نصير الدين همايون: السلطان المغولي الثاني في الهند وإرثه التاريخي

17 نوفمبر 2025
عدد المشاهدات : 22
منذ ساعتين
همايون
من هو همايون؟
فترة حكمه
الفترة الأولى (1530-1540م)
سنوات المنفى (1540-1555م)
الفترة الثانية واستعادة العرش (1555-1556م)
صفات وإرث همايون 
نصير الدين همايون الابناء
الأبناء (الأمراء)
البنات (الأميرات)
نصير الدين همايون الزوجة
ما سبب سقوط حكم همايون الأول؟
صراعات همايون مع إخوانه
كيف استعاد همايون عرشه مرة أخرى؟
انهيار إمبراطورية سوري
الأسئلة الشائعة

يُعد نصير الدين همايون (1508–1556م) ثاني أباطرة المغول في الهند، وهو وريث الإمبراطورية التي أسسها والده بابر. اتسم حكمه (1530-1540م) الأول بالاضطراب بسبب التنافس مع إخوته وصعود خصمه الأفغاني القوي شير شاه سوري، الذي هزمه وأجبره على الفرار من الهند. قضى همايون خمسة عشر عاماً في المنفى واللجوء، اكتسب خلالها خبرة عسكرية ودعمًا من الدولة الصفوية في بلاد فارس، وهو ما كان مفتاح عودته التاريخية.

من هو همايون؟

نصير الدين همايون هو ثاني أباطرة دولة المغول الهندية التي حكمت شبه القارة الهندية. ولد نصير الدين محمد همايون في 6 مارس 1508م في كابول، وتوفي في 27 يناير 1556م في دلهي. هو ابن ظهير الدين بابر مؤسس الإمبراطورية المغولية الهندية، وأمه هي ماهم بيكم.

شارك الملك المغولي في معارك كثيرة مع والده، ومن أهمها معركة خانوه سنة 1527م التي انتهت بانتصار ساحق لجيش المغول. واعتلى همايون عرش السلطنة في 29 ديسمبر 1530م (9 جمادى الأولى 937هـ)، وكان عمره آنذاك حوالي 22 سنة. ورث عن أبيه إمبراطورية غير مكتملة الأركان وخزانة خاوية.

فترة حكمه

شهد حكم همايون فترتين رئيسيتين:

الفترة الأولى (1530-1540م)

  • واجه همايون تحديات كبيرة من الأعداء المحليين الأقوياء وانشقاق بعض النبلاء، مما أدى إلى وضع ضعف في بداية حكمه.
  • على الرغم من خوضه معارك عديدة، إلا أنه خسر ملكه في نهاية هذه الفترة أمام خصمه شير شاه.
  • اضطر همايون إلى الالتجاء خارج مملكته.

سنوات المنفى (1540-1555م)

  • تنقل همايون بين بلاد مختلفة.
  • اللتجأ إلى الشاه الصفوي طهماسب الأول في بلاد فارس، الذي قدم له جيشاً ودعماً عسكرياً.

الفترة الثانية واستعادة العرش (1555-1556م)

  • بفضل الدعم الصفوي، تمكن همايون من استعادة ملكه المفقود، حيث استعاد مدناً هامة مثل قندهار وكابول وبيشاور ولاهور.
  • نجح في استعادة دلهي عام 1555م بعد حوالي خمس عشرة سنة من فقدانها، ليصبح بذلك المؤسس الثاني للدولة المغولية في الهند.
  • لم تستمر فترة حكمه الثانية طويلاً، حيث توفي عام 1556م. [1]

تعرف أيضا على : تعرف على العمارة الإسلامية في الهند: الخصائص والتأثيرات الحضارية وأبرز المعالم

صفات وإرث همايون 

وُصف همايون بأنه كان شجاعاً وكفؤاً، ولكنه كان أقل جلادة وتحملًا للمشاق من أبيه. كما كان متديناً، حريصاً على إقامة الشعائر الدينية، مُسالماً، صابراً، ليناً، وكريماً. ولقبه الناس في الهند، وبالأخص المغول، بـ الإنسان الكامل لميله إلى المسالمة والتديّن والصبر والكرم.

كان همايون شاعراً وأديباً وله اهتمام بالعلوم، ووُصف بأنه كان عالماً بالهندسة وفاضلاً. خلفه على عرش الإمبراطورية ابنه جلال الدين أكبر، الذي يعتبر من أعظم أباطرة المغول. دُفن همايون في ضريح همايون في نيودلهي، وهو مجمع أبنية على طراز العمارة المغولية، ويُعد من أبرز آثار الحضارة المغولية في الهند وموقعاً للتراث الإنساني العالمي في اليونسكو.

نصير الدين همايون الابناء

أنجب الملك المغولي أبناء وبنات من زوجاته ومحظياته، ومنهم من توفي في سن صغير.

الأبناء (الأمراء)

  • الأمان ميرزا: الابن البكر من بكة بيكم، وتوفي وهو رضيع.
  • جلال الدين محمد أكبر: من حميدة بانو بيكم وهو أشهر أبنائه وخليفته.
  • ميرزا محمد حكيم: (من ماه جوجك بيكم)، حكم كابل وكان له صراع مع أخيه الأكبر جلال الدين أكبر.

البنات (الأميرات)

  • باكشي بانو بيكم: من بكة بيكم.
  • عقيقة بيكم: ابنة توفيت في طفولتها.
  • بخت النساء بيكم: من ماه جوجك بيكم.

نصير الدين همايون الزوجة

  • بكة بيكم: كانت زوجته الأولى وابنة عمه. أنجبت ابنه الأول (الأمان ميرزا)، وهي التي أمرت ببناء ضريح همايون الشهير في دلهي إكراماً له.
  • حميدة بانو بيكم: أشهر زوجاته على الإطلاق، حيث كانت والدة وريثه العظيم جلال الدين أكبر.
  • ماه جوجك بيكم والدة الأمير محمد حكيم ميرزا وبنتين أخريين. كانت سيدة ذات نفوذ سياسي وعسكري قوي في كابل.
  • جاند بيبي: واحدة من زوجاته، وبعض المصادر تذكر أنها ابنة عم ماه جوجك بيكم.

تعرف أيضا على : نانا صاحب: قائد الثورة الهندية 1857 ومقاوم الاحتلال البريطاني

ما سبب سقوط حكم همايون الأول؟

تسببت عدة عوامل متداخلة، أغلبها يتعلق بضعف الإدارة الداخلية وقوة الخصوم الخارجيين، في سقوط حكم نصير الدين همايون الأول (1530-1540م) وفقدانه للعرش لمدة خمس عشرة سنة،

كان السبب المباشر والأقوى لسقوط حكم همايون هو الصراع مع أمير الحرب الأفغاني شير شاه سوري.

حيث كان شير شاه قائداً عسكرياً وسياسياً متفوقاً وذكياً، وقد استطاع أن يبني قاعدة قوة صلبة في الشرق (بيهار والبنغال). وأظهر همايون تساهلاً وتأخيراً في التعامل مع خطر شير شاه في البداية. فقد اكتفى منه بالولاء الاسمي وفك الحصار عن حصنه (جنار) لينصرف إلى محاربة خطر آخر في الغرب (بهادُر شاه في كجرات)، مما أتاح لشير شاه الوقت لتعزيز قوته. وتعرض الملك المغولي لهزيمتين قاسيتين ومتتاليتين حسمتا الصراع لصالح شير شاه:

  • معركة جوسا (1539م): حيث هرب همايون بصعوبة لإنقاذ حياته وكاد أن يغرق في النهر.
  • معركة قنوج (1540م): كانت الهزيمة النهائية التي أجبرت الملك المغولي على الفرار من الهند واللجوء إلى المنفى في بلاد فارس.

لم يكن همايون قد ورث دولة مستقرة وموحدة، بل كانت إمبراطورية في طور التكوين. حيث ترك والده بابر خزانة الدولة شبه خاوية بسبب كثرة هباته وعطاياه لجنوده ونبلائه بعد الفتوحات، مما أضعف قدرة همايون على تمويل جيش قوي ومواجهة الأزمات. وكانت الدولة المغولية حديثة النشأة في الهند، ولم تترسخ أركانها بعد، مما جعلها عرضة للتمردات الداخلية والخسارة أمام القوى المحلية.

تعرف أيضا على : أميتاب باتشان: أسطورة بوليوود وأيقونة الشاشة الهندية

صراعات همايون مع إخوانه

ساهمت الخلافات العائلية وتقسيم السلطة في إضعاف همايون داخلياً. حيث تم تقسيم الإمبراطورية طبقاً لوصية بابر، وقام الملك المغولي بتقسيم أجزاء من الإمبراطورية على إخوته الثلاثة (كامران ميرزا، عسكري ميرزا، وهندال ميرزا). وبدل أن يكون إخوته سنداً له، استغلوا هذا التقسيم وقاموا بالكيد والتآمر ضده ومحاولة الأنفصال عنه، خاصة أخوه كامران ميرزا الذي سيطر على مناطق حيوية مثل كابول وقندهار، مما أضعف جبهة همايون العسكرية في أحلك الظروف.

بينما كان همايون شجاعاً ومتعلماً، إلا أن البعض يرى أن بعض صفاته الشخصية لم تتناسب مع متطلبات حكم إمبراطورية جديدة في مرحلة صعبة. حيث كان همايون رجلاً لطيفاً وإنسانياً، واتسم بالتسامح والتساهل المفرطين مع خصومه، حتى مع إخوته الذين حاولوا إسقاطه مراراً، وهذا التساهل في مواجهة السياسة القاسية أضر به.

ويصفه بعض المؤرخين بـ أسوأ أباطرة المغول حظاً، حيث ارتبطت خساراته الكبرى بالظروف غير المتوقعة (مثل الفيضانات أو سوء الأحوال الجوية) التي عطلت خططه العسكرية، خاصة في صراعه مع شير شاه.

تعرف أيضا على : راجيف غاندي الزعيم الشاب الذي غيّر ملامح السياسة الهندية

كيف استعاد همايون عرشه مرة أخرى؟

استعاد همايون عرشه في الهند بعد خمس عشرة سنة قضاها في المنفى (1540–1555م)، وكان ذلك بفضل مزيج من الدعم الخارجي والفرص الداخلية التي أتاحتها الفوضى في صفوف خصومه.

بعد هزيمته ونفيه عام 1540م، لجأ همايون إلى الشاه طهماسب الأول، حاكم الإمبراطورية الصفوية في بلاد فارس (إيران حالياً). استقبل الشاه طهماسب همايون، ووافق على تقديم المساعدة العسكرية له مقابل بعض التنازلات السياسية و الدينية. وعن طريق جيش فارسي، تمكن همايون من استعادة أهم قواعده في أفغانستان قندهار ثم كابول من أخيه المتمرد كامران ميرزا. كان هذا الانتصار هو نقطة انطلاق عودته الكبرى إلى الهند.

انهيار إمبراطورية سوري

بعد وفاة خصمه القوي شير شاه سوري في عام 1545م، تفككت إمبراطورية سوري الأفغانية بسبب الصراعات الداخلية. وبعد وفاة خلفاء شير شاه، سادت الفوضى واشتعلت حرب أهلية بين المتنافسين على العرش من آل سوري (مثل إسكندر شاه سوري)، مما أدى إلى إضعاف كبير للجبهة الأفغانية وتشتيت جيوشها. استغل الملك المغولي، بذكاء من مستشاره بيرم خان، هذا التفكك والاضطراب ليتخذ قرار العودة.

حيث بدأت قوات الملك المغولي، بقيادة القائد الماهر بيرم خان، التقدم نحو الهند، محققة انتصارات متتالية منها.

السيطرة على البنجاب حيث استعادت قوات المغول مدن لاهور والمناطق المحيطة في البنجاب. كانت معركة سرهند هي المعركة الفاصلة. في 22 يونيو 1555م، التقى جيش المغول بقيادة بيرم خان بقوات إسكندر شاه سوري في سرهند. ونجح جيش همايون في هزيمة إسكندر شاه سوري هزيمة حاسمة، مما فتح الطريق أمام الملك المغولي لدخول دلهي واستعادة عرشه في يوليو 1555م، ليصبح بذلك المؤسس الثاني الفعلي للإمبراطورية المغولية الهندية. [2]

في ختام الموضوع، تمكن همايون من استغلال ضعف الإمبراطورية السورية بعد وفاة شير شاه، ليشن حملة عسكرية ناجحة، ويستعيد عرشه في دلهي عام 1555م بعد انتصاره في معركة سرهند. رغم أن فترة حكمه الثانية كانت قصيرة جداً، إذ توفي في حادث سقوط عرضي بعد عام واحد فقط، إلا أنه نجح في تأمين الدولة وإعادة ترسيخ الحكم المغولي في الهند قبل أن يخلفه ابنه العظيم، جلال الدين أكبر. تبقى أهميته في التاريخ في كونه الرابط الأساسي بين مؤسس السلالة (بابر) ومجدها (أكبر).

الأسئلة الشائعة

س: من هو نصير الدين همايون؟

ج: نصير الدين همايون هو ثاني حكام الدولة المغولية في الهند، وابن الإمبراطور بابر مؤسس الدولة المغولية، تولى الحكم بعد وفاة والده عام 1530م.

س: ما أبرز إنجازات نصير الدين همايون؟
ج: من أبرز إنجازاته إعادة بناء الإمبراطورية المغولية بعد نفيه، ووضع أسس الاستقرار الإداري والعسكري الذي استفاد منه ابنه أكبر فيما بعد.

س: ما سبب سقوط حكمه الأول؟
ج: خسر نصير الدين الملك المغولي عرشه بسبب هزيمته أمام القائد الأفغاني شير شاه السوري الذي استولى على دلهي وأسس الدولة السُّورية في الهند.

س: أين عاش نصير الدين همايون بعد فقدان عرشه؟
ج: لجأ إلى بلاد فارس (إيران) حيث استقبله الشاه طهماسب الصفوي وساعده على استعادة حكمه لاحقًا.

س: كيف استعاد همايون عرشه مرة أخرى؟
ج: بمساعدة من الفرس وجيش من الموالين، تمكن همايون من العودة إلى الهند عام 1555م واستعادة دلهي قبل وفاته بسنة واحدة فقط.

س: كيف كانت وفاة نصير الدين همايون؟
ج: توفي في عام 1556م بعد سقوطه من درج مكتبة في دلهي، وكانت وفاته مفاجئة ومأساوية.

س: من تولى الحكم بعده؟
ج: خلفه ابنه الشهير جلال الدين محمد أكبر (الإمبراطور أكبر العظيم)، الذي وسّع الإمبراطورية وازدهرت في عهده.

س: ما أهمية نصير الدين همايون في التاريخ المغولي؟
ج: يُعدّ حلقة الوصل بين مؤسس الدولة بابر وابنه أكبر، إذ حافظ على استمرار السلالة رغم الصراعات والهزائم المؤقتة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة