العيون في الثقافة العربية: بين الواقع والأسطورة

01 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 23
منذ يومين
العيون في الثقافة العربية: بين الواقع والأسطورة
عناصر الموضوع
1-العيون في الثقافة العربية
2-العيون كرمز للجمال والحب
3-العيون والرمزية العاطفية
4-العيون في الأساطير العربية
5-العيون في الحكايات الشعبية والفلكلور
6-العيون في الثقافة الصوفية
7-العيون في الأدب الحديث والفن التشكيلي

عناصر الموضوع

1-العيون في الثقافة العربية

2- العيون كرمز للجمال والحب

3- العيون والرمزية العاطفية

4- العيون في الأساطير العربية

5- العيون في الحكايات الشعبية والفلكلور

6- العيون في الثقافة الصوفية

7- العيون في الأدب الحديث والفن التشكيلي

العيون من أبرز وأعمق الرموز في الثقافة العربية، حيث تلعب دورًا مهمًا في التعبير عن الجمال والحب والغموض، وقد اكتسبت العيون في الثقافة العربية طابعًا مميزًا يعكس مزيجًا من الواقع والأسطورة، حيث ارتبطت بالعديد من الدلالات والرؤى التي تعكس تصور العرب للعواطف الإنسانية والعلاقات بين الأفراد والطبيعة.

1-العيون في الثقافة العربية

في الثقافة العربية، والعيون ليست مجرد جزء من الجسد؛ بل هي نافذة على الروح تعكس الجمال والعمق الداخلي.

لطالما كانت العيون رمزًا للجمال والسحر في الأدب العربي، وخاصة في الشعر الغزلي للتعبير عن مشاعر الحب والشوق. تفتخر القصائد بعيون الحبيب، وتتحدث عن سحرها، وهو مظهر من مظاهر القصائد الرومانسية التي تمجد الجمال والتأثير وهي  وسيلة اتصال بين الحبيب، والحبيبة، والعين في هذه القصائد ليست مجرد مظهر؛ فقالت بعض الأبيات الكثيرة عن هذا تجعل من العيون مركز الجمال والسحر. وفقًا للاعتقادات الشائعة، عرفها البعض بأنها نوافذ الروح وبالتالي تنطق بالحقيقة، ولهذا السبب يعتقد الكثيرون أن “العين تتحدث أكثر من الفم”، لأن التعبير عن تلك النظرة يمكن أن يكشف عن الأشياء بشكل أكثر صدقًا من الكلمات. وفي هذا الصدد، ففي بعض الأمثال العربية الشائعة مثل “العين لها كلام” أو “العين خبيرة واليد لا تصل” تعبر العيون عن المشاعر الخفية أو ما لا يستطيع الإنسان التعبير عنه.

في الفنون، كان للفنانين التشكيليين العرب دور كبير في تصوير العيون. تلك العين التي تحمل الكثير من التعبيرات النفسية والروحية، إذ أنها قد يظهر من خلالها مشاعر مثل الحزن، الفرح، أو حتى القلق. كما أن العيون كانت جزءًا لا يتجزأ من الأغاني العربية.  بينما تغنى بها العديد من الفنانين في وصف العيون الجميلة التي تقع في أساطير العشق والهوى.[1]

على مستوى الروحانية والدين، فإن العيون هي جزءًا من الجسد الذي يعكس حال الروح والنفس. في بعض التصوُّرات الإسلامية، مثلًا، ينظر البعض إلى العين باعتبارها نافذة تُظهر الصفاء الداخلي والصدق الروحي.

2-العيون كرمز للجمال والحب

  • في الشعر العربي، كانت العيون دائمًا في مقدمة المكونات التي ترمز إلى الجمال. فقد كانت العيون عند الشاعر العربي جزءًا لا يتجزأ من صورة المحبوبة، وهي مقياسًا لجمالها وسحرها.
  • العيون في هذه الأبيات لا تعكس فقط الجمال الخارجي، بل أيضًا الجمال الداخلي، كالحب والمشاعر العميقة.
  • في القصائد الشهيرة للشعراء العرب مثل المتنبي و نزار قباني و جبران خليل جبران، يتم تصوير العيون بأنها تحمل السحر الذي يسلب العقول.
  • الشعر العربي القديم بالأخص كان يعبر عن الحب عبر وصف العيون بشكل مكثف. بينما كانت الأبيات تأتي لتسجل التأثير الفعلي للنظرات في قلب العاشق:

“عينُ المحبوبةِ قد قتلتني والدمعُ في عيوني مُتسلِّم”

  • هنا، العيون تعبر عن الفتنة والسحر الذي يعجز الشخص عن مقاومته.

3-العيون والرمزية العاطفية

والعيون في الثقافة العربية وسيلة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر المكبوتة. ففي الأمثال الشعبية والحكايات القديمة، يتم استخدام العيون للإشارة إلى مشاعر الغضب، الفرح، الحزن، والشوق. على سبيل المثال، قال العلماء في بعض المناطق: “العيون تتكلم قبل اللسان”، ما يعني أن العيون تستطيع أن تعبر عما لا يمكن أن ينطق به اللسان. وفي العديد من قصائد الشعر، نجد أن العيون تجسد مشاعر مثل الشوق أو الحزن أو حتى الحقد:

“إذا كانت العيون على الفم شاهدة فالعيون تقول ما لا يستطيع اللسان”

هذه الصورة الشعرية توضح كيف يمكن للعيون أن تعكس حقيقة مشاعر الشخص بشكل أصدق وأقوى من الكلمات.

4-العيون في الأساطير العربية

  • العيون في الأساطير العربية تحمل أيضًا بعدًا خرافيًا وروحانيًا، حيث يعتقد البعض أنها ليست مجرد أعضاء عضوية، بل تحمل في طياتها قوى سحرية و قدرات خاصة.
  • أحد الأمثلة الشهيرة هو عين الحسد.  بينما من وجهة نظر البعض فإن العين مصدرًا للشر قد تُصيب الشخص أو الشيء بالحسد والمكروه.[2]
  • تعكس أغلب الحكايات الشعبية هذا الاعتقاد بأن العين الشريرة أو العيون التي تنظر بحسد قادرة على إتلاف أو تدمير شيء بمجرد النظر إليه. ومن هنا انتشرت على نطاق واسع التمائم والتعويذات للحماية من العواقب الوخيمة لمثل هذه النظرات.
  • هناك اعتقادات شائعة أيضًا تقول إن العيون هي النوافذ التي تنظر من خلالها الروح؛ وبالتالي، من خلال النظر في عيون شخص آخر، يمكن للمرء أن يفهم نواياه ومشاعره الداخلية.
  • تقول العديد من الأساطير أنه إذا نظرت بعمق في العيون، فيمكنك قراءة أفكار الشخص.

5-العيون في الحكايات الشعبية والفلكلور

من خلال الحكايات الشعبية والفلكلور، نجد أن العيون كثيرًا ما يتم استخدامها للإشارة إلى القوة الروحية أو السحر، في بعض الأساطير العربية، كان البعض يقولون أن هناك أشخاصًا يُحسنون استخدام “قوة العين” ليؤثروا على الأحداث. على سبيل المثال، كما كان في بعض الأماكن يتم القول أن العيون الحادة تستطيع أن تقتل أو تُسبب إصابات، وأن النظرة الثاقبة يمكن أن تكشف الغموض،كذلك نجد في الحكايات التي تتناقلها الأجيال أن بعض الشخصيات كانت تملك عيونًا سحرية، كالعين التي إذا نظر بها الشخص إلى شيء يمكنه تغييره أو تسخيره لأغراضه الشخصية.

6-العيون في الثقافة الصوفية

  • في الفكر الصوفي، كانت العيون هي مرآة للروح، وتربط مباشرة بالبحث عن الحقيقة الداخلية.
  • يتحدث الكثير من الأدباء والمتصوفين عن “العيون المبصرة” التي تعكس الضوء الإلهي أو الحقيقة الكونية.
  • أحد المفاهيم المهمة في الصوفية هو أن العيون هي الوسيلة التي ترى الروح، وهو ما يفسر الكثير من الشعر الصوفي الذي يركز على العيون كوسيلة لرؤية النور الإلهي أو الحقيقة المطلقة.[3]

7-العيون في الأدب الحديث والفن التشكيلي

  • في الأدب الحديث، كما في أشعار نزار قباني، نجد أن العيون ما زالت تمثل رمزًا للحب والجمال، ولكن مع لمسات معاصرة تعكس تحول النظرة الاجتماعية والوجدانية.
  • العيون تصبح في أعمال نزار قباني رموزًا للشوق والأنوثة، لكنها أيضًا تعبر عن الحزن والضياع في عالم معقد:

“عيونكِ تكتب شعري، والدمع في عينيكِ أسرارٌ لا تفشى”

  • أما في الفن التشكيلي العربي المعاصر، فقد ظهرت العيون كأحد المواضيع الرئيسة في لوحات الفنانين الذين تعمدوا استخدام العيون كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والوجدانية، متبعين أسلوبًا يتسم بالتجريد أحيانًا، وفي أحيان أخرى بالواقعية.[4]

في النهاية، العيون في الثقافة العربية تتجاوز كونها مجرد عضو بيولوجي، وهي رمزٌ يحمل العديد من المعاني والأبعاد من الجمال والحب في الشعر إلى الأساطير الشعبية والفلكلور، مرورًا بمعتقدات الحسد والقوى السحرية، تبقى العيون علامة مميزة في الذاكرة الثقافية العربية. وفيما تتراوح هذه الرمزية بين الواقع والخيال، تظل العيون رمزًا حيًّا يتجسد في الأجيال عبر الأدب والفن والأساطير الشعبية، معبرة عن أعمق المشاعر الإنسانية وأصدقها.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة