ما هي آفات اللسان

ما هي آفات اللسان؟ سؤال يتعلّق بأحد أخطر الجوارح التي قد تقود الإنسان إلى الخير أو تهلكه بالمعاصي. فاللسان سلاح ذو حدين، وله آفات كثيرة مثل الغيبة، الكذب، والنميمة. في هذا المقال نتناول أبرز آفات اللسان، وخطرها على الفرد والمجتمع، وكيفية الوقاية منها.
كم هي آفات اللسان؟

كثيرٌ من الناس يتساءلون: ما هي آفات اللسان التي ينبغي الحذر منها؟ والجواب أن اللسان رغم صِغره، إلا أن آفاته كثيرة وخطيرة، بل إن كثيرًا من الذنوب تنشأ من الكلمة، سواء كانت كذبًا، أو غيبة، أو نميمة، أو سبًّا، أو استهزاءً.
وقد أحصى العلماء عددا كبيرا من آفات اللسان، يصل بعضها إلى أكثر من عشرين آفة، لكن من أبرزها ما ورد في كتب التزكية والأخلاق. ويمكن ذكر عدد خمس من آفات اللسان على سبيل المثال لا الحصر:
- الكذب
- الغيبة
- النميمة
- السخرية والاستهزاء
- شهادة الزور
وهذه الآفات، على بساطتها في ظاهرها، إلا أنها تسقط من كرامة الإنسان، وتذهب حسناته، وربما تدخله في ظلم الخلق، وهو ما يستوجب التوبة ورد الحقوق.
فاللسان بوابة إلى الخير أو الشر، ومن لم يضبطه، سقط في الزلل، وقد قال النبي ﷺ: “وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟”.[1]
تعرف أيضًا على: الرقية الشرعية كاملة لعلاج السحر والمس والعين والحسد
ما هي الآفات على اللسان؟
الآفات على اللسان هي الأقوال التي تعد ذنوبا، وتسبب الأذى للنفس أو للآخرين، سواء تعمدها الإنسان أو لم يتنبه إليها. وهي كثيرة، ومتنوعة، وبعضها شائع جدًا في المجالس والحوارات اليومية دون أن يدرك الناس خطورتها.
ومن أبرز هذه الآفات
- الكذب: وهو مخالفة الحقيقة عن عمد، ويعد من الكبائر.
- الغيبة: ذكر المسلم في غيابه بما يكرهه، حتى لو كان الكلام صحيحا.
- النميمة: نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد بينهم.
- الشتائم والفحش في القول: استخدام ألفاظ بذيئة تهين الآخرين أو تخالف الحياء.
- السخرية والاستهزاء: التقليل من شأن الآخرين بالكلام أو الإشارة.
- شهادة الزور: قول الباطل عمدًا في مواطن الشهادة.
- الحلف الكاذب: القسم بالله على ما لا يوافق الحقيقة.
- الجدال العقيم والمراء: كثرة الجدل لمجرد الانتصار في النقاش.
- الخوض فيما لا يعني: الكلام في أمور لا تخص الإنسان ولا تعنيه.
- نشر الشائعات: ترديد أخبار غير موثوقة، تحدث الفتن أو القلق في المجتمع.
تعرف أيضًا على: أحكام التجويد
هذه الآفات لا تقتصر على إثم بين العبد وربه فقط، بل قد تدخل في ظلم العباد، وفيها خطر عظيم. لهذا قال رسول الله ﷺ: “إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا، يهوي بها في النار سبعين خريفًا.” وهذا يبين أن الكلمة التي نُطلقها بلا حساب قد تُهلك الإنسان.
لهذا السبب، لا بد أن يعود المرء نفسه على ضبط لسانه، فلا يتكلم إلا بما فيه خير، ويسأل نفسه قبل أن ينطق: “هل هذا الكلام يُرضي الله؟ وهل ينفع الناس؟”[2]
تعرف أيضًا على: أوائل سورة البقرة مكتوبة
ما معنى كلمة “آفات”؟
لفهم السؤال ما هي آفات اللسان بعمق، لا بد أولًا أن نعرف معنى كلمة “آفات”.
في اللغة، “الآفة” هي الضرر الخفي الذي يصيب شيئًا فيفسده أو يُضعف من قيمته، سواء كان هذا الشيء جسدًا أو خلقًا أو سلوكًا. وهي غالبًا ما تستخدم لوصف الأذى الذي يتسلل دون أن نتبه له.
فمثلما توجد آفات تصيب الزرع أو الجسد، هناك أيضًا آفات تصيب الأخلاق، وأخطرها ما يصيب اللسان. لأن اللسان يعكس ما في القلب، والكلمة قد تكون سببًا في هدم بيت، أو قطع صلة، أو ظلم شخص بريء.
تعرف أيضًا على: ما معنى كف الأذى: مبدأ إسلامي في التعامل مع الآخرين
لذلك جاءت الشريعة الإسلامية بالتنبيه الشديد على خطر هذه الآفات، والتحذير منها، بل والدعوة إلى علاج آفات اللسان بالسكوت عن الباطل، والتعوّد على قول الخير، ومجالسة أهل الصلاح، ومحاسبة النفس قبل أن تنطق.
فالآفة إذًا ليست مجرد خطأ، بل هي خلل مستمر إن تُرك دون علاج، أفسد وأهلك، تمامًا كما تهلك الحشرة الصغيرة شجرة كاملة إن تُركت دون إزالة.
تعرف أيضًا على: ما هي آفات اللسان: أخطر الأقوال المدمرة للإنسان
ما هي قصة عن افات اللسان مثل الكذب؟
لفهم ما هي آفات اللسان بشكل واقعي، لا يكفي فقط تعدادها، بل نحتاج أن نرى أثرها في الحياة، ومن أكثرها شيوعًا: الكذب. وهي من الآفات التي تظهر بوضوح أضرار آفات اللسان في المجتمع.
يحكى أن رجلا كان معروفا بين أهل السوق بذكائه، لكنه كان لا يتورع عن الكذب في البيع. كان يعد الزبائن بجودة لا وجود لها، ويحلف أن السلعة ممتازة وهو يعلم عكس ذلك. في البداية، كسب الكثير، لكن مع مرور الوقت، بدأت الشكاوى تتزايد، وفقد الناس ثقتهم فيه. حتى من لا يعرفه بدأ يتجنبه، وخسر عمله ومكانته.
هذه القصة تجسد كيف أن الكذب، وهو واحد من بين عدد آفات اللسان الكثيرة، قد يبدأ صغيرًا لكنه يجرّ خلفه خيبة كبيرة. الكلمة الكاذبة لا تذهب بلا أثر، بل تترك ندبة في القلوب وشرخًا في الثقة، وقد تؤدي إلى خسائر لا تُعوّض.
وهنا تظهر أهمية ما قيل عن حفظ اللسان، فالحذر من الكذب والغيبة والنميمة وغير ذلك، ليس فقط عبادة، بل حماية للنفس والناس. فاللسان إن ضبط، ضبطت معه بقية الجوارح، وإن ترك، أفسد أكثر مما يتخيل.
تعرف أيضًا على: أين دفن سيدنا إبراهيم
في الختام، وبعد هذا التأمل في ما هي آفات اللسان، ندرك أن الكلمة قد تكون بابًا للخير أو الشر. تعد آفات اللسان من أخطر ما يبتلى به الإنسان، فهي قد تهدم علاقاته وتُسجّل عليه آثامًا عظيمة دون أن يشعر. والوقاية منها تبدأ بمراقبة النفس، وحُسن اختيار الكلمات، والحرص على ذكر الله بدلاً من الوقوع في القول المحرّم.
المراجع
- webmd 17 Mouth & Tongue Problems: Pictures of Sores, Blisters ... -بتصرف
- colgate Why Do Tongue Lesions Occur And How Are They Treated? -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

أمثلة على القلقلة الوسطى

متى تخرج زكاة الفطر

ما هي قصة الحجر الاسود

البورصة حلال ام حرام

الاشتراك في ثمن الأضحية

أفضل دعاء الرزق بالمال

حكم الرموش الصناعية

حكم ذبح الخروف لدفع البلاء

ماهى شروط الاعتكاف

ماذا يفعل من أفطر ناسيًا خلال رمضان؟

ما حكم النوم على جنابة

ماهى أركان الإيمان

حكم كفارة اليمين

حكم قراءة الابراج
