مفهوم القدر في الإسلام
عناصر الموضوع
1- مفهوم القدر في الإسلام
2- الإيمان بالقضاء والقدر
3- مرتبة العلم
4- مرتبة الكتابة
5- مرتبة الإرادة والمشيئة
6- مرتبة الخلق
يعد القدر والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره من أركان الإيمان ولكن يجد بعض الناس صعوبة في فهمه والتفرقة بين الإيمان به والرضا به. حيث إن كان هناك سعادة ورخاء ورزق تجدهم أكثر الناس رضا بالقضاء وينصحون الناس فيه. لكن إذا حدث لهم مكروه في صحتهم أو في الأموال أو الرزق أو الموت تجدهم متشككون في الإيمان والرضا بقضاء الله . لذلك فدعونا نبحث في هذا الموضوع ومفهومه.
1- مفهوم القدر في الإسلام
يأتي هذا اللفظ من اللغة حيث إنه يدل على التقدير والقدرة، ويعني القدر أنه ما قدره الله بقدرته وعلمه وأن كل شيء قدره الله سابقاً وعلم كل شيء بمقدار وبزمن محدد ثم خلق وأنشأ وأوجد بناءً على ما سبق في علمه. حيث لا يحدث شيئاً إلا بعلم الله وقدرته جل جلاله وهذه قدرة الله. بالإضافة إلى ذلك المخلوق لا يقدر على أن يفعل أي شيء بدون علم الله وقدرته وإرادته حيث إن لا حول ولا قوه إلا بالله. حيث قال الله تعالى:” والله خلقكم وما تعملون ” [الصافات: الآية 96]. وتعني أن الله هو الذي خلق العباد وخلق الأفعال ولا أحد سواه يفعل ذلك.
وقد أرسل للناس الرسل والأنبياء مبشرين لهم ومنذرين، ووعد العباد بالثواب والعقاب على ما يفعله في الدنيا وكل ما يفعله الإنسان في الدنيا يكون بعلم الله وقدرته لكن الله لم يخلق الإنسان مجبرا على كل شيء حيث إن الله لا يظلم أحدا. لكن جعل الله للإنسان قدرة وأرادة محدودتين ليتمكن من فعل الأشياء وتحمل المسؤولية وتحقيق العدل في النهاية. علاوة على ذلك فلقد خلق الله الإنسان قادرا على السعي والتعلم ولديه إرادة في فعل الأشياء حيث قال الله سبحانه وتعالى:” ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون”[الأنعام: الآية 112]. وقوله جل جلاله”وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً”[الإنسان: الآية 30]
وتدل هذه الآيات على أن الله خلق قدرة للإنسان على فعل الأشياء. بالإضافة إلى ذلك إن العباد لم يجبروا على كل شيء ولم يختاروا كل شيء أيضاً، وكل ما يفعله الإنسان يحصل بتيسير وقدرة من الله وتوفيقه. [1]
2- الإيمان بالقضاء والقدر
بشكل عام فهو يعد أحد أركان الإيمان بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:” الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه، ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره”[رواه البخاري ومسلم]. لكن يذكر العلماء أنه يحتوي على عدة مراتب. [2]
3- مرتبة العلم
وهي تعني علم الله التام بالقضاء والقدر قبل حدوثه. ومعناها أن يؤمن المؤمنين بأن الله عز وجل عالماً بكل شيء بداية من الخلق والإحياء والموت والمطر إلى أصغر الأشياء بحياة المخلوقات والحيوانات وأقوالهم وأفعالهم وكل شيء. حيث قال الله تعالى:”وكان الله بكل شيء عليما”[الأحزاب: الآية ٤٠]، وقوله تعالى:” الله الذي خلق سبع سمأوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما”[الطلاق: الآية 12]. بالإضافة إلى ذلك أيضاً قوله عز وجل:” الله الذي خلق سبع سمأوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن. لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما”[الأنعام: الآية 59].
4- مرتبة الكتابة
يقصد هنا بالكتابة هي كتابة مقادير المخلوقات والكتابة في اللوح المحفوظ وهو الكتاب الذي لم يترك الله شيئا إلا ووضعه به فكل ما يحدث وسيحدث وحدث من قبل مكتوب ومحفوظ عند الله عز وجل، ومما يؤكد ذلك قول الله تعالى:” ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها”[الحديد: الآية 22]. بالإضافة إلى ذلك قوله تعالى:” ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب”[الحج: الآية 70]. وبقوله تعالى:” وكل شيء أحصيناه في إمام مبين”[يس: الآية 12]. وما نستشفه من قراءة وفهم هذه الآيات أن جميع أعمال العباد مكتوبة ومحفوظة في اللوح المحفوظ.
5- مرتبة الإرادة والمشيئة
ومعناها كل ما يحدث في هذا الكون هو بمشيئة من الله ولو ما شاء الله لما حدث. ولا شيء يخرج عن إرادة الله عز وجل، ومن الأدلة قوله عز وجل:” ولو شاء الله ما فعلوه”[الأنعام: الآية 137]. بالإضافة إلى ذلك قوله عز وجل:” ولو شاء ربك لجعل الناس أمة”[هود: الآية 118]. وإن الهداية من عند الله وبمشيئة الله كما قال الله تعالى:” لمن شاء منكم أن يستقيم-28- وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين”[التكوير: الآيات 28 – 29].
6- مرتبة الخلق
وتعني أن الله خلق كل شيء بما في ذلك العباد وأفعال العباد وأي شيء في هذا الكون هو خالقه حيث قال الله تعالى”إنا كل شيء خلقناه بقدر”[القمر: الآية 49]. بالإضافة إلى ذلك يوجد الكثير والكثير من الآيات التي تفيد صحة أن كل شيء خلقه الله عز وجل وأي إختيار أو أفعال يقوم بها الإنسان يكون بمشيئة الله ولا يوجد أي شيء أكبر من قدرته ومشيئته عز وجل. ودليل ذلك أنه عز وجل قال:” وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم”[الأنعام: الآية 101]. علاوة على ذلك قال تعالى:”الذي له ملك السمأوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا”[الفرقان: الآية 2]. كما قال الله سبحانه وتعالى:” الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل”[الزمر: الآية 62]. [3]
وفي الختام الكثير من الناس تخلط في فهم القدر ومعرفة إذا كان الإنسان يختار ما يحدث له أم هو مجبر على ذلك. حيث ذُكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في جنازة فأخذ عودا فجعل ينكت في الأرض. فقال:” ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار أو من الجنة، قالوا: ألا نتكل؟ قال: اعملوا فكل ميسر”. وفهم هذا الحديث يؤكد على أن كل إنسان لديه حرية الاختيار ولكنه ليس لديه الاختيار المطلق دون حساب.
حيث إنه مجبر على بعض الأشياء ويختار بعض الأشياء الأخرى وإن العقيدة الإسلامية تبرهن من خلال النصوص الواردة في الكتاب والسنة على أن الإنسان في هذه الحياة يمتلك قدرات وطاقات تؤهله للاختيار مثل اختيار الملابس الاكلات المفضله وما إلى ذلك من الرغبات اليومية في الحياة العادية، أما في الأمور الشرعية الدينية فإن الإنسان العاقل البالغ مكلف ومسؤول عن كل تصرفاته أمام الله وسيحاسب عليها بالثواب أو العقاب في الآخرة، وإن معرفة الله وإحاطته بكل شيء لا تنافي فكرة الاختيار وان الإنسان لديه حرية في اختياراته ولذلك سيحاسب عليها.
المراجع
- إسلام أون لاينمفهوم القدر في الإسلام - بتصرف
- ويكيبيدياالإيمان بالقضاء والقدر - بتصرف
- إسلام أون لاينمرتبة الخلق - بتصرف