مشايخ الإقراء: حفاظ التجويد

الكاتب : سهام أحمد
13 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 8
منذ ساعتين
مشايخ الإقراء
محمود خليل الحصري: شيخ المقارئ
عبد الباسط عبد الصمد: صاحب الصوت الذهبي
محمد صديق المنشاوي: القارئ الباكي
مصطفى إسماعيل: قارئ الملوك في مشايخ الإقراء
محمد رفعت: قيثارة السماء
موجزة عن أصول القراءات
الأسئلة الشائعة
س: من هم القراء السبعة؟
س: ما هي أشهر رواية يتلو بها من أشهر قراء رواية حفص؟
س: ما هو الدور الأساسي لـ مشايخ الإقراء؟
س: هل يعتبر من أشهر القراء السعوديين جزءاً من مدرسة الإقراء؟

مشايخ الإقراء هم الحفظة المتقنون الذين كرسوا حياتهم لإتقان تلاوة القرآن الكريم وضبط قواعد تجويده، فنقلوها إلينا بالسند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. عندما نتحدث عن من أشهر شيوخ قراءة القرآن فإننا نستحضر عمالقة تركوا بصماتهم الصوتية والمنهجية على مدارس التلاوة في العالم الإسلامي وعلى رأسها المدرسة المصرية التي صدرت أعظم الأصوات. ورغم وجود مدارس أخرى مثل المدرسة الحجازية تظل هذه الأسماء رموز للتجويد. في هذا المقال نستعرض سيرة خمسة من أعمدة هذه المدرسة.

محمود خليل الحصري: شيخ المقارئ

مشايخ الإقراء

يعتبر الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله بحق “شيخ المقارئ المصرية” فهو لم يكن مجرد قارئ بل كان مدرسة ومنهج في ضبط التجويد والأحكام. لقد كان حريص على الأداء المتقن الذي يلتزم بقواعد التجويد دون أي محاولة للتطريب المبالغ فيه.

ولد الشيخ الحصري في طنطا بمصر وأتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره. وقد تفرد عن غيره من القراء بتسجيل القرآن كامل مرتل بروايات متعددة وبقراءات مختلفة (القراءات العشر). كان صوته قوي واضح لا تشوبه شائبة وصوته هو المعيار الذي يقاس عليه إتقان الأحكام. كان أيضاً أول من سجل القرآن للقراءة والتعليم. مما ساهم بشكل كبير في نشر التجويد الصحيح عالمياً. لهذا يعتبر الشيخ الحصري أحد أعظم مشايخ الإقراء. وكانت تلاوته نموذج يحتذى به في إتقان من أشهر قراء رواية حفص. كما تولى منصب شيخ عموم المقارئ المصرية وهو منصب رفيع يؤكد دوره القيادي في حفظ التجويد.[1]

عبد الباسط عبد الصمد: صاحب الصوت الذهبي

مشايخ الإقراء

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله هو أيقونة التلاوة و”صاحب الصوت الذهبي”. بصمته في عالم القراءة لا تقارن فقد وصل صوته إلى ملايين المستمعين في مشارق الأرض ومغاربها حتى أن غير المسلمين أعجبوا بجمال وعظمة أدائه.

تميز الشيخ عبد الباسط بمقامات صوتية فريدة وقدرة هائلة على التحكم في النفس. مما أتاح له إطالة الأنفاس بجمالية لا تخل بالأحكام. كان أداؤه يجمع بين خشوع الأداء والتطريب العذب الذي لا يخرج عن حدود الشرع والتجويد. قصص رحلاته حول العالم تعد دليل على عظمة مشايخ الإقراء، حيث كان استقباله كالملوك اعتراف بتأثيره الروحي. هذا الانتشار العالمي جعله أحد من أشهر شيوخ قراءة القرآن بلا منازع وأحد الرواد الذين نقلوا صورة التلاوة المصرية إلى جميع الأقطار. ورغم أن من هم القراء السبعة هم أئمة القراءات الذين نقلت عنهم الأصول فإن عبد الباسط وغيره من المعاصرين هم من نقلوا رواياتهم إلى العامة بأصوات لا تنسى.[2]

محمد صديق المنشاوي: القارئ الباكي

مشايخ الإقراء

الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله لقب بـ “القارئ الباكي” وهو لقب لم يأتي من فراغ لمشايخ الإقراء. فكان صوته يلامس شغاف القلوب ويتميز بحالة من الخشوع والتدبر العميق التي لا يمكن إخفاؤها.

كان أداء المنشاوي يتميز بالحزن العذب والشفافية. عندما يتلو الآيات يشعر المستمع وكأن القارئ يتحدث مباشرة مع الله أو يستشعر عظمة اليوم الآخر. صوته ليس مجرد حنجرة قوية بل هو أداة لنقل المعنى الروحي للآيات. وقد كان أداؤه مثال لـ من أشهر شيوخ قراءة القرآن الذين يجمعون بين قوة الأداء وخشوع القلب. كانت تلاوته خاصة لآيات الوعد والوعيد تثير البكاء لدى الكثيرين. مما جعله نموذج حي لتأثير التلاوة المتقنة على النفس. ورغم أن من أشهر القراء السعوديين كان لهم أدوارهم في توسيع نطاق التلاوة لاحقاً فإن المنشاوي ظل رمز للإخلاص والتأثير العميق الذي لا يعتمد على الإبهار. بل على صدق المشاعر.

مصطفى إسماعيل: قارئ الملوك في مشايخ الإقراء

مشايخ الإقراء

يعتبر الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله عملاق فن التلاوة ومدرسة قائمة بذاتها فقد لقب بـ “قارئ الملوك” لكثرة قراءته في الاحتفالات الرسمية بحضور الملوك والرؤساء.

تميز الشيخ مصطفى إسماعيل بمرونة صوته وقدرته الفائقة على التنقل بين المقامات الموسيقية والتحكم في النغمات ببراعة نادرة. لم يكن يكتفي بنغم واحد بل كان يلون التلاوة بما يخدم المعنى ويعرف بأسلوبه الدرامي الذي يجسد معاني الآيات. تلاواته الطويلة المليئة بالتنقلات والوقفات والابتداءات تعتبر مرجع فني لكل من أشهر قراء رواية حفص. كان يؤدي الآية الواحدة بأكثر من طريقة مما يجعلك تستشعر عظمة الإعجاز القرآني من الناحية الصوتية. هذه القدرة الفنية الفريدة جعلته من أهم مشايخ الإقراء ومن أكثرهم تأثير في الأجيال التالية من القراء. إنه رمز للجمع بين الفن العظيم والتجويد الدقيق.

محمد رفعت: قيثارة السماء

الشيخ محمد رفعت رحمه الله هو القارئ الأسطوري و”قيثارة السماء”. رغم أنه بدأ التسجيل في فترة مبكرة جداً من تاريخ الإذاعة. إلا أن صوته العذب ما زال يتربع على عرش التلاوة وهو المرجعية الفنية والروحية لـ مشايخ الإقراء من بعده.

كان الشيخ محمد رفعت كفيف لكن بصيرته كانت نافذة. تميز صوته بالدفء والخشوع والعذوبة التي ليس لها مثيل. كان يفتتح الإذاعة المصرية بصوته ويعتبر صوته هو الانطلاقة الفنية لمدرسة التلاوة الحديثة. كان يؤدي الآيات بأسلوب عفوي مؤثر يجعلك تشعر وكأن التجويد والسند يتدفقان بشكل طبيعي من أعماقه. يعتبر الشيخ محمد رفعت أحد من أشهر شيوخ قراءة القرآن الذين وضعوا الأسس التي سار عليها من أشهر قراء رواية حفص من بعده. ورغم أن من هم القراء السبعة هم الأصل فإن محمد رفعت يمثل الأصل في فن التلاوة العذبة المتقنة.

لتكتمل صورة مشايخ الإقراء يجب الإشارة إلى تنوع مدارس التلاوة والقراءات التي حافظوا عليها. فهم جميعاً ينهلون من معين واحد: القرآن الكريم. إليك تفاصيل:

موجزة عن أصول القراءات

  • القراء السبعة (المشهورون): هم نافع و ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و حمزة والكسائي. من هم القراء السبعة هؤلاء هم من تواتر عنهم سبع قراءات للقرآن.
  • الروايات والتواتر: لكل قارئ راويان مشهوران. على سبيل المثال عاصم له حفص وشعبة. القراء الخمسة المذكورون في هذا المقال هم من من أشهر قراء رواية حفص عن عاصم.
  • الأصول الحجازية: رغم هيمنة المدرسة المصرية برزت أصوات من مدارس أخرى. مثل المدرسة السعودية التي أنجبت من أشهر القراء السعوديين كـ الشيخ عبد الرحمن السديس والشيخ سعود الشريم. الذين تابعوا مسيرة الإقراء وحفظ التجويد.
  • المنهجية: مشايخ الإقراء يعتمدون على علم التجويد لضبط الحروف والنطق. وعلم المقامات لتحسين الأداء الصوتي دون الخروج عن مقتضيات الأحكام.

في الختام، وبذلك فإن مشايخ الإقراء هم حراس التجويد وورثة صوت النبوة. فمن عذوبة محمد رفعت إلى ضبط محمود خليل الحصري وصولًا إلى قوة عبد الباسط عبد الصمد، ومرورًا بـ خشوع المنشاوي وفن مصطفى إسماعيل، فإن كل واحد منهم قدم جانبًا يثري مدرسة التلاوة. وعلاوة على ذلك، إنهم جميعًا، إلى جانب من أشهر القراء السعوديين وكذلك القراء السبعة، يشكلون سلسلة ذهبية متصلة في حفظ كتاب الله. ومن ثم، فإن الإيمان بجهود من أشهر شيوخ قراءة القرآن، والسعي إلى تقليدهم في الإتقان والخشوع، هو مفتاح تدبر القرآن ومن ثمّ نيل بركته.

الأسئلة الشائعة

س: من هم القراء السبعة؟

ج:  هم أئمة القراءات الذين تواترت عنهم سبع طرق لقراءة القرآن الكريم. وهؤلاء الأئمة هم نافع، ابن كثير، أبو عمرو، ابن عامر، عاصم، حمزة، والكسائي.

س: ما هي أشهر رواية يتلو بها من أشهر قراء رواية حفص؟

ج: أشهر رواية هي رواية حفص عن عاصم الكوفي. أغلب القراء المذكورين في المقال ومن أشهر القراء السعوديين يتلون بهذه الرواية لانتشارها الواسع.

س: ما هو الدور الأساسي لـ مشايخ الإقراء؟

ج: الدور الأساسي لـ مشايخ الإقراء هو نقل القرآن بالتجويد والإتقان وضبط الأداء الصوتي (الأداء والأحكام) والمنهجي (السند المتصل) للقراءات المختلفة. خاصة من أشهر شيوخ قراءة القرآن.

س: هل يعتبر من أشهر القراء السعوديين جزءاً من مدرسة الإقراء؟

ج: نعم من أشهر القراء السعوديين مثل السديس والشريم هم جزء أساسي من المدرسة الحديثة للإقراء. حيث حافظوا على أصول التجويد وجمالية الأداء. وهم تلامذة للمدرسة المنهجية التي أسسها القراء الكبار.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة