مظاهر الشرك بالله

تتنوع مظاهر الشرك بالله وتختلف من حيث الشكل والدرجة لكن جميعها تشترك في مخالفة العقيدة الإسلامية الصحيحة ومن أبرز هذه المظاهر عبادة غير الله كالدعاء أو الذبح أو الاستغاثة لغيره سواء كان ذلك لنبي أو ولي أو صنم ومن الأمور التي قد تندرج أيضًا ضمن هذا الإطار: الاعتقاد بأن أحدًا يملك الضر أو النفع استقلالًا أو تصديق الكهان والعرافين بما يخبرون به من غيب.

ما مظاهر الشرك بالله؟

في البداية. يعد الشرك بالله من أعظم الذنوب التي يحذر منها الإسلام. لما فيه من تعدٍ على حق الله في التوحيد. إذ لا يشرك معه أحد في العبادة أو التصرف في الكون. ومن خلال هذا المفهوم. يمكننا أن نتعرف على مظاهر الشرك بالله بشكل أوضح.

ومن أبرز هذه المظاهر: التوجه بالدعاء أو الذبح أو الاستغاثة لغير الله كالأولياء أو الأنبياء أو الأصنام وهذا يعد من الشرك الأكبر الذي يخرج من الملة بالإضافة إلى ذلك هناك مظاهر أخرى كاعتقاد أن غير الله يعلم الغيب أو يملك النفع والضر استقلالًا وهذا ما يقع فيه البعض دون إدراك لخطورته وعلى نحوٍ مشابه فإن تعليق التمائم والحروز بقصد دفع البلاء أو جلب الخير يدخل أيضًا ضمن دائرة الشرك إذا اعتقد أنها تنفع بذاتها.

ومن هنا قد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم وهو: كيف ابتعد عن الشرك بالله؟
وللإجابة على ذلك ينبغي أولًا تعلم العقيدة الصحيحة وفهم معنى التوحيد ومراجعة النفس باستمرار في نواياها وأعمالها كما أن قراءة القرآن والتدبر في أسماء الله وصفاته يعمّق الإيمان ويقوّي التعلق بالله وحده علاوة على ذلك فإن الصحبة الصالحة والمجالس العلمية تساهم بشكل فعّال في ترسيخ العقيدة وتجنب الانحراف.

تعرف أيضًا على: أول من غزا البحر من المسلمين

كيف تعرف أنك اشركت بالله؟

ومن أبرز العلامات التي قد تدل على الوقوع في الشرك: التوجّه بالدعاء أو الاستغاثة لغير الله أو الاعتقاد بأن أحدًا غير الله يستطيع جلب الخير أو دفع الشر دون إذنه كذلك من المظاهر الخطيرة: اعتقاد أن أحدًا يملك علم الغيب أو التصرف في الكون بشكل مستقل. هذه أمور يجب التنبه لها. لأنها قد تندرج ضمن مظاهر الشرك بالله التي تهدم أصل التوحيد.

وبالانتقال إلى أنواع الشرك. فإن هناك ما يعرف بـ مظاهر الشرك القولية والفعلية. وهي تشمل كل ما يصدر عن الإنسان من كلمات أو أفعال تنافي التوحيد. فمثلًا. من الشرك القولي: قول “لولا فلان لهلكت” إن قصِد بها أنه أنقذ دون مشيئة الله. أو الحلف بغير الله تعظيمًا. أما من الشرك الفعلي: الذبح لغير الله. أو السجود لمخلوق. أو تعليق التمائم اعتقادًا بأنها تحفظ من الأذى بذاتها.[1]

تعرف أيضًا على: قصة أويس القرني مع والدته

من مظاهر الشرك الأصغر؟

في البداية. لا بد أن ندرك أن الشرك في الإسلام ينقسم إلى شرك أكبر يخرج من الملة. وشرك أصغر لا يخرج من الإسلام. لكنه يعد من الذنوب العظيمة التي تنقص التوحيد وتفسد العمل. ومن هنا. فإن الحديث عن من مظاهر الشرك الأصغر؟ يعد أمرًا ضروريًا لكل مسلم يريد حفظ عقيدته وسلامة توحيده.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المظاهر تندرج ضمن مظاهر الشرك بالله التي قد يستهين بها الناس رغم أنها تمس جوهر التوحيد وتضعف الإيمان. لذا وجب التنبيه والتحذير منها.

ولفهم الصورة الكاملة. يجب أن نفرّق بين أنواع الشرك بالله. فالشرك الأكبر يخرج من الإسلام ويخلّد صاحبه في النار إذا لم يتب. أما الشرك الأصغر فلا يخرج من الملة. لكنه يعرّض صاحبه لعذاب شديد. وينقص من أجره. ويفسد نيته إن لم يجددها لله.

تعرف أيضًا على: السبعة الأوائل في الإسلام

ما هي مظاهر الشرك الأكبر التي انتشرت حديثاً؟

في العصر الحديث ورغم التقدم العلمي والتقني لا تزال بعض الممارسات تعد من الشرك الأكبر تنتشر بين الناس سواء عن جهل أو تقليد أعمى ومن هنا تأتي أهمية معرفة ما هي مظاهر الشرك الأكبر التي انتشرت حديثًا؟ حتى يتمكن المسلم من تجنبها والحذر منها.

بدايةً. من أبرز هذه المظاهر: التعلق بالأولياء والصالحين بدرجة تصل إلى دعائهم من دون الله. أو طلب الشفاعة منهم بشكل ينافي التوحيد. فبعض الناس اليوم يزورون الأضرحة ويطلبون المدد أو النفع من أصحاب القبور. وهذا يعد من الشرك الأكبر لأنه يصرف العبادة لغير الله.

وتندرج هذه التصرفات ضمن مظاهر الشرك بالله التي يحذر منها الدين. لأنها تنقض التوحيد. وتشرك غير الله معه في صفاته أو أفعاله.

وعند التأمل في الواقع نجد أن مثل هذه المظاهر ليست فردية فقط بل أصبحت أحيانًا سلوكًا مجتمعيًا متوارثًا أو مسكوتًا عنه لذا يصح أن نطلق عليها مظاهر الشرك في المجتمع نظرًا لتغلغلها في العادات والمعتقدات مثل تعليق التمائم والخوف من “العين” بطريقة غير شرعية. أو الاعتقاد أن أشياء مادية بعينها تحفظ الإنسان من الأذى بذاتها. لا بأمر الله.

تعرف أيضًا على: تطبيقات السياسة الشرعية في عهد الخلفاء الراشدين

ما هو الشرك الأكبر؟

من المهم أن نفهم أن الشرك الأكبر ليس مجرد قول يقال أو فعل يفعل. بل هو اعتقاد قلبي أو ممارسة تعطي لغير الله ما لا يستحقه إلا الله. سواء في العبادة أو في التصرف في الكون. ومن هنا نستطيع أن نفرّق بين أنواعه. مثل دعاء غير الله. أو الذبح والنذر للأولياء والجن. أو السجود لصنم أو بشر. وهي كلها تدخل تحت تصنيف من مظاهر الشرك الأكبر.

وعلى الرغم من أن هذه الممارسات واضحة في مخالفتها للتوحيد إلا أن كثيرًا من الناس قد يقعون فيها دون إدراك لحقيقتها خاصة حين تكون مغطاة بغلاف “النية الطيبة” أو “البركة”. كزيارة القبور للتوسل بالأموات أو طلب المدد منهم.

وفي هذا السياق. يجدر بنا أن نذكر أن هذه الأفعال تعد من مظاهر الشرك بالله التي حذّر منها القرآن الكريم والسنة النبوية. بل إن الله عز وجل أخبرنا أن من مات وهو مشرك شركًا أكبر. فإن الله لا يغفر له إن لم يتب. كما قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِر أَنْ يشْرَكَ بِهِ”.

تعرف أيضًا على: شجاعة أبي بكر الصديق

انتشار الشرك في بلاد المسلمين

رغم أن الإسلام دين التوحيد الخالص ورغم وضوح تعاليمه في تحذير المسلمين من الشرك إلا أن الواقع المعاصر يظهر أن انتشار الشرك في بلاد المسلمين أصبح ظاهرة مقلقة تستدعي الوقوف عندها.

ومن هنا لا بد أن نشير إلى من مظاهر الشرك التي انتشرت في بلاد المسلمين مثل الذبح للأولياء عند الأضرحة أو التبرك بقبور الصالحين وطلب المدد منهم أو تعليق التمائم والحروز على الأطفال والبيوت بحجة الحماية من الحسد والعين معتقدين أن لها تأثيرًا ذاتيًا في النفع أو الضر كل هذه السلوكيات تعد من الشرك الأكبر أو الأصغر بحسب النية والمعتقد لكنها في كل الأحوال تنافي التوحيد وتضعف الإيمان.

بالإضافة إلى ذلك. أصبحت بعض الممارسات الحديثة. كمتابعة الأبراج وتصديق العرّافين أو السحرة. شكلًا من أشكال التعلّق بغير الله. وهو ما يدخل ضمن مظاهر الشرك بالله التي يحذر منها الشرع.

تعرف أيضًا على: صفات معاذ بن جبل الجسمية والخلقية

ما هو الشرك الأصغر؟

عند الحديث عن الشرك. لا بد من التمييز بين نوعين أساسيين: الشرك الأكبر. وهو الذي يخرج من ملة الإسلام. والشرك الأصغر. وهو أقل درجة من حيث الخطورة. لكنه يظل من الذنوب العظيمة التي تنقص التوحيد وتعرض صاحبها للخطر في الدنيا والآخرة. ومن هنا. يطرح سؤال مهم: ماهو الشرك الأصغر سؤال وجواب؟ والإجابة هي تعريف الشرك الأصغر: هو كل قول أو فعل أو نية لا تصل إلى حد إخراج صاحبه من الإسلام، ولكنه يخالف كمال التوحيد.

أمثلة على الشرك الأصغر

• الرياء: كأن يصلي أو يتصدق ليراه الناس ويمدحوه، وهو شرك في النية.
• الحلف بغير الله: كقول “وحياة فلان” أو “بالنبي” إذا قصد به التعظيم، لأن الحلف لا يكون إلا بالله سبحانه وتعالى.

وعلاوة على ذلك. هناك عبارات وأفعال يتداولها الناس دون انتباه. لكنها تندرج ضمن مظاهر الشرك بالله. مثل الاعتماد الكلي على الأسباب ونسب النفع أو الضر لمخلوق من دون الله. كقول “لولا الطبيب لهلكت” إن لم يضف ذلك إلى مشيئة الله.[2]

تعرف أيضًا على: صفات معاذ بن جبل الخلقية

في الختام يمكننا القول إن الشرك خطر عظيم يهدد أصل العقيدة ولا بد من التوعية به والتحذير منه في كل زمان ومكان ومن المهم لكل مسلم أن يتفكر في أعماله وأقواله ويراجع نيته باستمرار حتى لا يقع دون أن يدري في إحدى مظاهر الشرك بالله التي تفسد الإيمان وتعرض العبد لسخط الرحمن. ولذلك. فإن الرجوع إلى الكتاب والسنة. وطلب العلم من مصادره الصحيحة. والتضرع إلى الله بالثبات على التوحيد. هو الطريق الآمن للنجاة في الدنيا والآخرة.

• Daily effective prayer 10 Unique Signs God Is Connecting You With Someone_بتصرف
• al-islam Types of Polytheism_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم