هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة

الكاتب : آية زيدان
20 مارس 2025
عدد المشاهدات : 15
منذ 16 ساعة
هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة
عناصر الموضوع
1- ماهية الوسواس في العقيدة
2- الأسباب النفسية والروحية للوساوس
3- حكم الشك في مسائل الإيمان
4- رؤية العلماء للوساوس
5- كيفية مجاهدة الأفكار السلبية
6- النصائح العملية للثبات العقدي

عناصر الموضوع

1- ماهية الوسواس في العقيدة

2- الأسباب النفسية والروحية للوساوس

3- حكم الشك في مسائل الإيمان

4- رؤية العلماء للوساوس

5- كيفية مجاهدة الأفكار السلبية

6- النصائح العملية للثبات العقدي

في البداية وقبل الحديث عن هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة،  الوسواس في العقيدة يعَدُّ من التحديات التي قد تواجه المؤمن في مسيرته الإيمانية. كذلك يثير هذا الموضوع تساؤلات حول تأثير هذه الوساوس على إيمان الفرد وحكمها الشرعي. تعرّف على موقف الشريعة من هذه الوساوس وسبل معالجتها. مع توجيهات العلماء للحفاظ على الإيمان.

1- ماهية الوسواس في العقيدة

علاوة على ذلك الوسواس في العقيدة يشير إلى الأفكار والتصورات السلبية التي تتسلل إلى ذهن المؤمن. بمعنى آخر “محاولةً التشكيك في معتقداته الدينية”. أيضًا قد تتجلى هذه الوساوس في تساؤلات حول وجود الله، أو صحة الرسالة النبوية، أو غيرها من أمور الإيمان.

بالإضافة إلى ذلك هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة، تعرف الوساوس في العقيدة بأنها انشغالات لا يمكن السيطرة عليها بالمعتقدات التي يكون الشخص حساسًا تجاهها. اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو نوع من اضطرابات القلق التي تنطوي على وساوس ووساوس قهرية متكررة وغير مرغوب فيها، وتسبب ضائقة خطيرة عندما لا يتم التصرف على أساسها، على الرغم من أن الشخص يعلم أنها تمثل مخاوف مبالغ فيها من غير المرجح حدوثها.

لذلك، من المهم التفريق بين الوساوس القهرية التي تطرأ دون إرادة الشخص. بالإضافة إلى ذلك وبين الشكوك الناتجة عن قلة الإيمان أو البحث غير الموجه. فالوساوس القهرية لا تؤثر على صحة الإيمان إذا كان الشخص يرفضها ولا يعتقد بها.[1]

2- الأسباب النفسية والروحية للوساوس

كذلك تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور الوساوس في العقيدة. ويمكن تصنيفها إلى أسباب نفسية وروحية:

أولًا: الأسباب النفسية

  • اضطراب الوسواس القهري :(OCD) يعتبر اضطراب الوسواس القهري من أبرز الأسباب النفسية للوساوس في العقيدة، كما يتميز هذا الاضطراب بأفكار متكررة وغير مرغوب فيها تدفع الشخص للقيام بسلوكيات قهرية لتخفيف القلق الناتج عنها. قد تتعلق هذه الأفكار بمسائل دينية. مما يؤدي إلى شكوك مستمرة في المعتقدات والممارسات الدينية.
  • القلق والاكتئاب: يمكن أن يسهم كل من القلق والاكتئاب في زيادة حدة الوساوس، فالأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق أو حالات اكتئابية قد يكونون أكثر عرضة لتطوير أفكار وسواسية تتعلق بالعقيدة.
  • التعرض لصدمات نفسية: علاوة على ذلك قد يؤدي التعرض لتجارب صادمة أو مؤلمة إلى نشوء أفكار وسواسية. حيث يحاول العقل التعامل مع هذه التجارب من خلال التركيز على أفكار معينة، وقد تكون دينية في طبيعتها.

ثانيًا: الأسباب الروحية

  • ضعف الصلة بالله تعالى: بالإضافة إلى ذلك فكلما ابتعدت النفس عن العبادة والذكر، ضعفت صلتها بالله تعالى وأصبحت أكثر عرضة للوساوس.
  • وسوسة الشيطان: يعتبر الشيطان مصدرًا رئيسيًا للوساوس، حيث يسعى لإضلال المؤمنين وإبعادهم عن طريق الحق. يقول الله تعالى: “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ” (طه: 120)؛ فالاستسلام لهذه الوساوس قد يؤدي إلى الشك في أمور العقيدة.
  • قلة المعرفة الدينية: قد يؤدي نقص المعرفة بأصول الدين وتعاليمه إلى سهولة تأثر الشخص بالوساوس، حيث يفتقر إلى الأسس المتينة التي يستند إليها في مواجهة هذه الأفكار.

والحديث أيضًا عن هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة. أيضًا من المهم التمييز بين الوساوس الناشئة عن الاضطرابات الروحية التي تتطلب تدخلًا طبيًا أو علاجًا متخصصًا، وتلك الناشئة عن أسباب روحية يمكن معالجتها بتقوية علاقة المرء بالله تعالى وملازمة الصلاة. في كلتا الحالتين، ينصح بالالتجاء إلى الله والاستعاذة به من الشيطان، وبحسب طبيعة الوسواس وسببه، ينصح باستشارة أخصائي مثل عالم دين أو طبيب نفسي.[2]

3- حكم الشك في مسائل الإيمان

هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة، الإيمان في الإسلام يقوم على اليقين والجزم. وأي شك في أصوله يعدّ مناقضًا لحقيقته. يقول الله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثمَّ لَمْ يَرْتَابُوا” (الحجرات: 15). مما يدل على أن الإيمان الحق لا يتخلله شك.

الشك في مسائل الإيمان يمكن أن يصنَّف إلى نوعين:

الشك في مسائل الإيمان يمكن أن يصنَّف إلى نوعين:

أ- الشك الطارئ غير المستقر:

هو الشك الذي يطرأ على ذهن المؤمن دون قصد. ويشعر تجاهه بالضيق والكراهية. ويسعى لدفعه والتخلص منه. هذا النوع من الشك لا يؤثر على إيمان الشخص، بل قد يكون علامة على قوة إيمانه، إذ يجاهد نفسه للتخلص من هذه الوساوس.

ب- الشك المستقر:

 هو الشك الذي يستقر في قلب الشخص، ويؤدي إلى التردد في أصول الإيمان. مثل الشك في وجود الله أو صدق الرسول صلى الله عليه وسلم؛ هذا النوع من الشك يعدّ كفرًا. لأنه يناقض جوهر الإيمان القائم على اليقين.

لذا، يجب على المسلم أن يسعى لتعزيز يقينه والابتعاد عن مصادر الشك، سواء كانت ناتجة عن وساوس الشيطان أو تأثيرات خارجية، وفي حالة تعرضه لشكوك طارئة، عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويعرض عنها. ويكثر من الذكر والدعاء. ويبحث عن العلم الشرعي الذي يُثبّت إيمانه.[3]

4- رؤية العلماء للوساوس

هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة، تناول العلماء مسألة الوساوس في العقيدة بعمق، مؤكدين أنها ابتلاء يواجهه المؤمن. وأنه لا يؤاخذ بها ما دام يكرهها ويسعى لدفعها. يروى أن الصحابة رضي الله عنهم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه من وساوس. فقال: “ذاك صريح الإيمان” علاوة على ذلك يفسَّر هذا الحديث بأن كراهيَة الوساوس والسعي للتخلص منها دليل على إيمان صادق. وأن هذه الوساوس من كيد الشيطان الذي يسعى لإضعاف عقيدة المسلم. قال الله تعالى: “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا” (النساء: 76).

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أشار إلى أن المؤمن قد يبتلى بوساوس الكفر التي تضيق بها صدره. وأن مجاهدته لهذه الوساوس هي من صريح الإيمان. كما أوضح أن وجود هذه الوساوس مع كراهيَة المؤمن لها وسعيه لدفعها يعد جهادًا عظيمًا.[4]

5- كيفية مجاهدة الأفكار السلبية

بالإضافة إلى ذلك لا شك أن هذا من وساوس الشيطان. حيث يسعى الشيطان إلى زرع الشكوك في قلوب الناس تجاه دين الله، ويثير فيهم الشبهات والوساوس، حتى يجعلهم يتساءلون: ما الدليل على كذا؟ وما الدليل على كذا؟ لذا، يجب على المؤمن والمؤمنة عند مواجهتهما لمثل هذه الأمور أن يرددا: آمنت بالله ورسله، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: الله خلق كل شيء. فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله وفي اللفظ الآخر: فليستعذ بالله ولينته.

وأيضًا هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة، وهكذا يتضح أن هذا الوسواس الذي يساورك بشأن الجنة والنار هو من الشيطان، لذا قّل في تلك اللحظة: آمنت بالله ورسله. وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وإذا كنت ترغب في معرفة الحقيقة، فعليك بكتاب الله. تأمل في القرآن الكريم. فهو الكتاب العظيم المعجز. كلام الله الذي أنزل ولم يُخلق، بدأ منه وإليه يعود. [5]

6- النصائح العملية للثبات العقدي

الثبات على العقيدة الصحيحة يتطلب من المسلم اتباع مجموعة من الخطوات العملية التي تعزز إيمانه وتقيه من الانحراف. وهل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة، فيما يلي بعض النصائح العملية للثبات العقدي:

  • المحافظة على الصلاة بإتقان

بالإضافة إلى أن الصلاة هي عماد الدين، والمحافظة عليها تؤدي إلى ترك الفواحش والمنكرات. قال الله تعالى: “اتْلُ مَا أوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمنكَرِ” (العنكبوت: 45).

  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

عند مواجهة الوساوس، يجب على المسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان ويعرض عن هذه الأفكار. قال الله تعالى: “وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ” (الأعراف: 200).

  • الانشغال بالذكر وقراءة القرآن

الذكر وقراءة القرآن يملآن القلب بالإيمان والطمأنينة، ويطردان الوساوس. قال الله تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ” (الرعد: 28)؛ فالاستمرار في الذكر وقراءة القرآن يقوي العقيدة ويثبت القلب.

  • طلب العلم الشرعي

التفقه في الدين ومعرفة أصول العقيدة الصحيحة يحمي المسلم من الشبهات والشكوك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين” (متفق عليه).

  • مرافقة الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء

الصحبة الصالحة تعين المسلم على الثبات وتذكره بالله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” (رواه أبو داود).[6]

وفي الختام، بعد معرفة هل الوسواس في العقيدة تخرج من الدين؟ حقائقٌ وأحكامٌ هامة، الوسواس في العقيدة ابتلاء قد يواجهه المسلم. لكنه لا يخرجه من الدين ما دام يكرهه ولا يسترسل معه. علاوة على ذلك الشريعة أكدت أن هذه الوساوس من كيد الشيطان، وأن مقاومتها دليل على الإيمان الصادق. لذا، من الضروري الإعراض عنها.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة