محمد نجيب: أول رئيس لمصر بعد سقوط الملكية

الكاتب : آية زيدان
21 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 54
منذ 3 ساعات
محمد نجيب
ما هو أصل محمد نجيب؟
الميلاد والترعرع
جذوره المصرية
كم سنة حكم محمد نجيب مصر؟
أ- الفترة الرئاسية
ب- الصراع على السلطة و(أسباب عزل محمد نجيب)
من هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية؟
هل اعتزل محمد نجيب؟

يظهر اسم محمد نجيب في سجلات التاريخ المصري المعاصر كقوة مركزية. فهو ليس مجرد رئيس سابق. بل هو أول رئيس للدولة في جمهورية مصر العربية بعد الإطاحة بالنظام الملكي ونشوب ثورة يوليو عام 1952. تتداخل سيرته الذاتية بشكل وثيق مع فترة محورية في تاريخ مصر. حيث شهدت تبدلات سياسية واجتماعية عظيمة. وعلى الرغم من فترة رئاسته القصيرة. إلا أن آثاره كانت عميقة ولا تزال شخصيته ومصيره يثيران العديد من الاستفسارات. لهذا يتناول هذا البحث حياته. مستعرضًا جذوره وفترة حكمه ودوره التاريخي كرئيس للدولة. وظروف ابتعاده عن الساحة السياسية. بهدف تقديم تحليل شامل لهذه الشخصية التي تمثل رمزًا لمرحلة تحول مصيرية في مصر.

ما هو أصل محمد نجيب؟

محمد نجيب

تتضارب الأقاويل بشأن مسقط رأس محمد نجيب، بيد أن الوقائع التاريخية تؤكد على أن محمد نجيب لم يولد في مصر، وإن كانت أصوله متجذرة في العمق المصري والعثماني، مما يضفي على شخصيته بصمة مميزة بصفته أول رئيس لمصر الحرة.

  • الميلاد والترعرع

لقد ولد في مدينة الخرطوم بالسودان سنة 1901، حين كانت السودان جزءًا من الحكم المصري العثماني الخاضع للسيادة المصرية، وكان والده يوسف نجيب ضابطًا في الجيش المصري من سلالة مصرية، بينما كانت والدته زهرة عثمان من أصول سودانية-مصرية، هذا الميلاد في الخرطوم والنشأة في محيط عسكري متنوع، أسهم في بناء شخصيته العسكرية والقومية. وعلى الرغم من أن البعض قد يثير تساؤلات حول أصل محمد نجيب بسبب مكان ولادته، إلا أن انتمائه لمصر كان ثابتًا.

  • جذوره المصرية

على الرغم من مولده في السودان، فإن عائلة محمد نجيب كانت من الأسر المصرية التي خدمت في الجيش المصري وعاد محمد نجيب إلى مصر في ريعان شبابه وتلقى تعليمه في المدارس المصرية ثم التحق بالكلية الحربية، متصاعدًا في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة اللواء قبل ثورة يوليو، ساهم هذا الارتباط الوثيق بالجيش والمؤسسة العسكرية المصرية في تعزيز هويته المصرية الأصيلة بغض النظر عن أصوله المتشعبة. [1]

تعرف أيضًا على: عبد القادر الجزائري: مؤسس الدولة الحديثة ومقاوم الاستعمار الفرنسي

كم سنة حكم محمد نجيب مصر؟

محمد نجيب

على الرغم من الدور المركزي الذي لعبه في انتفاضة يوليو وتعيينه في منصب الرئاسة، إلا أن مدة حكمه كانت قصيرة نسبيًا، مما يدعو إلى التساؤل عن فترة حكم محمد نجيب ومدة هذا الحكم.

أ- الفترة الرئاسية

أصبح رئيسًا لجمهورية مصر العربية في 18 يونيو 1953، وذلك بعد إلغاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية. وبهذا، أصبح أول رئيس للبلاد في عهد الجمهورية. بيد أن فترة حكمه لم تدم طويلًا. ففي 14 نوفمبر 1954، أعفي من منصبه، لتكون مدة حكمه الإجمالية كرئيس للجمهورية نحو عام وخمسة أشهر فقط. هذه المدة القصيرة تعكس الصراعات الداخلية التي عصفت بحركة الضباط الأحرار عقب الثورة.

تعرف أيضًا على: السلطان محمد الفاتح

ب- الصراع على السلطة و(أسباب عزل محمد نجيب)

كانت فترة حكم محمد نجيب مليئة بالتوتر والصراع الداخلي بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة، خاصة جمال عبد الناصر، حيث كان نجيب يميل إلى العودة إلى الحياة الديمقراطية البرلمانية وتقدير دور الأحزاب المدنية، في حين رأى عبد الناصر ورفاقه ضرورة فرض مرحلة انتقالية قوية بقيادة عسكرية لترسيخ دعائم الثورة.

تفاقمت هذه الخلافات وكانت سبب عزل محمد نجيب، حيث قرر مجلس قيادة الثورة بعزله وتقرير إقامته الجبرية، ليتولى جمال عبد الناصر رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية فيما بعد، هذه الفترة القصيرة، على الرغم من تقلباتها، شهدت عددًا من أهم أعمال محمد نجيب، مثل إلغاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية، وإصدار قانون الإصلاح الزراعي. [2]

تعرف أيضًا على: صدام حسين: زعيم العراق الذي أثار الجدل حتى لحظة سقوطه

من هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية؟

محمد نجيب

بعد قيام ثورة يوليو عام 1952 وإلغاء النظام الملكي رسميًا في 18 يونيو 1953. أعلنت الجمهورية المصرية. وكان اللواء محمد نجيب هو الشخصية التي اختيرت لقيادة البلاد كرئيس. هذا الاختيار كان منطقيًا نظرًا لشعبيته كقائد للثورة ووجهة نظرها المقبولة لدى الجماهير والقوات المسلحة. وتوليّه هذا المنصب لم يكن مجرد منصب رمزي. بل كان رمزًا لتحول مصر من نظام ملكي استمر لقرون إلى نظام جمهوري ناشئ.

وبالرغم من تنحيته من السلطة بعد فترة قصيرة. فإن دوره كرئيس أول لمصر يمثل نقطة انطلاق في تاريخ الجمهورية. فقد كان بمثابة حلقة وصل بين الشعب وقيادة الثورة في مرحلة تحول مصيرية. هذا الدور يمنحه مكانة فريدة في الذاكرة الوطنية المصرية. بصرف النظر عن الجدال الذي صاحب فترة حكمه أو مصيره اللاحق. حيث أن اسمه محفور كأول من حمل لقب “رئيس الجمهورية” في مصر.

تعرف أيضًا على: الأمير مولاي الحسن: ولي عهد المغرب ونموذج الجيل الجديد من القادة

هل اعتزل محمد نجيب؟

محمد نجيب

بعد إبعاده من رئاسة الجمهورية في نوفمبر 1954. أجبر محمد نجيب على الإقامة الجبرية في فيلا زينب الوكيل في المرج. دامت هذه الإقامة الجبرية نحو 30 عامًا. حيث عزل تمامًا عن الحياة العامة. ومنِع من الظهور أو الإدلاء بأي تصريحات سياسية. لم يكن هذا انسحابًا اختياريًا. بل قرارًا سياسيًا يهدف إلى إقصائه عن التأثير في الحياة العامة بعد الخلافات مع قيادة الثورة. في تلك الفترة. انقطعت أخباره تمامًا. وحتى أبناء محمد نجيب وعائلته ذاقوا مرارة هذا الوضع.

تعرف أيضًا على: الأمير محمد بن سلمان: مهندس رؤية السعودية 2030

انتهت فترة عزله بوصول الرئيس أنور السادات إلى السلطة. الذي ألغى الإقامة الجبرية عنه في بداية الثمانينيات. عاد نجيب بعد ذلك للظهور في بعض المناسبات العامة بشكل محدود. لكنه لم يعد إلى أي دور سياسي فعال. أما بخصوص وفاة محمد نجيب. فقد توفي في 28 أغسطس 1984. بعد سنوات طويلة قضاها بعيدًا عن الأضواء. ودفن في مقابر الشهداء بالمدينة المنورة تكريمًا لدوره في ثورة يوليو. هنا تبقى قصة عزلة محمد نجيب فصلًا مؤثرًا في تاريخ مصر المعاصر. يوضح تعقيدات الصراعات السياسية في تلك المرحلة التأسيسية.

تعرف أيضًا على: رفيق الحريري: مهندس إعمار لبنان وزعيم الاعتدال السياسي

في الختام. نكون قد تعرفنا على محطات حياة محمد نجيب الجوهرية. من جذوره المتشعبة التي لم تحل دون وطنيته الصادقة لمصر. إلى عهده القصير كرئيس للجمهورية. كونه أول من تقلد هذا المنصب. حيث تناول المقال سنوات العزلة الطويلة التي تلت إبعاده عن الحكم. كما أظهرنا كيف كانت فترة حكمه. على قصرها. فاصلة في تحويل مصر إلى نظام جمهوري. تبقى سيرته جزءًا أساسيًا من تاريخ مصر المعاصر. تجسد تعقيدات حقبة الثورة والبناء. وتلقي الضوء على طبيعة السلطة وصعوبات التحول السياسي.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة