ماريو دراجي ودوره في إنقاذ اقتصاد إيطاليا

ماريو دراجي شخصية بارزة في الاقتصاد والسياسة الإيطالية والأوروبية، عُرف بلقب “سوبر ماريو” لدوره الحاسم في إنقاذ اليورو خلال أزمة الديون الأوروبية. شغل منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي بين عامي 2011 و2019، حيث اتخذ قرارات تاريخية ساهمت في استقرار الاقتصاد الأوروبي. كما تولى رئاسة وزراء إيطاليا من 2021 إلى 2022، وتميزت فترته بالتركيز على مواجهة تداعيات جائحة كورونا، وتعزيز الإصلاحات الاقتصادية. يحظى دراجي باحترام واسع عالميًا بفضل خبرته ورؤيته الاستراتيجية، مما جعله نموذجًا للقائد الذي يجمع بين الكفاءة والالتزام. يظل ماريو دراجي رمزًا للتأثير والقيادة الحكيمة.

ماهو موقف ماريو دراجي؟

ماريو دراجي (ولد في 3 سبتمبر 1947، روما، إيطاليا) هو اقتصادي إيطالي شغل منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي من عام 2011 إلى عام 2019.

البنك المركزي الأوروبي (ECB)، المؤسسة المالية المسؤولة عن اتخاذ القرارات النقدية في منطقة اليورو، ذلك الجزء من الاتحاد الأوروبي الذي اعتمد أعضاؤه العملة الأوروبية الموحدة.

جاء تعيين ماريو دراجي في وقت حرج. إذ واجه الاستقرار في منطقة اليورو تحدياتٍ، بسبب أزمة الديون السيادية الأوروبية.

في فبراير 2021، أصبح رئيسًا لوزراء إيطاليا على رأس حكومة تكنوقراطية. وظل في هذا المنصب حتى أكتوبر 2022.

تولى ماريو دراجي منصبه في وقت بدا فيه مستقبل اليورو نفسه موضع شك. لكنه سارع إلى طمأنة الأسواق العالمية بشأن استقرار العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي.

تعرف أيضًا على: جمال عبد الناصر: الزعيم الذي بنى الجمهورية المصرية

في يوليو 2012، صرّح بأن “البنك المركزي الأوروبي مستعد لبذل كل ما يلزم للحفاظ على اليورو”، واعتُبر هذا التصريح الجريء نقطة تحول في الأزمة.

في عهد ماريو دراجي، اعتمد البنك المركزي الأوروبي سياسات نقدية تدخلية لم تهدف فقط إلى تهدئة الذعر الذي اجتاح منطقة اليورو، بل إلى ضمان وضع اقتصادات أوروبا في وضع أفضل لمواجهة الأزمات المستقبلية.

ومن اللافت للنظر بصورة خاصة تطبيق دراجي لأسعار الفائدة السلبية. وهي في الأساس عقوبة على البنوك التي اختارت الاحتفاظ باحتياطيات كبيرة من النقد بدلاً من إقراضه. واستخدامها لتيسير الكمي لزيادة السيولة.

جادل النقاد بأن هذه السياسة الأخيرة قد تُؤدي إلى تضخم جامح. لكن دراغي تجاوز الأخطار الكامنة في مثل هذه الخطوة. وقاد منطقة اليورو نحو التعافي الاقتصادي.

انتهت ولاية ماريو دراجي التي استمرت ثماني سنوات في البنك المركزي الأوروبي عام ٢٠١٩. وخلفته كريستين لاغارد. [1]

تعرف أيضًا على: عبد المجيد تبون: هل ينجح في إعادة بناء الجزائر؟

من هي رئيسة إيطاليا؟

فازت جورجيا ميلوني، التي أدت اليمين الدستورية كأول رئيسة وزراء لإيطاليا، بالانتخابات. من خلال حملة بنيت حول الوعد بمنع سفن المهاجرين ودعم “القيم الأسرية” التقليدية والموضوعات المناهضة لمجتمع الميم.

أدى ميلوني اليمين الدستورية أمام الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في حفل أقيم في قصر كويرينالي في روما.

تعرف أيضًا على: \نبيل العربي: دبلوماسي مصر البارز ومسيرة في خدمة القضايا العربية \

ماذا حدث لماريو دراجي؟

واعتزل ماريو دراجي الحياة الخاصة بعد مغادرته البنك المركزي الأوروبي. لكنه عاد إلى المجال العام بعد أن طلب منه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا تشكيل إدارة.

جاء تعيين ماتاريلا بعد انهيار الحكومة، بسبب إدارتها لجائحة كوفيد-19، فاز ماريو دراجي بتصويت الثقة في مجلس النواب الإيطالي. مما منح حكومته السلطة اللازمة لتولي السلطة، أدى دراغي اليمين الدستورية في 13 فبراير/شباط 2021.

كان ماريو دراجي يحظى بشعبية خلال عامه الأول في السلطة، لكنه بحلول يوليو/تموز 2022، فقد تأييد بعض أعضاء الحكومة الائتلافية، فيما يتعلق بمقترحات التحفيز الاقتصادي لمواجهة أزمة الطاقة وأزمة غلاء المعيشة في إيطاليا.

تعرف أيضًا على: من هي نانسي بيلوسي أول امرأة تترأس مجلس النواب الأمريكي؟

أعلن ماريو دراجي استقالته من رئاسة الوزراء في 14 يوليو/تموز 2022، لكن الرئيس ماتاريلا رفضها.

ومع انسحاب المزيد من أعضاء الحكومة الائتلافية من دعمهم، استقال دراجي مرة أخرى بعد أسبوع. وفي 21 يوليو/تموز 2022، أُعْلِنت استقالته.

بقي ماريو دراجي في منصبه كرئيس وزراء مؤقت، وخلفته جورجيا ميلوني في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

استقال ماريو دراجي من منصبه كرئيس للوزراء في 21 يوليو/تموز 2022، حسبما ورد، لعدم حصوله على إجماع من مختلف أعضاء الحكومة الائتلافية التي أوصلته إلى السلطة.

وقد اختلفت مختلف المجموعات حول أفضل السبل للتعامل مع أزمات الطاقة. وتكاليف المعيشة في إيطاليا، مما أدى إلى فقدان رئيس الوزراء، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة سابقًا، شعبيته.

تعرف أيضًا على: خالد بن سلمان: من سلاح الجو إلى وزارة الدفاع

لماذا يعد ماريو دراجي مهمًا؟

يعد ماريو دراجي مهمًا بصفته رئيسًا للبنك المركزي الأوروبي، يشغل ماريو دراجي عضوية المجلس التنفيذي ومجلس المحافظين والمجلس العام، بالإضافة إلى رئاسة مجلس إدارة الأخطار النظامية الأوروبي، وهو أيضًا عضو في مجلس إدارة بنك التسويات الدولية.

تخرج ماريو دراجي في جامعة سابينزا في روما عام 1970، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1977.

شغل منصب محافظ بنك إيطاليا من عام 2006 إلى عام 2011. وفي أبريل 2006، انتُخب رئيسًا لمجلس الاستقرار المالي، وظل في هذا المنصب حتى نوفمبر 2011.

وقبل توليه رئاسة بنك إيطاليا، كان نائبًا للرئيس والعضو المنتدب في جولدمان ساكس إنترناشونال (2002-2005)، ومديرًا عامًا للخزانة الإيطالية (1991-2001)، ورئيسًا للجنة الاقتصادية والمالية الأوروبية (2000-2001)، ورئيسًا لفريق العمل رقم 3 التوابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (1999-2001).

تابع: لماذا يعد ماريو دراجي مهمًا؟

وفي عام 1993، عُيّن رئيسًا للجنة الإيطالية للخصخصة، وكان مديرًا تنفيذيًا للبنك الدولي من عام 1984 إلى عام 1990.

خلال فترة عمله في وزارة الخزانة، ترأس اللجنة التي راجعت التشريعات الإيطالية الخاصة بالشركات والمؤسسات المالية، وصاغت القانون الذي يحكم الأسواق المالية الإيطالية، كما شغل عضوية مجالس إدارة كثير من البنوك والشركات.

السيد ماريو دراجي عضو في مجلس أمناء معهد الدراسات المتقدمة في برينستون منذ عام ٢٠٠٩.

وكان سابقًا أمينًا فخريًا لمؤسسة بروكينغز، وزميلًا في معهد السياسة بكلية جون إف كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد.

بين عامي ١٩٧٥ و١٩٨١، كان أستاذًا للاقتصاد في جامعات ترينتو وبادوفا والبندقية، ومن عام ١٩٨١ إلى عام ١٩٩١، عمل أستاذًا للاقتصاد في جامعة فلورنسا للدراسات، ألّف وحرّر عددًا من المنشورات حول قضايا الاقتصاد الكلي والقضايا المالية. [2]

تعرف أيضًا على: بدر بن عبد الله بن فرحان: رائد التحول الثقافي في المملكة

ختاما، كانت استقالة ماريو دراجي من رئاسة الوزراء الإيطالية في 21 يوليو تموز مفاجأةً لكثير من المراقبين، وكان من الصعب أن يجدوا سياسيين أو أفرادًا من الجمهور يرغبون في سقوط ماريو دراجي، وقد أبدى المراقبون الدوليون دهشتهم، منذ فبراير شباط 2021، رَأَس دراغي حكومة “وحدة وطنية” انضمت إليها كل الأحزاب باستثناء حزب “فراتيلي دي إيطاليا”.

• britannicaMario Draghi _بتصرف
• ecb.europaMario Draghi _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم