الصحة النفسية في السجون: تحديات وحلول إنسانية

الكاتب : حبيبة دراز
04 مارس 2025
عدد المشاهدات : 14
منذ 6 ساعات
عناصر الموضوع
1- تأثير العزلة على الصحة النفسية للسجناء
2- برامج التأهيل النفسي داخل السجون
3- كيف تؤثر بيئة السجن على الصحة العقلية؟
4- أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للسجناء
5- إستراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية في السجن
6- كيف يمكن تحسين الصحة النفسية للنزلاء بعد الإفراج؟

عناصر الموضوع

1- تأثير العزلة على الصحة النفسية للسجناء

2- برامج التأهيل النفسي داخل السجون

3- كيف تؤثر بيئة السجن على الصحة العقلية؟

4- أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للسجناء

5- إستراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية في السجن

6- كيف يمكن تحسين الصحة النفسية للنزلاء بعد الإفراج؟

الصحة النفسية في السجون من القضايا المهمة، التي يجب الاهتمام بها بنحو خاص، وفي هذا المقال سوف ننظر في هذه القضية، ونتناول تأثير العزلة في الصحة النفسية للسجناء، وبرامج التأهيل النفسي في السجون، وكيف تؤثر بيئة السجن على الصحة العقلية؟ بالإضافة إلى أهمية الدعم النفسي، والاجتماعي بالنسبة إلى السجناء، وكذلك إستراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية في السجن، وكيف يمكن تحسين الصحة النفسية للسجناء؟

1- تأثير العزلة على الصحة النفسية للسجناء

يسجن كثير من المصابين بمرض نفسي في الحبس الانفرادي، مع ضعف وتهديدات الصحة العقلية للسجناء، وأظهرت الأبحاث أن آثار الحبس الانفرادي على الصحة العقلية في الأغلب ما تكون قاتلة للسجين في أثناء السجن أو بعده، إذ تحدث نصف حالات الانتحار في السجون في الحبس الانفرادي، كما أظهرت دراسة حديثة آثار الحبس الانفرادي طويلة الأمد، وهي أن الوقت الذي يقضيه السجين في الحبس الانفرادي يزيد من خطر وفاته في السنة الأولى بعد الإفراج عنه.

كان الأفراد بوجهٍ عام أكثر عرضة للوفاة بنسبة 24٪ في السنة الأولى بعد الإفراج، ويتضمن ذلك الانتحار بنسبة 78٪، والقتل 54٪، كما كانوا أكثر عرضة بنسبة 127٪ للوفاة؛ بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية في الأسبوعين الأولين بعد الإفراج، ولاحظ الطبيب النفسي ستيوارت جراسيان، العواقب المدمرة للصحة العقلية لهذه الممارسة، ووجد أن الحبس الانفرادي تسبب إما في:

  • تفاقم أو تكرار مشكلات الصحة العقلية الموجودة مسبقا.
  • ظهور مرض عقلي حاد، ينسب إليه أيضا الفضل في تحديد متلازمة نفسية معينة مرتبطة بالحبس الانفرادي، وتسمى متلازمة (SHU).[1]

2- برامج التأهيل النفسي داخل السجون

صممت برامج إعادة التأهيل النفسي في السجون لمواجهة وتخفيف تحديات الصحة النفسية في السجن، وكذلك التحديات السلوكية، التي قد تسبب سلوكيات إجرامية للنزلاء، وتتضمن برامج إعادة التأهيل مجموعة من التدخلات، مثل:

برامج التأهيل النفسي داخل السجون

  • علاج تعاطي المخدرات.
  • دورات إدارة الغضب.

بالإضافة إلى ذلك أساليب مختلفة من العلاج، والهدف من هذه التدخلات هو تعزيز التنمية الشخصية، وتقليل احتمالات تكرار المجرمين، من خلال معالجة الأسباب الجذرية للنشاط الإجرامي، وتؤكد مراجعة وتحليل التجارب السابقة ذات الشواهد، على إمكانات هذه التدخلات النفسية للحد من نتائج إعادة الإجرام، وإن كان ذلك مع اختلافات في الفعالية.

أضف إلى ذلك أن المجتمعات العلاجية مثل المجموعات الصغيرة، حُدِّدت على أنها مفيدة على نحو خاص، مما يشير إلى أن بناء شبكة دعم قوية يمكن أن يكون المفتاح للحد من النشاط الإجرامي.[2]

3- كيف تؤثر بيئة السجن على الصحة العقلية؟

أثبتت الدراسات أن البيئة من العوامل الأساسية التي تؤثر بنحو فعال في الصحة النفسية للفرد، فكيف إذا كان الفرد سجيناً في بيئته وهي السجن؟ لا بدَّ أن السجن هو البيئة الأكثر تأثيرًا على أفرادها بنحو سلبي غالبًا، ويتضمن ذلك:

  • فترات العزلة الطويلة والقليل من التحفيز النفسي، أسهم في تدهور الصحة العقلية، وأدت إلى أحاسيس غنية بالغضب، والإحباط، و القلق.
  • سوء استخدام السجناء للمخدرات، وذلك بغرض تخفيف ساعات الملل الطويلة.
  • العلاقات السلبية بين الموظفين والسجناء، التي تؤثر في مستويات التوتر لدى الموظفين، والسجناء.
  • أدى نقص الموظفين في ارتفاع مستويات إجهاد الموظفين، ومرض الموظفين، مما تسبب في زيادة الضغط على الموظفين المتبقين.
  • أثر عدم كفاية الموظفين على مراقبة التنمر ورصده، وتقليل مقدار الوقت الذي يتمكن فيه السجناء من البقاء على اتصال بأسرهم.[3]

4- أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للسجناء

يواجه السجناء في أغلب الأحيان تحديات نفسية، وتحديات اجتماعية يوميًا، فيعاني معظم السجناء من ضعف في صحتهم العقلية، والدعم الاجتماعي مهم للحد من المشكلات النفسية التي يعاني منها السجناء، فالسجن تجربة قد تكون قاتلة، والدعم النفسي والاجتماعي للسجناء يزيد من إمكانية تأقلم السجناء، وقد يساعد تسهيل الدعم الاجتماعي في منع، أو تخفيف تحديات الصحة العقلية بين السجناء.

ومن الجدير بالذكر أن دعم زملاء السجين مهم للغاية بالنسبة إلى صحة السجين العقلية، في حين لم يقدم الدعم من الأصدقاء، والعائلة، وضباط السجن الأهمية نفسها، يمكن أن تكون الأنشطة المشتركة مع الأقران مهمة للتعامل مع الحياة في السجن، ومهمة للحد من التأثير الإجرامي، الذي يبدو أنه مرتبط بوقت الفراغ غير المنظم.[4]

5- إستراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية في السجن

من المهم تبني إستراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية للسجناء. وذلك للحفاظ على صحتهم النفسية في السجن. وباستخدام مجموعة متنوعة من الإستراتيجيات الجديدة. يُغَير علماء النفس في المؤسسات الإصلاحية الرعاية المقدمة للأشخاص في السجون. ومن أحدث الأساليب القائمة على الأدلة من علماء النفس:

تعلم تجنب السلوكيات التي قد تؤدي إلى إعادة السجن بعد إطلاق سراحهم. ومعالجة أنماط التفكير والسلوك المعادي للمجتمع. وذلك وفقًا لبرنامج أستاذ علم النفس في جامعة تكساس للتكنولوجيا، روبرت مورغان.

التأثير في السياسات الإصلاحية. وتقليل عدد الأشخاص الموجودين في العزل. وفقًا لما يستكشفه عالم النفس في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، كريج هاني.

تقديم الرعاية المستنيرة بالصدمات. فيعتقد ديف ستيفنز أن التفاعلات بين موظفي الإصلاحيات والسجناء تؤثر بنحو كبير على الصحة العقلية للسجناء. وهو يعمل على تحسين ظروف السجناء من خلال تعليم موظفي الإصلاحيات حول استجابة الدماغ للصدمة.

بدائل الاستشفاء. العلاج المجتمعي. بدلا من الاعتماد على المستشفيات الحكومية المكتظة لتقديم خِدْمَات استعادة الكفاءة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات الصحة العقلية. والذين اتهموا بارتكاب جرائم جنحة أو جنايات غير عنيفة. كان عالم النفس الشرعي دبليو نيل جوينسميث، يدعو لاستعادة كفاءة العيادات الخارجية. حيث يتلقى الجناة هذه الخدمات من مقاولين خاصين. أو مراكز علاج العيادات الخارجية. أو أنظمة الصحة العقلية المجتمعية.[5]

6- كيف يمكن تحسين الصحة النفسية للنزلاء بعد الإفراج؟

يطلق سراح آلاف الأفراد كل عام دون رعاية مناسبة، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات الصحة العقلية الحالية، ويزيد من معدل العودة إلى الإجرام، ويعرض كثير من السجناء السابقين للأذى، ولذلك يجب وضع تغييرات، وإصلاح العدالة الجنائية، وبرامج إعادة الإدماج، لضمان بقاء السجناء المفرج عنهم مؤخرًا خارج السجن، والحفاظ على صحتهم العقلية، مع ضمان حصولهم على الخدمات التي يحتاجون إليها.

ولا يمكننا نبذ السجناء السابقين عندما يصبحون أعضاء عاملين في المجتمع، فيصبحون أكثر قدرة على المساهمة، وأقل عرضة لارتكاب الجرائم مرة أخرى، بالإضافة إلى أنه يجب أن نسهل على السجناء السابقين المشاركة في الأنشطة المجتمعية التي تعزز السلوكيات الصحية.[6]

في الختام، فإن الصحة النفسية في السجون تعد من القضايا المهمة، التي يجب مراعاتها، فبالإضافة لكون تحسين الصحة النفسية في السجون يسهم في تحسين رَفَاهِيَة السجناء، فأنه يعزز فرص السجناء في إعادة الإدماج في المجتمع بعد الإفراج عنهم بنحو جيد.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة