ما هو التسويق الهرمي؟

ما هو التسويق الهرمي؟ هذا السؤال يثير جدلًا كبيرًا في الأوساط الاقتصادية والشرعية. من خلال هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة لفهم هذا المفهوم، مع توضيح الفروق الدقيقة بينه وبين البيع المباشر والتسويق الشبكي. ثم ننتقل للتمييز بين التسويق الهرمي والشبكي، ونتناول بعد ذلك الحكم الشرعي للتسويق الهرمي، مستندين إلى آراء موثوقة من الهيئات الدينية. وفي الختام، نستعرض بعض أسماء الشركات التي أثارت الجدل، مع التأكيد أن الغرض الأساسي هو توضيح المفاهيم وتصحيح الفهم السائد.

ما هو حكم التسويق الهرمي في الإسلام؟

إن تحديد الحكم الشرعي لما هو التسويق الهرمي في الإسلام يستوجب الإحاطة الدقيقة بطبيعته وطرائقه. يتبين من خلال رأي غالبية الفقهاء المعاصرين والمؤسسات الشرعية أن هذا النوع من التسويق محرم، وذلك لعدة أسباب جوهرية :

• الغرر والمقامرة

إن جوهر التسويق الهرمي ينطوي على قيام المشترك بدفع مبلغ من المال للانضمام إلى الشبكة، مصحوبًا بوعد بتحقيق أرباح كبيرة مقابل جلب مشتركين آخرين. وعادةً ما تكون فرص تحقيق الأرباح الفعلية محصورة في فئة قليلة جدًا من الأفراد في قمة الهرم، بينما يخسر الغالبية العظمى من المشاركين أموالهم. وهذا يدخل ضمن نطاق الغرر المنهي عنه شرعًا، إذ يدفع المشترك مالًا دون أن يتيقن من الحصول على مقابل حقيقي، بل الأرجح هو تكبد الخسائر. كما أنه يشابه القمار من حيث الاعتماد على الحظ والتحايل على الآخرين.

• أكل أموال الناس بالباطل

يعتمد الربح في التسويق الهرمي بصفة أساسية على رسوم الاشتراك التي يسددها الأعضاء الجدد، وليس على بيع منتج حقيقي ذي قيمة اقتصادية أو خدمة فعلية، فالأرباح التي يحصل عليها كبار الهرم ما هي إلا أموال المشتركين الجدد الذين انضموا تحتهم، وهذا بمثابة أخذ لأموال الناس دون وجه حق أو مقابل حقيقي. [1]

تعرف أيضاً على:علاقة إدارة التسويق بالإدارة المالية

ما هو مفهوم التسويق الهرمي؟

لكي نغوص في فهم شامل لما هو التسويق الهرمي، ينبغي علينا استكشاف آلياته وبنيته التنظيمية. التسويق الهرمي، بصفته نموذجاً تجارياً، يتسم بعدم القدرة على البقاء، إذ يعتمد بشكل رئيسي على تجنيد أعضاء جدد كآلية أساسية لتحقيق الأرباح، بدلاً من الاعتماد على بيع المنتجات أو الخدمات.

يتشكل هذا النموذج على هيئة هرم، يتصدره المؤسسون، يليهم الأعضاء الأوائل، وتتسع القاعدة باستمرار مع انضمام أفراد جدد. غالبًا ما يطرح الناس أسئلة حول أسماء شركات التسويق الهرمي لفهم كيفية عملها بالتفصيل.

الفارق الجوهري في التسويق الهرمي يكمن في التحول الكبير في التركيز، حيث يوجه الاهتمام الأكبر نحو استقطاب أعضاء جدد إلى الشبكة وحملهم على دفع رسوم الانضمام أو شراء كميات كبيرة من المنتجات، والتي قد لا تكون لديهم حاجة حقيقية لها أو قد يواجهون صعوبة في تسويقها.

تعرف أيضاً على:استراتيجيات استخدام السوشيال ميديا في التسويق التعليمي

تأتي الأرباح الأساسية من هذه الرسوم أو المشتريات الإلزامية التي يسددها الأعضاء الجدد، وليس من بيع منتجات فعلية للمستهلكين خارج نطاق الشبكة. هذه الخاصية بالذات هي التي تثير التساؤلات حول ما إذا كان هذا النوع من التسويق الهرمي حلال أم حرام.

يحصل الأعضاء الموجودون في قمة الهرم على عمولات ومكافآت مستمدة من رسوم الاشتراك أو مشتريات الأعضاء الذين يندرجون تحتهم في المستويات الأدنى. هذا يعني أن الأرباح تتزايد بشكل ملحوظ لأصحاب المستويات العليا، بينما يقع على عاتق الأعضاء في المستويات الدنيا عبء مضاعف في محاولة تجنيد المزيد من الأشخاص، وغالبًا ما يواجهون صعوبات جمة في تحقيق ذلك، مما قد يؤدي إلى خسارتهم لأموالهم. [2]

تعرف أيضاً على:ما هي وظائف التسويق

متى يكون التسويق الشبكي حلالًا؟

بعد أن تناولنا توضيح ما هو التسويق الهرمي؟ وحكمه الشرعي، لا بد من التمييز بينه وبين مفهوم آخر يقترب منه في الشكل. وهو التسويق الشبكي أو التسويق متعدد المستويات، هذا النوع الأخير قد يكون جائزًا في الإسلام بشروط محددة ومشددة سنعرفها من خلال معرفة ما هو التسويق الشبكي؟، هذه هي الفروقات الأساسية التي تجيب على سؤال: الفرق بين التسويق الهرمي والشبكي.

يصبح التسويق الشبكي حلالًا عندما يتوفر منتج أو خدمة حقيقية، لها قيمة فعلية في السوق، ويكون شراء هذا المنتج أو الخدمة هو الغرض الأساسي من الانضمام للشركة. يجب أن يأتي الربح من خلال بيع هذا المنتج للمستهلكين النهائيين، وليس فقط من خلال ضم أعضاء جدد.

يجب ألا يكون هناك أي إلزام على العضو بشراء كميات معينة من المنتجات للوصول إلى مستوى معين أو الحصول على عمولات، وأن يتمتع العضو بالحرية في شراء ما يحتاجه أو ما يستطيع بيعه فقط. كما يجب ألا تعتمد العمولات بشكل كبير على تجنيد الأعضاء الجدد، بل على حجم المبيعات الحقيقي للمنتجات.

تعرف أيضاً على:الذكاء الاصطناعي في التسويق: استراتيجية متقدمة

ما هو الفرق بين البيع المباشر والتسويق الهرمي؟

يقوم هذا النموذج على قيام مندوب المبيعات ببيع المنتجات أو الخدمات مباشرة إلى المستهلك النهائي. دون المرور بالمتاجر التقليدية، ويحصل المندوب على عمولة على المبيعات التي يحققها. قد تكون هناك حوافز لتشجيع المندوبين على ضم أعضاء جدد، لكن الأرباح الرئيسية تأتي من بيع المنتج الفعلي.

على النقيض تماماً، في التسويق الهرمي، قد لا يكون هناك منتج حقيقي ذو قيمة سوقية. أو قد يكون المنتج مجرد ستار لإخفاء عملية تجميع الأموال من الأعضاء الجدد. التركيز الرئيسي و الأرباح الأساسية تأتي من رسوم الاشتراك التي يدفعها الأعضاء الجدد للارتقاء في الهرم. وليس من بيع المنتج أو الخدمة.

تعرف أيضاً على:العمل الحر في التسويق الإلكتروني فرص للتفوق والنمو

في البيع المباشر والتسويق الشبكي الحلال، تعتمد المكافآت على حجم المبيعات الحقيقية للمنتجات. ويمكن للعضو الجديد أن يحقق أرباحاً أعلى من سابقه إذا كان أكثر فعالية في البيع. أما في التسويق الهرمي، فتصمم هيكلية الأرباح بحيث لا يتمكن من هم في قاعدة الهرم من تحقيق أرباح إلا بجلب عدد كبير من الأعضاء الجدد. مما يجعل الأرباح محصورة في قمة الهرم.

تعرف أيضاً على:التسويق الهرمي والشبكي

في الختام، وبعد استعراض شامل للموضوع، نستطيع أن نقول إن السؤال المحوري كان: ما هو التسويق الهرمي؟ وقد حاولنا من خلال المقال توضيح هذه الفكرة المثيرة للجدل من مختلف الزوايا. انتقلنا تدريجيًا من المفهوم العام إلى التمييز بين الأساليب المشروعة وغير المشروعة. مع توضيح الفروقات بين النماذج المتشابهة ظاهريًا. كما استعرضنا آراء المؤسسات الدينية المعتبرة. التي أكدت عدم مشروعية هذا النوع من التسويق لما ينطوي عليه من خداع واستغلال. ومن المهم التنويه إلى أن ذكر بعض الشركات جاء لأغراض توضيحية فقط. إن فهم مثل هذه المسائل يُعد خطوة أساسية نحو تعامل مالي سليم ومبني على قواعد شرعية واضحة.

• islamqaDealing with companies that use pyramid marketing -بتصرف
• investopediaWhat Is a Pyramid Scheme? How Does It Work? -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم