أبرز مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي العالمي اليوم

الكثير من الناس يتساءلون: عن مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي فهي تعد كنز إنساني مشترك يعكس تنوع الشعوب وتاريخها وهويتها وحضاراتها المتعددة من المعابد القديمة إلى الحكايات الشعبية ومن الأعمال الفنية إلى التقاليد الشفوية تكتنز البشرية إرث ضخم يستحق العناية والصون غير أن هذا التراث يواجه تهديدات متزايدة من الحروب والتغير المناخي والعولمة والإهمال وهنا يظهر دور دورات هيئة التراث الثقافي العالمي كوسيلة جوهرية في حماية هذا الإرث الثمين للأجيال القادمة، وسنتعرض أبرز هذه المبادرات من حيث هيئة التراث ووزارة الثقافة والأهمية والبرامج والتحديات وأمثلة من العالم العربي.
أهمية الحفاظ على التراث الثقافي

تُعد مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي أداة حيوية في ربط الماضي بالحاضر وتعزيز الانتماء لدى الشعوب وحماية الهوية الثقافية من الاندثار.
بينما التراث لا يمثل فقط مجموعة من المقتنيات أو الأبنية الأثرية لكن يشمل العادات واللغات والاحتفالات والفنون الشعبية.
لذلك فإن هذا التراث بمثابة مرآة للمجتمعات ويختزن تجاربها ويوجه مستقبلها.
نتيجة لذلك دورات هيئة التراث لا تخدم فقط القيم الجمالية أو المعمارية لكن تحافظ على الذاكرة الجماعية وتدعم الاستدامة الثقافية.
من هنا تبرز أهمية مشاريع حفظ التراث الثقافي التي تسعى إلى توثيق وترميم ونشر المعرفة حول عناصر التراث المهددة.
بالتالي يمكن القول أن هيئة التراث ووزارة الثقافة تساهم في دعم الحوار بين الثقافات وتعزيز التفاهم بين الشعوب ويُعد إدراج المواقع في قوائم اليونسكو أحد أبرز آليات هذه الجهود.
أمثلة للحفاظ على التراث الثقافي
إن المحافظة على التراث الثقافي يقصد بذلك إننا نعتز ونحمي بكل ما ورثناه من أجدادنا من عادات وتقاليد.
على سبيل المثال:
- تسجيل الحكايات الشعبية: على سبيل المثال الأغاني التراثية، و الشعار النبطية.
- لبس الملابس التقليدية في المناسبات: على سبيل المثال لبس الثوب والعباءة في الأعياد والمهرجانات.
- تعليم الفنون التقليدية : على سبيل المثال الخط العربي، وصناعة البخور، وصناعة الخوص، والفخار أيضًا.
- تحويل المواقع الأثرية للمتاحف: على سبيل المثال متحف اللوفر في أبوظبي التي يعرض قطع تراثية من ثقافات متعددة.
- تقيم مهرجانات تراثية: على سبيل المثال مهرجان الجنادرية أو موسم الدرعية اللي تعرض فيه الأعمال اليدوية والأكلات الشعبية.[1]
تعرف أيضًا على: كيف تطور تاريخ الثقافات عبر العالم عبر العصور؟
أبرز برامج حماية التراث الثقافي
شهد العالم تأسيس العديد من برامج مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي التي تعمل على المستوى المحلي والدولي ولكن تأتي منظمة اليونسكو في مقدمة الجهات المعنية من خلال اتفاقية حفظ التراث الثقافي والطبيعي العالمي لعام 1972، والتي أنشأت قائمة التراث العالمي.
برنامج المدن التاريخية
مثلاً يعمل على إعادة تأهيل المدن القديمة والحفاظ على طابعها المعماري والاجتماعي.
صندوق التراث العالمي في حالات الطوارئ
يوفر الدعم للمواقع التي تواجه كوارث أو نزاعات.
برامج حماية التراث غير المادي
على سبيل المثال الموسيقى التقليدية والرقصات والأكلات الشعبية.
مبادرة تراث في خطر
تصدر تقارير سنوية حول المواقع المهددة وتوصيات لحمايتها.
اكتشف كيف استطاعت الجهود الحفاظ على التراث الثقافي في بناء هوية الأجيال القادمة
التوثيق والتسجيل
يتم تسجيل التراث سواء بالكتابة أو الفيديو أو الصوت، مع ظهور ظل محفوظ للأجيال القادمة حتى لو اختفى في الواقع.
الترميم والصيانة
مثلاً يتم إصلاح السجلات والعالم القديم باستخدام الطرق العلمية الدقيقة حتى تحافظ على شكلها وصالتها.
التعليم وتطور المعرفة
يتم تعليم الأطفال من التراث في المدارس والجامعات، وكمان يدعمون الحرفيين اللي ما لا يبدؤوا في منعوا من التدخين التقليدي.
التعاون الدولي
في منظمات زي لذلك بتساعد في تسجيل مواقع التراث العالمي وحميها، وتوفر دعم فني ومادي للجميع.
الترويج الثقافي عبر الإعلام والتقنية
يتم استخدام الإنترنت، المتاحف الرقمية، والأفلام الوثائقية للتعريف بالتراث وجذب الانتباه خاصته من الجيل الجديد.
دعم الفنون الشعبية والاحتفالات
مثلاً الاحتفالات الوطنية، المهرجانات التراثية، والمهرجانات الوطنية اللينة يحتفلون في الماضي وتخليد الناس يعيشون تجربة ثقافية رائعة.[2]
تعرف أيضًا على: ما سر الملابس التقليدية في ثقافات الشعوب وأصولها التاريخية؟
مشاريع صون التراث عالميًا
من ضمن مشاريع حفظ التراث الثقافي على المستوى العالمي برزت جهود نوعية أحدثت تغيير فعلي في الحفاظ على المواقع التراثية، على سبيل المثال:
مشروع إعادة إعمار الموصل
بعد تدمير أجزاء كبيرة من المدينة بسبب الصراعات وتعاونت اليونسكو مع دولة الإمارات لإعادة تأهيل جامع النوري ومنارة الحدباء ضمن مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي العالمي.
مبادرة إحياء طريق الحرير
تشمل هذه المبادرة إعادة تفعيل المسارات الثقافية والتجارية القديمة والحفاظ على الآثار الممتدة على طول الطريق من الصين حتى أوروبا.
حفظ معابد أنغكور وات في كمبوديا
بدعم من العديد من الدول والهيئات الدولية تم ترميم هذه المعابد التي تعود للقرن الثاني عشر.
صيانة مواقع المايا في أمريكا اللاتينية
تساهم المنظمات غير الحكومية في تدريب السكان المحليين على الترميم والحفاظ على الرمزية الثقافية للمكان.
كل هذه المشاريع تندرج تحت مظلة مشاريع دورات هيئة التراث الثقافي وتُظهر مدى الاهتمام العالمي بالتراث كجزء من مسؤولية جماعية نحو التاريخ الإنساني.
ما هي أفضل طريقة للحفاظ على التراث الثقافي؟
التوثيق
تسجيل التراث بكل أنواعه سواء كان مادي وغير مادي باستعمال الفيديو، الصوت، الفيديو.
التعليم
التراث في المناهج التعليمية والترفيهية ومن ضمنها تبدأ هيئة التراث ووزارة الثقافة.
المشاركة المجتمعية
تفاعل المجتمع في الفعاليات والمبادرات التي تحتفل بالتراث.
استخدام التكنولوجيا
إنشاء تطبيقات ومواقع لنشر التراث.
دعم الحرفيين على الحرف التقليدية.
تعرف أيضًا على: ما هي أهم عناصر التراث الثقافي العالمي التي تحافظ على الهوية؟
دور المؤسسات الدولية في الحفاظ على التراث
تلعب المؤسسات الدولية دور محوري في إطلاق وتنسيق مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي العالمي، تأتي في المقدمة منظمة اليونسكو يليها عدد من الجهات الأخرى مثل:
المجلس الدولي للمعالم والمواقع
يوفر الخبرات الفنية حول المعايير الدولية لحفظ المواقع.
التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع
يهتم بالمواقع المتضررة من الحروب.
الصندوق العالمي للآثار
يمول ويدير عمليات الترميم.
منظمات المجتمع المدني الثقافي
التي تشجع برامج حفظ التراث الثقافي على المستوى الشعبي.
من خلال مهام هيئة التراث يتم توفير الدعم المالي والفني والتقني كما يتم تطوير أدوات رقمية مثل التوثيق ثلاثي الأبعاد والخرائط الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي في أرشفة التراث وهو جزء من مشاريع صون التراث الثقافي الحديثة.
تعرف أيضًا على: كيف يشكل الموروث الثقافي أساس الهوية الوطنية للشعوب؟
مبادرات حفظ الثقافة في العالم العربي
يواجه العالم العربي تحديات متعددة في الحفاظ على تراثه منها النزاعات الإهمال وضعف التمويل، ومع ذلك أطلقت عدة مبادرات أو مهام هيئة التراث الثقافي العالمي داخل المنطقة، نذكر منها:
البرنامج السعودي للتراث الثقافي غير المادي
يوثق ويُسجل عناصر التراث الوطني مثل الخط العربي والعروض الشعبية.
مبادرة إحياء مدينة القدس القديمة
بالتعاون مع اليونسكو لتأهيل الحارات والأسواق التقليدية.
برنامج الأوقاف لترميم المعالم الإسلامية
في القدس والقاهرة وتونس.
جهود الإمارات في صون التراث
من خلال دعم مشاريع في سوريا والعراق والمشاركة في تمويل إعادة إعمار المواقع المدمرة.
تُعد هذه المبادرات امتداد واضح لما تهدف إليه مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي العالمي من خلال الربط بين البعد المحلي والجهود الدولية.
تعرف أيضًا على: ما هي أبرز المتاحف الثقافية العالمية التي تحكي قصص الشعوب؟
التحديات التي تواجه التراث الثقافي
رغم الزخم الكبير في برامج حماية التراث لا تزال هناك تحديات حقيقية تهدد استمرارية مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي العالمي:
النزاعات المسلحة
تُعرض المواقع للخطر المباشر كما في سوريا واليمن.
التغير المناخي
مثلاً ارتفاع منسوب البحر الذي يهدد المواقع الساحلية، السرقة والاتجار غير المشروع بالآثار، ضعف التمويل الدولي، قلة الوعي المجتمعي المحلي.
لمواجهة هذه التحديات يتم تطوير مشاريع مهمام هيئة التراث الثقافي بأساليب تكنولوجية مبتكرة وتوسيع دائرة التوعية والتعليم المجتمعي وتكثيف الشراكات مع القطاع الخاص.
وأخيراً وليس آخراً تعرف على أمثلة للتراث الثقافي غير المادي
- السامري في السعودية.
- الطعام التقليدي.
- فن العيالة في الإمارات وعُمان.
- الحكايات الشعبية.
- الخط العربي.
- الطب التقليدي.
- الكابويرا في البرازيل.
- موسيقى الفلامنكو في إسبانيا.
- الأصلي عند الأمازيغ.
- الزجل اللبناني.
تعرف أيضًا على: كيف تطورت الثقافة وأثرت على بناء الحضارات الكبرى؟
في الختام، إن التراث ليس مجرد ماضي نتمسك به ولكن هو استثمار في المستقبل يربط الأجيال ويصنع الفخر ويعزز الفهم المتبادل من خلال مبادرات الحفاظ على التراث الثقافي العالمي، تواصل الإنسانية مجهوداتها في حماية إرثها المشترك من التلاشي وفي إحياء ما اندثر منه ومع تعدد برامج هيئة التراث ووزارة الثقافة واتساع رقعة مشاريع مهمام هيئة التراث الثقافي فإن الأمل لا يزال قائمًا في بقاء هذه الكنوز حية في ذاكرة العالم حاضرة في وعي الشعوب وجزء أصيل من وجدان البشرية، ولقد أصبح من الضروري أن تستمر دورات هيئة التراث الثقافية العالمية بكل زخمها وأن تحظى بالدعم الرسمي والشعبي على حد سواء حتى يبقى هذا التراث نبراسًا يهدي الإنسانية في حاضرها ومستقبلها.
المراجع
- Longdom Cultural Heritage: Its Significance and Preserving (بتصرف)
- unesco Cultural heritage: 7 successes of UNESCO’s preservation work (بتصرف)
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

جولة عبر متحف الطيبات بجدة وأصالته التاريخية

الكتابة المسمارية: أول لغة مكتوبة في التاريخ

التاريخ الحديث: من الثورات الكبرى إلى تشكيل العالم...

كيف كانت الأسواق التقليدية مركزاً للحياة الاجتماعية؟

أجمل القرى التراثية العالمية التي تأخذك في رحلة...

هل تعرف الآثار المنسية في العالم التي لم...

أشهر الحرف اليدوية التقليدية حول العالم: تراث لا...

معاهدة فرساي: السلام الذي مهّد لحرب أعظم

كيف تطورت الزخرفة الإسلامية عبر العصور؟

ما هو دور المناسبات الدينية في تشكيل المجتمع...

كيف ازدهرت الفنون الإسلامية التقليدية عبر العصور؟

ماذا تعرف عن الحرف اليدوية الإسلامية التقليدية؟

ما هي أسرار بناء الأهرامات في مصر التي...

لماذا تعتبر المهرجانات الثقافية ضرورية لحفظ التراث؟
