لويس الخامس عشر: ملك فرنسا

لويس الخامس عشر هو واحد من الملوك الذي ترك أثرًا متشابكًا بين المجد السياسي والانهيار المالي، بين الصورة المحبوبة والانتقادات الحادة. حكم فرنسا منذ طفولته، وشهد عهده حروبًا، تغيرات داخلية، أزمة مالية، وانتقادات أخلاقية وسياسية كثيرة. كيف مات لويس الخامس عشر؟ مات الملك بسبب الجدري في 10 مايو 1774، بعد مرض شديد أخذ يمزق جسده ويشوه مظهره، ما مثل نهاية لقرن تقريبًا من السياسات التي بلغته حافة الانهيار المالي والاجتماعي.

من هو لويس الخامس عشر؟

لويس الخامس عشر، الملقب في التاريخ الفرنسي بـ لويس الحبيب (Le Bien-Aimé)، ولد في 15 فبراير 1710 وتوفي في 10 مايو 1774.

إليك ما يميز حياته وحكمه:

• تولى الحكم وهو طفل: بعدما توفي لويس الرابع عشر في 1 سبتمبر 1715، صار لويس الخامس عشر الملك وهو لا يزال في الخامسة من عمره.
• فترة الوصاية: بينما هو صغير كانت السلطة في يد الوصي فيليب الثاني دوق أورليان. حتى بلغ سن البلوغ الرسمي.
• حكمة الوزراء: خلال عهده خاصة بعد وفاة الوصي. ظهرت شخصيات سياسية قوية مثل الكاردينال فلوري وغيرها الذين حاولوا إدارة الدولة وتنظيم شؤونها.
• الحروب والمشاكل المالية: شاركت فرنسا في حروب كبيرة (مثلاً حرب السنوات السبع). وتحولات سياسية داخلية أثرت على الخزانة الملكية وبدأت الاستياءات الشعبية تنمو.

تعرف أيضًا على: شارل ديغول: سياسات شارل ديغول الداخلية والخارجية

كيف مات لويس الخامس عشر؟

• بدأت الأعراض في أواخر إبريل 1774. حين انتقل لويس إلى Petit Trianon حيث أصيب بالجدري.
• المرض تعمق سريعًا وبرزت مضاعفات واضحة: الجلد أصبح متضرراً. ظهرت علامات التعفن أو شبه ذلك وفقد قوة على مقاومة المرض رغم التدخل الطبي. ثم في 10 مايو مات في مقره في قصر فرساي.

تأثير وفكر بعد موته

• إرث اختلط: لويس الخامس عشر حظي بشعبية في بعض المراحل، خصوصًا لما كان محباً للرفاهية، الفنون، وتشييد القصور، وإنجازات خارج أوروبا. لكن مع ذلك، سلوكه الشخصي، تصرفه المالي، الانحناء أحيانًا للضغوط الداخلية من النبلاء والمجالس، كل ذلك قلل من صورته.
• عند موته، ترك فرنسا مثقلة بالديون، متوترة سياسيًا، واستعدادًا متزايدًا للتغيير الشعبي — هذا مهد لمرحلة لويس السادس عشر وما بعدها من الثورة. [1]

ما سبب إعدام لويس السادس عشر؟

البدايات والتحديات

• ولد لويس السادس عشر باسم لويس-أوغست دي فرانس في 1754، وتسلم العرش عام 1774 بعد وفاة جده لويس الخامس عشر.
• ورث لويس عن سلفه دولة مثقلة بالديون، مع بنية مالية غير فعالة، امتيازات طبقية كثيرة وتفاوت اقتصادي-اجتماعي كبير. المحاولات الإصلاحية التي قام بها بعض الوزراء (مثل نيكر وبرتونغ) اصطدمت بمعارضة من النبلاء، والكنيسة، وغيرها من المؤسسات التي خافت على مصالحها من أي تغيير جذري.
• مع اندلاع الثورة الفرنسية في 1789، تغيرت الأوضاع بسرعة: دعا الشعب إلى حقوق الإنسان، وأجبر الملك على قبول إصلاحات، وفي بعض الفترات بدا أنه قد يوافق على ملكية دستورية. لكن شكوك الناس حول ولائه للإصلاحات وعن قدرته على التكيف كانت كبيرة.

تعرف أيضًا على: فلاديمير لينين قائد الثورة البلشفية ومؤسس الاتحاد السوفيتي

الأحداث التي قادت إلى الإعدام

فرار لويس السادس عشر ومحاولة الانضمام إلى القوى الخارجية

• في يونيو 1791 حاول لويس والعائلة الملكية الهروب من باريس إلى منطقة آمنة قرب الحدود، في ما يعرف بـ فرار فرين. تم القبض عليه، مما زاد كثيرًا من شعور الخيانة عند الكثير من الفرنسيين وقلل من ثقتهم به.
• هذا الحدث استخدم ضده كدليل على أنه لا يقبل المبدأ الثوري، وأنه ربما كان يخطط لاستعادة سلطته بدعم أجنبي.

إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية

• بعد فترة من التوترات، وفي أغسطس 1792، تم اقتحام قصر التويلري، وتم اعتقال لويس. بتوقيت لاحق، تم إلغاء الملكية رسميًا في 21 سبتمبر 1792، وأعلن قيام الجمهورية الفرنسية.
• بذلك لم يعد لويس ملكًا شرعيا في نظر الحكومة الثورية، بل مواطنًا يحاسب على أفعاله.

المحاكمة والتهم

• عرضه أمام الجمعية الوطنية التأسيسية (Convention nationale) لمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، التعاون مع الأعداء، والتحريض ضد الثورة.
• في 15 يناير 1793، تم التصويت لإدانته بأغلبية ساحقة، ثم تم التصويت لاحقًا على عقوبة الإعدام مباشرة، ونجحت هذه العقوبة بفارق صوت واحد.

الإعدام نفسه

• نفذت الحكم في 21 يناير 1793 بالساطور (الغيلوتين) في ميدان الثورة (Place de la Révolution) في باريس.
• رغم التوتر الكبير، يروى أنه قبل تنفيذ الإعدام كان لويس يظهر رباطة جأش وقبولًا، يفوض الأسر التي تسببت في الأمر، ويصرح ببراءته من بعض التهم.

تعرف أيضًا على: تشي جيفارا: الثوري الأيقونة

من هو الملك الفرنسي الذي حكم يوما واحدا؟

هو الملك جون الأول (John I)، الملك ما بعد وفاته

اسمه الكامل جون الأول فرنسا (John I of France)، ويعرف أيضًا بلقب Posthumous أي “ما بعد الولادة”.

ولد في 15 نوفمبر 1316 بعد وفاة والده لويس العاشر مباشرة، أي أنه ولد ملكًا فور ولادته، لأنه ورث اللقب لكونه الابن الوحيد الشرعي لـ لويس العاشر. علاوة على ذلك حكم لمدة أربعة أيام فقط، من تاريخ ولادته إلى وفاته في يوم 19 نوفمبر 1316.

كيف ولماذا حكم لفترة قصيرة جدًا؟

• بسبب أنه لم يكن حيا عندما توفي والده، صار وريثًا من اللحظة الأولى، لكن بإدارة وصاية من عمه فيليب، كون جون رضيعًا لا يستطيع إدارة شئون الدولة.
• الرعاية السياسية وقتها كانت بيد عمه فيليب، كون الطفل لا يملك القدرة على الحكم أو اتخاذ القرارات.
• الأطفال في ذلك الزمان كانوا عرضة لمخاطر صحية كثيرة، ومات جون الصغير بعد أربعة أيام فقط من ولادته، لأسباب غير محددة تمامًا؛ قد تكون طبيعية أو مرض مفاجئ، أو غير مؤكد أنه تسمم أو كان شيء آخر.

العلاقة مع لويس الخامس عشر

• رغم أن هذا الملك الصغير حكم فقط أربعة أيام، إلا أن حالة حكمه تظهر مدى هشاشة الملكية في تلك الأوقات، وأهمية الوراثة الفورية والدعم المؤسسي — الأمور التي لم تكن دائمًا كافية لحماية السلطة الملكية.
• وفي العقد الزمني الذي سبقه وبعده، انطلقت التحولات التي أدت إلى ضعف الملوك أحيانًا أمام الضغوط السياسية والاقتصادية، وهو ما ظهر أضعف لدى ملوك مثل لويس الخامس عشر ولويس السادس عشر، وإن في ظروف مختلفة. [2]

تعرف أيضًا على: تعريف الشخصية السياسية وأهم صفاتها ودورها في إدارة شؤون الدولة

فترة حكم لويس السادس عشر

البداية والصعود إلى العرش

• ولد لويس السادس عشر في 23 أغسطس 1754 في فرساي، وكان اسمه الأصلي لويس أوغسطس.
• بعد وفاة والده الأكبر وشقيقيه الأصغرين، أصبح وريثًا للعرش، ومن ثم عند وفاة جده لويس الخامس عشر في 10 مايو 1774، تولى لويس السادس عشر العرش وهو لم يكمل بعد العشرين من عمره.
• تنصيب رسمي للحكم تم في 1775، ليبدأ فترة الحكم التي ستدوم نحو 18 سنة حتى انهيار الملكية.

الأزمات والتحديات التي واجهها الحكم

خلال حكم لويس السادس عشر مرت فرنسا بأزمات متراكمة، منها:

الأزمة المالية والاقتصادية

• فرنسا كانت مديونة جدًا بسبب إنفاق الدولة، الحروب، الدعم المالي للمستعمرات الأمريكية، والأنظمة الضريبية غير العادلة.
• قام بعض الوزراء الإصلاحيين مثل تورغو (Turgot)، نيكر (Necker)، وكالون (Calonne) بمحاولات لإصلاح النظام المالي، تقليص الإنفاق، وجباية الضرائب بطريقة أكثر عدالة. لكن كثيرًا من الإصلاحات اصطدمت بمعارضة من النبلاء والبرلمان (parlements) ومن الطبقات التي لا تريد التخلي عن امتيازاتها.

التأثر بفكر التنوير وضغوط سياسية واجتماعية

• أفكار التنوير كانت تنتشر بقوة: الحرية السياسية، المساواة، الحقوق الأساسية للمواطن، النقد المجتمعي للامتيازات النبيلة والكنيسة. لويس السادس عشر حاول أن يظهر بعض الانفتاح على هذه الأفكار، لكن شخصيته — التي وصفت بالتردد، قلة الحزم، المخاوف من التغيير — حالت دون تنفيذ إصلاحات قوية بسرعة كافية.
• التوترات الاجتماعية زادت مع تفاقم الجوع وارتفاع أسعار الخبز، شعور الناس بأن النظام غير عادل، خصوصًا الفئات الوسطى والفقيرة.

الأحداث التي أدت إلى الثورة

• في 1789 اضطر لويس السادس عشر لاستدعاء اجتماع الـ Estates-General (الولايات العامة) بعد أن فشلت محاولات الإصلاح المالي.
• مع انعقاد الولايات العامة، تصاعدت المطالب الشعبية، وتصاعدت قوة ممثلي الشعب العادي (الـ Third Estate) الذين طالبوا بالمشاركة السياسية الحقيقية، والضرائب العادلة، ودستور للمملكة.
• أحداث مثل اقتحام الباستيل في 14 يوليو 1789، و”مسيرة النساء إلى فرساي” في أكتوبر من نفس العام، أظهرت أن التأزم قد بلغ نقطة الانفجار.

تعرف أيضًا على: أنجيلا ميركل: السيدة الحديدية التي قادت ألمانيا لسنوات

سقوط الحكم وإنهاء الملكية

• بعد اندلاع الثورة، تم تقييد صلاحيات الملك تدريجيًا، ووضع تحت مراقبة من السلطة الثورية، وانخفضت شعبيته بشكل كبير.
• في 1791 حاول لويس وأسرته الهروب من باريس (فرار فرين)، لكن تم القبض عليهم في فارين، الأمر الذي زاد من خيبة الأمل العامة وزاد من الاتهامات بأنه لا يساهم في الإصلاح بل يعمل ضد الثورة.
• في سبتمبر 1792 تم إلغاء الملكية رسميًا وإعلان الجمهورية من قبل الجمعية الوطنية الثورية.
• بعد ذلك تمت محاكمته بتهم منها الخيانة والتآمر ضد الدولة الثورية، وتم إعدامه بالساطور (الغيلوتين) في 21 يناير 1793.

خلال هذا المقال تعرفنا على حياة لويس الخامس عشر ومماته بسبب الجدري، ثم استعرضنا لماذا أعدم لويس السادس عشر، ومن هو الملك الفرنسي الذي حكم يومًا واحدًا فقط، ثم فترة حكم لويس السادس عشر بتفصيل. نرى أن مصائر الملوك كانت مرتبطة ليس فقط بشخصياتهم. بل بالظروف الداخلية والاقتصادية والاجتماعية، وبنشوء الثورة وفكر التنوير، وبخطر الفقر والضرائب والاضطراب.

يظهر هذا أن الحكم الملكي، حتى مع الامتيازات والتاريخ العريق، لا يمكن أن يصمد إذا فقد الشرعية في عيون الشعب، وإن لويس الخامس عشر كان بداية نهاية النظام القديم بطريقة ما، فقد مهد الطريق لصعود لويس السادس عشر إلى عرش تحت ضغوط هائلة، حتى انتهى إعدامه.

الأسئلة الشائعة

متى ولد لويس الخامس عشر وتولى العرش؟

ولد لويس الخامس عشر في 15 فبراير 1710 في قصر فرساي، وفرنسا.

تولى العرش في سن صغيرة جدًا، إذ صار ملكًا عام 1715 بعد وفاة لويس الرابع عشر، وكان عمره حوالي خمس سنوات.

من حكم فرنسا أثناء طفولته حتى يبلغ سن البلوغ؟

خلال فترة طفولته، كانت السلطة في يد الوصي، فيليب الثاني، دوق أورليان، حتى بلغ لويس الخامس عشر سن الرشد الرسمي عام 1723.

ما سبب تراجع شعبية لويس الخامس عشر؟

عدة عوامل:

• إنفاق بلاط الملك ومظاهر الترف والفخامة التي زادت الأعباء المالية على الدولة.
• الفساد والفضائح الشخصية، وتأثير العلاقات مع صديقات الملك الملكيات أو النبلاء على القرار السياسي.
• الحروب التي خسر فيها الشعب كثيرًا، خاصة حرب السنوات السبع، ما زاد الدين الوطني وضعف الثقة في الحكم.

من هي أشهر صاحبة نفوذ أو مستشارة عند لويس الخامس عشر؟

مادام دو بومبادور (Madame de Pompadour) كانت من أبرز الشخصيات التي كانت مؤثرة في البلاط، ليس فقط كمحبوبة، بل كمستشارة سياسية وثقافية كانت تؤثر في الفنون، الدبلوماسية، وقرارات القصر.

ماذا ترك لويس الخامس عشر من إرث بعد موته؟

• ترك فرنسا وهي مديونة جدًا، مع بنية اجتماعية متأخرة عن المطالب الشعبية، وطبقات شديدة التفاوت.
• رغم بعض الإنجازات المعمارية والفنية والعمر الطويل للحكم، تراجعت السلطة الملكية أمام مطالب الإصلاح، وظهر أن الدولة تحتاج إلى تحول جذري، ممهدًا لمرحلة لويس السادس عشر والثورة الفرنسية.

ما المدة التي حكم فيها لويس الخامس عشر بالضبط؟

حكم لمدة نحو 59 سنة، من 1 سبتمبر 1715 حتى وفاته في 10 مايو 1774.

هل كان لويس الخامس عشر محبوبا طوال فترة حكمه؟

في البداية كان يحظى بشعبية، خاصة لكونه كان وريثًا للملك العظيم لويس الرابع عشر، ولأن الناس كانوا يتوقعون عهدًا جديدًا.

لكن مع الزمن، مع الأزمات المالية، الحروب، الفساد، وغياب إصلاحات فعالة، تراجعت هذه الشعبية كثيرًا، وصار ينتقد بشدة، وسمعته ساءت خصوصًا قبيل وفاته.

• Britannica Louis XV - بتصرف
• Festival topia 15 Kings Who Barely Ruled a Day _ بتصرف

مشاركة المقال

وسوم