ماهي مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم

تزخر السيرة النبوية بالكثير من القصص التي تبرز عمق المحبة والوفاء بين الصحابة والرسول ﷺ، ومن أبرزها مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم. فقد كان أبو أيوب مثالًا في الإيثار والحرص على راحة النبي، حيث استضافه في بيته عند قدومه إلى المدينة، وفضّله على نفسه وأهله في كل ما يملكه. إن مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم تجسد الإخلاص والتضحية، وتظهر عمق الإيمان الذي كان يحمله في قلبه.

ماذا قال الرسول عن أبو أيوب الأنصاري؟

من أوائل ما يروى عن مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم أن النبي ﷺ اختار بيته ليكون مقرًا له في المدينة عند الهجرة، وقال فيه: “المرء مع من أحب“. وهي عبارة اختص بها محبة الصحابة الخالصة، وأبو أيوب كان أول من طبّقها فعليًا. عندما دخل النبي المدينة، تزاحم الأنصار كلٌّ يريد أن ينزل عنده. لكنّ ناقة النبي توقفت عند دار أبي أيوب، فقال النبي: “ها هنا المنزل إن شاء الله”، ففرح بذلك فرحًا شديدًا.

وتوالت الأحاديث في مدحه، فقد روى البخاري أن النبي قال: “ما نزلت عليّ ضيافةٌ أحب إليّ من ضيافة أبي أيوب“. وكان الرسول يثق فيه إلى درجة أنه أخبره بأسرار كثيرة تتعلّق بدعوته. وكان النبي يأنس به، لما رأى من صدق نواياه وصفاء قلبه، وكان كلما خرج للغزو، أوصى به أهل بيته خيرًا.

وفي هذا السياق، ذكر أيضًا أن زوجة أبو أيوب الأنصاري كانت تخدم النبي وتشاركه وزوجها في كل أمر. وكان بيت أبي أيوب من أوائل البيوت التي عمّرت بالإيمان. حيث أصبح مأوى للرسول الكريم في المدينة، وجعل من أبي أيوب وأسرته حراسًا حقيقيين للوحي والنور.[1]

 تعرف ايضًا على: من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه

ما هي تضحيات أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم؟

كانت مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم مملوءة بالتضحيات التي جسّدت حبه الصادق. ففي بيته استقرّ الرسول أول ما قدم المدينة، وكان هو وزوجته يسكنان الطابق العلوي. بينما نزل النبي في الطابق السفلي. ولكن أبا أيوب ما لبث أن شعر بالحرج أن يكون فوق رسول الله. فطلب منه الانتقال إلى الأعلى، وقال: “يا رسول الله، والله لا أعلو سقيفة أنت تحتها”، فوافق النبي.

في إحدى الليالي، انكسر إناء فيه ماء في الطابق العلوي، فسارع أبو أيوب إلى تجفيفه بغطائه حتى لا يتسرّب إلى النبي ﷺ أسفل. هذه المواقف البسيطة تعكس مدى شعوره بالمسؤولية والتقدير لرسول الله.

وحين دعا النبي للجهاد، كان أبو أيوب في مقدمة الصفوف، متحمسًا للذود عن الإسلام. وشارك في غزوة بدر وأُحد والخندق. ويذكر أن متى ولد أبو أيوب الأنصاري. كان قبل البعثة بنحو أربعين عامًا، أي أنه كان كبيرًا في السن وقت المعارك، لكنه لم يتخلَّ قط عن دوره، بل زادته السن شجاعة وثباتًا.

كما ضحّى بماله وجهده لنصرة الدعوة. حتى أن النبي قال: “من أراد أن يرى حبًّا في الله، فلينظر إلى أبي أيوب”.

 تعرف ايضًا على: صفات معاذ بن جبل الخلقية

ما موقف الأنصار من ضيافة أبي أيوب الأنصاري للرسول؟

كان اختيار النبي ﷺ النزول في بيت أبي أيوب شرفًا كبيرًا. تمنّاه كل الأنصار. لكنهم احترموا قرار الناقة، وقبلوا أن يكون أبو أيوب ممثلًا عنهم في خدمة النبي.

ومنذ ذلك اليوم، ارتبط اسمه في الوجدان النبوي. حتى إن قبر أبو أيوب الأنصاري اليوم يعد من أشهر المزارات الإسلامية، تقديرًا لهذا الدور الذي بدأ بضيافة وانتهى بشهادة.

وقد كانت هذه الاستضافة بداية عظيمة ضمن مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم. حيث ظهرت فيها محبته، وتأييده للنبي في لحظة مفصلية من تاريخ الإسلام.

 تعرف ايضًا على: تطبيقات السياسة الشرعية في عهد الخلفاء الراشدين

 ما هي مظاهر محبة أبي أيوب الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم؟

كان حب أبي أيوب للنبي ﷺ عمليًا لا قولًا فقط. ترك الطابق العلوي من منزله للنبي بدافع الاحترام. وكان يراقب طعامه ليتأكد من تناوله قبل أن يأكل.

وتذكر بعض المصادر أن أبو أيوب الأنصاري عند الشيعة يعد من أوفى الصحابة لرسول الله. حيث وقف مع أهل البيت وظل ثابتًا على ولائه بعد وفاة النبي، مما يدل على عمق التزامه.

كل ذلك يعكس جانبًا مهمًا من مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم. والتي اتسمت بالإخلاص الصادق والاتباع الكامل، في السلم والجهاد وبعد وفاة النبي.

 تعرف ايضًا على: من هو حسان بن ثابت

هل كان أبو أيوب الأنصاري حارس قبر النبي؟

تطلق بعض الروايات لقب حارس قبر أبو أيوب الأنصاري عليه. لا لأنه حرس قبر النبي ﷺ فعليًا، بل لكونه حارسًا روحيًا لرسالة الإسلام. حين شارك في فتح القسطنطينية رغم كبر سنه، أوصى بدفنه قرب أسوار المدينة، لعل الله يبعثه شاهدًا على النصر.

وقد فسر هذا الموقف بأنّه من تجليات ولائه العميق، فقد ظل يحمل حب النبي في قلبه حتى آخر لحظة. وأراد أن يدفن حيث بشّر الرسول بفتح المدينة. وفعلاً، بعد موته. صار قبره معلمًا روحيًا، وزاره السلاطين والقادة.

كل هذا يعدّ من مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم، فهي مواقف لا تقتصر على حياته فقط، بل امتدت لما بعد مماته، وشهدت على وفاءٍ لا ينتهي.

 تعرف ايضًا على: أول من اخترع البوصلة من العرب

 ما القصة الكاملة لحياة أبي أيوب الأنصاري؟

تبدأ قصة أبو أيوب الأنصاري كاملة بإسلامه المبكر في المدينة، قبل الهجرة النبوية. واستضافته للرسول الكريم ﷺ في بيته، مما جعله في قلب الأحداث منذ البداية. كان من الأنصار الأوفياء الذين ثبتوا على العهد، وشارك في أغلب الغزوات، كما تميز بالزهد والورع.

وبعد وفاة النبي، سعى للإصلاح بين الصحابة في الفتن. وابتعد عن النزاعات، ثم شارك في فتح القسطنطينية رغم تقدمه في السن. أوصى بدفنه عند أسوارها، تعبيرًا عن وفائه لرسالة الإسلام.

تجسد مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم في مسيرته من أول لحظة حتى وفاته؛ فقد كان نصيرًا، خادمًا، ومجاهدًا يحمل همّ الدعوة، وظلت علاقته بالرسول محركًا لكل خطواته في الحياة.

 تعرف ايضًا على: جهاد طلحة بن عبيدالله

كيف تم دفن أبي أيوب الأنصاري وأين؟

يعدّ قصة دفن أبو أيوب الأنصاري من أعجب ما يروى. فقد أخذ جثمانه ليلًا، ودفن في سرية تامة، حتى لا ينبش الروم قبره. وبعد قرون، حين فتح العثمانيون المدينة. قيل إن أحد شيوخهم رأى قبره في المنام، فتم تحديد مكانه بدقة، وبني عليه مسجد “أيوب سلطان”، الذي لا يزال قائمًا حتى الآن.

وهكذا صار قبره معلمًا روحيًا، وقصته مثالًا يدرَّس في حب الجهاد والثبات على المبادئ. وقد أثارت مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم إعجاب المسلمين على مر العصور، حتى أن وصيته بالدفن قرب أسوار المدينة لم تكن مجرد رغبة شخصية. بل كانت امتدادًا لولائه للرسول، إذ أراد أن يدفن حيث حلم النبي ﷺ بفتح القسطنطينية. وبذلك، فإن آخر موقف له في حياته. وهو موضع دفنه، يعكس استمرار تلك المواقف المشرقة التي اتسمت بالوفاء والبصيرة النبوية.

ما تفاصيل وفاة أبي أيوب الأنصاري؟

من المؤلم أن نعلم أن نهاية هذا الصحابي الجليل كانت في أرض غريبة عنه، لكنه مات وهو مجاهد. تشير الروايات إلى أن كيف مات أبو أيوب الأنصاري يعود إلى تعب شديد أصابه أثناء حصار القسطنطينية، فأوصى قبل وفاته بما يدل على إيمانه العميق: “لا تبكوا علي، بل أوصلوني إلى أسوار المدينة، هناك أملي”.

توفي أبو أيوب وهو يحلم بتحقيق نبوءة النبي: “لتفتحنّ القسطنطينية، فلنِعم الأمير أميرها”. فكان موته بركة للجيش وذكرى خالدة في وجدان المسلمين.

وقد اعتبر ذلك الموقف ذروة مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم، لأنه ظلّ وفيًا لوعد النبي حتى آخر لحظة في حياته.[2]

• al-islam.orgWhat did the Prophet say about Abu Ayyub al-Ansari? _بتصرف
• 313companionsWhat are the details of the death of Abu Ayyub al-Ansari? _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم