، مأخوذة من “الإلباب”، مما يعني الاقتراب إليك بعد الاقتراب.

تعتبر شعار التوحيد في ملة إبراهيم، وهي روح الحج وهدفه، بل تمثل روح العبادات جميعها، ولهذا تُعد التلبية مفتاحًا لهذه العبادة. [1]

2- أهمية التلبية في العمرة

أهمية التلبية في العمرة

تعتبر صلاة التلبية من أبرز الأذكار التي يتلوها المؤمنون قبل بدء مناسك الحج أو العمرة. سواء كان الشخص في حالة تنقل أو يلتقي بأحد، ينبغي عليه تكرار التلبية بشكل مستمر. من خلال هذه الصلاة، يستجيب الحاج أو المعتمر لدعوة الله تعالى. ومع ذلك، هناك طقوس وطرق محددة لتلاوة هذه الصلاة.

يعتقد أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأوصاه بأن يخبر أتباعه برفع أصواتهم أثناء تلاوة التلبية. لذا، يستحب أن يتلو الرجال التلبية بصوت عالٍ. بينما لا يشترط ذلك بالنسبة للنساء. عند تلاوة الصلاة، يجب على المرأة التأكد من أن الشخص بجانبها يمكنه سماعها. ومع ذلك، إذا كان الرجل الذي يرافقها ليس محرمًا، فيجب عليها أن تتلو الصلاة بصوت منخفض.

يدعو المؤمنون إلى الصلاة بالإيمان لبدء حجهم في مجده الإلهي. عند ارتداء الإحرام، تبدأ تلاوة الأذكار. تتطلب صلاة التلبية تطهير عقل المؤمنين، حيث تساعدهم على التخلص من الهموم الدنيوية والتفاني في عبادة الله. تتبع الجماعتان المسلمتان (الشيعة والسنة) نفس نص صلاة التلبية، لكن الفرق الطفيف بينهما هو أن أحدهما يختتم الصلاة بعبارة “لبيك” إضافية. تكمن أهمية صلاة التلبية في كونها إعلانًا رسميًا للصلاة، تطلب المغفرة وتسعى لنيل الرحمة من الله. [2]

3- صيغة التلبية

“لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”؛ كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، حيث كانت تلبية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”. [3]

4- شروط التلبية

تبدأ التلبية منذ لحظة الإحرام، فعندما يدخل المعتمر في حالة الإحرام، ينوي أداء عمرته ويقول: “لبّيك عمرةً”، وبذلك يصبح محرماً. ثم يرفع صوته بالتلبية المعروفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: “لبّيكَ اللهُم لبّيكَ، لبّيكَ لا شريكَ لك لبّيك، إنّ الحمْدَ والنّعمةَ لك والْمُلْك، لا شريكَ لك”. وتستمر التلبية حتى رؤية الكعبة.

النية:

تعني العزم على التلبية بقصد القرب من الله سبحانه وتعالى. فإذا قام الشخص بالتلبية وهو عاصٍ أو كان يقصد بها الطعن في مؤمن أو أي أمر آخر غير مناسب، فإن تلبّيته لا تعتبر صحيحة؛ لأن ذلك يتعارض مع المعاني التي تم ذكرها سابقًا مثل الإجابة والقصد والإخلاص. وفي هذا السياق، تم تناول مسألة ضرورة النية في التلبية بشكل مستقل، بالإضافة إلى نية الإحرام، حيث رأى بعض الفقهاء أن النية شرط أساسي للتلبية.

مقارنة النية بالتلبية:

هل يشترط أن تكون التلبية متزامنة مع نية الإحرام، أم يسمح بتأخيرها عن هذه النية ولبس الثوبين؟ يرى بعض الفقهاء أن التلبية يجب أن تكون متزامنة مع النية، كما هو الحال في مقارنة التحريمة مع نية الصلاة، وهو ما يظهر أيضاً في رأي الحلّي الذي اعتبرها في منزلة التحريمة. وقد اعتبرها بعض الفقهاء مقارنة لشد الإزار، وهو ما أكده الشهيد في “اللمعة”. ومع ذلك، يبدو أن الشهيد في “الدروس” يتوقف في هذا الأمر، حيث قال: “الثالث: مقارنة النية بالتلبيات، فإذا تأخرت أو تقدمت لم ينعقد، ولكن يظهر من الرواية والفتوى جواز تأخير التلبية عنها”.

اشتراط اللغة العربية والأداء الصحيح: يجب أن تكون التلبية باللغة العربية إلا في حالة العجز، وقد أشار بعض العلماء إلى عدم وجود خلاف في هذا الأمر. كما أنه لا يوجد أي إشكال في ضرورة أداء الكلمات بشكل صحيح وفقاً لقواعد اللغة العربية، مع مراعاة مخارج الحروف، كما أكد ذلك العلامة الحلي وآخرون، حيث قال: “لا تجوز التلبية بغير العربية (مع القدرة)”.

وذكر السيد اليزدي أن “الواجب هو الإتيان بها بشكل صحيح مع مراعاة قواعد اللغة العربية، فلا يقبل الأداء الملحون إذا كان الشخص قادراً على الأداء الصحيح من خلال التلقين أو التصحيح”.

يدل على ذلك أن ما يطلب هو التلبية الصحيحة وفقاً للقواعد العربية، كما هو الحال في سائر موارد الأمر بالقراءة أو الذكر، فلا يقبل الأداء الملحون إذا كان الشخص قادراً على الأداء الصحيح. فالأمر بالإتيان بالتلبيات الأربع في حديث معاوية بن عمّار يفهم منه ضرورة الأداء الصحيح، حيث لا شك في أنه قرأ هذه الكلمات بشكل صحيح، لذا يجب الالتزام بذلك، ولا يوجد دليل على قبول غيره. فحالة التلبيات تشبه حالة القراءة والأذكار في الصلاة، وبالتالي لا تُقبل الترجمة إذا كان الشخص قادراً على الأداء الصحيح.

النطق بالصيغ المحددة:

من شروط التلبية هو النطق بالصيغ المحددة المأثورة، وذلك لمن يتمكن من ذلك، أو النطق بما يعادلها. وقد تم توضيح شكل التلبية بشكل مفصل سابقًا، وسيتم توضيح البدائل المناسبة لها في حالة الأخرس لاحقًا. [4]

5- آداب التلبية

يستحب تجديد التلبية أثناء الإحرام، خاصة عند تلاقي الرفاق. وعند تجمع الناس، وعند كل صعود وهبوط، وعند كل ركوب ونزول، مع رفع الصوت بها دون أن يجهد حلقه أو يبالغ في الصوت، لأنه لا ينادي أصم أو غائب.

ويستحب أن يقول: “اللهم إني أريد الحج، فيسر لي وأعني على أداء فرضه وتقبله مني. اللهم إني نويت أداء فريضتك في الحج، فاجعلني من الذين استجابوا لك وآمنوا بوعدك واتبعوا أمرك، واجعلني من وفدك الذين رضيت عنهم وارتضيت وقبلت منهم. اللهم يسر لي أداء ما نويت من الحج، اللهم قد أحرم لك لحمي وشعري ودمي وعصبي ومخي وعظامي. وحرمت على نفسي النساء والطيب ولبس المخيط؛ ابتغاء وجهك والدار الآخرة.”

ومنذ لحظة الإحرام، يحرم عليه المحظورات الستة التي تم ذكرها سابقًا، لذا يجب عليه تجنبها.

كما يستحب تجديد التلبية أثناء الإحرام، خاصة عند تلاقي الرفاق، وعند تجمع الناس، وعند كل صعود وهبوط، وعند كل ركوب ونزول، مع رفع الصوت بها دون أن يجهد حلقه أو يبالغ في الصوت، كما ورد في الأحاديث.

ولا مانع من رفع الصوت بالتلبية في المساجد الثلاثة، حيث إنها أماكن المناسك، وهي: المسجد الحرام، ومسجد الخيف، ومسجد الميقات، بينما يفضل تجنب ذلك في المساجد الأخرى. [5]

6- وقت التلبية

بالنسبة لوقت الإحرام ومتى يبدأ. يستحب لمن يرغب في الإحرام أن يقوم بالاغتسال أولاً. ثم يتنظف ويتطيب، وبعد ذلك يصلي ركعتين. ثم يرتدي ثوبين، ويفضل أن يكونا باللون الأبيض. بعد ذلك، يمكنه أن يهل بالنسك أو ينوي الدخول فيه، ويستحب أن يلبي مع هذه النية، مع ذكر النسك الذي ينوي القيام به. وإذا أحرم قبل أن يخلع ثيابه المخيطة، فإن إحرامه يكون صحيحًا، ولكن يحرم عليه الاستمرار في لبس المخيط.

وقد أوضح النووي في كتابه “المنهاج” كيفية الإحرام ومتى يستحب أن يبدأ بالتلبية، حيث قال: “يسن الغسل للإحرام، وإن عجز فيمكنه التيمم، ويستحب أن يطيب بدنه وثوبه. ولا بأس بالاستمرار في الطيب بعد الإحرام. يجب على الرجل أن يتجرد من المخيط ويرتدي إزارًا ورداءً أبيضين ونعلين، ثم يصلي ركعتين. والأفضل أن يحرم عندما تنطلق به راحلته أو عندما يتوجه في طريقه ماشياً، وهناك قول آخر بأنه يحرم بعد الصلاة.”

أما بالنسبة لوقت التلبية. فإن المشروع للمحرم أن يبدأ بالتلبية بعد إحرامه، أو عندما يستقر على دابته، وذلك بعد أن يغتسل ويتنظف ويرتدي ثيابه.

في ختام هذا البحث، أسأل الله أن يتقبل جهودي، وأن يجمعني مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما آمل أن يكون هذا البحث مصدر خير وفائدة لكل من يطلع عليه.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة