من هو أبو فراس الحمداني؟ شاعر الفروسية والأسر

الكاتب : مريم مصباح
24 مارس 2025
عدد المشاهدات : 23
منذ يومين
من هو أبو فراس الحمداني؟ شاعر الفروسية والأسر
عناصر الموضوع
1- النشأة والأصل العريق
2- علاقته بسيف الدولة الحمداني
3- فترة الأسر وتأثيره علي شعره
4- أهم قصائده وموضوعاتها
5- أسلوبه الشعري وخصائصه
6- مكانته في التراث العربي

عناصر الموضوع

1- النشأة والأصل العريق

2- علاقته بسيف الدولة الحمداني

3- فترة الأسر وتأثيرها علي شعره

4- أهم قصائده وموضوعاتها

5- أسلوبه الشعري وخصائصه

6- مكانته في التراث العربي

انه أبو فراس الحارث ابن سعيد ابن حمدان الحمداني الربعي، هو شاعر وقائد عربي عظيم، وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني. وفيما يلي سنتعرف اكثر عن شاعرنا، وما اثر كل ما مر به في حياته علي اشعاره، وماهي مكانته وسط الشعراء العرب، ومكانته وسط التراث العربي الشعري.

1- النشأة والأصل العريق

ولد أبو فراس الحمداني في العراق بداخل مدينة الموصل، ولد في عام 320 هجريا، كان أباه من قبيلة معروفة في العراق تسمي تغلب، وقال المؤرخين إن امه رومية الأصل، عاش أبو فراس الحمداني يتيما، حيث تم قتل ابيه بيد ابن اخيه ناصر الدولة، وعاش أبو فراس مع امه حيث أنها تركت حياتها للعناية والاهتمام به ورعايته، وانتقل بعد ذلك أبو فراس مع امه لمدينة بالقرب من حلب، وهناك كلفه ابن عمه سيف الدولة ليكون امير لحلب، كمان كان قريب من سيف الدولة. كما أحاطه سيف الدولة أيضا بالحب والاهتمام الشديد، فكان سيف الدولة بمنزلة أب لابو فراس، وقد نشأ علي يد سيف الدولة علي الفروسية والشجاعة و الشعر.[1]

2- علاقته بسيف الدولة الحمداني

إن أبا فراس ابن عم سيف الدولة الحمداني، وجعله سيف أميرًا على حلب وبعد ذلك زوجه من أخته. وقد استفاد أبو فراس من قرابته لابن عمه سيف الدولة. حيث اهتم سيف الدولة بتعليم أبي فراس اهتمامًا كبيرًا فضلًا عن الفروسية، كما كان أبو فراس يستفيد من مجالس الأدباء والعلماء الذين كانوا يتجمعون في بلاط سيف الدولة. ومن أهم هؤلاء الأدباء هو ابن خالويه، الذي أصبح فيما بعد راوياً لقصائد أبي فراس وشرح دواوينه.

تدرج في كثير من المناصب السياسية والعسكرية والأدبية، وكان كل هذا في سن صغير ومبكر من حياته، حيث إنه قد حكم مدينة منبج وهو في سن السابعة عشرة. كما إنه كان ملازمًا لسيف الدولة الحمداني في جميع معاركه، وكان إلى جانبه أثناء حروبه المتتالية مع الروم. وأثناء رحلة اصطفاد لأبي فراس، حُوصر من الجيش الرومي واتُخذ أسيرًا لديهم. وفي ذلك الوقت ناشدت والدة أبو فراس سيف الدولة لإيجاد حل سريع لإنقاذ ابنها من الأسر، ولكن سيف الدولة تباطأ في ذلك. وبسبب تمهل سيف الدولة كان أبو فراس شديد الحزن من ذلك، ونال بعد ذلك حريته عام 355 هجريًا، وذلك بعد إبرام صفقة تبادل الأسرى بين الدولة الحمدانية والجيش الرومي.

قُتل فيما بعد أبو فراس بعد مقتل سيف الدولة، لأن أبناء سيف الدولة ظنوا أنه يريد الاستيلاء على العرش بعد سيف الدولة.[2]

3- فترة الأسر وتأثيره علي شعره

قد اطلع على شعر أبي فراس الحمداني في ذلك الوقت باسم “الروميات”. وهي تعتبر من لباب وصفوة إنتاجه. وهي قصائد قد كتبها أثناء مدة الأسر على يد الجيش الرومي، وكان فيها يوضح مرارة القيود، وكم هو مشتاق إلى أحبابه وأصدقائه. كما كان يتحمل في السجن جميع ألوان العذاب الجسدي والنفسي. فقد ظل أسيرًا في يد الروم لمدة أربع سنوات، ولكن أبو فراس في بداية أسره لم يكن يتخيل أن يطول سجنه. وذلك بسبب قرابته من سيف الدولة الحمداني وعلاقتهما القريبة جدًا. لأنه كما ذكرنا أن سيف الدولة قام بتربية أبو فراس بدلًا من والده. إذًا فالمفترض أن أبو فراس يعتبر مثل أبناء سيف الدولة. ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن. حيث ظل محبوسًا ويعاني من الأضرار الجسدية والنفسية في سجون الروم، وكان أمل الخروج من السجن أملًا قريبًا وبعيدًا، وكان حلمًا يراوده يوميًا. كما كانت نفسيته غير مستقرة أغلب الوقت وظهر ذلك في قصائده.

كان الحمداني شاعرًا عظيمًا للغاية، فقد طوع الشعر في هذه الفترة لأغراض كثيرة، كالشكوى والحنين والعتاب والمدح والهجاء والأمل وأحيانًا اليأس.[3]

4- أهم قصائده وموضوعاتها

تعتبر من أهم القصائد عند أبي فراس الحمداني هي قصيدة “أراك عصي الدمع”، وهي من أكثر القصائد التي تمثل الفخر في الشعر، حيث كانت قصيدة مليئة بالعاطفة، وبها تركيز كبير وعميق على الفخر والكبرياء والشموخ. ففي البداية نرى أن أبو فراس يستخدم اللغة القوية والمؤثرة في إظهار الفخر، كما استخدم الكلمات التي تدل على القوة والعزة. فنرى أنه عندها يتحدث عن دموعه فيصفها بأنها عصية، مما يدل على قوة تحمله وصبره، وهذه اللغة تؤكد على قدرته في التحكم في مشاعره وعزة نفسه. وهذا من سمات الفخر الأساسية.

كما أنه تحدث أيضًا عن المحن التي واجهها وما مر به من أزمات بطريقة توحي بمدى شجاعته، وأنه قادر على التغلب على كل هذه المحن دون اللجوء إلى أحد ليساعده. وهذا يعزز شعور الفخر الذي يريد أن يوصله أبو فراس إلى القارئ. كما أنه أيضًا يستعرض ماضيه وانتصاراته في هذه القصيدة مما يعزز فكرة التفاخر بالذات. ولم يكن يستحضر فقط إنجازاته بمفرده بل كان يستحضر الفخر إلى قبيلته العريقة، وهذا الفخر الجماعي يعزز الإحساس بالانتماء.

نرى أيضًا في قصيدة “أراك عصي الدمع” أنه لم يركز فقط على الجوانب الشخصية. بل أيضًا ركز على المبادئ التي يؤمن بها الشاعر، وتمسكه بمبادئه وقيمه. وهذا يظهر قوة الإيمان وقوة الشخصية.

كانت كثير من قصائد أبي فراس لها معاني وموضوعات مختلفة، منها ما تحدث عن الحب ومنها العتاب والصبر والبطولة وغير ذلك. فلكل قصيدة موضوع يتحدث عنه ويوضح جزءًا من شخصيته.[4]

من هو أبو فراس الحمداني؟ شاعر الفروسية والأسر

5- أسلوبه الشعري وخصائصه

كان لأبي فراس سمات في شعره لا تختفي على القراء، ومنها:

  • غزارة اللغة وبراعته في صياغة الأبيات الشعرية: كان يمتلك قدرة فائقة على استخدام اللغة بشكل غني وواسع. مما أضاف لشعره عمقًا وجمالًا.
  • تنسيق شعره وتهذيبه: كان شعره منسقًا وأنيقًا، بعيدًا عن التعقيد أو الغموض، مقارنةً ببعض شعراء عصره الذين كانوا يميلون إلى التعقيد في صياغاتهم.
  • قلة السقطات الشعرية: نادرًا ما كانت توجد سقطات أو أخطاء في شعره، حيث كان يُظهر دقة واهتمامًا كبيرًا في اختيار كلماته وصياغة أبياته.
  • الإبداع في ذكر المعاني وبراعة استخدام الألفاظ: كان لديه قدرة استثنائية على التعبير عن المعاني بأسلوب فني بديع، واستخدام الألفاظ بطريقة تعكس مهارته في بناء الصور الشعرية.
  • استخدام العقل في الشعر: كان يعمد إلى توظيف العقل في شعره، مما أضاف له طابعًا فكريًا وعقليًا بعيدًا عن السطحية أو الانفعالات العاطفية المبالغ فيها.
  • العاطفة الزائدة والطبع الهادئ: في قصائده، وخاصة في “الروميات”. نجد توازنًا بين العاطفة الزائدة التي تعكس ألمه وحزنه في الأسر، وبين طبع هادئ يعكس القوة الداخلية في تحمله لآلامه.
  • القدرة على الابتكار في كل أنواع الشعر: كان يبدع في مختلف أنواع الشعر، سواء كان في المدح أو الفخر أو الرثاء أو العتاب. مما جعل شعره متنوعًا وجميلًا في مختلف الأغراض.
  • توظيف معرفته بالتاريخ والقصص في أشعاره: كان يربط بين شعره وبين أحداث تاريخية وقصص قديمة. مما أضفى على شعره طابعًا ثقافيًا ومعرفيًا يعكس عمق شخصيته وإلمامه بتقاليد عصره وتاريخه.[5]

6- مكانته في التراث العربي

إن أبو فراس يعتبر من أهم الشعراء في التراث العربي وله أهمية عظيمة في جوانب كثيرة منها:

الأدب العربي (حيث يعتبر من أهم شعراء العصر العباسي، ورائد للشعر الجاهلي، كتب شعرًا في أساليب ومواضيع مختلفة. كما نقل الكثير من القصص الملحمية عبر قصائده). الثقافة العربية (لأنه كان يحكي عن ثقافة العرب في عصره وتاريخهم وحضارتهم، واعتبرت قصائده مرجعًا تاريخيًا مهمًا). الوطنية العربية (لأنه من أكثر الشعراء الذين عبروا عن وطنيتهم وحماسهم الوطني، كما إن قصائده تحمل رسائل عدة تظهر ولاءه للعرب وللأمة العربية).[6]

في الختام، يعتبر أبو فراس الحمداني من أبرز شعراء العرب في العصر الأموي. وقد ترك بصمة كبيرة في الأدب العربي من خلال شعره الذي امتاز بالفروسية والحماسة. عُرف بلغة رصينة وأسلوب بديع يعكس فخره واعتزازه بشجاعته ونسبه. كما عُرف بشعره الذي يروي معاناته في الأسر ويعبر عن آلامه وآماله، ويعكس إيمانه بالحرية والكرامة. لقد كان أبو فراس الحمداني نموذجًا للفارس الشجاع الذي يجمع بين الشجاعة والبلاغة. ويظل شعره مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة