هل يجوز المعايدة في رأس السنة؟
عناصر الموضوع
1- الأسس الشرعية للمعايدة في الإسلام
2- مواقف العلماء من المعايدة في غير الأعياد الإسلامية
3- الفروق بين المعايدة الدينية والاجتماعية
4- تأثير العولمة والتكنولوجيا على تقاليد المعايدة
وفقًا للتقويم الهجري، تبدأ السنة الهجرية كل عام في شهر محرم وتتكون من 12 شهرًا، أي ما يعادل حوالي 354 يومًا، كما أن يوم رأس السنة الجديدة هو اليوم الأول من السنة الميلادية ويصادف يوم 1 يناير في التقويم الميلادي في جميع البلدان التي تستخدم التقويم الميلادي وكذلك يحتفلون في الكريسماس.
هناك دائمًا سؤال يسأله المسلمين؛ ألا وهو: هل يجوز التهنئة في رأس السنة أو الكريسماس؟ في هذه المقالة سوف نجاوب عن هذا السؤال مع ذكر الحكم الشرعي للمعايدة في رأس السنة.
1- الأسس الشرعية للمعايدة في الإسلام
إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
والأعياد من أعظم الشعائر في الدين لظهورها وشهرتها، وكثرة المشاركين فيها، وتعدد رسومها وشعائرها، وكون الناس الذين لا يشاركون في غيرها من الشعائر يحضرون الأعياد ويشاركون فيها. وكانت الأعياد في البلدان والأديان الأخرى أكثر الأعياد وقارًا وجلالًا من غيرها.
ولكن ما حكم تهنئة النصارى في أعيادهم مثل رأس السنة (الكريسماس) بكلمة :” كل سنة وأنتم طيبون “، هذا السؤال يعد أمر مهم جدًا؛ حيث أن هناك أسس شرعية للمعايدة في الإسلام علاوة على ذلك الحكم الشرعي لتهنئتهم.
فالنهي عن الاحتفال بأعياد النصارى هو إظهار الفرح والمجاملة والموافقة على أعمالهم مهما كانت ظاهرًا أو باطنًا، وينطبق هذا النهي على من أظهر المشاركة أو الموافقة بأي صورة من الصور، كالهدايا والتهنئة اللفظية وإجازة العمل وطهي الطعام والذهاب إلى الملاعب وغيرها من عادات الأعياد، والنية المخالفة لظاهر اللفظ لا تنقل الحكم إلى الإباحة، إذ يكفي القول بتحريم ظاهر هذه الأفعال وليس هناك شيء من هذا القبيل.
وكما هو معلوم فإن كثيرًا من المتساهلين في مثل هذه الأمور لا يقصدون مشاركة النصارى في الشرك والإحتفال بالكريسماس، تارة من باب المداراة، وتارة يحملهم على ذلك الحياء، لكن المداراة من أجل الباطل لا تجوز، بل الواجب إنكار المنكر ومحاولة إصلاحه، أما المداراة من أجل الباطل فلا تجوز، بل الواجب إنكار المنكر ومحاولة إصلاحه. ولذلك يوجد تساؤلات حول هل يجوز المعايدة في رأس السنة مع ذكر الحكم الشرعي؟ [1]
2- مواقف العلماء من المعايدة في غير الأعياد الإسلامية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
“المعايدة في غير الأعياد الإسلامية” قد اختلف المعاصرون وغير المعاصرين من العلماء في الحكم، ولكن لا تجوز معايدة أعياد النصارى أو غيرهم من أعياد الوثنيين؛ لأنه من خصائص دينهم أو منهجهم الضال.
قال الإمام ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه… إلخ.
لنفترض أن قائلًا يقول: إن أهل الكتاب يحتفلون بأعيادنا، فكيف لا نحتفل بأعيادهم ونظهر سماحة الإسلام؟ فنقول مثلاً: لأن أعيادنا أعياد صالحة نابعة من ديننا الحنيف، وهي غير أعيادهم الباطلة التي هي نابعة من دينهم الباطل.
ثم إن أعيادهم والإحتفال بالكريسماس لا تنفك عن المعاصي والمنكرات، وأعظمها تعظيم الصليب، والشرك بالله عز وجل، وأي شرك أعظم من تسمية عيسى عليه السلام إلهًا أو ابن إله؟ وما يحدث في أعيادهم من انتهاك الأعراض، وفعل المنكرات، وشرب المسكرات، واللعب والمجون، كل ذلك من أسباب سخط الله ومقته، فهل يليق بالمسلمون الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يرضوا عن أعيادهم؟ فهل يليق بالمسلمين المؤمنين بالله رب العالمين أن يشاركوا أو يحتفلوا بأعياد هؤلاء الضالين؟
بالإضافة الى ذلك فقد ذكر الحكم الشرعي بأنه لا يجوز للمسلم أن يذهب إلى الكنيسة ويحتفل بأعياد النصارى أو يبارك أعياد النصارى، لما في ذلك من المشاركة في الباطل الذي تقوم عليه أعياد النصارى أو رأس السنة والتشبه بأعياد النصارى.[2]
3- الفروق بين المعايدة الدينية والاجتماعية
وقد تُعتبر جزءًا أساسيًا من التفاعل الاجتماعي والثقافي بين الأفراد. فهل يجوز المعايدة في رأس السنة “الكريسماس”؟ حيث تشترك المعايدات الدينية والاجتماعية في كونها تعبيرًا عن التهنئة والمودة، إلا أن هناك فروقًا واضحة بينهما. الدينية ترتبط بالمناسبات الدينية وتعكس القيم الروحية، بينما الاجتماعية تركز على العلاقات الشخصية والودية بين الأفراد في مناسبات حياتية مختلفة.
- المعايدة الدينية
الهدف منها هو تعزيز القيم الدينية وروحانية المناسبة. والتعبير عن التقدير والشكر لله عز وجل. وقد ورد عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يهنئوا بعضهم بعضًا بالعيد بقولهم: تقبل الله منا ومنكم.
فلا حرج في المصافحة والمعانقة والتبريك بعد صلاة العيد. وذلك لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل. وإنما على سبيل العادة والتكريم والاحترام. وما دامت عادة لم يرد الشرع بتحريمها فهي جائزة.
تحتفل الديانات التوحيدية مثل الإسلام والمسيحية واليهودية بعدد من الأعياد التي يُنظر إليها على أنها فرص للتقرب إلى الله وتجديد العلاقات الروحية ومنها رأس السنة.
في الإسلام، يعد عيد الفطر وعيد الأضحى من أبرز الأعياد التي تحتفل بالمناسبات الدينية، يُحتفل بعيد الفطر بعد شهر رمضان (الصيام) ويتميز بالصلوات والصدقات الخاصة. ويرتبط عيد الأضحى بقصة الأضحية في الإسلام، حيث يؤدي المسلمون شعائر الحج ويقدمون الأضاحي.
- المعايدة الاجتماعية
أما الاجتماعية فالهدف منها هو تعزيز الروابط الاجتماعية وإظهار المحبة والود، وتشمل هذه الأنشطة الاحتفالات الخاصة بالأفراد والعائلات، مثل حفلات الزفاف والمناسبات العائلية، مثل:
- حفلات الزفاف
تعد حفلات الزفاف من أهم المناسبات الاجتماعية؛ فهي ليست مجرد احتفال بارتباط شخصين فحسب. بل هي أيضًا مناسبة اجتماعية تجتمع فيها العائلة والأصدقاء للاحتفال بحدث هام في حياتهم. على الرغم من أن مراسم الزواج تختلف من ثقافة إلى أخرى. إلا أنها تشترك في الشعور المشترك بالالتزام والوحدة وتعكس تقاليد وقيم ذلك المجتمع.
- أعياد الميلاد
تعد أعياد الميلاد من أهم المناسبات الاجتماعية التي يحتفل بها الأفراد في معظم أنحاء العالم. وتتميز أعياد الميلاد بأنها فرصة للاحتفال بنمو الشخص وتطوره والتعبير عن الحب والتقدير. وتتميز أعياد الميلاد بجو من البهجة والفرح حيث تجتمع العائلة والأصدقاء للاحتفال بهذه اللحظة المميزة.
- التخرج والنجاح
التخرج من أهم المناسبات التي يحتفل بها الأفراد وعائلاتهم. كما إنها فرصة للاحتفال بالجهود والإنجازات السابقة ودعم وتشجيع الأفراد وهم يشرعون في فصل جديد من حياتهم.[3]
4- تأثير العولمة والتكنولوجيا على تقاليد المعايدة
العولمة والتكنولوجيا غيرت الكثير في عاداتنا، ومن بينها تقاليد التهنئة مثل عيد رأس السنة، في زمن السرعة والتقنيات الحديثة. أصبحت طرق التواصل والتهنئة أكثر تنوعًا وسهولة. ومع ذلك، فإن هذه التقاليد لها آثار إيجابية وسلبية على حد سواء، ودائمًا يوجد هناك تساؤل حول الحكم الشرعي للمعايدة و هل يجوز المعايدة في رأس السنة؟ دعونا نلقي نظرة عليها:
تأثير العولمة
- توحيد العادات: مع انتشار العولمة، بدأت تقاليد التهنئة تتشابه بين الثقافات المختلفة. مثلًا، تبني البعض إرسال بطاقات إلكترونية أو هدايا افتراضية مستوحاة من الثقافات الأخرى.
- اختفاء بعض العادات التقليدية: بسبب التأثر بالعادات العالمية، قد تتلاشى بعض طرق التهنئة المحلية مثل زيارة الأقارب أو تبادل الهدايا التقليدية.
- زيادة الانفتاح: أصبح من الطبيعي معايدة أشخاص من خلفيات دينية وثقافية مختلفة. مما يعزز التفاهم والتسامح.
أما بالنسبة إلى تأثير التكنولوجيا
- سهولة التواصل: المعايدات أصبحت أسرع وأسهل. مثل إرسال رسالة على واتساب أو فيديو المعايدة على إنستغرام.
- تقليل الطابع الشخصي: بعض الناس يكتفون برسالة نصية أو صورة عامة على وسائل التواصل. مما يفقد المعايدة طابعها الشخصي.
- إبداعية المعايدات: التكنولوجيا أضافت جانبًا ممتعًا وإبداعيًا، مثل استخدام صور متحركة GIFs). تصميم فيديوهات، أو حتى كتابة تهاني على الذكاء الاصطناعي.[4]
وهكذا نكون قد غطينا كل ما يخص موضوع “هل يجوز المعايدة في رأس السنة؟” مع ذكر الحكم الشرعي للإحتفال باالكريسماس متمنيًا أن يكون قد أضاف لكم ما قد يكون ذات نفع لكم.
المراجع
- islamqaتهنئة النصارى في أعيادهم-بتصرف
- islamwebحكم تهنئة وزيارة النصارى في كنائسهم في أعيادهم-بتصرف
- glowyeventsما هي أبرز 10 انواع المناسبات؟-بتصرف
- islamwebحكم تهنئة وزيارة النصارى في كنائسهم في أعيادهم-بتصرف