ملخص كتاب البيان والتبيين
عناصر الموضوع
1- التعريف بالمؤلف
2- ملخص كتاب البيان والتبيين
3- الآراء النقدية بين الأدب واللغة في كتابي ” البيان والتبيين”
4- ماذا قال الجاحظ في كتاب البيان والتبيين؟
يعتبر كتاب “البيان والتبيين” من أبرز مؤلفات الأدب والبلاغة والنقد، ويُعد من الكنوز الأساسية في الأدب العربي. يتناول هذا الكتاب مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بالفنون البيانية والأدبية. يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء، تشمل مواضيع متعددة تتعلق بالفصاحة، والبيان، والخطابة، والشعر، والزهد، وأدب الحكمة.
1– التعريف بالمؤلف
مؤلف كتاب “البيان والتبيين” هو الجاحظ، المعروف باسم عمرو بن بحر أبو عثمان الكناني البصري. وُلِد في مدينة البصرة عام 159 هـ، ونشأ في عصر الدولة العباسية الذي شهد ازدهارًا كبيرًا في مجالات العلوم والثقافة والأدب. تلقى تعليمه على يد شيخه أبي عبيدة، الذي كان معروفًا بأعماله في النقائض والأصمعيات، كما درس النحو على يد الأخفش. أصبح الجاحظ رمزًا من رموز الفصاحة والبلاغة، ويُذكر أنه ألّف مئات الكتب خلال حياته التي انتهت عام 255 هـ، إلا أن معظم أعماله ضاعت، ولم يتبقَ منها سوى عدد قليل. [1]
2– ملخص كتاب البيان والتبيين
يتألف كتاب “البيان والتبيين” من ثلاثة أجزاء تتناول مواضيع متنوعة في مجالات الأدب والفصاحة والبلاغة. يبدأ الكتاب بمقدمة عامة يتناول فيها الجاحظ عدة مسائل، منها:
باب عيوب البيان
يتحدث الجاحظ في هذا الباب عن عيوب البيان، مشيرًا إلى أنها تتمثل في العثرات الكلامية مثل العجز، واللغط، والفأفأة، والتمتمة، والجلجلة، والحبسة، والحكلة، والنحنحة، والسعلة.
باب البيان
في هذا القسم، يفسر الجاحظ معنى البيان ويستعرض أدواته الخمس، كما يحدد ما يعتبره أفضل أنواع الكلام.
باب البلاغة
يتناول الجاحظ في هذا الباب مفهوم البلاغة كما يراه سهل بن هارون، بالإضافة إلى آراء الهنود والعرب حول البلاغة.
تراجم البلغاء
يستعرض الجاحظ في هذا الجزء سير بعض من أشهر البلغاء من المتكلمين، مثل إياس بن معاوية، وعبدالله بن حفص، ومحمد بن مسعر، والحسن بن سهل، وابن سماك، وجعفر بن يحيى، وثمامة بن أشرس، وشبيب بن شيبة. باب من خطابات قصيرة من خطابات السلف، ومواعظ من مواعظ النساك، وتأديب من تأديب العلماء المحدثين: أبرز فيه الجاحظ فضيلة التزام المقادير بين المكثورات من كثير المقولات.
باب تراجم الخطباء
وقد تناول به الحديث عن أبرز البلغاء من الخطباء، ومن بينهم: الفضل الرشاقي، وقس بن ساعدة، وزيد بن علي، وهند بنت الخس، وسعيد العاصي، وسهيل بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وأبو الأسود الدؤلي، وعبد الله بن عباس، وعون بن عبد الله بن مسعود، وغيرهم.
باب النساك والزهاد من أهل البيان
أشار الجاحظ إلى أسماء الصوفية والنساك الذين كانوا يتمتعون بموهبة البلاغة والفصاحة.
الجزء الثاني
تناول الجاحظ في هذا الجزء عدة مسائل، من أبرزها:
- أنواع الخطب.
- طبقات الشعراء.
- خطبة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
- خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه للخليفة الذي سيأتي بعده.
- خطبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- خطبة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- خطبة قتيبة بن مسلم الباهلي. خطبة الأحنف بن قيس.[1]
الجزء الثالث
تحدث الجاحظ في هذا الجزء من الكتاب حول مواضيع عدة، من ضمنها الآتي:
- تحدث هنا عن سنن الخطابة العربية عن مطاعن الشعبوية وذكر أثرها على العربية.
- تحدث عن السمات والأزياء كالمخصرة والقلائد والثياب والقناع والعمامة والنعال.
- تحدث عن الزهد وذكر العديد من الأشعار والنوادر والأحاديث في الزهد.
- الأدب الحكمي.
- الشعر السياسي.
- بلاغة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أقوال وأشعار في الدعاء والمناجاة.
3– الآراء النقدية بين الأدب واللغة في كتابي ” البيان والتبيين”
لا يمكن أن نطلق على على كتاب “البيان والتبيين” هذا الاسم إلا لأنه يحتوي على العديد من المسائل الأدبية التي قام الجاحظ بتوضيحها وبيانها. ومن هذا المنطلق، انصاع العديد من القراء لتبني أفكاره، حيث أضفى الجاحظ رؤاه الفكرية والنقدية على ما جاء في الكتاب، مما يمكن للقارئ أن يكتشفه بين الحين والآخر.
ومن الأمثلة التي لفتت انتباهي أثناء استكشاف مضامين الكتاب، قوله: “وقال أبو النّجم فيما هو أبعد من هذا”، حيث وصف العير والمعيوراء، وهو الوضع الذي يتواجد فيه الأعيار، مثل قوله: “وظلّ يُوقي الأَكَمَ ابنُ خالِها”. وهذا يدل على اتساعهم في الحديث، وتداخل بعض الأفكار مع بعضها الآخر، واشتقاق بعضها من بعض.
إن تعقيب الجاحظ على قول أبي النّجم وما أراده كفكرة يوضح لنا إمكانية التوسع الفكري الذي قد ينتج عن تفاعل الأفكار، بل قد يؤدي الفكر الإبداعي في الأدب إلى طرح نقدي يتميز بالجدّة والإبداع.
وقد أثبت البحث في هذا المجال أنه كلما ظهرت أعمال متقنة وتم تصميمها بشكل محكم وصيغت بدقة، نتجت عنها أحكام نقدية أكثر موضوعية. وبالتالي، يصبح الأمر أكثر وضوحًا.
إنّ القارئ لما كتبه الجاحظ في قوله: “المعلمون عندي على نوعين: منهم من ارتفع عن تعليم أبناء العامة إلى تعليم أبناء الخاصة، ومنهم من ارتفع عن تعليم أبناء الخاصة إلى تعليم أبناء الملوك المرشحين للخلافة”.
يتساءل كيف يمكن الادعاء بأن أمثال علي بن حمزة الكسائي ومحمد بن المستنير المعروف بقطرب يعبرهم الكثير حمقى، في حين أن هذا القول لا يجوز بحقهم ولا بحق الطبقة التي تليهم. هذا يعكس دفاعه عن دور المعلم وإيمانه بأهميته في حياة الناس.
يمكن اعتبار موقف الجاحظ هذا تقييمًا لما كان سائدًا في أذهان الناس حول المعلم. فالنقد في مثل هذه السياقات لا يعد مجرد فن من الفنون الفكرية، بل يصبح هو العمل الفكري بحد ذاته. وعندما يرتقي الفعل النقدي إلى هذه المستويات، فإنه يساهم في تصحيح العديد من الانحرافات الفكرية على المستوى العام، مما يؤدي إلى تحسين نظرة الناس.
ما لفت انتباه الجاحظ في كتابه “البيان والتبيين” هو تأثير حسن اختيار اللغة، وكيفية ربط صيغها وأساليبها بمقام الحديث. فكلما كانت اللغة المستخدمة مرتبطة بواقع وظيفي، زادت قدرتها على تعزيز المعنى.
ومن الأمثلة التي ذكرها قوله: “ومن الأسجاع الحسنة قول الأعرابية حينما خاصمت ابنها إلى عامل الماء فقالت: ‘أما كان بطني لك وعاء؟ أما كان حجري لك فناء؟ أما كان ثدي لك سقاء؟’ فرد ابنها قائلاً: ‘لقد أصبحتِ خطيبة – رضي الله عنك –’، حيث استطاعت الأعرابية أن تعبر عن حاجتها بكلمات مختارة بعناية، كما يفعل الخطيب في خطبته.
ومن هنا، يظهر تعقيب الجاحظ كاعتراف بأهمية انتقاء الوحدات اللغوية في توضيح الأفكار إن اعتماد الجاحظ على مثل هذه النصوص يعكس إيمانه بأن المنهج التاريخي يعد من أكثر المناهج فاعلية في مجال البحث الأدبي، إذ إنه الأنسب لتتبع الظواهر الكبرى في الأدب، ومن خلال استخدامه يمكن أن تتجلى العديد من الرؤى.
لقد تناول الجاحظ في نقده للأفكار مسألة ربط سموّها ورفعتها بإيجازها ودقة اختيار ألفاظها. كما يتضح من قوله: “قيمةُ كلّ امرئٍ ما يُحسِنُ” لعليّ – رحمه الله – فإن هذه العبارة وحدها تكفي لتكون شافية ومُغنية. فالكلام الجيد هو ما يكون فيه القليل كافياً عن الكثير، ومعناه واضح في ظاهره.
مثل هذا التعقيب يمكن أن يفيد القارئ ويتوجه نحو تحسين تعامله مع اللغة، مما يساعد على إيضاح الأفكار والمعاني بشكل أفضل. فدراسة الآداب العليا وهو فرعاً من فروع المعرفة، وهدفها البحث المجرد عن الحقيقة، ومن خلال هذا المنظور تتضح العديد من الحقائق. [2]
4– ماذا قال الجاحظ في كتاب البيان والتبيين؟
“البيان والتبيين” هو أحد أبرز مؤلفات الجاحظ، ويأتي بعد كتاب “الحيوان” من حيث الحجم، حيث يتفوق عليه في الكمية. بينما يتناول كتاب “الحيوان” موضوعات علمية، يركز “البيان والتبيين” على القضايا الأدبية. ومع ذلك، يتبنى الجاحظ في كلا الكتابين، كما هو الحال في جميع أعماله، نهجاً فلسفياً.
فهو لا يقتصر في “الحيوان” على سرد أخبار الحيوانات وخصائصها، بل يتناول أيضاً مواضيع فلسفية مثل الكمون والتولد، والجواهر والأعراض، والجزء الذي لا يتجزأ، والمجوسية والدهرية. أما في “البيان والتبيين”، فلا يكتفي بعرض مختارات أدبية من خطب ورسائل وأشعار، بل يسعى أيضاً لوضع أسس علم البيان وفلسفة اللغة. [3]
وفي الختام يوضح الجاحظ من خلال بيانه دلالة المعنى، ويستخدم التبيين لتقديم الإيضاح. وقد عرف الكتاب بأفضل تعريف في بداية الجزء الثالث، حيث قال: “هذا، أبقاك الله، هو الجزء الثالث من الحديث حول البيان والتبيين، وما يتصل بذلك من نفائس الأحاديث، وما يشابهها من روائع الخطب، والفقرات المستحسنة، والنتف المستخرجة، والمقطعات المختارة، وبعض ما يمكن أن يندرج في ذلك من أشعار المذاكرة والردود المختارة.”
المراجع
- كتاب البيان والتبيين_ دار النشر نداء الإيمان. ملخص كتاب البيان والتبيين. -بتصرّف.
- كتاب البيان والتبيين_ دار النشر المكتبة الشاملة. الآراء النقدية بين الأدب واللغة في كتابي ” البيان والتبيين”. -بتصرّف.
- سلسلة الموسوعة التراثية للشباب : البيان والتبيين : للجاحظ: 5 - صفحة 2 ماذا قال الجاحظ في كتاب البيان والتبيين؟ -بتصرف