من هو شاعر المعلقات السبع؟ تعرف على أبرز شعراء الجاهلية
24 مارس 2025
عدد المشاهدات : 29
منذ يومين

عناصر الموضوع
1- مفهوم المعلقات واسباب تسميتها
2- أشهر شعراء المعلقات السبع
3- نبذة مختصرة عن كل شاعر
4- أبرز الأغراض الشعرية في المعلقات
5- الجوانب الفنية واللغوية
6- تأثيرها في الأدب العربي اللاحق
إن المعلقات تعتبر قصائد جاهلية، كان عددها إما عشرة أو سبعة، وهي إرث مهم جدًا قد وصلنا من شعراء العصر الجاهلي، كما إنها تعتبر من الآثار الأدبية العظيمة. فهذه القصائد قد ظهر فيها سمات وأسلوب ذلك العصر، مثل الوقوف على الأطلال، ومزج جمال المحبوبة بجمال الطبيعة، وفيما يلي سنتعرف أكثر عن المعلقات وكل ما يخص شعرائها وجوانبها الفنية.
1- مفهوم المعلقات وأسباب تسميتها
إن المعلقات هي قصائد شعرية من العصر الجاهلي استحسنها الناس وتناقلوها فيما بينهم، وكانت هذه القصائد تقدر بسبب تميزها الأدبي. ألفت على يد شعراء مختلفين منهم امرؤ القيس وعنترة ابن شداد وغيرهم. وهي تعتبر من أهم القصائد وأروعها لعصر ما قبل الإسلام. كل قصيدة لها أسلوب وموضوع مميز، وكل قصيدة تميزت ببراعة لغوية مختلفة، وكانت تكتب في كثير من المواضيع مثل الحب والبسالة والشجاعة والطبيعة وغيرها. ما زالت المعلقات موضوع دراسة حتى الآن، كما إنها توفر مشهدًا لغويًا لشبه الجزيرة العربية قبل دخول الإسلام.
وعن سبب تسميتها فقد تعددت الآراء والأسباب. منهم من قال لجمالها وروعتها، ومنهم من قال لسهولة حفظها وتعلقها بالأذهان، ومنهم من قال بسبب كتابتها بماء الذهب وتعليقها على الكعبة المشرفة. كما قيل أيضًا إنها سميت بالمعلقات لأن الشعراء كانوا يكتبونها على قطع من الجلد ويعلقونها على الخيام.[1]
2- أشهر شعراء المعلقات السبع

3- نبذة مختصرة عن كل شاعر
هو أحد شعراء الجاهلية، ولقب بأمير الشعراء، والملك الضليل. وقد اشتهر بالغزل، وكانت معلقته مليئة باللوحات الشعرية حيث إنها تبدأ بالبكاء على الأطلال، ثم الغزل بعد ذلك، وبعد ذلك يتحدث عن الصيد.
طرفة بن العبد
يأتي في المرتبة الثانية بعد امرؤ القيس في شعر المعلقات. عُرف منذ صغره بالذكاء، وكان والده قد مات وهو صغير. ويُذكر أن طرفة قد قُتل بسبب هجائه لعمرو بن هند وقابوس أخيه، وتوفي وهو في سن السادسة والعشرين فقط. كانت معلقته تجمع بين الحكمة والندم، وكانت من أبرز أعماله في شعر الجاهلية.
زهير بن أبي سلمى
هو حكيم شعراء الجاهلية، وقد وُلد هذا الشاعر في المدينة المنورة. وقد قيل عنه إنه كان ينظم القصيدة في خلال شهر، ويهذبها خلال سنة ونصف. أُطلقت على قصائده “الحوليات” بسبب تحليله الحكيم للأحداث والمواقف الاجتماعية والسياسية. كانت قصائده مشهورة بالحكمة والعقل، وتُعدُّ من أفضل ما كُتب في الشعر الجاهلي.
لبيد بن ربيعة
قُتل والده في الحرب وهو صغير، وكانت والدته عبسية. كان من الشعراء المجيدين، وكان فارسًا شجاعًا، كما كان من المعمرين أيضًا. وكان يتمتع بحكمة وفصاحة عالية، ويعدُّ من الشعراء الذين برعوا في الشعر السياسي والاجتماعي، وترك أثراً كبيرًا في الأدب العربي الجاهلي.
عمرو بن كلثوم
هو واحد من أبناء تغلب، وكان شاعرًا من شعراء الطبقة الأولى. تميز بعزة نفسه وشجاعته التي لا مثيل لها. وقد ساد قبيلته وهو صغير في السن، وعاش طويلًا. قيل إنه قتل الملك عمرو بن هند، وهو معروف ببلاغة شعره وقدرته على وصف المعارك والانتصارات بأسلوب متميز. كانت معلقته تتناول قضايا الشجاعة والفخر والاعتزاز.
عنترة بن شداد
هو أشهر فرسان العرب في ذلك الوقت، وأحد شعراء الطبقة الأولى. ويقال إن أمه حبشية وقد ورث عنها سمارها. كان عزيز النفس، وصف شعره بالعزوبة والرقة، وكان شديد الحب بابنة عمه عبلة، وهي أكثر شخص ذكره في أشعاره. يعتبر عنترة رمزًا للبطولة والشجاعة، وبرز في العديد من القصائد التي أظهرت فروسية وأدب الفرسان.
الحارث بن حلزة اليشكري
هو من أهالي بادية العراق، وقد ذكر في معلقته الكثير من الوقائع وأخبار العرب. كان من الشعراء البارعين في الوصف والبلاغة، وامتاز بأسلوبه الرصين، وكان يقال إن معلقته تمثل معبرة عن روح العصر الجاهلي.[3]
4- أبرز الأغراض الشعرية في المعلقات
كانت المعلقات مثل شعر العصر الجاهلي، تحتوي على مواضيع متعددة، مثل البكاء على الأطلال، وتذكر الأحباب والراحلين، كما يتصور الشاعر الليل والوحوش والخمر، كما يتفاخر بقبيلته وقومه، كما يقوم بإضافة بعض الحكم. وكانت هذه القصائد تعكس حياة العرب في الصحراء، حيث كانت تمثل ملحمة شعرية تجسد شجاعة المحاربين، وفروسية الفرسان، وكذلك طبيعة الصراع مع الطبيعة. كان الشاعر أيضًا يتغنى بالمفاخر والمآثر، ويدعو إلى الوحدة والبطولة. من خلال هذه المواضيع المتنوعة، تبقى المعلقات شاهدة على الأدب العربي في فترة الجاهلية، وتظل مصدر إلهام للأجيال في فهم التاريخ والثقافة العربية.[4]
5- الجوانب الفنية واللغوية
الخصائص اللغوية
الألفاظ
تميزت المعلقات بألفاظ قوية، يصعب علي من لم يكن يقرا في الأدب الجاهلي فهمها، وكانت مستمدة من الطبيعة الصحراوية التي تميزت بالقسوة، ولكنها كانت قريبة لسامعيها في ذلك الوقت.
التركيبات اللغوية الصحيحة
حيث كان الشاعر الجاهلي يكتب الشعر علي القواعد السليمة بالفطرة، دون فهمها أو دراستها، وكان لسانهم يتلفظ صحيحًا.
البلاغة الأدبية
كانت المعلقات تتمتع بالبلاغة القوية، حيث استخدم فيها الكثير من الإيجاز و الموازنة وغيرها من قواعد البلاغة الأدبية، وهي كانت فعلًا متأصلة في لغتهم الام.
العناية و الإصدار
هذه الخاصية امتاز بها بعض الشعراء وليس جميعهم، فمنهم من يصدر القصيدة بعد عام كامل، ومنهم من يطرحون شعرهم كما يخرج من ألسنتهم في نفس اللحظة، بكل بساطة و عفوية.
الخصائص الفنية
الخيال
فقد اعتمد الشاعر الجاهلي علي خيالة، وبالذات في شعر المعلقات، وقد تميز بعضهم عن الأخر في هذا الجزء، حسب ثقافة كل شاعر واختلاطه مع أطياف مختلفة من البشر.
الاستطالة
حيث تميز شكل المعلقات بطولها، وذلك بسبب كثرة وصفهم، والتلفظ بما يأتي في أذهانهم.
عدم التكلف
حيث قال الشعراء ما كان يجول في أذهانهم دون التكلف في الكلام بكل عفوية وبساطة.[5]
6-تأثيرها في الأدب العربي اللاحق
إن المعلقات تُعدُّ من أبرز الأعمال الأدبية التي تركت بصمة عظيمة في تاريخ الأدب العربي، حيث كان لها دور كبير في تشكيل الهوية العربية الثقافية. إن هذه القصائد الطويلة القادمة من العصر الجاهلي لم تكن تعبر عن تجارب شخصية أو فردية، بل كانت تجسد روح المجتمع العربي وتقاليده وثقافته. ومن خلال هذه المعلقات، تمكن الشعراء من تجسيد الحياة البدوية بشكل مميز يعكس روحهم، فقد وصفوا ما بها من صراعات وتحديات، كما وصفوا أيضًا جمال طبيعتها التي كانت تحيط بهم من جميع الجهات.
هذا الوصف ساعد في رسم صورة متكاملة عن الحياة في العصر الجاهلي. كما أن المعلقات لم تكن مجرد قصائد معلقة بل كانت وسيلة للتوثيق وكتابة التاريخ. حيث أننا عن طريق هذه القصائد تمكنا من معرفة الحروب والمعارك التي خاضتها القبائل، كما أوضحت العلاقات السياسية والاجتماعية بين هذه القبائل. وهنا أصبحت المعلقات مهمة عند المؤرخين، لأنها أصبحت مرجعًا مهمًا لهم لمعرفة القيم الأخلاقية والمثل العليا في المجتمع العربي قديمًا، مثل الكرم والشجاعة، وهذا جعلها مرجعًا أخلاقيًا للأجيال اللاحقة.[6]
وفي الختام، يمكننا القول إن المعلقات لعبت دورًا هامًا في تشكيل الهوية العربية. وبفضل هذه القصائد تمكن العرب من نقل ثقافتهم وتراثهم للأجيال اللاحقة لهم، كما ساهمت المعلقات في بناء هوية عربية قوية، ونقلت أيضًا الجوانب الثقافية والاجتماعية للأجيال المقبلة.
مشاركة المقال
وسوم