ماهى قصيده نهج البردة لأحمد شوقي؟
عناصر الموضوع
1- التعريف بالشاعر أحمد شوقي
2- قصيدة: نهج البردة
3- ماهى مناسبة كتابة قصيدة البردة؟
4- تحليل قصيدة نهج البردة
1- تعريف أحمد شوقي
فهو شاعر القصر لقد ولد أحمد بن علي بن أحمد شوقي يوم 20 رجب 1287هـ الموافق 16 أكتوبر/تشرين الأول 1868 في حي الحنفي بالقاهرة ، لأب كردي وأم من أصول تركية شركسية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر خديوي إسماعيل وعلى يمتلك الكثير من الغنى والثراء، فتكفلت بتربيته ونشأ معها في القصر. [1]
2- قصيدة: نهج البردة
رِيــمٌ عَــلَــى الْــقَـاعِ بَـيْـنَ الْـبَـانِ وَالْـعَـلَـمِ
أَحَــلَّ سَــفْــكَ دَمِـي فِـي الْأَشْـهُـرِ الْـحُـرُمِ
رَمَــى الْــقَــضَــاءُ بِــعَــيْــنَـيْ جُـؤْذَرٍ أَسَـدًا
يَــا سَــاكِــنَ الْــقَــاعِ أَدْرِكْ سَــاكِــنَ الْأَجَـمِ
لَــمَّــا رَنَــا حَــدَّثَــتْــنِــي الــنَّــفْـسُ قَـائِـلَـةً
يَـا وَيْـحَ جَـنْـبِـكَ بِـالـسَّـهْـمِ الْـمُصِيبِ رُمِي
جَــحَـدْتُـهَـا وَكَـتَـمْـتُ الـسَّـهْـمَ فِـي كَـبِـدِي
جُـــرْحُ الْأَحِـــبَّــةِ عِــنْــدِي غَــيْــرُ ذِي أَلَــمِ
رُزِقْـتَ أَسْـمَـحَ مَـا فِـي الـنَّـاسِ مِـنْ خُـلُـقٍ
إِذَا رُزِقْــتَ الْــتِـمَـاسَ الْـعُـذْرِ فِـي الـشِّـيَـمِ
يَـا لَائِـمِـي فِـي هَـوَاهُ — وَالْـهَـوَى قَدَرٌ—
لَــوْ شَــفَّــكَ الْــوَجْـدُ لَـمْ تَـعْـذِلْ وَلَـمْ تَـلُـمِ
لَـــقَـــدْ أَنَـــلْـــتُـــكَ أُذْنًـــا غَــيْــرَ وَاعِــيَــةٍ
وَرُبَّ مُــنْــتَــصِــتٍ وَالْــقَــلْـبُ فِـي صَـمَـمِ
يَــا نَـاعِـسَ الـطَّـرْفِ لَا ذُقْـتَ الْـهَـوَى أَبَـدًا
أَسْـهَـرْتَ مُـضْـنَـاكَ فِـي حِـفْـظِ الْـهَوَى فَنَمِ
أَفْــدِيــكَ إِلْــفًــا وَلَا آلُــو الْــخَــيَــالَ فِـدًى
أَغْــرَاكَ بِــالْــبُــخْــلِ مَــنْ أَغْــرَاهُ بِــالْـكَـرَمِ
سَــرَى فَــصَــادَفَ جُــرْحًــا دَامِــيًــا فَـأَسَـا
وَرُبَّ فَــضْــلٍ عَــلَــى الْــعُــشَّــاقِ لِلْــحُـلُـمِ
مَــنِ الْــمَــوَائِــسُ بَــانًــا بِــالــرُّبَــى وَقَــنًـا
اللَّاعِــبَـاتُ بِـرُوحِـي، الـسَّـافِـحَـاتُ دَمِـي؟
الــسَّــافِــرَاتُ كَــأَمْــثَــالِ الْـبُـدُورِ ضُـحًـى
يُـغِـرْنَ شَـمْـسَ الـضُّـحَـى بِالْحَلْيِ وَالْعِصَمِ
الْـــقَـــاتِـــلَاتُ بِـــأَجْـــفَـــانٍ بِــهَــا سَــقَــمٌ
وَلِلْـــمَـــنِـــيَّـــةِ أَسْـــبَـــابٌ مِــنَ الــسَّــقَــمِ
الْـــعَـــاثِـــرَاتُ بِـــأَلْــبَــابِ الــرِّجَــالِ، وَمَــا
أُقِــلْــنَ مِــنْ عَــثَــرَاتِ الــدَّلِّ فِـي الـرَّسَـمِ
الْــمُــضْـرِمَـاتُ خُـدُودًا، أَسْـفَـرَتْ، وَجَـلَـتْ
عَــنْ فِــتْــنَــةٍ تُــسْــلِــمُ الْأَكْــبَــادَ لِلــضَّـرَمِ
الْــحَــامِــلَاتُ لِــوَاءَ الْــحُــسْـنِ مُـخْـتَـلِـفًـا
أَشْــكَــالُــهُ، وَهْــوَ فَــرْدٌ غَــيْــرُ مُــنْــقَـسِـمِ
مِــنْ كُــلِّ بَــيْــضَــاءَ أَوْ سَــمْــرَاءَ زُيِّــنَــتَـا
لِلْــعَـيْـنِ، وَالْـحُـسْـنُ فِـي الْآرَامِ كَـالْـعُـصُـمِ
يُــرَعْــنَ لِلْــبَـصَـرِ الـسَّـامِـي، وَمِـنْ عَـجَـبٍ
إِذَا أَشَـــرْنَ أَسَـــرْنَ اللَّـــيْـــثَ بِـــالْــعَــنَــمِ
وَضَــعْــتُ خَــدِّي، وَقَـسَّـمْـتُ الْـفُـؤَادَ رُبًـى
يَــرْتَــعْــنَ فِــي كُــنُــسٍ مِــنْــهُ وَفِــي أَكَـمِ
يَــا بِــنْــتَ ذِي اللِّــبَــدِ الْــمَـحْـمِـيِّ جَـانِـبُـهُ
أَلْـقَـاكِ فِـي الْـغَـابِ، أَمْ أَلْـقَـاكِ فِـي الْأُطُمِ؟
مَــا كُــنْــتُ أَعْــلَــمُ حَــتَّـى عَـنَّ مَـسْـكَـنُـهُ
أَنَّ الْــمُــنَــى وَالْــمَـنَـايَـا مَـضْـرِبُ الْـخِـيَـمِ
مَـنْ أَنْـبَـتَ الْـغُـصْـنَ مِـنْ صَـمْـصَـامَـةٍ ذَكَرٍ
وَأَخْــرَجَ الــرِّيــمَ مِــنْ ضِــرْغَــامَــةٍ قَـرِمِ؟
بَـيْـنِـي وَبَـيْـنَـكِ مِـنْ سُـمْـرِ الْـقَـنَـا حُـجُـبٌ
وَمِـــثْـــلُـــهَــا عِــفَّــةٌ عُــذْرِيَّــةُ الْــعِــصَــمِ
لَــمْ أَغْــشَ مَـغْـنَـاكِ إِلَّا فِـي غُـضُـونِ كَـرًى
مَـــغْـــنَــاكِ أَبْــعَــدُ لِلْــمُــشْــتَــاقِ مِــنْ إِرَمِ
يَــا نَــفْــسُ دُنْــيَـاكِ تُـخْـفِـي كُـلَّ مُـبْـكِـيَـةٍ
وَإِنْ بَــدَا لَــكِ مِــنْــهَــا حُــسْــنُ مُــبْـتَـسَـمِ
فُــضِّــي بِــتَـقْـوَاكِ فَـاهًـا كُـلَّـمَـا ضَـحِـكَـتْ
كَــمَــا يُــفَــضُّ أَذَى الــرَّقْــشَــاءِ بِــالــثَّــرَمِ
مَـخْـطُـوبَةٌ مُنْذُ كَانَ النَّاسُ خَاطِبَةٌ
مِــنْ أَوَّلِ الــدَّهْــرِ لَــمْ تُــرْمِــلْ، وَلَــمْ تَـئِـمِ
يَــفْــنَــى الـزَّمَـانُ، وَيَـبْـقَـى مِـنْ إِسَـاءَتِـهَـا
جُـــرْحٌ بِـــآدَمَ يَــبْــكِــي مِــنْــهُ فِــي الْأَدَمِ
لَا تَــحْــفِــلِــي بِــجَــنَــاهَــا، أَوْ جِـنَـايَـتِـهَـا
الْــمَـوْتُ بِـالـزَّهْـرِ مِـثْـلُ الْـمَـوْتِ بِـالْـفَـحَـمِ
كَـــمْ نَـــائِـــمٍ لَا يَــرَاهَــا، وَهْــيَ سَــاهِــرَةٌ
لَـــوْلَا الْأَمَـــانِـــيُّ وَالْأَحْـــلَامُ لَـــمْ يَـــنَـــمِ
طَــوْرًا تَــمُــدُّكَ فِــي نُــعْــمَــى وَعَــافِــيَـةٍ
وَتَـــارَةً فِـــي قَـــرَارِ الْـــبُــؤْسِ وَالْــوَصَــمِ
كَــمْ ضَــلَّلَـتْـكَ، وَمَـنْ تُـحْـجَـبْ بَـصِـيـرَتُـهُ
إِنْ يَــلْــقَ صَــابًــا يَــرِدْ، أَوْ عَــلْـقَـمًـا يَـسُـمِ
يَــا وَيْــلَــتَــاهُ لِــنَــفْــسِــي! رَاعَــهَــا وَدَهَـا
مُــسْـوَدَّةُ الـصُّـحْـفِ فِـي مُـبْـيَـضَّـةِ اللِّـمَـمِ
رَكَـضْـتُـهَـا فِـي مَـرِيـعِ الْـمَـعْـصِـيَـاتِ، وَمَـا
أَخَــذْتُ مِــنْ حِــمْـيَـةِ الـطَّـاعَـاتِ للـتُّـخَـمِ
هَــامَــتْ عَــلَــى أَثَــرِ اللَّــذَّاتِ تَــطْــلُــبُـهَـا
وَالـنَّـفْـسُ إِنْ يَـدْعُـهَـا دَاعِـي الـصِّـبَـا تَـهِـمِ
صَــــلَاحُ أَمْــــرِكَ لِلْأَخْــــلَاقِ مَـــرْجِـــعُـــهُ
فَــقَــوِّمِ الــنَّــفْــسَ بِــالْأَخْــلَاقِ تَــسْــتَـقِـمِ
وَالـنَّـفْـسُ مِـنْ خَـيْـرِهَـا فِـي خَـيْـرِ عَـافِيَةٍ
وَالــنَّــفْــسُ مِــنْ شَـرِّهَـا فِـي مَـرْتَـعٍ وَخِـمِ
تَــطْــغَــى إِذَا مُــكِّــنَــتْ مِــنْ لَــذَّةٍ وَهَـوًى
طَـغْـيَ الْـجِـيَـادِ إِذَا عَـضَّـتْ عَـلَـى الـشُّـكُمِ
إِنْ جَــلَّ ذَنْــبِــي عَــنِ الْــغُـفْـرَانِ لِـي أَمَـلٌ
فِـي اللـهِ يَـجْـعَـلُـنِـي فِـي خَـيْـرِ مُـعْـتَـصَمِ
أُلْــقِــي رَجَــائِــي إِذَا عَــزَّ الْـمُـجِـيـرُ عَـلَـى
مُــفَــرِّجِ الْــكَــرْبِ فِــي الـدَّارَيْـنِ وَالْـغُـمَـمِ
إِذَا خَـــفَـــضْـــتُ جَـــنَــاحَ الــذُّلِّ أَسْــأَلُــهُ
عِــزَّ الــشَّــفَــاعَــةِ لَــمْ أَسْــأَلْ سِــوَى أَمَـمِ
وَإِنْ تَـــقَـــدَّمَ ذُو تَـــقْـــوَى بِـــصَـــالِـــحَــةٍ
قَـــدَّمْـــتُ بَــيْــنَ يَــدَيْــهِ عَــبْــرَةَ الــنَّــدَمِ
لَـــزِمْـــتُ بَــابَ أَمِــيــرِ الْأَنْــبِــيَــاءِ، وَمَــنْ
يُــمْــسِــكْ بِــمِــفْــتَـاحِ بَـابِ اللـهِ يَـغْـتَـنِـمِ
فَـــكُـــلُّ فَـــضْـــلٍ، وَإِحْــسَــانٍ، وَعَــارِفَــةٍ
مَــا بَــيْــنَ مُــسْــتَــلِــمٍ مِــنْــهُ وَمُــلْــتَــزِمِ
عَـــلَّــقْــتُ مِــنْ مَــدْحِــهِ حَــبْــلًا أُعَــزُّ بِــهِ
فِـــي يَــوْمِ لَا عِــزَّ بِــالْأَنْــسَــابِ وَاللُّــحَــمِ
يُــزْرِي قَــرِيــضِــي زُهَـيْـرًا حِـيـنَ أَمْـدَحُـهُ
وَلَا يُـــقَـــاسُ إِلَـــى جُـــودِي لَـــدَى هَـــرِمِ
مُــحَــمَّــدٌ صَــفْــوَةُ الْــبَــارِي، وَرَحْــمَــتُــهُ
وَبُــغْــيَــةُ اللــهِ مِــنْ خَــلْــقٍ وَمِــنْ نَــسَـمِ
وَصَـاحِـبُ الْـحَـوْضِ يَـوْمَ الـرُّسْـلُ سَـائِـلَةٌ
مَـتَـى الْـوُرُودُ؟ وَجِـبْـرِيـلُ الْأَمِـيـنُ ظَـمِـي
سَـــنَــاؤُهُ وَسَــنَــاهُ الــشَّــمْــسُ طَــالِــعَــةً
فَــالْـجِـرْمُ فِـي فَـلَـكٍ، وَالـضَّـوْءُ فِـي عَـلَـمِ
قَــدْ أَخْــطَــأَ الــنَّــجْــمَ مَــا نَــالَــتْ أُبُـوَّتُـهُ
مِــنْ سُــؤْدُدٍ بَــاذِخٍ فِــي مَــظْــهَــرٍ سَــنِــمِ
نُــمُــوا إِلَــيْــهِ، فَــزَادُوا فِـي الْـوَرَى شَـرَفًـا
وَرُبَّ أَصْــلٍ لِــفَــرْعٍ فِــي الْــفَــخَــارِ نُـمِـي
حَــوَاهُ فِــي سُــبُــحَــاتِ الــطُّـهْـرِ قَـبْـلَـهُـمُ
نُــورَانِ قَــامَــا مَــقَــامَ الــصُّـلْـبِ وَالـرَّحِـمِ
لَـــمَّـــا رَآهُ بَـــحِـــيـــرَا قَـــالَ: نَـــعْـــرِفُـــهُ
بِــمَــا حَــفِــظْــنَــا مِـنَ الْأَسْـمَـاءِ وَالـسِّـيَـمِ
سَـائِـلْ حِـرَاءَ، وَرُوحَ الْـقُـدْسِ: هَـلْ عَـلِـمَـا
مَـــصُــونَ سِــرٍّ عَــنِ الْإِدْرَاكِ مُــنْــكَــتِــمِ؟
كَــمْ جَــيْــئَــةٍ وَذَهَــابٍ شُــرِّفَــتْ بِــهِــمَــا
بَــطْــحَــاءُ مَـكَّـةَ فِـي الْإِصْـبَـاحِ وَالْـغَـسَـمِ
وَوَحْــشَــةٍ لِابْــنِ عَــبْــدِ اللــهِ بَــيْــنَــهُــمَـا
أَشْـهَـى مِـنَ الْأُنْـسِ بِـالْأَحْـبَـابِ وَالْـحَـشَـمِ
يُــسَــامِــرُ الْـوَحْـيَ فِـيـهَـا قَـبْـلَ مَـهْـبِـطِـهِ
وَمَــنْ يُــبَــشَّـرْ بِـسِـيـمَـى الْـخَـيْـرِ يَـتَّـسِـمِ
لَـمَّـا دَعَـا الـصَّـحْـبُ يَـسْـتَـسْـقُونَ مِنْ ظَمَأٍ
فَــاضَــتْ يَـدَاهُ مِـنَ الـتَّـسْـنِـيـمِ بِـالـسَّـنِـمِ
وَظَـــلَّلَـــتْــهُ، فَــصَــارَتْ تَــسْــتَــظِــلُّ بِــهِ
غَـــمَـــامَــةٌ جَــذَبَــتْــهَــا خِــيــرَةُ الــدِّيَــمِ
مَـــحَـــبَّـــةٌ لِـــرَسُـــولِ اللـــهِ أُشْـــرِبَـــهَـــا
قَــعَــائِــدُ الــدَّيْـرِ، وَالـرُّهْـبَـانُ فِـي الْـقِـمَـمِ
إِنَّ الـــشَّـــمَـــائِــلَ إِنْ رَقَّــتْ يَــكَــادُ بِــهَــا
يُــغْــرَى الْــجَـمَـادُ، وَيُـغْـرَى كُـلُّ ذِي نَـسَـمِ
وَنُــودِيَ: اقْــرَأْ. تَــعَــالَــى اللــهُ قَــائِــلُــهَــا
لَــمْ تَــتَّــصِــلْ قَــبْـلَ مَـنْ قِـيـلَـتْ لَـهُ بِـفَـمِ
هُـــنَـــاكَ أَذَّنَ لِلـــرَّحْـــمَـــنِ، فَـــامْـــتَــلَأَتْ
أَسْــمَــاعُ مَــكَّــةَ مِــنْ قُــدْسِــيَّــةِ الــنَّـغَـمِ
فَـلَا تَـسَـلْ عَـنْ قُـرَيْـشٍ كَـيْـفَ حَـيْـرَتُـهَـا؟
وَكَــيْــفَ نُـفْـرَتُـهَـا فِـي الـسَّـهْـلِ وَالْـعَـلَـمِ؟
تَــسَــاءَلُــوا عَــنْ عَــظِــيــمٍ قَــدْ أَلَـمَّ بِـهِـمْ
رَمَــى الْــمَــشَــايــخَ وَالْــوِلْــدَانَ بِــاللَّــمَـمِ
يَــا جَــاهِــلِــيــنَ عَــلَـى الْـهَـادِي وَدَعْـوَتِـهِ
هَــلْ تَــجْـهَـلُـونَ مَـكَـانَ الـصَّـادِقِ الْـعَـلَـمِ؟
لَــقَّــبْــتُــمُــوهُ أَمِــيــنَ الْــقَـوْمِ فِـي صِـغَـرٍ
وَمَـــا الْأَمِـــيـــنُ عَــلَــى قَــوْلٍ بِــمُــتَّــهَــمِ
فَــاقَ الْــبُــدُورَ، وَفَــاقَ الْأَنْــبِــيَــاءَ، فَــكَـمْ
بِـالْـخَـلْـقِ وَالْـخُـلْـقِ مِـنْ حُـسْنٍ وَمِنْ عِظَمِ
جَــاءَ الــنَّــبِــيُّــونَ بِـالْآيَـاتِ، فَـانْـصَـرَمَـتْ
وَجِــئْــتَــنَــا بِــحَــكِــيــمٍ غَــيْــرِ مُـنْـصَـرِمِ
آيَـــاتُـــهُ كُـــلَّـــمَـــا طَـــالَ الْــمَــدَى جُــدُدٌ
يَـــزِيـــنُـــهُــنَّ جَــلَالُ الْــعِــتْــقِ وَالْــقِــدَمِ
يَـــكَـــادُ فِــي لَــفْــظَــةٍ مِــنْــهُ مُــشَــرَّفَــةٍ
يُـوصِـيـكَ بِـالْـحَـقِّ، وَالـتَّـقْـوَى، وَبِـالـرَّحِـمِ
يَــا أَفْــصَـحَ الـنَّـاطِـقِـيـنَ الـضَّـادَ قَـاطِـبَـةً
حَــدِيــثُــكَ الـشَّـهْـدُ عِـنْـدَ الـذَّائِـقِ الْـفَـهِـمِ
حَــلَّــيْــتَ مِــنْ عَــطَــلٍ جِـيـدَ الْـبَـيَـانِ بِـهِ
فِــي كُــلِّ مُــنْـتَـثِـرٍ فِـي حُـسْـنِ مُـنْـتَـظِـمِ
بِـــكُـــلِّ قَـــوْلٍ كَـــرِيـــمٍ أَنْـــتَ قَـــائِـــلُــهُ
تُـحْـيِـي الْـقُـلُـوبَ، وَتُـحْـيِـي مَـيِّـتَ الْـهِمَمِ
سَـــرَتْ بَـــشَـــائِـــرُ بِــالْــهَــادِي وَمَــوْلِــدِهِ
فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ مَسْرَى النُّورِ فِي الظُّلَمِ
تَــخَــطَّــفَـتْ مُـهَـجَ الـطَّـاغِـيـنَ مِـنْ عَـرَبٍ
وَطَــيَّــرَتْ أَنْــفُــسَ الْـبَـاغِـيـنَ مِـنْ عَـجَـمِ
رِيـعَـتْ لَـهَـا شُـرَفُ الْإِيـوَانِ، فَـانْـصَـدَعَـتْ
مِـنْ صَـدَمَـةِ الْـحَـقِّ، لَا مِـنْ صَـدَمَـةِ الْقُدُمِ
أَتَــيْــتَ وَالــنَّــاسُ فَــوْضَــى لَا تَـمُـرُّ بِـهِـمْ
إِلَّا عَــلَــى صَــنَــمٍ قَــدْ هَــامَ فِــي صَــنَــمِ
وَالْأَرْضُ مَـــمْـــلُـــوءَةٌ جَــوْرًا، مُــسَــخَّــرَةٌ
لِــكُــلِّ طَــاغِــيَــةٍ فِـي الْـخَـلْـقِ مُـحْـتَـكِـمِ
مُــسَــيْــطِـرُ الْـفُـرْسِ يَـبْـغِـي فِـي رَعِـيَّـتِـهِ
وَقَــيْــصَــرُ الــرُّومِ مِــنْ كِــبْــرٍ أَصَــمُّ عَــمِ
يُـــعَـــذِّبَـــانِ عِـــبَـــادَ اللـــهِ فِـــي شُـــبَــهٍ
وَيَــذْبَــحَــانِ كَــمَــا ضَــحَّــيْــتَ بِــالْـغَـنَـمِ
وَالْــخَــلْــقُ يَـفْـتِـكُ أَقْـوَاهُـمْ بِـأَضْـعَـفِـهِـمْ
كَــاللَّـيْـثِ بِـالْـبَـهْـمِ، أَوْ كَـالْـحُـوتِ بِـالْـبَـلَـمِ
أَسْـــرَى بِـــكَ اللـــهُ لَـــيْـــلًا، إِذْ مَــلَائِــكُــهُ
وَالـرُّسْـلُ فِـي الْـمَسْجِدِ الْأَقْصَى عَلَى قَدَمِ
لَــمَّــا خَــطَــرْتَ بِــهِ الْــتَــفُّــوا بِـسَـيِّـدِهِـمْ
كَـالـشُّـهْـبِ بِـالْـبَـدْرِ، أَوْ كَـالْـجُـنْـدِ بِـالْـعَـلَـمِ
صَـــلَّــى وَرَاءَكَ مِــنْــهُــمْ كُــلُّ ذِي خَــطَــرٍ
وَمَـــنْ يَـــفُــزْ بِــحَــبِــيــبِ اللــهِ يَــأْتَــمِــمِ
جُــبْــتَ الــسَّــمَـوَاتِ أَوْ مَـا فَـوْقَـهُـنَّ بِـهِـمْ
عَـــــلَـــــى مُــــنَــــوَّرَةٍ دُرِّيَّــــةِ اللُّــــجُــــمِ
رَكُـــوبَـــةٍ لَـــكَ مِـــنْ عِـــزٍّ وَمِـــنْ شَـــرَفٍ
لَا فِــي الْــجِـيَـادِ، وَلَا فِـي الْأَيْـنُـقِ الـرُّسُـمِ
مَــشِــيــئَــةُ الْــخَـالِـقِ الْـبَـارِي، وَصَـنْـعَـتُـهُ
وَقُـــدْرَةُ اللـــهِ فَـــوْقَ الــشَّــكِّ وَالــتُّــهَــمِ
حَــتَّــى بَــلَــغْــتَ سَــمَــاءً لَا يُــطَــارُ لَــهَــا
عَــلَــى جَــنَــاحٍ، وَلَا يُــسْــعَـى عَـلَـى قَـدَمِ
وَقِـــيـــلَ: كُـــلُّ نَـــبِـــيٍّ عِـــنْـــدَ رُتْــبَــتِــهِ
وَيَــا مُــحَــمَّــدُ، هَــذَا الْــعَــرْشُ فَـاسْـتَـلِـمِ
خَــطَــطْــتَ لِلــدِّيـنِ وَالـدُّنْـيَـا عُـلُـومَـهُـمَـا
يَــا قَــارِئَ اللَّــوْحِ، بَــلْ يَــا لَامِــسَ الْـقَـلَـمِ
أَحَــطْــتَ بَــيْـنَـهُـمَـا بِـالـسِّـرِّ، وَانْـكَـشَـفَـتْ
لَــكَ الْــخَــزَائِــنُ مِــنْ عِــلْــمٍ وَمِــنْ حِـكَـمِ
وَضَــاعَــفَ الْــقُــرْبُ مَـا قُـلِّـدْتَ مِـنْ مِـنَـنٍ
بِـــلَا عِـــدَادٍ، وَمَـــا طُـــوِّقْــتَ مِــنْ نِــعَــمِ
سَـلْ عُـصْـبَـةَ الـشِّـرْكِ حَـوْلَ الْـغَـارِ سَـائِمَةً
لَـــوْلَا مُــطَــارَدَةُ الْــمُــخْــتَــارِ لَــمْ تَــسُــمِ
هَــلْ أَبْـصَـرُوا الْأَثَـرَ الْـوَضَّـاءَ، أَمْ سَـمِـعُـوا
هَــمْــسَ الـتَّـسَـابِـيـحِ وَالْـقُـرْآنَ مِـنْ أَمَـمِ؟
وَهَــلْ تَــمَــثَّــلَ نَــسْـجُ الْـعَـنْـكَـبُـوتِ لَـهُـمْ
كَـالْـغَـابِ، وَالْـحَـائِـمَـاتُ الـزُّغْـبُ كَـالرَّخَمِ؟
فَـــأَدْبَـــرُوا، وَوُجُــوهُ الْأَرْضِ تَــلْــعَــنُــهُــمْ
كَــبَــاطِــلٍ مِــنْ جَــلَالِ الْــحَــقِّ مُــنْــهَـزِمِ
لَــوْلَا يَــدُ اللــهِ بِــالْــجَــارَيْــنِ مَــا سَــلِـمَـا
وَعَــيْــنُــهُ حَــوْلَ رُكْــنِ الــدِّيــنِ لَــمْ يَـقُـمِ
تَـــوَارَيَـــا بِـــجَـــنَـــاحِ اللـــهِ وَاسْـــتَــتَــرَا
وَمَـــنْ يَـــضُـــمَّ جَـــنَـــاحُ اللــهِ لَا يُــضَــمِ
يَـا أَحْـمَـدَ الْـخَـيْـرِ، لِـي جَـاهٌ بِـتَـسْـمِـيَـتِـي
وَكَــيْـفَ لَا يَـتَـسَـامَـى بِـالـرَّسُـولِ سَـمِـي؟
الْـــمَـــادِحُـــونَ وَأَرْبَـــابُ الْـــهَـــوَى تَــبَــعٌ
لِــصَــاحِــبِ الْـبُـرْدَةِ الْـفَـيْـحَـاءِ ذِي الْـقَـدَمِ
مَــدِيــحُــهُ فِــيــكَ حُــبٌّ خَــالِـصٌ وَهَـوًى
وَصَــادِقُ الْــحُــبِّ يُــمْـلِـي صَـادِقَ الْـكَـلِـمِ
اللــــهُ يَــــشْــــهَــــدُ أَنِّــــي لَا أُعَــــارِضُـــهُ
مَـنْ ذَا يُـعَـارِضُ صَـوْبَ الْـعَـارِضِ الْـعَـرِمِ؟
وَإِنَّــمَــا أَنَــا بَــعْــضُ الْــغَــابِــطِـيـنَ، وَمَـنْ
يَـــغْـــبِـــطْ وَلِــيَّــكَ لَا يُــذْمَــمْ، وَلَا يُــلَــمِ
هَــذَا مَــقَــامٌ مِــنَ الــرَّحْــمَــنِ مُــقْـتَـبَـسٌ
تَــرْمِــي مَــهَــابَــتُــهُ سَــحْــبَــانَ بِـالْـبَـكَـمِ
الْــبَــدْرُ دُونَــكَ فِــي حُــسْـنٍ وَفِـي شَـرَفٍ
وَالْــبَــحْــرُ دُونَــكَ فِــي خَــيْـرٍ وَفِـي كَـرَمِ
شُــمُّ الْـجِـبَـالِ إِذَا طَـاوَلْـتَـهَـا انْـخَـفَـضَـتْ
وَالْأَنْــجُــمُ الــزُّهْــرُ مَــا وَاسَــمْـتَـهَـا تَـسِـمِ
وَاللَّــيْــثُ دُونَــكَ بَــأْسًــا عِــنْــدَ وَثْــبَــتِـهِ
إِذَا مَــشَــيْـتَ إِلَـى شَـاكِـي الـسِّـلَاحِ كَـمِـي
تَــهْــفُــو إِلَــيْـكَ — وَإِنْ أَدْمَـيْـتَ حَـبَّـتَـهَـا
فِـي الْـحَـرْبِ — أَفْـئِـدَةُ الْأَبْـطَـالِ وَالْـبُـهَمِ
مَـــحَـــبَّـــةُ اللـــهِ أَلْـــقَـــاهَــا وَهَــيْــبَــتُــهُ
عَــلَــى ابْــنِ آمِــنَــةٍ فِــي كُــلِّ مُــصْـطَـدَمِ
كَــأَنَّ وَجْــهَــكَ تَــحْـتَ الـنَّـقْـعِ بَـدْرُ دُجًـى
يُــضِــيءُ مُــلْــتَــثِــمًــا، أَوْ غَــيْـرَ مُـلْـتَـثِـمِ
بَـــدْرٌ تَـــطَـــلَّـــعَ فِـــي بَـــدْرٍ، فَـــغُـــرَّتُـــهُ
كَــغُــرَّةِ الــنَّــصْــرِ، تَـجْـلُـو دَاجِـيَ الـظُّـلَـمِ
ذُكِــرْتَ بِــالْــيُــتْــمِ فِــي الْــقُـرْآنِ تَـكْـرِمَـةً
وَقِــيــمَــةُ اللُّـؤْلُـؤِ الْـمَـكْـنُـونِ فِـي الْـيُـتُـمِ
اللـــهُ قَـــسَّـــمَ بَـــيْـــنَ الــنَّــاسِ رِزْقَــهُــمُ
وَأَنْــتَ خُــيِّــرْتَ فِــي الْأَرْزَاقِ وَالْــقِــسَــمِ
إِنْ قُـلْـتَ فِـي الْأَمْـرِ: لَا، أَوْ قُـلْـتَ فِيهِ: نَعَمْ
نَــعَـمْ فَـخِـيـرَةُ اللـهِ فِـي لَا مِـنْـكَ أَوْ نَـعَـمِ
أَخُــوكَ عِــيــسَــى دَعَــا مَــيْــتًـا فَـقَـامَ لَـهُ
وَأَنْــتَ أَحْــيَــيْــتَ أَجْــيَــالًا مِــنَ الــرِّمَــمِ
وَالْــجَــهْــلُ مَـوْتٌ، فَـإِنْ أُوتِـيـتَ مُـعْـجِـزَةً
فَـابْـعَـثْ مِـنَ الْـجَـهْلِ أَوْ فَابْعَثْ مِنَ الرَّجَمِ
قَــالُــوا: غَــزَوْتَ، وَرُسْــلُ اللــهِ مَـا بُـعِـثُـوا
لِــقَــتْــلِ نَــفْــسٍ وَلَا جَــاءُوا لِــسَــفْـكِ دَمِ
جَــهْــلٌ وَتَــضْــلِــيــلُ أَحْـلَامٍ وَسَـفْـسَـطَـةٌ
فَـتَـحْـتَ بِـالـسَّـيْـفِ بَـعْـدَ الْـفَـتْـحِ بِـالْـقَـلَمِ
لَــمَّــا أَتَــى لَــكَ عَــفْــوًا كُــلُّ ذِي حَــسَــبٍ
تَــكَــفَّــلَ الــسَّــيْــفُ بِــالْـجُـهَّـالِ وَالْـعَـمَـمِ
وَالــشَّــرُّ إِنْ تَــلْــقَــهُ بِـالْـخَـيْـرِ ضِـقْـتَ بِـهِ
ذَرْعًــا وَإِنْ تَــلْــقَــهُ بِــالــشَّــرِّ يَــنْــحَــسِـمِ
سَــلِ الْــمَــسِــيـحِـيَّـةَ الْـغَـرَّاءَ كَـمْ شَـرِبَـتْ
بِــالــصَّــابِ مِـنْ شَـهَـوَاتِ الـظَّـالِـمِ الْـغَـلِـمِ
طَــرِيــدَةُ الــشِّــرْكِ، يُــؤْذِيـهَـا وَيُـوسِـعُـهَـا
فِــي كُــلِّ حِــيــنٍ قِــتَــالًا سَـاطِـعَ الْـحَـدَمِ
لَــوْلَا حُــمَــاةٌ لَــهَــا هَــبُّــوا لِــنُــصْــرَتِــهَــا
بِـالـسَّـيْـفِ مَـا انْـتَـفَـعَـتْ بِـالـرِّفْـقِ وَالرُّحَمِ
لَــوْلَا مَــكَــانٌ لِــعِــيــسَــى عِــنْـدَ مُـرْسِـلِـهِ
وَحُــرْمَــةٌ وَجَــبَــتْ لِلــرُّوحِ فِــي الْــقِــدَمِ
لَــسُــمِّــرَ الْــبَـدَنُ الـطُّـهْـرُ الـشَّـرِيـفُ عَـلَـى
لَــوْحَـيْـنِ، لَـمْ يَـخْـشَ مُـؤْذِيـهِ وَلَـمْ يَـجِـمِ
جَــلَّ الْــمَــسِـيـحُ، وَذَاقَ الـصَّـلْـبَ شَـانِـئُـهُ
إِنَّ الْــعِــقَــابَ بِــقَــدْرِ الــذَّنْــبِ وَالْــجُــرُمِ
أَخُـــو الـــنَّـــبِـــيِّ، وَرُوحُ اللـــهِ فِــي نُــزُلٍ
فَــوْقَ الــسَّــمَـاءِ وَدُونَ الْـعَـرْشِ مُـحْـتَـرَمِ
عَــلَّــمْــتَــهُــمْ كُــلَّ شَــيْءٍ يَــجْـهَـلُـونَ بِـهِ
حَــتَّــى الْــقِــتَــالَ وَمَــا فِـيـهِ مِـنَ الـذِّمَـمِ
دَعَـــوْتَــهُــمْ لِــجِــهَــادٍ فِــيــهِ سُــؤْدُدُهُــمْ
وَالْـــحَــرْبُ أُسُّ نِــظَــامِ الْــكَــوْنِ وَالْأُمَــمِ
لَــــوْلَاهُ لَــــمْ نَــــرَ لِلـــدَّوْلَاتِ فِـــي زَمَـــنٍ
مَــا طَــالَ مِــنْ عَــمَــدٍ، أَوْ قَــرَّ مِــنْ دَعَــمِ
تِـــلْـــكَ الـــشَّـــوَاهِـــدُ تَــتْــرَى كُــلَّ آوِنَــةٍ
فِـي الْأَعْـصُـرِ الْـغُـرِّ، لَا فِـي الْأَعْـصُرِ الدُّهُمِ
بِــالْأَمْـسِ مَـالَـتْ عُـرُوشٌ، وَاعْـتَـلَـتْ سُـرُرٌ
لَــوْلَا الْــقَــذَائِــفُ لَــمْ تُــثْــلَـمْ، وَلَـمْ تُـصَـمِ
أَشْــيَــاعُ عِــيــسَــى أَعَــدُّوا كُـلَّ قَـاصِـمَـةٍ
وَلَـــمْ نُـــعِــدَّ سِــوَى حَــالَاتِ مُــنْــقَــصِــمِ
مَـهْـمَـا دُعِـيـتَ إِلَـى الْـهَـيْـجَـاءِ قُـمْـتَ لَـهَـا
تَــرْمِــي بِــأُسْــدٍ وَيَــرْمِــي اللــهُ بِــالـرُّجُـمِ
عَــلَــى لِــوَائِــكَ مِــنْــهُــمْ كُــلُّ مُــنْــتَــقِـمٍ
للــهِ، مُــسْــتَــقْــتِــلٍ فِــي اللــهِ، مُــعْــتَـزِمِ
مُـــسَـــبِّـــحٍ لِلِـــقَـــاءِ اللـــهِ، مُـــضْـــطَــرِمٍ
شَــوْقًـا، عَـلَـى سَـابِـحٍ كَـالْـبَـرْقِ مُـضْـطَـرِمِ
لَــوْ صَـادَفَ الـدَّهْـرَ يَـبْـغِـي نَـقْـلَـةً، فَـرَمَـى
بِـــعَــزْمِــهِ فِــي رِحَــالِ الــدَّهْــرِ لَــمْ يَــرِمِ
بِـيـضٌ، مَـفَـالِـيـلُ مِـنْ فِـعْـلِ الْـحُرُوبِ بِهِمْ
مِــنْ أَسْــيُــفِ اللــهِ، لَا الْــهِـنْـدِيَّـةِ الْـخُـذُمِ
كَــمْ فِــي الـتُّـرَابِ إِذَا فَـتَّـشْـتَ عَـنْ رَجُـلٍ
مَـنْ مَـاتَ بِـالْـعَـهْـدِ، أَوْ مَـنْ مَـاتَ بِـالْـقَسَمِ
لَــوْلَا مَــوَاهِــبُ فِــي بَــعْــضِ الْأَنَــامِ لَـمَـا
تَــفَــاوَتَ الــنَّــاسُ فِــي الْأَقْــدَارِ وَالْـقِـيَـمِ
شَــرِيــعَــةٌ لَــكَ فَــجَّــرْتَ الْــعُــقُــولَ بِـهَـا
عَــنْ زَاخِــرٍ بِــصُــنُــوفِ الْــعِـلْـمِ مُـلْـتَـطِـمِ
يَــلُـوحُ حَـوْلَ سَـنَـا الـتَّـوْحِـيـدِ جَـوْهَـرُهَـا
كَــالْــحَـلْـيِ للـسَّـيْـفِ أَوْ كَـالْـوَشْـيِ لِلْـعَـلَـمِ
غَــرَّاءُ، حَــامَــتْ عَــلَــيْـهَـا أَنْـفُـسٌ، وَنُـهًـى
وَمَــنْ يَــجِـدْ سَـلْـسَـلًا مِـنْ حِـكْـمَـةٍ يَـحُـمِ
نُــورُ الــسَّــبِــيـلِ يُـسَـاسُ الْـعَـالَـمُـونَ بِـهَـا
تَــكَــفَّــلَــتْ بِــشَــبَــابِ الــدَّهْــرِ وَالْــهَــرَمِ
يَــجْــرِي الــزَّمَـانُ وَأَحْـكَـامُ الـزَّمَـانِ عَـلَـى
حُــكْــمٍ لَـهَـا نَـافِـذٍ فِـي الْـخَـلْـقِ، مُـرْتَـسِـمِ
لَــمَّــا اعْــتَــلَـتْ دَوْلَـةُ الْإِسْـلَامِ وَاتَّـسَـعَـتْ
مَــشَــتْ مَــمَــالِــكُــهُ فِــي نُـورِهَـا الـتَّـمَـمِ
وَعَـــلَّـــمَـــتْ أُمَّـــةً بِـــالْـــقَـــفْـــرِ نَـــازِلَــةً
رَعْــيَ الْــقَــيَــاصِــرِ بَـعْـدَ الـشَّـاءِ وَالـنَّـعَـمِ
كَــمْ شَـيَّـدَ الْـمُـصْـلِـحُـونَ الْـعَـامِـلُـونَ بِـهَـا
فِـي الـشَّـرْقِ وَالْـغَـرْبِ مُـلْـكًـا بَـاذِخَ الْعِظَمِ
لِلْــعِــلْـمِ وَالْـعَـدْلِ وَالـتَّـمْـدِيـنِ مَـا عَـزَمُـوا
مِـــنَ الْأُمُـــورِ وَمَـــا شَــدُّوا مِــنَ الْــحُــزُمِ
سَــرْعَــانَ مَــا فَــتَـحُـوا الـدُّنْـيَـا لِـمِـلَّـتِـهِـمْ
وَأَنْـهَـلُـوا الـنَّـاسَ مِـنْ سَـلْـسَـالِـهَـا الـشَّـبِـمِ
سَــارُوا عَـلَـيْـهَـا هُـدَاةَ الـنَّـاسِ فَـهْـيَ بِـهِـمْ
إِلَــى الْــفَــلَاحِ طَــرِيــقٌ وَاضِــحُ الْــعِــظَـمِ
لَا يَــهْــدِمُ الــدَّهْــرُ رُكْــنًــا شَــادَ عَــدْلُــهُـمُ
وَحَــائِــطُ الْــبَــغْــيِ إِنْ تَــلْـمَـسْـهُ يَـنْـهَـدِمِ
نَـالُـوا الـسَّـعَـادَةَ فِـي الـدَّارَيْـنِ وَاجْـتَـمَعُوا
عَــلَــى عَــمِــيـمٍ مِـنَ الـرِّضْـوَانِ مُـقْـتَـسَـمِ
دَعْ عَــنْــكَ رُومَــا وَآثِــيــنَــا وَمَــا حَــوَتَــا
كُــلُّ الْــيَــوَاقِــيــتِ فِــي بَــغْـدَادَ وَالـتُّـوَمِ
وَخَــــلِّ كِـــسْـــرَى، وَإِيـــوَانًـــا يَـــدِلُّ بِـــهِ
هَـــوًى عَـــلَـــى أَثَـــرِ الـــنِّـــيــرَانِ وَالْأُيُــمِ
وَاتْــرُكْ رَعَـمْـسِـيـسَ، إِنَّ الْـمُـلْـكَ مَـظْـهَـرُهُ
فِـي نَـهْـضَـةِ الْـعَـدْلِ لَا فِـي نَـهْـضَـةِ الْـهَرَمِ
دَارُ الـــشَّـــرَائِـــعِ رُومَـــا كُـــلَّـــمَــا ذُكِــرَتْ
دَارُ الــسَّــلَامِ لَــهَــا أَلْــقَــتْ يَــدَ الــسَّــلَــمِ
مَــا ضَــارَعَــتْــهَــا بَــيَــانًــا عِــنْــدَ مُـلْـتَـأَمٍ
وَلَا حَــكَــتْــهَــا قَــضَــاءً عِــنْـدَ مُـخْـتَـصَـمِ
وَلَا احْــتَــوَتْ فِــي طِـرَازٍ مِـنْ قَـيَـاصِـرِهَـا
عَــلَــى رَشِــيــدٍ وَمَــأْمُــونٍ وَمُــعْــتَــصِــمِ
مِـــنَ الَّـــذِيـــنَ إِذَا سَـــارَتْ كَــتَــائِــبُــهُــمْ
تَـــصَــرَّفُــوا بِــحُــدُودِ الْأَرْضِ وَالــتُّــخُــمِ
وَيَـــجْـــلِــسُــونَ إِلَــى عِــلْــمٍ وَمَــعْــرِفَــةٍ
فَـــلَا يُـــدَانَـــوْنَ فِـــي عَـــقْــلٍ وَلَا فَــهَــمِ
يُــطَــأْطِــئُ الْــعُــلَــمَـاءُ الْـهَـامَ إِنْ نَـبَـسُـوا
مِـنْ هَـيْـبَـةِ الْـعِـلْـمِ لَا مِـنْ هَـيْـبَـةِ الْـحُـكُـمِ
وَيُــمْــطِــرُونَ، فَــمَــا بِـالْأَرْضِ مِـنْ مَـحَـلٍ
وَلَا بِـــمَــنْ بَــاتَ فَــوْقَ الْأَرْضِ مِــنْ عُــدُمِ
خَـــلَائِـــفُ اللـــهِ جَـــلُّـــوا عَــنْ مُــوَازَنَــةٍ
فَـــلَا تَـــقِـــيـــسَــنَّ أَمْــلَاكَ الْــوَرَى بِــهِــمِ
مَــنْ فِــي الْــبَــرِيَّــةِ كَـالْـفَـارُوقِ مَـعْـدَلَـةً؟
وَكَـابْـنِ عَـبْـدِ الْـعَـزِيـزِ الْـخَـاشِـعِ الْـحَـشِمِ؟
وَكَـــالْإِمَـــامِ إِذَا مَـــا فَـــضَّ مُـــزْدَحَـــمًـــا
بِــمَــدْمَــعٍ فِــي مَــآقِــي الْــقَــوْمِ مُـزْدَحِـمِ
الــزَّاخِــرُ الْــعَــذْبُ فِــي عِــلْــمٍ وَفِـي أَدَبٍ
وَالـنَّـاصِـرُ الـنَّـدْبُ فِـي حَـرْبٍ وَفِـي سَلَمِ؟
أَوْ كَـــابْـــنِ عَـــفَّــانَ وَالْــقُــرْآنُ فِــي يَــدِهِ
يَـحْـنُـو عَـلَـيْـهِ كَـمَـا تَـحْـنُـو عَـلَـى الْـفُـطُمِ
وَيَــجْــمَــعُ الْآيَ تَــرْتِــيــبًــا وَيَــنْــظِــمُــهَـا
عِــقْـدًا بِـجِـيـدِ اللَّـيَـالِـي غَـيْـرَ مُـنْـفَـصِـمِ؟
جُــرْحَــانِ فِــي كَــبِـدِ الْإِسْـلَامِ مَـا الْـتَـأَمَـا
جُــرْحُ الـشَّـهِـيـدِ، وَجُـرْحٌ بِـالْـكِـتَـابِ دَمِـي
وَمَــــا بَــــلَاءُ أَبِـــي بَـــكْـــرٍ بِـــمُـــتَّـــهَـــمٍ
بَــعْــدَ الْــجَــلَائِــلِ فِـي الْأَفْـعَـالِ وَالْـخِـدَمِ
بِـالْـحَـزْمِ وَالْـعَـزْمِ حَـاطَ الـدِّيـنَ فِـي مِحَنٍ
أَضَــلَّــتِ الْــحِــلْــمَ مِــنْ كَـهْـلٍ وَمُـحْـتَـلِـمِ
وَحِــدْنَ بِــالــرَّاشِــدِ الْــفَــارُوقِ عَــنْ رَشَـدٍ
فِــي الْـمَـوْتِ، وَهْـوَ يَـقِـيـنٌ غَـيْـرُ مُـنْـبَـهِـمِ
يُـــجَـــادِلُ الْـــقَـــوْمَ مُــسْــتَــلًّا مُــهَــنَّــدَهُ
فِـي أَعْـظَـمِ الـرُّسْـلِ قَـدْرًا كَـيْـفَ لَـمْ يَدُمِ؟
لَا تَـــعْـــذِلُـــوهُ إِذَا طَـــافَ الـــذُّهُــولُ بِــهِ
مَـاتَ الْـحَـبِـيـبُ فَـضَـلَّ الـصَّـبُّ عَـنْ رَغَـمِ
يَـــا رَبِّ صَـــلِّ وَسَـــلِّــمْ مَــا أَرَدْتَ عَــلَــى
نَــزِيــلِ عَــرْشِــكَ خَــيْــرِ الــرُّسْــلِ كُـلِّـهِـمِ
مُــحْــيِــي اللَّــيَــالِـي صَـلَاةً، لَا يُـقَـطِّـعُـهَـا
إِلَّا بِـــدَمْـــعٍ مِــنَ الْإِشْــفَــاقِ مُــنْــسَــجِــمِ
مُــسَــبِّــحًــا لَـكَ جُـنْـحَ اللَّـيْـلِ، مُـحْـتَـمِـلًا
ضُــرًّا مِــنَ الــسُّــهْــدِ أَوْ ضُــرًّا مِــنَ الْـوَرَمِ
رَضِــيَّــةً نَــفْــسُــهُ لَا تَــشْــتَــكِــي سَــأَمًــا
وَمَــا مَــعَ الْــحُـبِّ إِنْ أَخْـلَـصْـتَ مِـنْ سَـأَمِ
وَصَــــلِّ رَبِّــــي عَـــلَـــى آلٍ لَـــهُ نُـــخَـــبٍ
جَــعَــلْــتَ فِــيـهِـمْ لِـوَاءَ الْـبَـيْـتِ وَالْـحَـرَمِ
بِـيـضُ الْـوُجُـوهِ، وَوَجْـهُ الـدَّهْـرِ ذُو حَـلَـكٍ
شُــمُّ الْأُنُــوفِ، وَأَنْــفُ الْــحَـادِثَـاتِ حَـمِـي
وَأَهْـــدِ خَـــيْـــرَ صَـــلَاةٍ مِـــنْـــكَ أَرْبَـــعَــةً
فِـي الـصَّـحْـبِ، صُـحْـبَـتُـهُمْ مَرْعِيَّةُ الْحُرَمِ
الـــرَّاكِـــبِـــيــنَ إِذَا نَــادَى الــنَّــبِــيُّ بِــهِــمْ
مَــا هَــالَ مِــنْ جَــلَلٍ، وَاشْــتَـدَّ مِـنْ عَـمَـمِ
الـــصَّــابِــرِيــنَ وَنَــفْــسُ الْأَرْضِ وَاجِــفَــةٌ
الــضَّــاحِــكِــيــنَ إِلَـى الْأَخْـطَـارِ وَالْـقُـحَـمِ
يَــا رَبِّ، هَــبَّــتْ شُــعُــوبٌ مِــنْ مَـنِـيَّـتِـهَـا
وَاسْــتَــيْــقَــظَــتْ أُمَـمٌ مِـنْ رَقْـدَةِ الْـعَـدَمِ
سَــعْــدٌ وَنَــحْــسٌ وَمُــلْــكٌ أَنْــتَ مَــالِــكُـهُ
تُـــدِيـــلُ مِــنْ نِــعَــمٍ فِــيــهِ، وَمِــنْ نِــقَــمِ
رَأَى قَـــضَـــاؤُكَ فِـــيــنَــا رَأْيَ حِــكْــمَــتِــهِ
أَكْــرِمْ بِــوَجْــهِــكَ مِــنْ قَــاضٍ وَمُــنْـتَـقِـمِ
فَــالْــطُــفْ لِأَجْـلِ رَسُـولِ الْـعَـالَـمِـيـنَ بِـنَـا
وَلَا تَـــزِدْ قَـــوْمَـــهُ خَـــسْـــفًــا وَلَا تَــسُــمِ
يَــا رَبِّ أَحْــسَــنْــتَ بَـدْءَ الْـمُـسْـلِـمِـيـنَ بِـهِ
فَـتَـمِّـمِ الْـفَـضْـلَ وَامْـنَـحْ حُـسْـنَ مُـخْـتَتَمِ [2]
3- ماهى مناسبة كتابة قصيدة البردة؟
تقص القصص: بأن الإمام البوصيرى أصيب بمرض «الشلل النصفى» فكتب قصيدته الشهيرة بـ«البردة قاصد ً بها الاستشفاء، وبعدها شاهد في منامه النبي عليه الصلاة والسلام، فقرأ قصيدته ذلك علي الرسول، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده الطاهرة على جسمه، فقام من نومه معافى بإذن الله تعالى
4- تحليل قصيدة نهج البردة
كتب شوقي قصيدته نهج البردة، متأثرًا بالشاعرين كعب بن زهير، والبويرة، فكانت في بداية قصيدته بالغزل كما اعتاد علية الشعراء، شبّه شوقي جمال المحبوبة بجمال الظبي الواقف بين أشجار الغابة الخضراء الخلاّبة، إلا أنّ منظر الظبي وأبهر شوقي أكثر بكثير من جمال الغابة، حتى شبّه الشاعر شوقي شدّة جمال الظبي بالسيف القاطع الذي قتله بالرغم من حرمة سفك الدماء في الأشهر الحرم (ذو القعدة، والحجة، محرم، رجب) في الإسلام، كما أشار شوقي أنّ الأسد الذي يسكن في مسكنه بالرغم من قوّته، لم يتحمّل النظّر إلى هذا الظبي ذي العينين العظيمتين، وكأنّه يستعين بغيره من شدّة جمالة.
قد بيّن شوقي الخصال التي يستطيع أن يتحلّى بها كلّ محب وهي السماحة وحسن الخلق العظيمة، وخصّ أيضًا الأعذار للنّاس، وهذه الصفة معروفة جدا وكثيرًا من صفات العرب الأصيلين، وطلب شوقي ألاّي عاتبة أحد في وقوعه للحب، ولو أنّ الذين يلومنه عاشوا نفس التجربة لما عاتبوه. [3]
وفي النهاية إن قصيدة “نهج البردة” لأمير الشعراء أحمد شوقي تُعد من أروع قصائد المديح النبوي في الشعر العربي الحديث، حيث نهج فيها شوقي أسلوب الإمام البوصيري في مدح النبي محمد ﷺ. القصيدة تفيض بمشاعر الحب والتقدير للرسول الكريم، وتزخر بصور بلاغية وألفاظ جزلة تجسد عظمة النبي ورسالته. أبدع شوقي في تصوير أخلاق النبي وصفاته، فجاءت “نهج البردة” كأنشودة خالدة تُمجد الرسول ﷺ وتذكّر بمكانته العظيمة في قلوب المسلمين، ليظل هذا العمل الأدبي منارة مشرقة في تاريخ الأدب العربي.
المراجع
- wikipediaتعريف أحمد شوقي -بتصرف
- wikipediaقصيدة: نهج البردة -بتصرف
- ريم على القاع بين البان و العلم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2022تحليل قصيدة نهج البردة -بتصرف