حكم صيام ثاني أيام عيد الأضحى هل يجوز شرعًا؟

الكاتب : ياسمين جمال
25 مارس 2025
عدد المشاهدات : 18
منذ 12 ساعة
حكم صيام ثاني أيام عيد الأضحى هل يجوز شرعًا؟
عناصر الموضوع
1- حكم صيام أيام التشريق
2- هل يجوز التطوع بالصيام؟
3- أقوال العلماء حول الصيام بعد العيد
4- متى يجوز الصيام بعد العيد؟
5- الحكمة من منع الصيام
6- ماذا قال النبي عن صيام العيد؟

عناصر الموضوع

1- حكم صيام أيام التشريق

2- هل يجوز التطوع بالصيام؟

3- أقوال العلماء حول الصيام بعد العيد

4- متى يجوز الصيام بعد العيد؟

5- الحكمة من منع الصيام

6- ماذا قال النبي عن صيام العيد؟

عيد الأضحى المبارك من الأعياد الإسلامية التي تحمل طابعاً خاصاً وفريداً في الشريعة الإسلامية. ويحتفل المسلمون بعيد الأضحى في العاشر من ذي الحجة من كل عام هجري. وفيه تنحر الأضاحي. ويحرص عدة من المسلمين على الصيام في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة. لكن يأتي السؤال الأهم: هل يجوز صيام عيد الأضحى؟

1- حكم صيام أيام التشريق

حكم صيام أيام التشريق

  • صيام يومي العيدين محرم. ويدل على ذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ). رواه البخاري (1992)، ومسلم (827). وقد أجمع العلماء على أن صومهما محرم.

    كما يحرم صيام أيام التشريق وصيام عيد الأضحى. وهي الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، من شهر ذي الحجة. لقوله ﷺ: (أيام التشريق أيام أكل، وشرب، وذكر لله) رواه مسلم.

    وروى أبو داود عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عبد الله بن عمرو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عمرو: كُلْ. فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُنَا بِإِفْطَارِهَا، وَيَنْهَانَا عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ الإمام مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ. وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

    لكن يسمح صوم أيام التشريق للحاج الذي لم يجد الهدي. فعن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قالا: (لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي) رواه البخاري.

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “يجوز للقارن والمتمتع إذا لم يجدا الهدي أن يصوما هذه الأيام الثلاثة حتى لا يفوت مَوْسِم الحج قبل صيامهما. وما غير ذلك فإنه لا يسمح صومها، حتى لو كان على الإنسان صيام شهرين متتابعين، فإنه يفطر يوم العيد والأيام الثلاثة التي عقبه، ثم يواصل صومة. [1]

2- هل يجوز التطوع بالصيام؟

  • صوم التطوع سنة، قربة عظيمة، ورد في عدة أحاديث عن أبي ذر، أن النبي ﷺ قال لأبي ذر: عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له.
  • فالصوم له شأن عظيم، فيجب على المؤمن أن يكثر من الصيام، وفي الحديث الصحيح يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشرة أمثالها.
  • لكن لا يصح صيام عيد الأضحى لا تطوعاً، ولا فرضاً إلا للمتمتع أو القارن إذا لم يجدا الهدي.
  • قال الشيخ ابن باز رحمه الله : “لا يجوز صيام اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لا تطوعاً، ولا فرضاً، لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، وقد نهى النبي ﷺ عن صيامها، ولم يرخص في ذلك لأحد إلا لمن لم يجد هدي التمتع”. [2]

3- أقوال العلماء حول الصيام بعد العيد

  • ولذلك أجمع أكثر العلماء إلى أنها لا يجوز صيام عيد الأضحى تطوعا.
  • وأما صومها قضاءً عن رمضان، فقد ذكر عدة من أهل العلم إلى جوازه، والصحيح عدم جوازه.
  • قال ابن قدامة رحمه الله في “المغني” (3/51) :
  • ولا يجوز صيامها تطوعا، في قول بعض أهل العلم، وعن ابن الزبير أنه كان يصومها.
  • وورد نحو ذلك عن ابن عمر والأسود بن يزيد، وعن أبي طلحة أنه كان لا يفطر إلا يومي العيدين، والظاهر أن هؤلاء لم يصلهم نهي رسول الله ﷺ عن صيامها، ولو بلغهم لم يَعِدُوه إلى غيره.
  • وأما صومها للفرض، ففيه روايتان: إحداهما: لا يجوز، لأنه منهي عن صومها، فأشبهت يومي العيد.
  • والثانية: يجوز صومها للفرض، لما روي عن ابن عمر وعائشة، أنهما قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي، بمعني: المتمتع إذا عدم الهدي، وهو حديث صحيح، رواه البخاري.
  • والمستند في مذهب الحنابلة أنه لا يجوز صومها قضاء عن رمضان.
  • وأما صومها للمتمتع والقارن إذا لم يجد الهدي، فقد أشار عليه حديث عائشة وابن عمر المتقدم، وهو مذهب الحنابلة والمالكية والشافعي في القديم.
  • وذهب الحنفية والشافعية إلى أنه لا يجوز صومها. [3]

4- متى يجوز الصيام بعد العيد؟

  • فالراجح من كلام أهل العلم أن صيام عيد الأضحى لا يسمح صومها إلا للمتمتع الذي لم يلق الهدي.
  • الأيام الثلاثة التي بعد يوم عيد الأضحى هي أيام التشريق.
  • ومن ثَمَّ فينبغي أن تتجنب صوماً اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
  • فمتى صمت ثلاثة أيام من الشهر نلت الأجر والثواب إن شاء الله تعالى، ولو كانت غير أيام البيض التي دلت عليها.
  • قال النووي في المجموع: وأكدت أحاديث في الصحيح بصوم ثلاثة أيام من كل شهر من غير تحديد لوقتها، وظاهرها أنه متى صامها نلت الفضلية، وأكد في صحيح مسلم عن معاذة العدوية أنها سألت عائشة: أكان رسول الله ﷺ يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، قالت: قلت: من أي أيام الشهر؟ قالت: ما كان يبالي من أي أيام الشهر كان يصوم. انتهى. [4]

5- الحكمة من منع الصيام

تحريم صيام عيد الأضحى يحضر تقديرًا لفرحة المسلمين وبيانا لشعائر الله في الاحتفال بهذا اليوم المبارك، والغرض من التشريع إلى تحفيز المسلمين للتمتع بالعيد وتبادل التهاني والأفراح، والانضمام في مناسك ذبح الأضاحي وتوزيعها على الأقارب والمحتاجين والفقراء. [5]

6- ماذا قال النبي عن صيام العيد؟

  • ثبت عن النبي ﷺ النهي عن صيام عيد الأضحى، ولم يُجَوَّز في صومها إلا للحاج المتمتع أو القارن يؤدي عمرة وحجًا الذي لم يلق ذبح الهدي.
  • وروى أحمد عَنْ حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمنى، وَنَبِيُّ اللَّهِ ﷺ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: «لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ».
  • وورد عن أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عبد الله بن عمرو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عمرو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ. [6]

ختاما، أن صيام عيد الأضحى هي من الأيام التي يجوز فيها الصيام، كما ثبت أن النبي ﷺ قد نهى عن صيام هذه الأيام، حيث روي عن نبيشة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكْلٍ، وشُربٍ وذِكْرٍ للهِ عزَّ وجلَّ»، أخرجه مسلم وأبو داود.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة