ما هى تقاليد العرس في المغرب؟
عناصر الموضوع
1. مراسم العرس المغربي
2. شكل الملابس في العرس المغربي
3. العرس المراكشي
4. العرس الرباط
5. العرس السوسي
الزواج من أسمى الروابط والمعاني الإنسانية وتتمثل فيه أروع صور الحب والوفاء والتضحية، وهو دليل على النضج العاطفي والنفسي، والإحساس بالمسؤولية، ويعتمد على الاحترام المتبادل للطرفين، ويقال في المغرب الزواج والموت هم لا يفوت، والزفاف المغربي مُمتلِئ بمختلف العادات والاحتفالات والشعائر، ويحمل أهمية فريدة ويتميز بتقاليد مميزة.
إن العرس المغربي يتم التحضير له للاحتفال بالعروس والعريس، ويكون قبل أسبوع من موعد الزفاف، بغرض تقريب العلاقات بين العائلتين، وتقوم أم العروس بتقديم الأطباق المغربية، التي تحصل على إعجاب المتواجدين، وتحضير الزي المغربي للعرس.
حفل العرس يكون ملئ بالموسيقى الصاخبة المغربية والرقص التقليدي، ويكون كل ذلك على أنغام الزنانة و يجعله من أجمل الحفلات، ومن تقاليد العرس في المغرب في العرس، أن أول هدية يقوم العريس بتقديمها هو السكر الذي لا يقل عن 64 كيلو وبعض قوالب الحلوى، لأنه يرمز إلى النقاء والحياة السعيدة والطهارة.
1. مراسم العرس المغربي
من أهم المراسم للعرس في دولة المغرب هي:
الحمام المغربي
يُعدّ الحمام المغربي إحدى المراسم الأساسية للعروس في تقاليد العرس في المغرب ، حيث تذهب العروس قبل الزفاف بصحبة رفيقاتها وصديقاتها إلى الحمام، لتستمتع بالتدليك وحمام البخار، والاستحمام بالصابون المعطّر، الذي يعطي الجسم الانتعاش ويساعد على الاسترخاء، وتمتد مراسم الاحتفال إلى 3 أيام وقد تستمرّ أسبوعًا كاملًا كما جرت العادة قديمًا في المغرب.
الحناء
هو إحدى الشعائر المتوارثة في المغرب منذ القدم، ويتم قبل يوم الزفاف حيث تحضر صديقات ورفيقات العروس ويحضر الأهل الحناء وتقوم الفتيات بالنقش بالرسومات التي لها معاني في الثقافة المغربية، على يد وقدم العروس، حيث يعتقد بأن الحناء تطرد الأرواح الشريرة وتزيد من خصوبة الفتاة وتجلب الحظ.
يوم العرس
يذهب عائلة العريس ومعه الكثير من الهدايا لتقديمها للعروس ومنها الفساتين التقليدية والتمر والسكر والجواهر، وأثناء سيرهم لمنزل العروس يبدئوا في الغناء، ويهدف الإعلان عن بداية حياة جديدة للعروسين ولإشهار الزواج.
وتذهب العروس في وقت الظهيرة مع صديقاتها، لتصفيف شعرها والاستعداد للعرس، ويبدأ الحفل في الساعة التاسعة مساءً.
الضيافة يوم العرس
يتم تقديم الحَلْوَيَات الشهية والعصائر والمشروبات ساخنة مثل الشاي والقهوة وترحب عائلة العريس بالضيوف، وتنشغل العروس بالتحضير حيث تعامل العروس مثل الأميرات وتخصص أربع خادمات ليساعدنها على ارتداء ثوب العرس التقليدي، وبعدها يظهر العروسين معًا ثم يجلسان على مقاعد مزخرفة مخصصة لهما.
تقديم العشاء في حفل الزفاف
يُقدّم العشاء للحضور خلال الحفل فينقسم الضيوف إلى قسمين؛ قسم للرجال حيث يتناولون العشاء أولاً، وبعد انتهائِهم يتناول النساء، ويقدم بعدها أطباق الحلوي وعند الانتهاء من تناول الطعام؛ يتجّه الضيوف للخارج من أجل الرقص على الأغاني التقليدية والاحتفال، ويقومون بعدّة رقصات من قِبل الضيوف قبل اختتام الحفل والعودة إلى المنازل.[1]
2. شكل الملابس في العرس المغربي
العريس والعروس في ليلة الزفاف يرتدون الملابس التقليدية الخاصة بالمغرب الذي تعبر عن تاريخ المغرب، وأن من أكثر الأشياء المنتشرة في العرس المغربي، ومهما اختلفت المدينة، أو الطبقة الاجتماعية، أو البلد؛ هو أن العروس ترتدي القفطان.
ويتم تصميمه على يد أشهر الخياطات الذين يتقنون الخياطة والتطريز لأجزاء القفطان، ليخرج بالشكل الذي تريده العروس.
العريس يرتدي الجلباب الأبيض التقليدي والطربوش الأحمر، ويحتاج إلى المهارة في الخياطة ليظهر في أبهى صورة ممكنة.
3. العرس المراكشي
يبدأ العرس بعد شهر أو شهور من طلب يد العروس، وبعد الخُطْبة، يتم عمل حفل الزغاريد ويطلق عليه بالدفوع وحفلة لعقد القران، ويتم في هذه الحفلة تقديم الهدايا للعروس من قبل عريسها، ومن بين هذه الهدايا هي؛ الزيت، والسكر، والذبيحة، والدقيق، والملابس.
و يذهب العريس بهذه الهدايا وبحفلة مليئة بالزغاريد إلى بيت العروس، وعند وصول الموكب يستقبل أهل العروس هذا الموكب، والعروس مجهزة بمنديل أبيض موضوع على رأسها، وتكون مزينة بكمية كثيرة من الحناء التي تمزج بماء الزهر وبيضة في وسطه؛ ويقوم أخو العروس بفقس هذه البيضة.
و ذلك يدل على أن العروسين سوف ينجبوا الأطفال، على حسب معتقداتهم، ويقوم العريس بتقديم التمر والحليب للعروس كنوع من المحبة، ويتم الاتفاق على موعد حفل الزفاف الكبير، ويتم اقامته في منزل العروس.
وتظهر العديد من الشعائر التي يتم تنفيذها في تقاليد العرس في المغرب ومنها؛ شعائر تنقية القمح، وهنا تقوم النساء بعمل تنقية للقمح مع العروس ووالدتها في حفلة جماعية، وهناك طقس حِنّاء المزورات، وفيه تبدأ السيدات بتجميع الدراهم يتم دفعها من كل سيدة درهمًاً، ويتم شراء الحناء بها، وتخلط هذه الحناء بالأعشاب، ويتم طلاء جسم العروس بها.
ومن ضمن الشعائر التي يتم تنفيذها في تقاليد العرس في المغرب هو طقس الزيارة، وفيه تبدأ العروس في زيارة أحد الأولياء المعروفين في بلدتها، ويتم غسل أطرافها من النافورة الموجودة في الضريح، ويأتي العريس في منتصف الليل بموكب كبير، ويأخذ العروس إلى منزله، ويتم حمل العروس على العمارية، حتي تصل لمنزلها.
4. العرس الرباط
يختلف هذا العرس عن العرس المراكشي، إذ تمتد حفلة هذا العرس مدة سبع أيام، ويقدم فيها أهل العريس الهدايا لأهل العروس، وذلك بواسطة حفلة وموكب به العديد من الأغاني الشعبية والزغاريد، وتسمى هذه الحفلة بالهدية.
وتقوم العروس ببسط جهازها الذي تم شراؤه، بعد نقلها في غرفة من الغرف الخاصة بمنزل العريس، وهذه العادة تعرف باسم بتعلاق الشوار، وتوضع العروس مجموعة كبيرة من الملابس والمقتنيات الخاصة بها منذ الطفولة.
ويتم استعداد عمل النكافة وتسمى بالمزينة، لتجهز العروس يومًا الاحتفال في ليلة الزفاف، وتجهز العروس بالكثير من الملابس التقليدية، وتتكون من ثلاثة ملابس، منها بالتخليلة الرباطية.
ويقوم العريس الذي يسمى في هذا اليوم بــ السلطان باختيار وزير له بجانب أصدقائه أيضا، و لقص شعره حتى يستعد للعرس الكبير، وينتقل العريس للعروس بموكب خاص إلى بيت العريس، وتسمي هذه الليلة باسم الرواح.[2]
5. العرس السوسي
تعتبر مدينة أكادير عاصمة جهة سوس، وتقع في جَنُوب المغرب. السكان كلهم برابرة، يتحدثون اللغة الأمازيغية، منطقتهم غنية بموروثاتها الدلالية والثقافية، ويتميزوا بخصوصيات ينفردون بها. منها شعائر الزواج التقليدي ومراسيم الاحتفالات، بحيث تبدأ هذه الإحتفالات، كما هو سائد في المغرب بالخطوبة التي يطلق عليها أهل المنطقة أمازيغيا أسيكل وتعني الطلب فبعد إختيار الفتاة طبقا لشروط العريس يقوم أهل العريس بتحديد يوم الخطوبة، وتحديد الأفراد الذين سيقفون على مراسم الخطوبة ويكونون من المتزوجين من أقارب أهل العريس. شراء الهدايا السكر والكبش والتمر والثوب والحناء، وبعض الملابس النسائية كالحذاء والكسوة والحلي.
وتختلف القيمة المالية لهذه المشتريات، حسب مستوى الدخل للعريس أو العائلة. وبعد تحضير مراسيم حفل الخطوبة وإخبار عائلة العروس بالموعد، يتوجه أهل العريس مع عائلته إلى بيت أهل العروس ويعتبر استقبالهم من طرف العروس موافقة مبدئية، ويعبرون عن فرحتهم بمقطع من الشعر بالأمازيغية الذي يقول: التفتي يا حماتي لأنني، أتيت لك بالعزيز الأبيض، لقد كنت في مراكش، فاشتريت بها حذاء جديد هدية لك. ويتناولوا وجبة الغذاء، ثم يفتح الحُوَار بين ولي العريس من جهة وولي العروس من جهة أخرى حول تحديد المتطلبات المادية لفائدة العروسة وأهلها حسب نظام العرف القبلي.
وكعادة جميع الأعراس المغربية فإن الحناء حاضرة بشعائرها ليلة الحناء تسمى بالأمازيغية غييض لحناء، بحيث يتم استدعاء تيمزوورا أي المتزوجات لتحضير الحناء استعدادًا لمراسيم الشعيرة التي تجري فيها استدعاء صديقات العروسة في حفلة ليلة الحناء. ويقدمن لها بعض الهدايا الرمزية من طرف أهل العريس مثل المواد التجميلية والكبش والملابس. ويطلب من العروسة الاطلاع على الهدايا المقدمة لها. وتركب العروسة الكبش الذي اشتراه أهل العروس، وقبل أن يذبح لتهيء مأدبة حفلة الحناء. وتشارك الحاضرات بتزيين أيديهن، في حين تزين العروسة في جو احتفالي.
وأهل العريس ينظمن حفل خاص تشارك فيه فتاتان عن طريق مشط شعرهما بالحناء بطريقة تسمى تاكفوت ويوضع المشط فوق رأس كل واحدة منهما، وتعطير الشعر بماء الورد وخلطه بماء الحناء، ويلتو المشط بشعر الفتاة على شكل قبة مرتفعة فيغطى رأسهم بالخمار المزين بالحباق، وترتديان الألبسة الجديدة.
وتخرجان من الغرفة إلى بهو المنزل، وتستقبلان بالزغاريد ويستدعى العريس، الذي يرتدي الزي التقليدي حذاء أبيض وجلابة بيضاء وخنجر و يركب دابة من جهة اليمين، وينزل من فوقها من جهة اليسار. وتتكرر ثلاث مرات وله دلالات رمزية في المعتقدات العامة، و تنظم مسيرة ناحية منزل أهل العروس. بعدها ليلة الجهر بروابط العِلاقة بين العائلتين، وإحياء شعائر أكراط بتوديع بيت العائلة برقصة الوداع يختلط فيها الفرح والقلق، وملامح الضحك بمظاهر البكاء.
و بعد ارتداء العروس اللباس تتغطى بالإزار وشعرها بالخمار المزين بـتاوكيت ويسمى أعبروق وهو نوع من الحلي وتغطي وجهها والحبق والخنجر. وبعد تجهيز الزي يستدعى أحد أقرباء العروس لينتعل لها الحذاء قبل مغادرتها منزل أهلها، ويشترط عليه أن يضع بداخل الحذاء درهما، ويحدث ذلك على ألحان شعرية ترددها النساء.
وعندما تستعد العروس لمغادرة بيت أهلها، يطلب من والدها أن يقدم لها ثلاث أمداد من الماء، بعد ذلك تقبل والدها قبلة الوداع. ويكون أهل العريس ورفاقه ينتظروا خارج البيت. وعند خروجها من المنزل تتجه ناحية دابة لتركب خلف أخيها وهي مغطية وجهها وتمسك الخنجر بيدها اليمنى، وأخاها باليد اليسري. وتجرى هذه المراسم على إيقاع ألحان النساء. وينطلق الجميع نحو بيت العريس، بِطْرِيق غير طريق الإياب، وعند الاقتراب من المنزل يقوم أهله بإخلائه من جميع الأفراد ثم يغلقون الباب. وتردد النساء أبياتا شعرية حول وصول العروس ويطلب إنزالها. ولتلبية النزول عن ظهر الفرس بمنح مقدار من المال من طرف أهل العريس لأهل العروسة. وإثر ذلك تنزل العروسة متجهة مع الوفد، وتتخطى عتبة الباب بالرجل اليمني، وتتجه لزاوية داخل المنزل تسمى أشاموش بالأمازيغية فتدور حولها ثلاث دورات لتتجه إلى غرفتها الجديدة بالبيت الجديد.[3]
إن العادات والتقاليد المغربية في الزواج متنوعة، يبين تاريخ البلاد الطويل وتأثيراتها الاجتماعية والثقافية. علي الرغم تطور بعض التقاليد مع مرور الوقت، لكن الكثير مازال متمسكًا بالثقافة المغربية. وتحظى هذه الشعائر الفريدة والمميزة بإعجاب الأجانب ورغم التكلفة المادية لهذه الاحتفالات، فأنها تخلد ذكرى يقول فيها المثل الشعبي المغربي “عرس يوم وتدبيره عام “، وستبقى محفورة في ذاكرة العروسين مدى الحياة.
المراجع
- visitthemoroccoمراسم العرس المغربي - بتصرف
- casablancaxالعرس الرباط - بتصرف
- الثقافة الشعبيةالعرس السوسي - بتصرف