حكم سب الصحابة أقوال العلماء وحدود الحرية الدينية

03 مارس 2025
عدد المشاهدات : 23
منذ 23 ساعة
حكم سب الصحابة أقوال العلماء وحدود الحرية الدينية
عناصر الموضوع
1- أقوال العلماء فيمن سب الصحابة
من سبّ الصحابة معتقدًا ومستحلًّا لذلك
من سبّ الصحابة غير مستحلٍّ لذلك
2- ما يترتب على من سبَّ الصحابة
3- مكانة الصحابة في الإسلام
4- حكم تكفير صحابة رسول الله
5- حكم سب الصحابة وفقًا للمذاهب
6- حكم سب الصحب بالإكراه

عناصر الموضوع

1- أقوال العلماء فيمن سب الصحابة

2- ما يترتب على من سبَّ الصحابة

3- مكانة الصحابة في الإسلام

4- حكم تكفير صحابة رسول الله

5- حكم سب الصحابة وفقًا للمذاهب

6- حكم سب الصحب بالإكراه

كان للصحابة مكانة عظيمة في الإسلام، فقد حظوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم. ومشاركته في زمانه، وحملوا الإسلام من بعده، وماتوا على الإيمان بالله ورسوله. ولذلك حرم الإسلام سبهم أو الإساءة إليهم تحريمًا مطلقًا. واختلف العلماء في تكفير من سبهم، لأن ذلك من كبائر الذنوب في أصول الشريعة الإسلامية. وفيما يلي تفصيل أقوالهم في حكم من سب الصحابة. تعرّف على الموقف الشرعي والفقهي لأهل العلم، وحدود حرية التعبير فيما يتعلق بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

1- أقوال العلماء فيمن سب الصحابة

اختلف العلماء في مسألة سب الصحابة أو أحدهم بين من يشكك في عدالتهم. ومن يسبهم من غير شك في عدالتهم. ومنهم من يسبهم عمداً لسبهم معتقداً جواز ذلك. ومن يسبهم للتقليل منهم أو توهمه أنه فعل ما يوجب ذلك. وفيما يلي تفصيل للأحوال وحكمها. [1]

  • من سبّ الصحابة معتقدًا ومستحلًّا لذلك

فمن سب الصحابة معتقدًا جواز ذلك فقد كفر كفرًا متفقًا عليه بين علماء الفقه الإسلامي: من استحل سب الصحابة شرعًا. فهو كافر لاعتقاده ذلك لأنه ينكر ماهو واجب في الإسلام من وجوب احترام الصحابة وفضلهم وكونهم أفضل الناس، وهذا حكم عام في حق كل من سب الصحابة جميعًا أو أكثرهم أو حتى واحدًا معتقدًا جواز ذلك.”يقول السبكي رحمه الله في الفتاوى: السب العام من الكفر بلا شك، وكذلك لو سب أحد الصحابة لأنه صحابي، كان ذلك انتقاصًا من حق الصحبة، فيكون ذلك اتهامًا للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: فمن سب أحد الصحابة كفر قطعًا لا شك فيه، ولا شك أن من عادى أحدهما يقصد أبي بكر وعمر لكونه من الصحابة فهو كافر، فمن كان دونهما في الصحبة وعاداه لكونه من الصحابة فهو كافر قطعًا.

  • من سبّ الصحابة غير مستحلٍّ لذلك

وقد اتفق العلماء أيضًا على أن من اتهم عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين بما برأها الله منه في مسألة القذف فهو كافر أيضاً لأنه جعل إنكارًا ونصًا صريحًا في القرآن وترفيعًا في قذف عائشة تبرئة لها مما يخالف ما دلت عليه النصوص في القرآن الكريم. ومن سب الصحابة من غير استحلال، ولم يبلغ السب نفسه حد الاعتقاد بجوازه وإباحته أو من غير إثبات صريح القرآن كما في حالة السيدة عائشة وبعض الصحابة، فإن حكم من سب الصحابة لا يبلغ حد الكفر، وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه العلماء السابقون، وثبت عن ابن عباس أيضًا، وهذا يدل على أن الحكم مبني على إجماع الصحابة. ومن سب الصحابة أو أحدًا منهم فإنه يكون من الكبائر بإجماع العلماء، ولا يعتبر كافرًا، ولكنه فاسق كبير، ويجب عليه التوبة من ذنبه و الاستغفار، والإقلاع عن تلك المعصية. [2]

2- ما يترتب على من سبَّ الصحابة

أما من سب الصحابة: فمن سب أو هان أحد الصحابة أو أكثرهم أو كلهم ​​صراحة، واستحل ذلك، فعليه أن يبادر إلى التوبة من غير أدنى شك، فإن تاب وامتنع عن سبهم، فإن الله غفور رحيم، وإن لم يتب، حتى بعد تذكيره بتحريم سبهم وعقوبته، فعليه الإثم العظيم، فهو في الحقيقة كافر خارج عن ملة الإسلام، ويطبق عليه حكم المرتد. وأما من انتقص الصحابة بمجرد القول أو بأي فعل آخر لا يطعن في عدالته أو دينه، مثل أن ينسب إليه ما لم يكن، كالبخل أو الجُبْن، فهذا لا يكفره على ما تقدم، ولكنه مذنب، ويجب عليه التوبة، فإن لم يفعل، فيجب تأديبه ومعاقبته.

3- مكانة الصحابة في الإسلام

من بداية التاريخ إلى اليوم لقد بذل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جهدًا بارزًا في نصرة الإسلام ونشره، فكانوا خير جنوده، وخير قادته، وكانوا في وقت الدعوة خير رجاله، ووعاظه، أعطوا من ربهم ما أعطاهم، ونصروا نبيهم عند الحاجة، وكانوا خير الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا أصْحابِي؛ فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ ولا نَصِيفَهُ)، وكانت قوة الإسلام في عون الصديقين، ولحسن أخلاقهم وطهارتهم أقبل على الإسلام كثير من الناس، وكان لوجودهم النصيب الأعظم في ذلك، ولبطولاتهم في المعارك والفتوحات؛ ولقد لعبوا دورًا بالغ الأهمية في تحقيق النصر والانتصار على من عاداهم، وكسر شوكة من أرادوا للإسلام والمسلمين الشر، فلا شك أنهم بعد الرسل والأنبياء خير الخلق. [3]

4- حكم تكفير صحابة رسول الله

وقد أثنى الله تعالى على أصحاب رسول الله في كتابه الكريم، حيث قال عنهم: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)، ووعدهم بالجنة فمن كان ويعلن أصحاب رسول الله ارتدادًا ويعتبر مرتدًا، وبحق. لأسباب عديدة، منها ما يلي:

  • يعتبر تكفير الصحابة كفارة لمن نشر القرآن و الحديث النبوي الشريف، وقد أدى ذلك إلى مساءلة من نشر النص القانون أو التشكيك في النص القانوني.
  • إنكار ما تبينه النصوص الشرعية رضي الله عنها وأثنى عليها، من أن هذه النصوص يقينية، ومن أنكرها فهو كافر.
  • سب أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يؤذه ويجرحه فهم وعائلته وأصحابه.

5- حكم سب الصحابة وفقًا للمذاهب

  • فضل الله سبحانه وتعالى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على كثير من غيرهم لأنهم كانوا أصحاب النبي الكريم. ورفقاء رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي). وما يقوله العلماء فيمن سب الصحابة رضي الله عنهم هو كما يلي:

قال بعضهم: لا يؤمن من سب الصحابه أو سب صلاحهم أو تكلم فيهم بكلام جارح. فإن أصر على ذلك فدمه يجوز. وينطبق هذا القول على كثير من الصحابه كعبد الرحمن بن أبي زاه، وكثير من كبار التابعين كالأوزاعي وابن عيينة وأبي بكر بن عياش وغيرهم.

وتبعهم العديد من المذاهب الفقهية، منها المذهب الحنفي و المالكي و الشافعي والحنبلي. وأضافوا أن من فعل ذلك فعقوبته الموت، وقال عنهم ابن تيمية (رحمه الله): “قتل جماعة من فقهاء أهل الكوفة وغيرهم من سب الصحابة”. [4]

ومن سب الصحابة لا يصبح كافرا. وبدلًا من ذلك، ضلل وأضل وأفلت من عقوبة الإعدام. ولكن بالعقوبة الشديدة، عقابه مستمرًا حتى يتراجع عن كلامه ويتوب إلى الله تعالى، ويبقى العقاب ما دام متمسكًا بكلامه حتى يتوب. وهذا رأي الصحابي الجليل عمر بن عبد العزيز والإمام مالك والإمام أحمد وغيرهم كثير.

6- حكم سب الصحب بالإكراه

إذا هدد شخص بالقتل مقابل سب الصحابه رضي الله عنهم، وعلم من يهدده أن لديه القدرة على قتله، فإنه لم يسب الصحابة إلا بلسانه، وهو بريء من أي إثم أو مذنب. وذلك لقول الله تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإيمانِ) عند عبد الله بن عباس رضي الله عنه حسب رواية الصحيح. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه).[5]

وفي الختام، إن مكانة الصحابة مكانة مهمة في الإسلام. وذلك لأنهم ينشرون أدق فروع الشريعة وتفصيلاتها. وهم حماة الدين وأسواره. وتصديقهم واجب، والاستخفاف بهم جريمة كبرى.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة