نموذج فايفر للتخطيط الاستراتيجي: منهجية متكاملة لبناء مستقبل ناجح

في عالم يتميز بالتغيرات والتحديات المتزايدة، لم يعتبر النجاح المؤسسي يتحقق بالصدفة. بل أصبح مرهون بوجود رؤية واضحة وتخطيط إستراتيجي فعال. وهنا يظهر أهمية نموذج فايفر للتخطيط الإستراتيجي كأحد أهم النماذج الحديثة التي تقدم منهجية متكاملة لبناء مستقبل ناجح. بالإضافة إلى ذلك أن هذا النموذج يتميز بقدرته على توجيه المؤسسات نحو تحقيق أهدافها عن طريق تحليل البيئة الداخلية والخارجية. وتحديد أولويات العمل، ووضع خطط يمكن تنفيذها والتقييم المستمر. ومع زيادة المنافسة وتغير احتياجات المستهلك. يوفر نموذج فايفر إطار علمي يساعد القيادات على اتخاذ القرارات الإستراتيجية.
ما هو نموذج القوى الخمس للتخطيط الاستراتيجي؟

يعرف نموذج القوي الخمس للتخطيط الإستراتيجي باسم نموذج بورتر. ويستخدم هذا النموذج لكي يقيم البيئة التنافسية لأي صناعة أو سوق. وهو يساهم المؤسسات في فهم القوي التي تؤثر على ربحيتها وإستراتيجيتها المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك أن النموذج القوي الخمس للتخطيط الإستراتيجي هو إطار تحليلي يستخدم لكي تقييم مدى جاذبية الصناعة وتحديد شدة التنافس فيها. عن طريق تحليل خمس قوي رئيسية تؤثر على بيئة العمل الخارجي.
بالإضافة إلى ذلك يساهم هذا النموذج على توجيه الشركات لكي تتخذ القرارات الإستراتيجية الفعالة التي تساعدها في تحقيق ميزة تنافسية مستدامة. والهدف من استخدام النموذج هو تقييم مدى جاذبية الصناعة وربحيتها المحتملة.
تساعد في فهم نقاط القوة والتهديدات الخارجية لتعزيز القدرة التنافسية. والمساعدة في صياغة إستراتيجيات تسعير وتوزيع وتسويق مدروسة ومدعومة بعناصر تحليل موضوعي.
كما أن هذا النموذج يقدم نظرة شاملة لتحليل البيئة التنافسية والصناعة ككل. ويهتم هذا النموذج بالبيئة الخارجية، ويساعدها في تحديد الفرص وإدارة المخاطر المحتملة مسبقاً لتعزيز التخطيط طويل الأمد. ونموذج فايفر للتخطيط الإستراتيجي ثابت نسبياً ولا يعالج التغيرات السريعة مثل التحول الرقمي أو الابتكار التكنولوجي.[1]
تعرف أيضاَ على:كيف تسهم عمليات الإدارة الاستراتيجية في نجاح المؤسسات؟
ما هي نماذج التخطيط الاستراتيجي؟
نموذج فايفر التخطيط الإستراتيجي هو أدوات وأطر عملية تساعد المؤسسات على أن تحدد هدفها أهدافها طويلة المدي. وفهم بيئتها الخارجية والداخلية، واختيار الإستراتيجيات الأنسب لتحقيق النجاح. بالإضافة إلى ذلك كل نموذج له أسلوبه في تحليل الواقع وصياغة الخطط. وفيما يلي أبرز نماذج التخطيط الإستراتيجي:
نموذج PESTEL:
يساعد هذا النموذج على تحليل البيئة الخارجية من خلال العوامل السياسية والاقتصادية. والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والقانونية، ويساهم في فهم المؤثرات الخارجية على المؤسسة.
نموذج القوي الخامسة لبورتر:
يساعد هذا النموذج على تحليل التنافس داخل السوق عن طريق خمس قوي وهما المنافسة بين الشركات وتهديد الداخلين الجدد. وتهديد البدائل وقوة المشترين وقوة الموردين. بالإضافة إلى ذلك أنه يستخدم لكي يقييم جاذبية الصناعة.
نموذج أنسوف:
يساهم في تحديد إستراتيجيات النمو من خلال اختراق السوق وتطوير السوق، وتطوير المنتج، والتنويع.
التخطيط القائم على السيناريو:
وهذا التخطيط يعتمد على إنشاء سيناريوهات متعددة ومختلفة للمستقبل، وتطوير خطط استجابة لكل منها. بالإضافة إلى ذلك أنه يستخدم لمواجهة عدم اليقين والتغيرات السريعة في بيئة الأعمال.
نموذج المحاذاة:
يهتم هذا النموذج على مواءمة إستراتيجيات الأعمال مع تكنولوجيا المعلومات والوظائف التشغيلية. بالإضافة إلى ذلك يقسم التخطيط إلى أهداف وتكامل وظيفي لضمان تنفيذ فعال.
تعرف أيضاَ على:ما هي مهارات الإدارة المالية؟ ولماذا تُعد ضرورية؟
ما هي مبررات التخطيط الاستراتيجي؟
يعتبر التخطيط الإستراتيجي هو عملية أساسية تعتمدها المؤسسات لكي ترسم مسارها المستقبلي وتحقيق النجاح الطويل. وإليك مبررات التخطيط الإستراتيجي:
تعرف أيضاَ على:مستويات الإدارة الإستراتيجية تقسيم المهام وصنع القرار الفعّال
1-توفير الرؤية والاتجاه الواضح:
يساهم التخطيط الإستراتيجي في تحديد الرؤية والمهمة والأهداف. بالإضافة إلى ذلك هذا يجعل جميع العاملين داخل المؤسسة يدركون المسار المطلوب والعمل نحو هدف مسترك، ويحسن ذلك التركيز ويخفف من التشتت والتبديد في الموارد.
2-إدارة الموارد بفاعلية:
يتم تخصيص الميزانيات والوقت والطاقات البشرية للمبادرات من خلال تحديد الأولويات. بالإضافة إلى ذلك هذا يرفع من كفاءة الأداء ويحد من الهدر.
3-خلق ميزة تنافسية إستراتيجية:
عن طريق تحليل نقاط القوة والضعف والفرص. يمكن تحديد المجالات التي تميز المؤسسة عن منافسيها.
4-تعزيز التواصل ومشاركة أصحاب المصلحة:
التخطيط يساعد على إشراك الموظفين والعملاء والمستثمرين في استيعاب أهداف المؤسسة والمساهمة فيها. وهذا يزيد من الولاء.
5-إدارة المخاطر والجاهزية المستقبلية:
يسمح بتحديد العقبات المحتملة وتطوير خطط بديلة جاهزة. وهذا يقلل من التأثير السلبي للأحدث غير المتوقعة ويزيد من قدرة المؤسسة على المواجهة.
6-الاستجابة السريعة والتكيف مع التغيير:
تساعد المؤسسات على الانتقال من وضعية رد الفعل إلى وضعية أخرى وهي المبادرة. مثل التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وإنساء إستراتيجيات وهي بديلة للتعامل مع المتغيرات.[2]
تعرف أيضاَ على:نبذة عن الإدارة المالية
ما هو النموذج العضوي للتخطيط الاستراتيجي؟
يعتبر التخطيط العضوي هو نمط غير خطي وطبيعي للتخطيط الإستراتيجي. بالإضافة إلى ذلك أنه يعتمد على القيم والرؤية المشتركة داخل المنظمة أكثر من الخطوات الرسمية المحددة. بالإضافة إلى ذلك هذا النموذج يشبه بأنظمة حيوية تنمو وتتطور بشكل موافق لطبيعتها وليس وفق تسلسل صارم، وفيما يلي خطوات النموذج العضوي:
تعرف أيضاَ على:الإدارة الإستراتيجية
خطط عمل فردية وشخصية:
يشجع نموذج فايفر للتخطيط الإستراتيجي على اقتراح عمل ملموس يمكنه القيام به بناءً على الرؤية والقيم. ثم ينفذ ويقيم ما تحقق.
توضيع الرؤية والقيم المشتركة:
حيث يبدأ الفريق أو أصحاب المصلحة بتحديد رؤية المؤسسة وقيمها الأساسية عن طريق حوار مفتوح وتقنيات مثل المشاركة الجماعية والقصص.
استمرار الحوار والمراجعة:
تستمر العملية بشكل دوري مثلاً كل ثلاثة أشهر. بالإضافة إلى ذلك يستمر الفريق في حوار نشط حول الإجراءات والرؤية والتكيف مع المتغيرات.
مراجعة وتحديث الرؤية باستمرار:
حيث أن بعد كل دورة من التنفيذ، بالإضافة إلى ذلك أن أفراد الفريق يتشاركون بما تعملوه ويحدثون الرؤية والقيم بناء على التجربة المتراكمة.
تعرف أيضاَ على:ماهي الإدارة الاستراتيجية؟ فهم شامل لدور التخطيط الذكي في المؤسسات
وفي الختام، فإن المؤسسات الناجحة تعتمد على نماذج تخطيط إستراتيجي واضحة ومدروسة. تساعدها في توجيه جهودها وتحقيق أهدافها بمرونة وكفاءة. وتختلف هذه النماذج لتخدم احتياجات وسياقات مختلفة. من بينها نموذج فايفر للتخطيط الإستراتيجي الذي يقدم منهجية متكاملة لتربط بين الرؤية والموارد. مروراً بنموذج القوي الخمس لبورتر الذي يحلل البيئة التنافسية. إلى النموذج العضوي الذي يعكس المرونة والتعلم باستمرار من التجربة. وكما أن مبررات التخطيط الإستراتيجي لا يتوقف عند تعزيز الأداء. بل تمتد إلى تحسين القدرة التنافسية وضمان الاستدامة وتحقيق الانسجام الداخلي داخل المؤسسة. بالإضافة إلى ذلك أن تنوع نماذج التخطيط يعطي صانع القرار مرونة في الاختيار بما يتناسب مع طبيعية مؤسساتهم.
المراجع
- investopediaPorter's Five Forces Explained and How to Use the Model_بتصرف
- strategicdecisionsolutions6 Reasons Why Every Organization Needs a Strategic Plan _بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

مكونات التخطيط الاستراتيجي وأهميتها في توجيه المؤسسة نحو...

العيون المفتوحة دائمًا أهمية اليقظة الاستراتيجية في عالم...

كيف تختار من بين نماذج الإدارة الاستراتيجية الأنسب...

بوصلتك نحو النجاح: دليلك إلى أنواع الاستراتيجيات في...

ماهي الإدارة الاستراتيجية؟ فهم شامل لدور التخطيط الذكي...

خريطة المخاطر الاستراتيجية تعرّف على أنواعها لتجنب السقوط...

كيف تسهم عمليات الإدارة الاستراتيجية في نجاح المؤسسات؟

مبادئ الإدارة الاستراتيجية من الرؤية إلى التنفيذ باحتراف

تعريف الإدارة الاستراتيجية: الأساس لفهم التخطيط المؤسسي الفعّال

مستويات الإدارة الإستراتيجية تقسيم المهام وصنع القرار الفعّال

الطريق الياباني للنجاح: أسرار استراتيجية الإدارة التي أبهرت...

استراتيجيات الإدارة أدوات القادة لبناء منظمات ناجحة

منهج الإدارة الاستراتيجية الأسلوب العلمي لصنع الفارق في...

إدارة المخاطر والأزمات: استراتيجية متكاملة لحماية المؤسسات
