ما هي قصة الحجر الاسود

ما هي قصة الحجر الأسود؟ هو حجر كريم مبارك يوجد في الركن الشرقي للكعبة المشرفة، وله مكانة عظيمة في قلوب المسلمين. تعود قصته إلى زمن النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، حين وضعاه في موضعه بأمر من الله. في هذا المقال نستعرض أصل الحجر الأسود، وفضله، وما قيل عنه في الأحاديث النبوية.

ما هي قصة وضع الحجر الأسود في الكعبة؟

حين نتأمل في ما هي قصة الحجر الاسود، فإننا نستحضر لحظة فارقة في تاريخ الكعبة المشرفة. جمعت بين شرف البناء، والنبوّة، والحنكة في إدارة الخلاف. الحجر الأسود ليس مجرد حجر، بل هو نقطة بدء الطواف، ومقامٌ تعظّمه القلوب المؤمنة. لكن قبل ذلك. مرّ الحجر بلحظة كادت تُشعل حربًا بين القبائل.

في أحد الأعوام، قبل بعثة النبي ﷺ بخمس سنوات تقريبًا، تعرّضت الكعبة لسيول أضرّت بجدرانها، فقررت قريش إعادة بنائها. وعندما وصلوا إلى موضع مكان الحجر الأسود في الكعبة، دبّ الخلاف بينهم، فكل قبيلة أرادت أن تنال شرف وضع الحجر بنفسها، حتى إن النزاع احتدم لدرجة أنهم أوشكوا أن يتقاتلوا، وسنّوا سيوفهم استعدادًا للمعركة.

تعرف أيضًا على: أحكام التجويد

فجاء الاقتراح أن يحكموا أوّل من يدخل من باب المسجد الحرام، وكان الداخل هو محمد بن عبد الله ﷺ، وكان حينها في الخامسة والثلاثين من عمره. فلما رأوه قالوا: “هذا الأمين، رضينا به حكما”.

طلب النبي ﷺ أن يؤتى بثوب كبير، ووضع ما هو الحجر الأسود فيه. ثم دعا رؤساء القبائل الأربعة لحمل أطراف الثوب سويًا، حتى إذا بلغوا موضعه، وضع النبي ﷺ الحجر الأسود في مكانه. بيديه الشريفتين، فحقن بذلك دماءهم، ورضي الجميع بعدله وذكائه.

وهكذا، فإن من يسأل اليوم: من وضع الحجر الأسود في مكانه؟ فإن الإجابة هي أن النبي محمد ﷺ هو من فعل ذلك بنفسه. بطريقة حَكيمة جمعت الناس بدل أن تفرقهم.

ومن يومها، بقي الحجر رمزًا للمهابة والوحدة، ومكانًا تتجه إليه أنظار الحجاج عند الطواف. لا للتبرك بالحجر ذاته، بل اقتداءً بفعل النبي ﷺ، وتعبيرا عن محبة سنته. [1]

تعرف أيضًا على: أوائل سورة البقرة مكتوبة

ما هو سبب نزول الحجر الأسود؟

في الحديث عن ما هي قصة الحجر الاسود، لا يمكن تجاهل أصوله السماوية. فهو ليس حجرا عاديا وجد على الأرض، بل له ارتباط مباشر بالسماء. فبحسب الأحاديث النبوية الصحيحة، فإن الحجر الأسود نزل من الجنة، وقد جاء في حديث النبي ﷺ: “نزل الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم“ (رواه الترمذي وأحمد).

يعني ذلك أن سبب نزول الحجر الأسود هو أن الله تعالى أنزله كعلامة وشاهد ضمن بناء الكعبة، ليكون موضعا يبدأ منه الطواف، ويسن تقبيله أو لمسه لمن استطاع، لا تبركا بذاته، وإنما اتباعًا لهدي النبي ﷺ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك“.

تعرف أيضًا على: ما معنى كف الأذى: مبدأ إسلامي في التعامل مع الآخرين

أما عن تاريخ الحجر الأسود. فهو عريق يمتد منذ زمن إبراهيم عليه السلام. فقد رفع قواعد الكعبة بأمر من الله، وكان الحجر الأسود هو آخر حجر وضع في البناء. وجعل في الركن ليكون علامة بداية الطواف. ومنذ ذلك الوقت، بقي في مكانه رغم الحوادث التي مر بها، وظل جزءًا من شعائر المسلمين حتى يومنا هذا.

فهو ليس حجرًا عاديًا، بل نزل من الجنة، وأصبح رمزا من رموز التوحيد، وعلامة على الارتباط بين العبودية لله، والاتباع الصادق لسنة نبيه الكريم ﷺ. [2]

تعرف أيضًا على: ما هي آفات اللسان: أخطر الأقوال المدمرة للإنسان

ما هو سر الحجر الأسود؟

لفهم ما هي قصة الحجر الاسود كاملة، لا بد أن نتأمل في مكانته ورمزيته في الدين، إذ يحمل الحجر معنى أعمق من كونه مجرد قطعة صخرية في جدار الكعبة. هو موضع يبدأ منه المسلمون طوافهم، ويُقبّل اتباعًا لا ابتداعًا، كما فعل النبي ﷺ أمام الصحابة.

لكن السؤال الذي يتكرر: ما هو الحجر الأسود؟
هو حجر بيضاوي غير منتظم، لونه أسود مائل للحمرة. موضوع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة. ويعود أصله إلى الجنة كما ورد في الأحاديث النبوية. وكان في أول الأمر أبيض ناصعا، فسودته خطايا البشر مع مرور الزمن.

وسره الحقيقي أنه شاهد إيماني، يجتمع عليه المسلمون من كل الأقطار. يبدأون منه طوافهم بنفس الترتيب الذي سار عليه النبي ﷺ، دون تعظيم ذاتي للحجر، بل اتباع لما أُمروا به. فهو يرمز لبدء العبودية، ويجسد فكرة أن الشرف الحقيقي في الطاعة، لا في الأشياء ذاتها.

تعرف أيضًا على: أين دفن سيدنا إبراهيم

ما هي قصة سرقة الحجر الأسود؟

لفهم ما هي قصة الحجر الاسود. بكل أبعادها، لا يمكن تجاهل واحدة من أكثر الحوادث ألما في التاريخ الإسلامي. وهي حادثة سرقته من الكعبة. فقد وقعت هذه الجريمة في سنة 317 هـ (929م) على يد فرقة تعرف بالقرامطة، وهي طائفة خرجت عن عقيدة الإسلام الصحيح. وكانت تتبنى أفكارًا منحرفة وعدائية تجاه الحرمين الشريفين.

في ذلك العام، هجم القرامطة على مكة في موسم الحج، وارتكبوا مذبحة مروعة داخل المسجد الحرام، حيث قتلوا الآلاف من الحجاج، وألقوا بجثثهم في بئر زمزم، بل منعوا دفنهم. ثم توجهوا إلى الكعبة، وخلعوا مكان الحجر الأسود في الكعبة. بالقوة، وكسروا أجزاء منه، ثم حملوه معهم إلى مقرّهم في مدينة “الاحساء” شرق الجزيرة العربية.

حادثة سرقة الحجر الأسود وعودته إلى الكعبة

• سرقة الحجر الأسود
  بقي الحجر الأسود مسروقًا لما يقارب 22 سنة على يد القرامطة، الذين رأوا في فعلهم كسرًا لرمز مقدس، وليس مجرد سرقة.
• محاولات استعادته
  بذل الخلفاء العباسيون جهودًا كبيرة لاستعادته، وأرسلوا وسطاء وقدموا أموالاً، لكن دون جدوى.
• الطواف دون الحجر
  خلال تلك الفترة، استمر المسلمون في الطواف حول الكعبة دون وجود الحجر الأسود، مما جعل الكعبة ناقصة في هيئتها وشعائرها.
• إرجاع الحجر
  في سنة 339 هـ، وبسبب ضغوط سياسية وتغيرات داخلية، وافق القرامطة على إرجاع الحجر الأسود، لكنه كان مكسورًا إلى أكثر من ست قطع.
• ترميم الحجر
  تم تجميع القطع وتركيبها داخل إطار من الفضة، وهو ما يُرى اليوم في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة.
• مكانة الحجر بعد الحادثة
  لم تُضعف الحادثة مكانة الحجر في قلوب المسلمين، بل زادت من هيبته، وأصبح رمزًا لصمود بيت الله رغم ما يتعرض له من عدوان.
• دلالة الحادثة
  تبقى حادثة سرقة الحجر تذكرة تاريخية مؤلمة. لكنها أيضًا دليل على بقاء شعائر الله. وثبات قدسية الكعبة رغم المحن.

تعرف أيضًا على: ما هي آفات اللسان

في الختام، تظل ما هي قصة الحجر الاسود. قصة إيمانية وتاريخية عظيمة تبقى قصة الحجر الأسود شاهدة على عراقة البيت الحرام ومكانته في قلوب المسلمين. فهو ليس مجرد حجر. بل رمز للطاعة والاتصال الروحي. وقد شرّفه الله بموضعه في الكعبة، وجعل تقبيله من سنن الطواف، ليبقى شاهدًا على الإيمان والتاريخ عبر العصور.

• zamzam Story Of Hajr-e-Aswad Or The Black Stone In Kaaba, Makkah -بتصرف
• saudipedia The Black Stone -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم