أين ولد وليم شكسبير؟ رحلة إلى مسقط رأس أعظم كاتب مسرحي

عناصر الموضوع

1- نبذة عن مدينة ستراتفورد آبون آفون

2- تاريخ عائلة شكسبير وبيئته

3- المعالم الأثرية المرتبطة به

 4- طفولته وتعليمه المبكر

5- تأثير البيئة على أعماله المسرحية

6- زيارات سياحية وثقافية للمنطقة

ولد وليم شكسبير، أعظم كاتب مسرحي في التاريخ. في مدينة ستراتفورد أبون آفون بإنجلترا. هذه المدينة الصغيرة ليست فقط مسقط رأسه، بل كانت أيضًا مصدر إلهام للعديد من أعماله. من خلال استكشاف تاريخ ستراتفورد أبون آفون وعائلة شكسبير، يمكننا فهم البيئة التي شكلت عبقريته الأدبية.

1- نبذة عن مدينة ستراتفورد آبون آفون

ستراتفورد أبون آفون هي مدينة تاريخية تقع على نهر آفون في جنوب وارويكشاير، إنجلترا. تقع على بعد 35 كم تقريباً جنوب شرق برمنغهام و13 كم جنوب غرب وارويك. تشتهر ستراتفورد أبون آفون بكونها مسقط رأس الشاعر والكاتب المسرحي الشهير ويليام شكسبير وأصبحت وجهة سياحية تجذب ملايين الزوار كل عام.

تتميز المدينة بمناخ معتدل. بينما يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية حوالي 14 درجة مئوية، مع هطول أمطار سنوي يصل إلى 622.3 ملم0. تحتفظ ستراتفورد أبون آفون بطابعها التاريخي من خلال المباني التيودورية نصف الخشبية والشوارع المرصوفة بالحصى، مما يعكس تراثها الغني وتاريخها العريق.

بالإضافة إلى ارتباطها الوثيق بتراث شكسبير. علاوة على ذلك تضم المدينة العديد من المعالم الثقافية مثل مسرح شكسبير الملكي، الذي يقدم عروضًا مسرحية على مدار العام. كما توفر ستراتفورد أبون آفون مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية، بما في ذلك جولات القوارب على نهر آفون، وزيارة المتاحف والمعارض الفنية، والتسوق في الأسواق المحلية.[1]

2- تاريخ عائلة شكسبير وبيئته

وُلد وليم شكسبير في 23 أبريل 1564 في ستراتفورد أبون آفون، إنجلترا، لوالديه جون شكسبير وماري أردن. كان والده جون صانع قفازات وتاجر جلود ناجحًا، وتقلّد عدة مناصب محلية مرموقة، مثل عضو في مجلس البلدية ومأمور رئيسي. أما والدته ماري، فكانت تنتمي إلى عائلة أردن، وهي عائلة زراعية قديمة ومرموقة في وركشير.

نشأ وليم في بيئة عائلية ميسورة الحال، مما أتاح له فرصًا تعليمية جيدة في ذلك الوقت. التحق بمدرسة الملك إدوارد السادس النحوية في ستراتفورد، حيث تلقى تعليمًا كلاسيكيًا شمل دراسة الأدب اللاتيني والتاريخ والبلاغة. هذا التعليم المبكر ساهم في تشكيل معرفته الأدبية وأثر لاحقًا على أعماله المسرحية.

في سن الثامنة عشرة، تزوج وليم من آن هاثاواي، التي كانت تكبره بثماني سنوات. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال: سوزانا، والتوأم هامنت وجوديث. للأسف، توفي هامنت في سن الحادية عشرة، مما ترك أثرًا عميقًا على العائلة.

بعد فترة من الزواج، انتقل شكسبير إلى لندن، حيث بدأ مسيرته المهنية كممثل وكاتب مسرحي، وعلى الرغم من نجاحه المهني في لندن، حافظ شكسبير على ارتباطه بمسقط رأسه ستراتفورد أبون آفون. في عام 1597، اشترى منزلًا كبيرًا هناك يُدعى “نيو بليس”، حيث قضى سنواته الأخيرة حتى وفاته في 23 أبريل 1616.

تظهر حياة شكسبير توازنًا بين جذوره الريفية في ستراتفورد ومسيرته المهنية المزدهرة في لندن، مما يعكس تأثير بيئته العائلية والاجتماعية على أعماله الأدبية.[2]

3- المعالم الأثرية المرتبطة به

تعد ستراتفورد أبون آفون موطنًا للعديد من المعالم الأثرية المرتبطة بحياة وأعمال وليم شكسبير، مما يجعلها وجهة سياحية بارزة لعشاق الأدب والتاريخ. فيما يلي أبرز هذه المعالم:

أ- منزل الولادة  (Shakespeare’s Birthplace)

 يقع هذا المنزل في شارع هنلي، وهو المكان الذي وُلد فيه شكسبير عام 1564. تم تحويل المنزل إلى متحف يعرض مقتنيات تاريخية ووثائق تعود إلى فترة حياة شكسبير، مما يتيح للزوار التعرف على نشأته وبيئته العائلية.

ب- كنيسة الثالوث المقدس  (Holy Trinity Church)

 تقع هذه الكنيسة على ضفاف نهر آفون، وهي المكان الذي تم فيه تعميد شكسبير ودفن فيه بعد وفاته عام 1616، كما يمكن للزوار رؤية قبره داخل الكنيسة، بالإضافة إلى لوحة تذكارية تخلد ذكراه.

ج- منزل آن هاثاواي  (Anne Hathaway’s Cottage)

يقع في قرية شوتري، على بعد ميل واحد غرب ستراتفورد؛ هذا المنزل الريفي كان مسكن زوجة شكسبير، آن هاثاواي، قبل زواجهما.

د- مسرح شكسبير الملكي  (Royal Shakespeare Theatre)

يعتبر هذا المسرح المقر الرئيسي لفرقة “رويال شكسبير كومباني”، كما يقدم المسرح عروضًا منتظمة لأعمال شكسبير، مما يتيح للزوار تجربة حية لمسرحياته في بيئة تاريخية.

ه- منزل ناش (Nash’s House) وحدائق نيو بليس (New Place)

كان “نيو بليس” المنزل الأخير لشكسبير، حيث عاش فيه حتى وفاته، وعلى الرغم من هدم المنزل الأصلي، إلا أن الموقع يضم حدائق جميلة ومركزًا للزوار يعرض معلومات عن السنوات الأخيرة من حياة الكاتب. بجواره يقع “منزل ناش”، الذي يعرض مقتنيات تاريخية ومعروضات تتعلق بحياة شكسبير.

زيارة هذه المعالم توفر تجربة غنية للتعرف على حياة وليم شكسبير وتأثيره الأدبي، وتمنح الزوار فرصة للغوص في التاريخ والثقافة الإنجليزية في عصر النهضة.[3]

 4- طفولته وتعليمه المبكر

تلقى شكسبير تعليمه المبكر في مدرسة ستراتفورد النحوية حيث درس الأدب اللاتيني والتاريخ والبلاغة. شكّل هذا التعليم الكلاسيكي معرفته الأدبية وأثر على عمله المسرحي فيما بعد، وبالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن تعرضه المبكر للعروض المسرحية التي قدمتها فرقة ستراتفورد المسرحية المتنقلة في ستراتفورد قد أثار اهتمامه بالفنون المسرحية.

في سن الثامنة عشرة، تزوج شكسبير من آن هاثاواي، التي كانت تكبره بثماني سنوات. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال: سوزانا، والتوأم هامنت وجوديث. للأسف، توفي هامنت في سن الحادية عشرة، مما ترك أثرًا عميقًا على العائلة.

بعد فترة من الزواج، انتقل شكسبير إلى لندن. بينما بدأ مسيرته المهنية كممثل وكاتب مسرحي. انضم إلى فرقة “رجال اللورد تشامبرلين”، التي أصبحت لاحقًا “رجال الملك” بعد تولي الملك جيمس الأول العرش. خلال هذه الفترة، كتب شكسبير معظم أعماله الشهيرة التي جعلته أحد أعظم الكتاب المسرحيين في التاريخ.[4]

5- تأثير البيئة على أعماله المسرحية

كان للبيئة الثقافية والاجتماعية في ستراتفورد أبون آفون، بما في ذلك العروض المسرحية التي قدمتها الفرق المسرحية المتجولة، تأثير كبير على اهتمامات شكسبير الأدبية والدرامية. وقد شكلت هذه التجارِب المبكرة والتعليم الكلاسيكي الذي تلقاه معارفه الأدبية وأثرت على أعماله المسرحية اللاحقة. تأثر شكسبير بمعرفته بالثقافات واللغات المحلية والعالمية، واستطاع شكسبير أن يستلهم من مجموعة واسعة من المواضيع وأن يجلب شخصيات معقدة في مسرحياته.

بالإضافة إلى ذلك، البيئة الريفية والطبيعة المحيطة بستراتفورد أبون آفون قد تكون ألهمت العديد من المشاهد والوصف الطبيعي في أعماله. كما أن تجربته الحياتية في بلدة صغيرة والتفاعلات الاجتماعية التي شهدها هناك، انعكست في تصويره للعلاقات الإنسانية والتفاعلات الاجتماعية في مسرحياته.

هذا المزيج من التعليم الكلاسيكي، والتجارب المسرحية المبكرة، والبيئة الريفية، ساهم في تشكيل رؤية شكسبير الأدبية والفنية، مما جعله قادرًا على تقديم أعمال تتناول موضوعات إنسانية عالمية بعمق وبراعة.[5]

6- زيارات سياحية وثقافية للمنطقة

تعد ستراتفورد أبون آفون مدينة سياحية وثقافية بارزة تقدم لزوارها مزيجًا غنيًا من التجارب التاريخية والأدبية والفنية. إلى جانب المعالم المرتبطة بحياة ويليام شكسبير، تقدم المدينة أنشطة وفعاليات تلبي مجموعة كبيرة من الاهتمامات، إليك بعض الأنشطة والتجارب التي يمكن للسياح الاستمتاع بها:

• مسرح شكسبير الملكي (Royal Shakespeare Theatre)

يعد هذا المسرح موطنًا لفرقة “رويال شكسبير كومباني”، حيث يقدم عروضًا مسرحية منتظمة لأعمال شكسبير وغيرها من المسرحيات الكلاسيكية والمعاصرة. حضور عرض مسرحي هنا يعتبر تجربة فريدة تعيد إحياء أعمال الكاتب في مسقط رأسه.

• متحف عالم تيودور (Tudor World Museum)

يقدم هذا المتحف تجربة تفاعلية تعيد الزوار إلى حقبة تيودور، مع عروض توضيحية للحياة اليومية في ذلك العصر. يُمكن للزوار التعرف على العادات والتقاليد التي كانت سائدة في زمن شكسبير.

• جولات القوارب على نهر آفون

يوفر نهر آفون فرصة رائعة للزوار للاستمتاع بجولات بالقوارب، مما يتيح لهم مشاهدة معالم المدينة من منظور مختلف والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

بالإضافة إلى هذه الأنشطة، تستضيف ستراتفورد أبون آفون مهرجانات وفعاليات ثقافية على مدار العام، مثل مهرجان شكسبير السنوي، الذي يحتفل بإرث الكاتب من خلال عروض مسرحية وورش عمل وندوات.[6]

في الختام يمكننا القول أن ستراتفورد أبون آفون أكثر من مجرد مسقط رأس وليم شكسبير. علاوة على ذلك فهي نافذة على حياته وإبداعه وتأثيره الأدبي المستمر، ومن خلال استكشاف تاريخ المدينة، وعائلة شكسبير، والمعالم الأثرية المرتبطة به، يمكن للزوار فهم العوامل التي شكلت أعماله الخالدة.

• wikipediaنبذة عن مدينة ستراتفورد آبون آفون -بتصرف
• hindawiتاريخ عائلة شكسبير وبيئته -بتصرف
• ajnet المعالم الأثرية المرتبطة به -بتصرف
• wikipedia طفولته وتعليمه المبكر -بتصرف
• alquds تأثير البيئة على أعماله المسرحية -بتصرف
• visitbritainزيارات سياحية وثقافية للمنطقة -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم