هل الغناء حرام

هل الغناء حرام؟ سؤال يتكرر كثيرًا بين الناس، ويثير جدلًا واسعًا في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي. تتعدد الآراء في تحريم الاستماع إلى الأغاني بين من يحرّمه بشكل قاطع، ومن يراه مباحًا بضوابط. تستند هذه الآراء إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، إضافة إلى اجتهادات العلماء واختلاف تفسيراتهم. ويعود سبب هذا الاختلاف إلى طبيعة الغناء، وكلماته، وأثره على النفس والمجتمع. في هذا المقال، سنعرض الرأي الراجح بين العلماء، مع بيان الأدلة التي اعتمد عليها كل فريق، لنجيب بوضوح على هذا السؤال: هل الغناء حرام أم لا؟ .

متى يكون الغناء حلالاً؟

هل الغناء حرام؟ سؤال يدور كثيرًا في الأذهان، وقد أجمع العلماء على أن الغناء يكون حرامًا إذا كان مصحوبًا بكلمات فاحشة أو يدعو إلى الفسق والفجور أو يلهي عن الذكر والصلاة.

 في المقابل لكن، قد يكون الغناء حلالًا إذا خلا من هذه المحظورات وكان بكلمات مباحة لا تثر الغرائز أو تضعف الإيمان.

ويتعلق بذلك سؤال آخر: هل الموسيقى بدون غناء حرام؟ ، وقد قال بعض العلماء إن الموسيقى المجردة ليست محرمة في ذاتها، بل الحكم يدور مع الغرض والمضمون. أما عن هل الموسيقى حرام عند ابن عثيمين؟ ، فقد أوضح الشيخ ابن عثيمين أن الموسيقى المصحوبة بمعازف اللهو محرمة، لكن الأصوات الجميلة الخالية من المنكر لا تعد حرامًا بإطلاق.

تعرف أيضًا على: حكم الصلاة بالحذاء

يجوز في الإسلام الغناء الذي يخلو من المحرّمات، ويراعى فيه الضوابط التالية:

• ألا تكون كلماته فاحشة أو ماجنة أو فيها دعوة لمعصية.
• ألا يصاحبه آلات لهو محرّمة (كالعود والقيثارة والطبل إذا أسيء استخدامه).
• ألا يثير الغرائز أو يدعو للرذيلة.
• ألا يلهي عن ذكر الله، أو يضيّع الفرائض والواجبات.
• ألا يكون في محافل مختلطة أو ماجنة.

مثل الأناشيد الهادفة، أو الأغاني الوطنية، أو بعض الأشعار بصوت جميل من غير موسيقى محرّمة.

 وعلى هذا، فالغناء يكون مباحًا إذا كان خاليًا من الإثم، ووسيلة للترويح الحلال، لا أداة للغفلة والفساد.[1]

تعرف أيضًا على: هل يجوز السفر بدون محرم؟

هل يوجد دليل أن الأغاني حرام؟

هل الغناء حرام؟ سؤال يحتاج إلى تأصيل شرعي دقيق، لأن الغناء ليس مذكورًا صريحًا في نصوص التحريم، بل يستدل عليه بالقياس والمعنى.

 وقد سأل الناس: هل الغناء حرام في القرآن؟ ، واستدل بآية “ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله”، وقال بعض المفسرين إن المقصود بها الغناء، لكن التفسير محل خلاف.

أما بخصوص هل الأغاني حرام دار الإفتاء؟ ، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صوت الموسيقي ليس محرّم بإطلاق، وإنما ينظر إلى كلماتها وأثرها.

فإذا خلت من الفجور والمنكر، ولم تلهِ عن الطاعات، فهي جائزة. إذًا، لا يوجد دليل قاطع يحريم الاستماع إلى صوت الموسيقي، إنما العبرة بالمحتوى والمقصد، لا الشكل والاسم فقط.

أباح الإسلام شيئًا من الغناء في الأعراس، والأعياد، ومواسم الفرح، بشرط أن:

• لا يحتوي على كلمات باطلة.
• لا يكون فيه اختلاط محرم.
• لا يصحبه طرب فاحش.

وقد روي أن النبي ﷺ أذن للجاريتين أن تغنّيا في بيت عائشة رضي الله عنها في يوم العيد.

تعرف أيضًا على: حكم من زاد ركعة في الصلاة

هل نهى الرسول عن الغناء؟

هل الغناء حرام؟ من الأسئلة التي تتطلب الرجوع إلى النصوص النبوية وآراء العلماء. وقد وردت أحاديث في النهي عن المعازف واللهو، مثل قوله ﷺ: “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف”، وهو حديث احتج به كثير من العلماء على تحريم صوت موسيقي المصحوب بالمعازف.

 وفي بيان حكم الغناء، أجمع الفقهاء على تحذير الشريعة من صوت الموسيقي الذي يدعو إلى الرذيلة أو يصحب مظاهر الفسق.

أما حكم الغناء في المذاهب الأربعة، فقد اتفقت المذاهب على الكراهة أو التحريم إذا كان الغناء فيه مخالفة شرعية، واختلفوا في حكمه إن خلا من المنكرات.

تعرف أيضًا على: حكم قراءة الفاتحة عند الخطبة وعقد الزواج

يعد الغناء حرامًا إذا كان

• فيه كلمات خادشة للحياء أو تدعو للفجور.
• يصاحبه آلات موسيقية صاخبة تستخدم للهو والطرب فقط.
• يؤدي إلى إثارة الشهوات أو يدعو للتبرج والعلاقات المحرّمة.
• يصدّ عن ذكر الله والصلاة، ويضيع الوقت بلا فائدة.

قال الله تعالى: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم
وقد فسّر كثير من السلف “لهو الحديث” بأنه الغناء.

فلا يقال إن النبي ﷺ نهى عن كل الغناء، بل نهى عن الغناء اللهوي الفاسد، وأقرّ ما كان خاليًا من الإثم في بعض المناسبات.[2]

تعرف أيضًا على: حكم الالتزام بطاعة ولي الأمر في الأمور المشروعة

هل الأغاني محرمة في الإسلام؟

هل الغناء حرام؟ سؤال تتعدد حوله وجهات النظر، ويتبعه تساؤل آخر: هل الأغاني حلال؟، فالحكم في الإسلام لا يطلق دون تفصيل.

فبعض الأغاني قد تكون محرمة لما تحتويه من ألفاظ فاحشة، أو ما تثيره من شهوات، أو لما يصحبها من موسيقى صاخبة تدعو للغفلة.

أما إذا كانت خالية من هذه المحاذير، وكان محتواها مباحًا أو نافعًا، فلا حرج فيها شرعًا.

ويستشهد أحيانًا بأن الأغاني حرام بدليل من القرآن، كالآية: “ولهو الحديث ليضل عن سبيل الله”، لكن هذا التفسير ليس محل إجماع، وبعض العلماء فسّروها بما هو أوسع من الغناء. الإسلام يحكم على الفعل بمآله ومقصده، فلا تكون الأغاني محرّمة في الإسلام بإطلاق، بل الحكم فيها متوقف على مضمونها وأثرها في النفس.

الغناء ليس مجرد صوت جميل، بل رسالة وكلمات وأثر في النفس. والمسلم مسؤول عمّا يسمع كما هو مسؤول عمّا يقول.
قال تعالى: “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا”

تعرف أيضًا على: أحكام الوصية

 وفي الختام، يتبين أن سؤال هل الغناء حرام؟ لا يحسم بشكل مطلق، بل يتوقف على نوع الغناء وكلماته وتأثيره. صوت الموسيقي الذي يدعو إلى الفساد أو يلهي عن ذكر الله يعدّ محرمًا عند أغلب العلماء، أما الغناء الذي يخلو من المحرمات ويستخدم في المناسبات المباحة وضمن ضوابط الشرع، فقد أباحه بعض الفقهاء. لذلك، يجب على المسلم أن يزن الأمور بميزان الشرع والعقل، وأن يحرص على ما يقرّبه من الله ويبعده عن الشبهات.

• islamweb.netRuling on singing permissible lyrics without music ..بتصرف
• dar-alifta.orgEgypt's Dar Al-Ifta | Musical instruments in Islam بتصرف

مشاركة المقال

وسوم