أضرار غياب الزوج عن زوجته

أضرار غياب الزوج عن زوجته لفترات طويلة قد لا يكون مجرد حدث عابر، بل قد يكون سببًا في سلسلة من الأضرار النفسية والجسدية والعاطفية التي تؤثر على الزوجة، والأسرة ككل. سواء كان الغياب بسبب السفر أو الانشغال أو لأي ظرف آخر.فإن العلاقة الزوجية تمر بتحديات صعبة قد تهدد استقرارها إذا لم تدار بحكمة. في هذا المقال، نستعرض بعمق أضرار غياب الزوج عن زوجته من خلال رؤية شرعية، نفسية، واجتماعية، مع الإجابة عن أبرز الأسئلة التي تشغل بال الزوجات والأزواج في هذا الموضوع.

 ما قاله الرسول ﷺ عن غياب الزوج عن زوجته

في الإسلام، العلاقة بين الزوجين تقوم على المودة والرحمة، وقد أكد النبي محمد ﷺ على أهمية عدم إهمال العلاقة الزوجية من أي طرف. عندما نناقش أضرار غياب الزوج عن زوجته، لا بد أن نبدأ من الهدي النبوي، لأنه يضع أساسًا أخلاقيًا وإنسانيًا للموضوع.

قال النبي ص “كفى بالمرء إثمًا أن يُضيّع من يقوت“، وهذا يشمل الرعاية النفسية والعاطفية، وليس فقط المادية. لذلك، غياب الزوج عن زوجته لفترات طويلة دون مبرر أو تواصل أو رعاية، يعد أمرًا مرفوضًا شرعًا، لما يترتب عليه من مشكلات.

يشير الفقهاء إلى أن أقصى مدة لبعد الزوج عن زوجته دون رضاها، هي أربع أشهر.وذلك استنادًا إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأل ابنته حفصة عن المدة التي تصبر فيها المرأة عن زوجها، فأجابته بأنها تصبر أربع أشهر، فجعل ذلك حدًا لغياب الجنود عن زوجاتهم(1).

ومن جهة أخرى، فإن معاناة زوجة المسافر تظهر بشكل كبير في انعدام الدعم العاطفي، والشعور بالوحدة، والضغط الاجتماعي، وهو ما يزيد من تفاقم الضرر خاصة إذا كان الزوج غير متواصل باستمرار أو غير مهتم بحال زوجته أثناء غيابه.

تعرف أيضا على:كيف تحقق الاهتمام بالزوجة داخل بيتك؟

 ماذا يحدث نفسيًا وجسديًا للزوجة عند غياب زوجها؟

عندما نبحث في أضرار غياب الزوج عن زوجته من الناحية النفسية والجسدية.نكتشف أن المرأة تمر بدوائر معقدة من التوتر والحرمان العاطفي. أول هذه الآثار هو الشعور بالوحدة. خاصةً عندما يكون الغياب غير معلوم المدة أو غير مبرر. تشعر الزوجة حينها بأنها مهملة، وتبدأ في فقدان الشعور بالأمان والاستقرار.

تظهر هذه المشاعر في صور مختلفة. كالاكتئاب الخفيف أو الحاد، الأرق، التوتر. وفقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية. أحيانًا، تؤدي هذه الحالة إلى انسحاب اجتماعي أو قلق مفرط تجاه الزوج والأبناء.

أما على الصعيد الجسدي. فإن غياب العلاقة الحميمة يؤثر مباشرة على التوازن الهرموني للمرأة.وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات النوم، وأحيانًا تقلبات المزاج.

من جهة أخرى، فإن بعد الزوج عن زوجته بسبب السفر قد يحمل في طياته تحديات إضافية. خصوصًا إذا لم يكن هناك تواصل منتظم. أو إذا كان الغياب مصحوبًا بإهمال عاطفي أو مادي. هنا تصبح الزوجة في حالة مقاومة يومية للشعور بالوحدة، وقد تبدأ في السؤال: ما هو دوري الآن؟ وهل أنا لا أستحق اهتمامًا أو شريكًا بجانبي؟

في تلك اللحظات، تبرز أهمية التواصل بين الطرفين. لذلك، على الزوج أن يسأل نفسه: ماذا يفعل الزوج البعيد عن زوجته ليحافظ على العلاقة؟ الإجابة تكمن في البقاء على تواصل مستمر. إرسال كلمات طيبة، محادثات مرئية، والمبادرة بأي وسيلة لتقليل فجوة الغياب.(2)

 تأثير غياب الزوج على العلاقة الزوجية والفراش

من الجوانب الحساسة التي يجب أن تناقش بصراحة هي العلاقة الزوجية الخاصة. ضمن أضرار غياب الزوج عن زوجته. يبرز الحرمان الجنسي كعنصر مؤثر للغاية. العلاقة الحميمة بين الزوجين ليست فقط إشباعًا جسديًا، بل وسيلة للتواصل العاطفي والروحي العميق.

تعرف أيضا على:تقوية العلاقة بين الزوجين بين الواقع والتطبيق

المرأة بطبيعتها العاطفية تحتاج إلى التقارب الجسدي من زوجها لتشعر بأنها مرغوبة، محبوبة، ومقدرة. أضرار بعد الزوج عن زوجته في الفراش لا تظهر فقط في الرغبة الجنسية، بل تنعكس على العلاقة ككل، فيقل الحديث، وتخفت المشاعر، وتبرد العلاقة تدريجيًا. وربما تحدث خلافات لا علاقة لها بالفراش لكنها ناتجة عنه.

الإسلام كان واضحًا في هذه المسألة؛ حكم بعد الزوج عن زوجته في الفراش أكثر من أربعة أشهر دون رضاها يعد ظلمًا لها. وقد يعد سببًا في طلبها الطلاق إذا شعرت أنها غير قادرة على الاستمرار. بل إن بعض الفقهاء أجازوا الطلاق للضرر إذا استمر الغياب بدون عذر مقبول.

أبرز التأثيرات:

• فتور في العلاقة العاطفية.
• تشكك في صدق الحب أو استمراريته.
• احتقان عاطفي قد يؤدي إلى الخيانة (لا قدر الله).
• احتياج جسدي غير ملبي يؤدي إلى توتر دائم.

لذلك، لا يمكن تجاهل هذا الجانب عند الحديث عن غياب الزوج، فهو أساس في تكوين الأسرة واستمرارها.

تعرف أيضا على:أحكام شرعية بين الزوجين: أسس بناء الأسرة

 غياب الزوج لفترات طويلة: حكمه، وآثاره، وتصرفات الزوجة والزوج

يعتبر هذا العنصر الأهم عند مناقشة أضرار غياب الزوج عن زوجته، لأنه يدمج بين الفقه والواقع. إذا طال غياب الزوج، تبدأ الأسئلة الفقهية والاجتماعية بالظهور: ما حكم ذلك؟ ما الذي على الزوج فعله؟ وماذا تفعل الزوجة؟ وهل تعتبر مطلقة؟

في الإسلام، إذا طال غياب الزوج أكثر من أربعة أشهر دون إذن أو رضا الزوجة، فلها الحق في رفع أمرها إلى القاضي لطلب الطلاق للضرر. ويشترط الفقهاء أن يكون الغياب غير مبرر أو أن تكون الزوجة متضررة منه.

أما عن الجانب العاطفي، فإن الزوجة تمر بتجربة صعبة جدًا. قد تتساءل: ماذا تفعل الزوجة عندما تشتاق لزوجها؟ الإجابة تكون بمزيج من الصبر، وتفريغ المشاعر بالتعبير عنها كتابة أو عبر مكالمات صوتية أو مرئية مع الزوج، والتقرب من الله والدعاء بالفرج، والاعتناء بالنفس.

تعرف أيضا على:أحكام شرعية بين الزوجين الخطبة والحقوق والواجبات

من جانبها، يجب أن تكون الزوجة حازمة في وضع حدود للغياب. وإذا شعرت بأنها تُهمل عاطفيًا أو جسديًا.فلابد من التواصل مع الزوج بوضوح.

والسؤال الكبير الذي يطرح: هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟
الجواب: لا، إلا إذا رفعت الأمر إلى القاضي وقرر الطلاق للضرر. لكن الغياب في حد ذاته لا يعد طلاقًا شرعيًا تلقائيًا.

ختامًا، يمكننا القول إن أضرار غياب الزوج عن زوجته ليست فقط أضرارًا نفسية أو جسدية، بل قد تتطور إلى شرخ عميق في العلاقة الزوجية إن لم يتداركها الطرفان. لا بد أن يكون الغياب مقننًا، مبررًا. ويرافقه تواصل دائم واهتمام متبادل. الأسرة تحتاج إلى حضور، سواء كان حضورا ماديا أو عاطفيا. فالزواج لا يبنى فقط على الورق. بل على تواصل، ورعاية، وحضور دائم.

• pubmedThe psycho-social consequences of intermittent husband absence: an epidemiological study _بتصرف
• marriageUnmistakable Signs of Lack of Respect in a Relationship _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم