تأثير الهجرة على المجتمعات المضيفة: دراسة اجتماعية

عناصر الموضوع

1- دراسة فرص الاستثمار عبر الوافدين

2- اكتشاف دورك في دعم المبادرات التطوعية

3- هل تساهم سياساتك في تسهيل الاندماج

4- مراقبة أثر التباين اللغوي على سوق العمل

5- ربط القوى العاملة المهاجرة بشبكات أعمال محلية

تخيل سيناريو يواجه فيه بلد ما تدفقًا جماعيًا مفاجئًا للاجئين من البلدان المجاورة، يستضيف البلد المضيف بعض هؤلاء اللاجئين في مخيمات مبنية على أراضٍ قليلة السكان.  بينما يستقر آخرون في مناطق شبه حضرية، وهو سيناريو شائع بالنسبة للاجئين.

وفقًا للنظرية الاقتصادية، ما الذي يمكن توقع حدوثه في مثل هذه الحالة؟

يعد تأثير الهجرة على المجتمعات المضيفة موضوعًا معقدًا ومتعدد الأوجه يشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية. ولابد من دراسة هذه الآثار من منظور اجتماعي لفهم كيفية تفاعل المجتمعات المضيفة مع القادمين الجدد وكيفية تكيفها مع التغيرات التي أحدثتها الهجرة.

1- دراسة فرص الاستثمار عبر الوافدين

تعد دراسة فرص الاستثمار من قبل المغتربين موضوعًا مهمًا لفهم كيفية استفادة البلدان من وجود جاليات المغتربين على أراضيها. ومن ناحية أخرى فالمغتربون لا يساهمون في سوق العمل فحسب.

بل يستثمرون أيضًا في مختلف القطاعات الاقتصادية. تشرح هذه المقالة أهمية دراسة فرص استثمار المغتربين وسبب أهمية ذلك:

أ- كيفية دراسة فرص الاستثمار عبر الوافدين

• بيانات عن الوافدين

تحديد عدد الوافدين من مختلف الجنسيات في الدولة، وتحليل التركيبة العمرية والجنسية والتعليمية والمهنية للقوى العاملة الوافدة.  بالإضافة إلى تحديد أماكن إقامة المغتربين وكيفية تركزهم في مناطق معينة، وتحليل مستويات دخل المغتربين وأنماط إنفاقهم.

• الاستثمار

عندما يتوفر المزيد من العمالة، تستثمر الشركات، فهي توسع قدرتها الإنتاجية، وتبني المزيد من المرافق، لقد كان الاستثمار يتوافق مع تدفق العمالة الوافدة. لذلك، لم تحل الهجرة محل الشركات القائمة على المدى الطويل، بل زادت من حجم وعدد الشركات التي توفر فرص الاستثمار.

ب- أهمية دراسة فرص الاستثمار عبر الوافدين

تحفيز النمو الاقتصادي من خلال ضخ رؤوس أموال جديدة وإطلاق مشاريع جديدة وتوفير فرص عمل. جذب الاستثمار الأجنبي، كما يمكن للمغتربين العمل سفراء لبلدهم والمساعدة في جذب الاستثمار الأجنبي.

. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوافدين المساهمة في نقل المعرفة والخبرة إلى بلدهم، لا سيما في المجالات التي يمتلكون فيها مهارات متخصصة، ولا ننسى تعزيز التنويع الاقتصادي للبلد من خلال الاستثمار في قطاعات جديدة وتطوير القطاعات القائمة.

وأخرًا وليس آخرًا، يمكن أن يساهم الاستثمار الوافد في تحسين العلاقات الاقتصادية، والاجتماعية بين الإمارات العربية المتحدة وبلدانهم الأصلية. [1]

2- اكتشاف دورك في دعم المبادرات التطوعية

يعد استكشاف دور دعم المبادرات الطوعية في ظل تأثير الهجرة على المجتمعات المضيفة بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا مهمًا. يمكن أن تساعد المبادرات التطوعية في التخفيف من الأثر السلبي للهجرة على المجتمعات المضيفة وتعزيز الاندماج الاجتماعي والتفاهم بين الثقافات.

• فهم المجتمعات المضيفة واحتياجات المهاجرين

دراسة التحديات التي تواجهها المجتمعات المضيفة نتيجة الهجرة، مثل الضغط على الخدمات العامة وصعوبات الاندماج الاجتماعي وظهور التوترات الثقافية، ادرس أيضًا احتياجات المهاجرين، مثل تعلم اللغة، والحصول على الدعم النفسي والاجتماعي والحصول على الخدمات الأساسية.

• البحث عن المنظمات التطوعية المحلية

حدد موقع المنظمات التطوعية المحلية التي تعمل على دعم المهاجرين والمجتمعات المضيفة، كما يمكنك البحث على الإنترنت أو الاتصال بالمراكز المجتمعية والمساجد والكنائس والمنظمات غير الحكومية.

• حدّد مهاراتك واهتماماتك

فكّر في مهاراتك التي قد تكون مفيدة للتطوع، مثل مهارات التواصل والقيادة والترجمة والمهارات التنظيمية. فكر أيضًا في اهتماماتك، مثل مساعدة الأطفال وكبار السن، ودعم التعليم، وحماية البيئة، وما إلى ذلك. [2]

3- هل تساهم سياساتك في تسهيل الاندماج

تبني سياسات المجتمع المضيف جسورًا بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة، وتلعب دورًا مهمًا في تسهيل اندماج اللاجئين.

وإذا ما تم تصميم هذه السياسات بعناية وتنفيذها بكفاءة وفعالية، فإنها يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة اللاجئين

وتمكنهم من التكيف بسلاسة مع بيئتهم الجديدة وبناء حياة كريمة ومستقرة، وتمكن هذه السياسات اللاجئين من الاعتماد على الذات وتحقيق الازدهار لأنفسهم ولمجتمعاتهم الجديدة.

أ- كيف تُساهم سياسات المجتمعات المضيفة في تسهيل اندماج اللاجئين؟

تتمثل إحدى أهم الخطوات لتسهيل الاندماج في الاعتراف بالحقوق الأساسية للاجئين، مثل الحق في الإقامة الآمنة والعمل والتعليم والحصول على الرعاية الصحية وحرية التنقل. وبمجرد أن يشعر اللاجئون بالأمان والاستقرار، يمكنهم التركيز على الاندماج.

وتعتبر اللغة عائقًا رئيسيًا أمام اندماج اللاجئين. ويمكن أن يساعد توفير برامج فعالة وميسرة لتعليم اللغة المحلية اللاجئين على التواصل والتفاعل مع المجتمع المضيف، بالإضافة إلى ذلك، يعد الحصول على السكن الملائم والآمن أحد أهم عناصر تحقيق الاستقرار والاندماج.

. من ناحية أخرى يمكن للحكومات أن توفر للاجئين برامج إسكان مدعومة أو مساعدتهم في العثور على مساكن بأسعار معقولة، ولا ننسى توفير الرعاية الطبية للاجئين من أجل الحفاظ على صحتهم البدنية والعقلية والتركيز على الاندماج في المجتمع.

ب-أمثلة على سياسات ناجحة

برامج الاندماج في كندا وألمانيا.  بينما تُقدم هذه الدول برامج شاملة لدعم اندماج اللاجئين، تشمل دروس اللغة، والدعم المالي، والمساعدة في العثور على سكن وعمل، وهناك أيضًا مبادرات المُجتمعات المحلية، التي تلعب دورًا هامًا في دعم اندماج اللاجئين من خلال توفير الدعم الاجتماعي والمُساعدة في التكيف مع الحياة الجديدة. [3]

4- مراقبة أثر التباين اللغوي على سوق العمل

يعتبر رصد تأثير الاختلافات اللغوية للاجئين على سوق العمل في المجتمع المضيف جانبًا مهمًا لفهم التحديات التي يواجهها اللاجئون في الاندماج الاقتصادي. يمكن أن يؤثر عدم التجانس اللغوي، وهو الاختلاف بين لغة اللاجئ ولغة المجتمع المضيف، على حصول اللاجئين على الوظائف المناسبة ومستويات الأجور والتطور المهني.

أ- أهمية رصد تأثير الاختلافات اللغوية على سوق العمل

يساعد هذا الرصد على فهم التحديات التي يواجهها اللاجئون في الاندماج الاقتصادي، بسبب لغتهم. وتطوير سياسات فعالة لدعم اندماج اللاجئين، كما سيساعد هذا الرصد على تطوير سياسات فعالة لدعم اندماج اللاجئين في سوق العمل، وسيساعد أيضًا في تقييم فعالية

برامج تعليم اللغة المقدمة للاجئين وتحديد نقاط القوة والضعف فيها.

ب-كيف يُؤثر التباين اللغوي على سوق العمل؟

قد يجد اللاجئون صعوبة في العثور على عمل حتى لو كانت لديهم المهارات والخبرات اللازمة، لأنهم لا يتحدثون لغة المجتمع المضيف، بالإضافة إلى ذلك قد يجد اللاجئون الذين لا يتقنون لغة المجتمع المضيف أنفسهم في وظائف منخفضة الأجر.

كما أن ضعف المهارات اللغوية يجعل من الصعب على اللاجئين الحصول على الترقية والتطور المهني، وقد يضطر اللاجئون إلى العمل في وظائف غير مؤهلين لها، بسبب ضعف مهاراتهم اللغوية. [4]

5- ربط القِوَى العاملة المهاجرة بشبكات أعمال محلية

يعد ربط القوى العاملة المهاجرة بشبكات الأعمال المحلية استراتيجية مهمة للمهاجرين لتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع المضيف.

ويمكن لهذه الروابط أن تساعد المهاجرين في العثور على فرص عمل مناسبة، وتطوير المهارات وبناء علاقات اجتماعية مع أفراد المجتمع المضيف

يتم ذلك. من خلال تشجيع أصحاب الأعمال المحليين على تشجيع توظيف المهاجرين. مثل الحوافز الضريبية والإعانات لبرامج التدريب. وبالإضافة  إلى توعية أصحاب العمل بفوائد توظيف المهاجرين، مثل تنوع المهارات والخبرات.  وعلاوة على ذلك زيادة الإنتاجية.

بناء شراكات مع منظمات الأعمال، وبناء شراكات مع منظمات الأعمال المحلية لتعزيز فرص العمل للمهاجرين

ودعم إنشاء الأعمال التجارية التي تركز على المهاجرين.  بالإضافة إلى توفير برامج تدريبية للمهاجرين الراغبين في بدء أعمالهم التجارية الخاصة، وتقديم الدعم المالي والاستشاري للمهاجرين لإنشاء وتطوير أعمالهم التجارية. [5]

في الختام، لقد رأينا كيف يمكن للمهاجرين أن يحفزوا النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار في مختلف القطاعات، وكيف يمكن للمبادرات الطوعية أن تخفف من التحديات، وتعزز التفاهم بين الثقافات.

كما سلطنا الضوء على أهمية السياسات التي تعزز اندماج اللاجئين.  من خلال الاعتراف بحقوقهم وتوفير برامج لغوية وثقافية وتسهيل الوصول إلى سوق العمل والإسكان والرعاية الصحية، وهكذا نكون قد شرحنا كل ما يخص تأثير الهجرة على المجتمعات المضيفة.

• Berkeleyدراسة فرص الاستثمار عبر الوافدين_بتصرف
• WESاكتشاف دورك في دعم المبادرات التطوعية_بتصرف
• مجموعة البنك الدوليهل تساهم سياساتك في تسهيل الاندماج_بتصرف
• IZA World of Laborمراقبة أثر التباين اللغوي على سوق العمل_بتصرف
• International Rescue Committeeربط القِوَى العاملة المهاجرة بشبكات أعمال محلية_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم