نشأة إدارة الجودة الشاملة: كيف نشأت أفكار تحسين الجودة عبر الزمن؟

الكاتب : هبه وليد
17 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 40
منذ ساعتين
نشأة إدارة الجودة الشاملة
 كيف نشأت إدارة الجودة الشاملة؟
 من هو أول من وضع إدارة الجودة الشاملة؟
 ما هي مراحل نشأة الجودة؟
 من هو مؤسس إدارة الجودة الشاملة؟

تعد الجودة عنصرًا أساسيًا في نجاح المؤسسات عبر العصور. حيث لم تظهر فجأة بل مرت بمراحل متعددة حتى وصلت إلى ما نعرفه اليوم تحت مسمى نشأة إدارة الجودة الشاملة. فمنذ العصور القديمة، كان الحرفيون يعتمدون على المهارة الفردية في ضمان جودة المنتجات. ثم تطورت المفاهيم مع الثورة الصناعية التي فرضت الحاجة إلى أنظمة أكثر تنظيمًا لمراقبة الجودة على نطاق واسع. ومع الوقت. ظهرت نظريات علمية مثل مفاهيم “ضبط الجودة الإحصائي” في القرن العشرين، لتتبلور أفكار الجودة الشاملة التي تجمع بين رضا العميل وتحسين العمليات الداخلية باستمرار.

 كيف نشأت إدارة الجودة الشاملة؟

لقد بدأت نشأة إدارة الجودة الشاملة مع تطور الصناعة والبحث عن وسائل فعالة لضبط جودة المنتجات والخدمات. في بداياتها، كانت تقتصر على التفتيش اليدوي للمنتجات. لكن مع اتساع حجم الإنتاج، ظهر مفهوم إدارة الجودة كمنهجية متكاملة تشمل جميع مراحل العمل. ومن أبرز المحطات التي ساهمت في نشأتها ظهور مفاهيم مثل ضبط الجودة الإحصائي في القرن العشرين.

علاوة على ذلك تعد خصائص إدارة الجودة الشاملة أنها تركز على مشاركة الجميع في المؤسسة. من الإدارة العليا حتى أصغر موظف، لتحقيق أهداف الجودة. كما تعتمد على التحسين المستمر، وقياس الأداء بطرق علمية.

شهدت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية قفزة كبيرة في تطبيق هذه الأفكار. مما رسخ وجود إدارة الجودة الشاملة كعلم مستقل له أسسه ومبادئه. وهكذا أصبحت الجودة جزءًا من الثقافة التنظيمية وليس مجرد خطوة لاحقة لعملية الإنتاج.

بالتالي اليوم تعتمد المؤسسات العالمية على نظام الجودة الشاملة كإطار استراتيجي لضمان رضا العملاء وزيادة الإنتاجية وتحقيق الكفاءة التشغيلية.[1]

تعرف أيضًا على: ماهي فوائد قسم الجودة الشاملة؟

نشأة إدارة الجودة الشاملة

 من هو أول من وضع إدارة الجودة الشاملة؟

ترتبط نشأة إدارة الجودة الشاملة باسم عالم الإحصاء الأمريكي ويليام إدواردز ديمنغ (W. Edwards Deming). بالإضافة الى ذلك الذي يعتبر أول من وضع المبادئ النظرية لتطبيق الجودة الشاملة في المؤسسات.

بينما بدأت أفكار ديمنغ تتبلور خلال الأربعينيات، لكنه وجد بيئة مثالية لتطبيقها في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، علاوة على ذلك حيث ساعد في نقل مبادئ الجودة التي ساعدت في نهضة الصناعات اليابانية.

يعتبر تطبيق إدارة الجودة الشاملة معتمدًا على مبادئ ديمنغ الأساسية مثل التحسين المستمر (Kaizen). ودورة ديمنغ الشهيرة (خطط – نفذ – تحقق – صحح)، إضافة إلى أهمية إشراك جميع أفراد المنظمة في تحقيق الجودة.

بالتالي من خلال مساهماته، أصبحت إدارة الجودة الشاملة نظامًا متكاملًا يهتم بكل التفاصيل بدءًا من التخطيط وحتى تقديم الخدمة النهائية. لقد غير ديمنغ طريقة تفكير المؤسسات تجاه الجودة من كونها مسؤولية قسم واحد فقط إلى كونها ثقافة متكاملة.

تعرف أيضًا على: تعرف على معايير الجودة الشاملة في المستشفيات

نشأة إدارة الجودة الشاملة

 ما هي مراحل نشأة الجودة؟

يمكن تلخيص نشأة إدارة الجودة الشاملة عبر عدة مراحل تاريخية بدأت مع الحرفيين في العصور القديمة. حيث كانت الجودة تعتمد على مهارة الأفراد.

مع الثورة الصناعية، ظهرت الحاجة إلى ضبط جودة الإنتاج بشكل أكثر تنظيمًا، مما أدى إلى ظهور التفتيش اليدوي.

علاوة على ذلك، ومع تطور النظريات الإدارية. ظهرت أفكار ضبط الجودة الإحصائي، لتتبلور لاحقًا في صورة إدارة الجودة الشاملة.

تشمل مبادئ إدارة الجودة الشاملة التركيز على العميل، التحسين المستمر، إشراك العاملين، القياس والتحليل، واتخاذ القرار بناءً على البيانات.

بالتالي مرت هذه المراحل بتحولات هامة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. حين انتقلت الجودة لتصبح جزءًا من الاستراتيجية العامة للمؤسسات وليس مجرد عملية فنية منفصلة.

التحول الأهم كان عندما بدأت الشركات تدرك أن الجودة ليست مجرد تكلفة، بل استثمار طويل الأجل يعود بالفائدة على الأداء والإنتاجية والسمعة السوقية.[2]

تعرف أيضًا على: أبرز أدوات الجودة الشاملة التي تضمن تحقيق التميز

نشأة إدارة الجودة الشاملة

 من هو مؤسس إدارة الجودة الشاملة؟

ترتبط نشأة إدارة الجودة الشاملة بالمفكر ويليام إدواردز ديمنغ، الذي يعد بحق مؤسس هذا النظام الإداري الحديث.

ديمنغ وضع نظريات تركز على الجودة باعتبارها مسؤولية الجميع داخل المنظمة. وليس قسم الجودة وحده. قدم أدوات إدارية مثل مخططات السيطرة ودائرة PDCA.

تنبع أهمية إدارة الجودة الشاملة من كونها تساعد المؤسسات على تحسين الأداء، وتقليل الأخطاء، وتحقيق رضا العملاء، وزيادة التنافسية في السوق.

تعرف أيضًا على: كيفية تطبيق نظم الجودة الحديثة

ديمنغ وضع قواعد مثل “التركيز على العمليات لا على الأفراد فقط”، و”التحليل المستمر للنتائج” لبناء ثقافة جودة قوية.

من خلال فلسفته، أصبحت الجودة مسألة استراتيجية تتعلق بتطوير أنظمة العمل والتفكير في المؤسسة ككل.

واليوم تطبق أفكاره على نطاق واسع في قطاعات متنوعة، مثل التصنيع والخدمات والرعاية الصحية والتعليم، لتؤكد أن الجودة الشاملة ليست فقط تقنية بل طريقة إدارة وحياة تنظيمية متكاملة.

نشأة إدارة الجودة الشاملة

التحسين المستمر في إدارة الجودة الشاملة

تعرف أيضًا على: ما هو تخصص الجودة الشاملة؟

 وفي الخاتم إن فهم نشأة إدارة الجودة الشاملة يوضح لنا أنها لم تكن مجرد نظام إداري تم استحداثه فجأة. بل هي نتاج لتراكم خبرات ونظريات وتجارب امتدت عبر عقود. ومع تزايد المنافسة العالمية. أصبحت إدارة الجودة الشاملة ضرورة لا غنى عنها لضمان استمرارية المؤسسات وتحقيق رضا العملاء. ومن خلال هذا الفهم التاريخي، بالتالي يمكننا اليوم الاستفادة من المبادئ والأسس التي وضعتها المدارس الإدارية المختلفة. لبناء أنظمة حديثة تحافظ على الكفاءة وتدعم ثقافة التحسين المستمر داخل بيئات العمل.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة