العيون في علم النفس: ماذا تكشف عنك؟

الكاتب : رضوى علي
29 يناير 2025
عدد المشاهدات : 21
منذ يوم واحد
العيون في علم النفس: ماذا تكشف عنك؟
عناصر الموضوع
1- الأبعاد النفسية للنظر الطويل أو المراوغ
2- اختلاف حركات العين بين الثقافات
3- أمثلة علمية من دراسات التواصل النفسي
4- تطبيقات عملية في قراءة وفهم الآخرين

عناصر الموضوع

1- الأبعاد النفسية للنظر الطويل أو المراوغ

2- اختلاف حركات العين بين الثقافات

3- أمثلة علمية من دراسات التواصل النفسي

4- تطبيقات عملية في قراءة وفهم الآخرين

العيون تعد من أكثر وسائل التعبير أهمية في حياة البشر إذ يمكن أن تكشف عن الكثير من المشاعر والأفكار. التي ربما لا يعبر عنها الشخص بالكلمات قيل إن العيون هي “نافذة الروح”. وهذا ليس مجرد تعبير بل هو حقيقة علمية حيث أن حركة العين وتوجهها. يمكن أن تكشف عن الحالة النفسية للأشخاص في مواقف مختلفة في علم النفس. تعتبر العيون من أهم أدوات التواصل غير اللفظي قد يكون الشخص في حالة من الفرح أو الغضب أو القلق والعيون تكون الوسيلة الأولى التي تعكس هذه الحالات دون الحاجة للكلام. لذلك يعد فهم العيون سمة أساسية لفهم الآخرين. حيث يمكن من خلالها التعرف على مشاعرهم الحقيقية وتوقع ردود أفعالهم. وهناك بعض الأبعاد النفسية لحركات العين وكيفية تفسيرها بناءً على الدراسات العلمية. بالإضافة إلى التطبيقات العملية التي يمكن أن تساعد في فهم الآخرين بشكل أعمق.

1- الأبعاد النفسية للنظر الطويل أو المراوغ

النظر الطويل في عيون شخص آخر يحمل دلالات نفسية عميقة. في علم النفس يعتبر النظر المباشر والمستمر في العينين علامة على الثقة بالنفس أو في بعض الحالات قد يفهم على أنه تحد. فعندما يطيل الشخص النظر إلى عيون الآخرين قد يشعر الطرف الآخر بأنه أمام موقف يتطلب قوة أو تمسكًا بالهيبة الشخصية. لكن في بعض السياقات قد يكون النظر الطويل تعبيرًا عن الاهتمام العاطفي أو الإعجاب خاصة في المواقف الرومانسية.

من جهة أخرى يمكن أن يكون النظر المراوغ أو المتقطع مؤشراً على حالة من عدم الراحة أو التوتر الشخص الذي يتجنب النظر المباشر في عيون الآخرين قد يكون في حالة من القلق أو حتى يشعر بالتهديد. على سبيل المثال في مقابلات العمل أو الاجتماعات الهامة قد يكون عدم قدرة الشخص على الحفاظ على اتصال بصري علامة على عدم الثقة بالنفس أو الخوف من الموقف.

كما أن الدراسات العلمية أظهرت أن الأفراد الذين يتجنبون النظر المباشر قد يعتبرون أقل صدقًا أو غير صريحين. فالنظرات التي لا تتقاطع قد تفهم على أنها محاولة لإخفاء شيء ما لذلك فهم ديناميكية النظر في المواقف المختلفة يساعد على تقديم قراءة أفضل لما قد يدور في ذهن الشخص دون الحاجة للكلام. [1]

2- اختلاف حركات العين بين الثقافات

العيون تحمل رسائل قوية في كل ثقافة ولكن كيف يتم تفسير هذه الحركات يختلف من مكان لآخر في بعض الثقافات الغربية يعتبر النظر المباشر إلى العيون علامة على الاحترام والاهتمام بينما في العديد من الثقافات الآسيوية أو العربية يعتبر هذا التصرف قلة أدب خصوصًا إذا كان الشخص ينظر في عيون أكبر سناً أو من ذوي المناصب الرفيعة في هذه الثقافات يفضل الشخص غالبًا تجنب الاتصال البصري المستمر واختيار النظر إلى الأسفل كعلامة من الاحترام.

تظهر هذه الاختلافات الثقافية في كيفية تفسير سلوكيات النظر بين الأفراد وقد تؤدي إلى سوء فهم إذا لم يتم التعرف عليها وفهمها. فمثلاً في اليابان يعتبر النظر المباشر في العيون نوعًا من العدوانية بينما في الولايات المتحدة يُعتبر الشخص الذي يتجنب النظر المباشر في العيون غير صريح أو ربما غير واثق من نفسه.

أيضًا من المهم أن نلاحظ أن هذه الفروقات لا تقتصر على السلوكيات الثقافية فقط. بل تمتد لتشمل التفسير الشخصي بناءً على التربية والخبرات الحياتية الأشخاص الذين نشأوا في بيئات تعزز الصراحة والشفافية قد يرون في النظر المباشر جزءًا من بناء الثقة. بينما أولئك الذين نشأوا في بيئات تُقدّر التواضع والتقدير قد يرون فيه نوعًا من التحدي أو الوقاحة. [2]

3- أمثلة علمية من دراسات التواصل النفسي

الدراسات العلمية في مجال التواصل النفسي كشفت عن العديد من الجوانب المتعلقة بحركات العين ودورها في تفسير المشاعر والسلوكيات. إحدى الدراسات الشهيرة التي أجراها “بول إيكمان” عالم النفس الشهير تناولت كيفية تفسير تعبيرات الوجه وحركات العين في مواقف مختلفة تشير الدراسات إلى أن التغيرات الطفيفة في شكل العين. مثل اتساع الحدقة أو حركة الجفن يمكن أن تكشف عن مشاعر مثل الغضب السعادة الخوف أو المفاجأة قبل أن يظهر ذلك على الوجه بشكل عام.

من الأمثلة المهمة أيضًا دراسة أجريت في جامعة هارفارد حول الاتصال البصري في السياقات الاجتماعية وجد أن الأشخاص الذين يتبادلون النظر المباشر في العيون أثناء التحدث يكونون أكثر قدرة على التأثير في الآخرين وخلق انطباع إيجابي بالمقابل في مواقف مثل الكذب أو إخفاء المعلومات يميل الشخص إلى تجنب النظر المباشر في العيون ويظهر ذلك في سلوكياته مثل التحديق في مكان آخر أو ملامسة العين بصورة غير طبيعية.

هذه الدراسات تؤكد أهمية فهم حركة العين في تقييم المواقف الاجتماعية والشخصية. فبمجرد أن تتعلم كيفية التعرف على هذه الحركات الدقيقة يمكنك تعزيز قدرتك على فهم المشاعر الحقيقية للآخرين وبالتالي تحسين تواصلك معهم. [3]

4- تطبيقات عملية في قراءة وفهم الآخرين

تعد قراءة لغة العيون مهارة ضرورية لفهم الآخرين في مختلف المواقف الاجتماعية. في الحياة اليومية يمكن للعيون أن تكشف عن مشاعر الشخص وتوجهاته سواء كان في حالة من القلق أو الفرح.

العيون في علم النفس: ماذا تكشف عنك؟

  • على سبيل المثال إذا كان شخص ما يحدق في عينيك لفترة طويلة دون أن يرمش. فهذا قد يشير إلى ثقته بنفسه أو اهتمامه الكبير بكلامك من ناحية أخرى إذا كان الشخص يتجنب النظر في عينيك. ويبدأ في التململ أو توجيه عينيه إلى مكان آخر فقد يكون ذلك مؤشرًا على شعوره بالتوتر أو القلق.
  • في بيئة العمل يمكن استخدام لغة العين بشكل إستراتيجي. لتقييم اهتمامات الآخرين في مقابلات العمل يعد الحفاظ على الاتصال البصري أمرًا مهمًا. حيث يظهر ذلك للشخص الآخر أنك مهتم ومشارك في الحوار في نفس الوقت معرفة متى يجب أن تبتعد عن النظر المباشر. يمكن أن يساعد في بناء الراحة مع الشخص الآخر.
  • عند قراءة حركات العين يجب مراعاة السياق. حيث يمكن أن تؤثر الثقافة والموقف الاجتماعي على كيفية تفسير هذه الإشارات.
  • في اجتماعات العمل قد يكون من المفيد التركيز على كيفية تأثير حركات العين في نقل الثقة والصدق. هذه القدرة تساعد في تحديد ما إذا كان الشخص أمامك صريحًا أو مخادعًا. كما أن هذه القدرة تساعد في تحسين مهارات التواصل الشخصي والمهنية. [4]

العيون تعتبر وسيلة قوية للتواصل غير اللفظي تحمل الكثير من المعاني التي قد تتجاوز الكلمات فهم الأبعاد النفسية لحركات العين. وكيفية تفسير هذه الحركات في سياقات ثقافية واجتماعية مختلفة يمكن أن يعزز قدرتنا على فهم مشاعر الآخرين. كما أن الدراسات العلمية تقدم رؤى قيّمة حول كيفية تأثير حركات العين في بناء الثقة والتأثير على الآخرين. باتباع هذه المبادئ والتقنيات يمكننا تحسين مهاراتنا في التواصل وفتح أبواب لفهم أعمق لما يدور في ذهن الآخرين من خلال إشارات العين.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة