لماذا نذبح الأضحية في عيد الأضحى؟ الحكمة من الأضحية

الكاتب : آية زيدان
22 مارس 2025
عدد المشاهدات : 13
منذ 6 ساعات
لماذا نذبح الأضحية في عيد الأضحى؟ الحكمة من الأضحية
عناصر الموضوع
1- حكم الأضحية في الإسلام
2- قصة الذبيح إسماعيل
طاعة الغلام لأمر أبيه
3- الحكمة من الأضحية
4- متى يكون الذبح؟
5- شروط الأضحية الشرعية
6- الفرق بين الأضحية والعقيقة

عناصر الموضوع

1- حكم الأضحية في الإسلام

2- قصة الذبيح إسماعيل

3- الحكمة من الأضحية

4- متى يكون الذبح؟

5- شروط الأضحية الشرعية

6- الفرق بين الأضحية والعقيقة

من أبرز مظاهر عيد الأضحى المبارك تقديم الأضاحي، وهي نسك يشمل ذبح الأنعام قربانًا لله عز وجل، سنوضح في هذا المقال مفهوم الأضحية، وما يترتب عليها من أجر عظيم، علاوة على الحكم الشرعي لذبح الأضحية في العيد.

1- حكم الأضحية في الإسلام

الأضحية هي كل ما يذبحه المسلم من الإبل والبقر والغنم يوم النحر، أي يوم عيد الأضحى المبارك وما يليه من أيام التشريق، وقد لا يقوم المسلم بالذبح بنفسه، بل يوكل غيره بذلك.

الأضحية سنة، فعلها النبي ﷺ، كان يضحي كل عام بكبشين أملحين، يذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، والآخر عن كل من وحد الله من أمته، وكانت هذه عادته كل سنة، يضحي بذبيحتين، كبشين أملحين من الغنم، فهي سنة مؤكدة لمن استطاع، يضحي الإنسان بواحدة عنه وعن أهل بيته، زوجته وأبويه.

وهي ليست فريضة، بل هي سنة مؤكدة مع الاستطاعة، واحدة عنه وعن أهل بيته وإن زاد فلا بأس، وإن كان غير قادر فلا إثم عليه، إنما هي سنة مؤكدة لمن قدر، ولها جزاء عظيم في الدنيا والآخرة.

تعتبر القربة إلى الله والتضحية في سبيله من أعظم العبادات، وذبح الأضحية أحد هذه العبادات الجليلة، ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: “لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ” (الحج: 37)، يعني هذا أن الأهم ليس وصول لحوم الأضاحي إلى الله، ولكن الأهم هو تقوى القلوب وصدق النوايا في التقرب إلى الله. [1]

2- قصة الذبيح إسماعيل

عيد الأضحى مناسبة تذكيرية لأمر الله تعالى لنبيه إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل، وهي القصة الواردة في القرآن في عدة سور، حيث رأى إبراهيم عليه السلام في الحلم أن الله يأمره بذبح ولده، كما ذكر ذلك عبيد بن عمير، وهذا امتحان من الله عز وجل لخليله بأن يذبح هذا الولد الغالي الذي أعطي له في الكبر، بعد أن تقدم في السن بعد أن أمر بأن يترك هو وأمه في أرض قاحلة، بوادٍ ليس فيه أحد ولا زرع ولا ماء، فاستجاب لأمر الله في ذلك، وتركهم هناك ثقة بالله وتوكلاً عليه، فجعل الله لهما طريقاً للخروج ورزقهما من حيث لا يحتسبان.

ثم لما أمر بعد ذلك بذبح ولده، هذا الذي انفرد به عن أمر ربه وهو أكبر أولاده ووحيده الذي ليس له غيره، لبى ربه، وأطاع أمره، وسارع في طاعته، ثم عرض ذلك على ولده ليكون أريح لقلبه، وأهون عليه، من أن يأخذه بالإجبار، ويذبحه بالقوة، وقَالَ “يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى” الصافات: 102.

طاعة الغلام لأمر أبيه

فبادر الغلام الحليم إلى إرضاء أبيه الخليل إبراهيم، فقال: { يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } وهذا الجواب في قمة الاتزان والطاعة للأب، ولرب العباد، وقال الله تعالى: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } قيل: أسلما، أي: خضعا لأمر الله، وقررا على ذلك.

عندها نودي من الله عز وجل: { أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } أي: قد تحقق الهدف من اختبارك، وطاعتك، ومبادرتك لتنفيذ أمر ربك، وتقديم ولدك للقربان، مثلما قدمت جسدك للنار، ومثلما كان مالك متاحاً للضيوف، ولهذا قال تعالى: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ أي: الامتحان الواضح الجلي.

وقوله: { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } أي: وجعلنا فداء ذبح ولده ما هيأه الله له من بديل عنه. أما ما روي عن ابن عباس أنه كان وعلاً، وعن الحسن أنه كان تيساً من الأروى، واسمه جرير، فهذا لا يصح عنهما. وأغلب هذه الروايات مأخوذة من الإسرائيليات. وفي القرآن ما يكفي عن هذا الأمر العظيم، والابتلاء الظاهر. وأنه فُدي بذبح عظيم، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشاً. [2]

3- الحكمة من الأضحية

الأضحية سنة مؤكدة لدى أغلبية علماء الفقه. ويفوّت المسلم خيرًا عظيمًا بعدم القيام بها إذا كان مستطيعًا. واستنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الحاكم وصححه.

ويقول الأزهر الشريف إن الأضحية شرعت لحِكَمٍ نبيلةٍ متعددة منها:

  • الأضحية شكرٌ لله -تعالى- على نعمتي المال والحياة.
  • الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، وقد شرعت تقربًا إلى الله -تعالى-. وتنفيذًا لأمره.
  • الأضحية توسعة على النفس والأهل والضعفاء، وصلة للرحم، وإكرام للضيف، وتلطف مع الجار، وصدقة للفقير. وفيها حديث بنعمة الله -تعالى- على العبد.
  • الأضحية إحياء لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام حين أمره الله -عز وجل- بذبح الفداء عن ولده إسماعيل -عليه السلام- في يوم النحر.
  • الأضحية دليل على التصديق المطلق والتام بما أخبر به الله -عز وجل-. وشاهد على صدق إيمان العبد بالله. وسرعة امتثاله لما يحبه ويرضاه.
  • الأضحية شعيرة يتعلم المؤمن من خلال فعلها الصبر. فكلما تذكر صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله -تعالى- ومحبته على حب النفس والولد كان ذلك كله دافعًا إلى إحسان الظن بالله. وأنه تولد المنحة من رحم المحنة، وأن الصبر سبب العطاء ورفع البلاء. [3]

4- متى يكون الذبح؟

أيام الذبح أربعة: يوم العيد، وثلاثة أيام بعده. أي أيام التشريق، ويبدأ وقت الذبح بعد صلاة عيد الأضحى وينتهي عند غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق. ولا يجوز ذبح الأضحية بعد انتهاء هذا الوقت.

روى أحمد (22475) عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلا يَأْكُلُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ. فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ. [4]

5- شروط الأضحية الشرعية

أما ما يلزم في الأضحية: فلها ما يجمعها ويجمع غيرها من الذبائح من شروط عامة. ولها ما يخصها من شروط، أما الشروط العامة:

شروط الأضحية الشرعية

  • يشترط أن تكون من الأنعام: الإبل، البقر، الغنم، ضأنها ومعزها.
  • ينبغي أن تبلغ السن المحددة شرعاً: تكون جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره.
  • يجب أن تخلو الأضحية من العيوب المانعة للإجزاء. وهي أربعة: العور البين والمرض البين والعرج البين والهزال المضعف.
  • يجب أن تكون الأضحية ملكاً للمضحي، أو مأذوناً له فيها، فلا تجوز التضحية بالمغصوب، أو المسروق، أو المأخوذ بغير حق. ويجوز للوكيل أن يضحي من مال موكله بإذنه.
  • لا بد أن لا يكون عليها حق للغير. فلا تصح التضحية بالمرهون.
  • يجب أن تذبح الأضحية في الوقت المحدد شرعاً: ابتداءً من صلاة العيد. إلى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. [5]

6- الفرق بين الأضحية والعقيقة

عرفنا فيما سبق ماهي الأضحية وهنا يأتي السؤال ما هي العقيقة؟. العقيقة هي الذبيحة التي تذبح على المولود في اليوم السابع من مولده، وهي سنة ثابتة في الشريعة الإسلامية. وتكون تعبيرًا عن الشكر لله سبحانه وتعالى على قدوم المولود الجديد. سواء أكان ذكرًا أم أنثى. وتشتمل العقيقة على ذبح شاتين عن المولود الذكر، وشاة واحدة عن المولودة الأنثى. وكانت العقيقة معروفة عند العرب في الجاهلية أيضًا.

أما الفرق بين الأضحية والعقيقة هو أن الأضحية مشروعة في أيام عيد الأضحى. في حين أن العقيقة تذبح عند حصول نعمة أو أمر يسر المسلم، مثل الذبح في الولائم. والذبح عن المولود الذكر بشاتين وعن الأنثى بواحدة. تختلف أسباب كل منهما بشكل كبير. [6]

وختاما، الأضحية في عيد الأضحى هي تعبير عن الامتثال لأمر الله وسنة نبيه ﷺ. وإحياء لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما فدى الله ابنه إسماعيل بكبش عظيم. ويتم توزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين. مما يعزز المحبة والتراحم في المجتمع.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة