تعريف سورة يوسف

الكاتب : أسرار الدسوقي

الإسلاميات

26 فبراير 2025

عدد المشاهدات : 17

منذ 7 ساعات

عناصر الموضوع

1- تعريف شامل لسورة يوسف ومكانتها في القرآن الكريم

2- قصة يوسف عليه السلام وأحداثها في السورة

3- أسباب نزول سورة يوسف والهدف منها

4- دروس مستفادة من سورة يوسف في حياة المسلم

5- فضل سورة يوسف وتأثيرها على الصبر والتوكل

عناصر الموضوع

1- تعريف شامل لسورة يوسف ومكانتها في القران الكريم

2- قصة يوسف عليه السلام وأحداثها في السورة

3- أسباب نزول سورة يوسف والهدف منها

4- الدروس المستفادة من سورة يوسف في حياة المسلم

5- فضل سورة يوسف وتأثيرها على الصبر والتوكل

سورة يوسف تعتبر من السور المكية بالإجماع، وقد نزلت بعد سورة هود. جاء نزولها في فترة صعبة من الدعوة المكية، تحديدًا بين عام الحزن وبيعة العقبة الأولى، وذلك بعد أن زاد أذى كفار قريش على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين معه، حتى أذن لأصحابه -رضي الله عنهم- بالهجرة إلى الحبشة. نزلت هذه السورة الكريمة لتكون تعزية وتسلية للنبي عليه الصلاة والسلام، ولتكون بشارة بالفرج والتمكين بعد فترة الضيق والاستضعاف.

1- تعريف شامل لسورة يوسف ومكانتها في القرآن الكريم

تبدأ أحداث سورة يوسف بمحاولة إخوته التخلص منه بسبب ما يعانونه من حسد وغيرة. قرروا إلقاءه في البئر على أمل أن يتخلصوا من وجوده. لكن القدر أنقذه، ليباع كعبد في مصر.

تلت تلك الأحداث سلسلة من المواقف التي ساهم يوسف في تشكيلها، كما ورد في القرآن الكريم، مما زاد من قوته ومكانته في البلاد. بفضل قدرته على تفسير الأحلام، حصل على منصب رفيع في الحكومة المصرية وحقق نفوذًا سياسيًا كبيرًا. وفي النهاية، التقى بإخوته مرة أخرى، حيث سعى نحو المصالحة والتسامح.

تعتبر سورة يوسف من السور البارزة في القرآن الكريم، حيث تحتوي على تعاليم أخلاقية وروحية قيمة يمكن للمسلمين استنباطها وتطبيقها في حياتهم اليومية. تتناول السورة قصة النبي يوسف وما مر به من أحداث، وتقدم العديد من العبر والدروس التي يمكن الاستفادة منها.

من أبرز ما تقدمه سورة يوسف هو تعليم الصبر والحكمة في مواجهة التحديات والصعوبات. فقد واجه يوسف الظلم والظروف القاسية، لكنه ظل صامدًا متمسكًا بالأمل، مما يبرز أهمية الصبر والتفاؤل في تحقيق النجاح وتجاوز العقبات. بالإضافة إلى ذلك، تحمل سورة يوسف تعاليم حول قوة العفاف وحماية النفس من المغريات والفتن الدنيوية. فقد عرضت السورة قصة يوسف واجتهاده في مقاومة الفتن، مما يوجه المسلمين إلى أهمية العفاف والاستقامة في حياتهم الشخصية والمهنية. [1]

2– قصة يوسف عليه السلام وأحداثها في السورة

كان يوسف يتمتع بحب كبير من والده يعقوب، وقد لاحظ إخوته مكانته المميزة لديه، مما أثار في قلوبهم مشاعر الغيرة والحسد. تبدأ القصة عندما أخبر يوسف والده بأنه رأى في منامه أحد عشر كوكبًا، بالإضافة إلى الشمس والقمر، يسجدون له. نصح يعقوب ابنه بعدم إخبار إخوته برؤياه، خوفًا من أن تزداد مشاعر الحسد والغيرة لديهم. ومع ذلك، وصل خبر الرؤيا إلى الإخوة الحساد، فتجمع بعضهم وتناقشوا في ما يجب عليهم فعله، واتفقوا على أن يأخذوا يوسف ويلقوه في بئر عميق، ليخففوا من نار الغيرة التي تشتعل في قلوبهم.

بعد نقاش طويل مع والدهم، وافق الأب الحنون على السماح ليوسف بالذهاب مع إخوته لقضاء بعض الوقت في اللعب. بالفعل، أخذ الإخوة يوسف إلى مكان بعيد، حيث قرروا تنفيذ خطتهم. وصلوا إلى بئر عميق، وألقوا بأخيهم فيه بلا رحمة، ثم عادوا إلى منازلهم حاملين قميص يوسف، الذي لوثوه ببعض الدماء لإخفاء الحقيقة، مدعين أن ذئبًا مفترسًا هاجم أخاهم وأكله. عندما سمع يعقوب بهذه القصة، شعر أن هناك شيئًا مريبًا قد حدث، لكنه لم يكن لديه الأدلة الكافية لإدانة الجناة. فاستسلم لأمر الله، داعيًا إياه أن يمنحه الصبر على هذا المصاب الأليم.

استقر يوسف في بيت عزيز مصر، وفي هذا المنزل الرفيع كانت له قصة مثيرة. تحكي القصة أن زوجة العزيز قد أعجبت بجمال يوسف، فطلبت منه -بعد مقدمات عديدة- أن يرتكب الفاحشة معها. كان هذا الطلب صادمًا! لكن يوسف رد عليها برفض قاطع، داعيًا الله أن يعينه على الخلاص من هذه الفتنة التي حلت به دون سابق إنذار. ومع ذلك، فإن المرأة التي فقدت حياءها تمامًا، واندفعت وراء شهواتها، أصرت على يوسف أن يستجيب لرغبتها. وفي خضم هذا الصراع بين الرفض والإلحاح، فتح الباب فجأة، وظهر العزيز، ليجد الثلاثة في مواجهة بعضهم: يوسف يركض نحو الباب هربًا من الفتنة، والزوجة تتبعه بشغف، والزوج يسعى لفهم ما يحدث داخل قصره. [2]

3– أسباب نزول سورة يوسف والهدف منها

سورة يوسف هي سورة مكية تتألف من 111 آية، وتحتل المرتبة الثانية عشرة في المصحف الشريف، حيث تقع بين سورتي هود والرعد. سميت السورة بهذا الاسم لأنها تتناول قصة النبي يوسف -عليه السلام- بشكل مفصل ودقيق.

أما عن سبب نزولها، فقد ورد أن اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قصة يوسف، فأنزل الله هذه السورة. كما أن الصحابة -رضوان الله عليهم- طلبوا من الرسول أن يروي لهم بعض قصص القرآن. ويقال إن كفار مكة تواصلوا مع بعض اليهود وتحدثوا عن رسول الله، فقال لهم اليهود: اسألوه عن سبب انتقال آل يعقوب من الشام إلى مصر، وعن قصة يوسف، فأنزلت السورة الكريمة.

أيضًا، يذكر أن السورة نزلت في العام الذي شهد تجمع الأحزان في قلب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث زاد عذاب المشركين له ولأصحابه، كما فقد زوجته خديجة وعمّه أبو طالب، مما جعل السورة تأتي كنوع من التسلية والتخفيف عن مصابه. [3]

4- دروس مستفادة من سورة يوسف في حياة المسلم

تتضمن قصة يوسف مع إخوته العديد من الدروس المستفادة، ومن أبرزها: غيرة إخوة يوسف منه ومن أخيه. حيث أشار الله -تعالى- إلى ذلك بقوله: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ). كما تحمل القصة عبرة وعظة، حيث قال الله -تعالى-: (لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ)، مما يدل على أن القرآن من عند الله ويشير إلى نبوة محمد -عليه الصلاة والسلام-.

تؤكد القصة على أهمية العدل بين الأبناء لتفادي الغيرة التي نشأت في قلوب إخوة يوسف نتيجة تفضيل والدهم له. كما تحث على الصبر في مواجهة البلاء. كما يتجلى في صبر يعقوب عندما أخبره أبناؤه بأن الذئب قد أكل يوسف. وتبرز أيضًا لطف الله ورعايته لأوليائه وأنبيائه.

تتطلب القصة الموازنة والمساواة بين الأبناء في جميع الأمور. كما تعرض يوسف -عليه السلام- للعديد من الابتلاءات والفتن. مثل فتنة الشهوة والسلطان، وصبره عليها. وأخيرًا، تشير القصة إلى أن الشقاق والنزاع قد يحدث بين الإخوة نتيجة الابتعاد عن منهج الله أو إهمال القيم الأخلاقية التي تدعو إلى المحبة.

تتضمن قصة يوسف مع امرأة العزيز العديد من الدروس المستفادة. منها: أهمية الخوف من الله واتباع أوامره، حيث يعتبر ذلك سببًا للنجاة من المعاصي. كما أن الشعور بمراقبة الله يساعد المسلم على الابتعاد عن المحرمات. ويظهر تأييد الله لأنبيائه في أصعب الظروف. ومن الدروس أيضًا أن المؤمن يجب أن يتحمل الأذى في سبيل الحق والثبات عليه. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بالابتعاد عن المعصية وأسبابها. مع ضرورة التحمل والتضحية من أجل الدعوة. ويعتبر الابتلاء من سنن الله في الكون، كما حدث مع يوسف -عليه السلام- عندما ابتلي بفتنة الشهوة والمُلك. [4]