ما هى مظاهر تطور الشعر العربي خلال القرن ال 2 للهجرة؟

الكاتب : هدير عاطف
18 أكتوبر 2024
منذ شهر واحد
عناصر الموضوع
1- مقدمة عن الشعر العربي
2- أهمية الشعر العربي
3- ما مظاهر تطور الشعر العربي؟
4- أشهر شعراء القرن الثاني للهجرة (العصر العباسي)

عناصر الموضوع

1- مقدمة عن الشعر العربي

2- أهمية الشعر العربي

3- ما مظاهر تطور الشعر العربي؟

4- أشهر شعراء القرن ال 2 للهجرة (العصر العباسي)

1- مقدمة عن الشعر العربي

لم يكن الشعر مجرد وسيلة للتعبير عن الذات عند العرب، بل كان جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. فقد كان الشعر يرافقهم في الأفراح والأحزان، في الحروب والسلم. كان الشعراء يحظون بتقدير كبير في المجتمع، وكانوا عدّ ناطقين باسم القبيلة أو الحاكم. وكان الشعر وسيلة لنقل القيم والأخلاق والتقاليد من جيل إلى جيل، مما ساهم في الحفاظ على الهوية العربية. فالشعر العربي هو أحد أبرز مظاهر التعبير الإبداعي في الحضارة العربية، ويمتد تاريخه إلى آلاف السنين. يُعتبر الشعر مرآة عاكسة لحياة العرب وعاداتهم وتقاليدهم، وهو وسيلة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، وهو إلى ذلك ساهم في صقل اللغة العربية وتطويرها.

2- أهمية الشعر العربي

  • تراث ثقافي غني

يشكل الشعر العربي جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي العربي، وهو يمثل هوية العرب وارتباطهم بتاريخهم.

  • وسيلة للتعبير

الشعر هو لغة المشاعر والأحاسيس، وهو يمكّن الشاعر من التعبير عن كل ما يجول في نفسه من أفكار ومشاعر.

  • صقل اللغة

ساهم الشعر العربي في صقل اللغة العربية وتطويرها، حيث استخدم الشعراء أرقى الألفاظ وأجمل الصور البيانية.

  • تسجيل الأحداث

سجل الشعر العربي الكثير من الأحداث التاريخية والاجتماعية، وهو يعتبر وثيقة تاريخية هامة.

  • تأثيره على الأدب

كان للشعر العربي تأثير كبير على الأدب العربي، حيث استوحى منه الكثير من الأدباء أفكارهم وأساليبهم. [1]

3- ما مظاهر تطور الشعر العربي؟

مِن المعروف أنّ الشعر القديم يختلفُ اختلافًا كلّيا عن الشعر في الوقت الحاضر، وأهمّ ما يميّز الشعر القديم حِرصهِ على الوزن والقافية، وتكوّن البيت على الصدر والعَجز، والشعر القديم الذي لا يدخلُ فيهِ الوزن والقافية لا يعتبرُ شِعراً، بل يخرج إلى الخَطابة أو فصاحةِ فِي الحديث، وبعد ذلكَ ظهرت الكتب التي تقوم على تدريسِ الأوزان والقوافي ليعتمد عليها الشعراء فِي إبداعِ النصوص واستخراجِ أبياتٍ موزونة، وظهور كتب أخرى تقوم على جمعِ وتدوينِ وتصنيفِ الشعر إلى مجموعاتٍ بالاعتمادِ على أغراضِ وموضوعاتِ الشعر، وعليه، نجد المؤرخون قد اعتبروا الشعر القديم حافلاً لغرضِ الإمتاع والنفعِ بنقلِ المشاعر أو الحكمة أو لأي غرض ذو قيمة، فَهو مصدرَ طرب لدى العرب، يحمل فيه الأخلاق العربية، ويُعبّر عن الانتماء والحب.

  • الأسباب وراء التغيير

أ. التطور اللغوي

 تغيرت اللغة العربية عبر العصور، وبالتالي تغيرت طبيعة الكلمات والأوزان والقوافي المتاحة للشعراء.

ب. التغيرات الاجتماعية والثقافية

أثرت التغيرات في المجتمع والتفكير البشري بشكل كبير على طبيعة الشعر وموضوعاته.

ج. تأثير الحداثة

دخلت الحداثة على الشعر العربي، فظهرت تجارب شعرية جديدة تجاوزت الأطر التقليدية للوزن والقافية.

  • أبعاد الاختلاف بين الشعر القديم والحديث

أ. الوزن والقافية

كما قلنا، كان الوزن والقافية عنصرين أساسيين في الشعر القديم، بينما أصبحا اختياريين في الشعر الحديث.

ب. الموضوعات

اتسعت دائرة الموضوعات في الشعر الحديث لتشمل قضايا اجتماعية وسياسية وفلسفية، بينما كان الشعر القديم يركز بشكل أكبر على الغزل والمدح والفخر.

ج. اللغة

أصبحت لغة الشعر الحديث أكثر مرونة وابتكارًا، واستخدم الشعراء الحديثون رموزًا ولغة مجازية بشكل أكبر.

د. الأشكال الشعرية

ظهرت أشكال شعرية جديدة في العصر الحديث مثل الشعر الحر والنثر الشعري، إلى جانب الأشكال التقليدية.

  • أهمية دراسة الشعر القديم

أ. فهم التراث

تساعد دراسة الشعر القديم على فهم التراث العربي وتقديره.

ب. تطوير المهارات اللغوية

تساعد دراسة الأوزان والقوافي على تطوير المهارات اللغوية والإبداعية.

ج. الإلهام

يمكن للشعر القديم أن يكون مصدر إلهام للشعراء المعاصرين.

  • التحديات التي تواجه الشعر الحديث

أ. فقدان الهوية

يواجه الشعر الحديث تحدي الحفاظ على هويته العربية الأصيلة في ظل التأثيرات الغربية.

ب. التقبل

لا يزال هناك جدل حول مدى قبول الشعر الحديث لدى الجمهور.

شِعر صدر الإسلام

بعد ظهور الإسلام، تغيرت موضوعات الشعر، وأصبح يتناول الدين والأخلاق والقيم الإسلامية.

شهد القرن الثاني للهجرة تحولات جوهرية في الشعر العربي،حيث انطلق الشعراء من القوالب التقليدية إلى آفاق أرحب للتعبير والإبداع.

حيث ارتبط الشّعر الإسلامي بظهور الدّعوة الإسلاميّ التي حملها الرّسول محمد (ص) ونجد الشعراء استبسلوا في الجهاد بشعرهم لنصرة الدين الجديد، ومحاربة أعدائهم بالشعر، والفخر بالنبي (ص) وهجاء قريش وتسجيل الغزوات. وعلى المستوى اللغويّ، فإننا نجد اللغة المُستخدمَ ة في قصائدهم واضحة، سهلة، ليّنة، بعيدة عن الغرابة والغموض والرموز المُبهَمة، وتستند إلى أبعاد تاريخيّة دينية.

من هؤلاء الشعراء : حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير .

الشعر العباسي (القرن ال 2 للهجرة)

شهد العصر العباسي تطوراً كبيراً في الشعر العربي، حيث انتقل من الشعر الجاهلي البسيط إلى شعر أكثر تعقيدًا وتنوعًا. وكان للتفاعل مع الثقافات الأخرى والتطور الحضاري دور كبير في هذا التطور. وقد ترك الشعر العباسي إرثًا أدبيًا غنيًا أثّر على الشعر العربي في العصور اللاحقة.

  • التفاعل الحضاري

أ. الترجمة

لعبت الترجمة دورًا حاسمًا في نقل الأفكار والمعارف من الثقافات الأخرى إلى العالم العربي، مما أثرى الثقافة العربية بشكل عام والأدب على وجه الخصوص.

ب. السفر والتجارة

ساهم السفر والتجارة في توسيع آفاق الشعراء وتعرّفهم على ثقافات مختلفة، مما أثرى لغتهم وصورهم الشعرية.

  • تطور الحياة الحضارية

أ. المدن

ازدهار المدن ونمو الحياة الحضرية أدى إلى تنوع الحياة الاجتماعية والثقافية، مما انعكس على الشعر.

ب. الحياة الفكرية

ازدهار الحياة الفكرية والعلمية أدى إلى ظهور اهتمام بالفلسفة والعلوم، مما أثر على مضمون الشعر وشكله.

  • سمات الشعر العباسي

أ. السهولة والمباشرة

ابتعد الشعراء عن التعقيد اللغوي والصوري، وركزوا على إيصال المعنى بوضوح وسلاسة.

ب. الواقعية

اتجه الشعراء إلى تصوير الواقع المعاش بصدق، وتناولوا مواضيع متنوعة من الحياة اليومية.

ج. التجديد

سعى الشعراء إلى تجديد الألفاظ والمعاني، واستخدام المحسنات البديعية بشكل مبتكر.

د. التنوع

ظهرت مدارس شعرية مختلفة، لكل منها خصائصها وأساليبها الخاصة.

  • أبرز الاتجاهات الشعرية

أ. الشعر المدني

تناول هذا النوع من الشعر الحياة الحضرية وقضاياها، واشتهر به شعراء مثل أبي تمام والبحتري.

ب. الشعر العاطفي

عالج هذا النوع من الشعر العواطف الإنسانية المختلفة، مثل الحب والفراق والحنين، واشتهر به شعراء مثل أبو نواس.

ج. الشعر الديني والفلسفي

تناول هذا النوع من الشعر القضايا الدينية والفلسفية، واشتهر به شعراء مثل المتنبي.

  • تأثير الثقافات الأجنبية

أ. الأفكار

انتقلت العديد من الأفكار الفلسفية والاجتماعية من الثقافات الأخرى إلى الشعر العربي، مثل مفهوم الحرية والمساواة.

ب. الأساليب

تأثر الشعراء بالأساليب الشعرية في الثقافات الأخرى، مثل الشعر الفارسي واليوناني.

ج. الألفاظ

استخدم بعض الشعراء ألفاظًا غير عربية في شعرهم، خاصة من اللغة الفارسية.[2]

4- أشهر شعراء القرن الثاني للهجرة (العصر العباسي)

أبرز الشعراء الذين ساهموا في هذا التجديد

  • بشار بن برد: اشتهر بجرأته في التعبير عن آرائه، وباستخدامه لغة عامية في شعره.
  • أبو نواس: اشتهر بقصائده الجريئة في الغزل والنبيذ، وباستخدامه للصور الفنية المبتكرة.
  • العباس بن الأحنف: اشتهر بقصائده الفلسفية والمعنوية، وباستخدامه للغة الرصينة والمعبرة.

ومن أشهر شعراء العصر العباسي

المتنبي، والأصمعي، وأبا فراس الحمداني، وأبا العلاء المعرّي، وابن الرومي، وابن الفارض، وأبا العتاهية، وغيرهم من الشعراء.

نموذج شعري في العصر العباسي للشاعر المتنبي

أفاعِلٌ بي فعالَ الموكِسِ الزاري ونحنُ نُسألُ فيما كان من عارِ

قُل لي بحُرمَةِ من ضيَّعتَ حُرمَتَهُ أكان قدرَكَ ذا أم كان مقداري

لا عشتُ إن رضيَت نفسي ولا رَكِبَت رجلٌ سعَيتُ بها في مثلِ دينارِ

وَليُّكَ اللَهُ لِمْ صيَّرتَني مَثَلاً كالمُستَجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ

نموذج شعري في العصر العباسي للشاعر أبو نواس

جَاهِرْ بِنَفْسِكَ وَاِهْتِكِ السِّتْرَا وَاِخْلَعْ عِذَارَكَ فِي الْهَوَى جَهْرًا

لَا يَرْدَعَنَّكَ عَنْ هَوَاِكَ تَحَرُّجٌ إِنَّ التَّحَرُّجَ يُورَثُ الْفَقْرَا

نِكْ مَنْ لَقِيتَ فَإِنَّنِي لَكَ نَاصِحٌ وَاِشْرَبْ وَإِنْ حُرِّمَتْ أَخِي الْخَمْرَا

وَاِفْرِضْ لِنَفْسِكَ كُلَّ يَوْمِ رَكْعَةً لَا تَكْثُرِنَّ فَتُوجَبُ الأجرا

وَالْبَيْتَ إِنْ حَجُّوا فَحَجَّ مُبَادِرَا حَانوتَ خِمَارٍ وَعُجْ سَهَرًا

وَإذاً أَحَلَّ الْمُحَرَّمُونَ فغنّنَى يَا مَنْ يُلَاحِظُ خِيفَةُ شَزَرًا

وَأَطَّلِعُ فَطَاعَتْهُ عَلَيْكَ فَرِيضَةِ إبْلِيسَ عَمِّكَ تُكْمِلُ الْكَفْرَا

لَا تُرَكِّبِنَّ مِنَ الْخَطَايَا هَيِّنًا وَإِذَا رَكَّبَتْ فَجَاوَزَ الْقَدَّرَا

نموذج شعري في العصر العباسي للشاعر ابن الرومي

طيَّر النومَ عن جُفوني خيالٌ من حبيب فبتُّ أرعى الثُّريّا

مُوجباً رَعْيها لكثرةِ تشبي هِي لها بالذي أحبّ عَليّا

حَجَبوهُ لكي أُرى سالياً عنه على نأيهِ فأُعقبتُ غَيَّا

لم يَروا أن كلَّما شطَّ عني زادَهُ بعدُه اقتراباً إليَّا [3]

ختاماً، يمكن القول إن القرن الثاني للهجرة كان عصراً ذهبيًا للشعر العربي، حيث شهد تطوراً كبيراً في مختلف الجوانب الفنية والموضوعية. وقد ترك هذا التطور أثراً بالغاً في الشعر العربي فيما بعد، وأصبح هذا القرن مرجعاً مهماً لدراسة تاريخ الأدب العربي.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة