صفات الله تعالى: فهم الأسماء الحسنى وتنزيه الخالق

الكاتب : ياسمين جمال
15 مارس 2025
عدد المشاهدات : 15
منذ 9 ساعات
صفات الله تعالى: فهم الأسماء الحسنى وتنزيه الخالق
عناصر الموضوع
1- معنى الصفات الإلهية
2- أدلة إثبات الصفات من الوحي
3- التنزيه عن مشابهة الخلق
4- منهج السلف في الصفات
5- ثمرة الإيمان بأسماء الله
العلم بأسماء الله وسماته هو الطريق إلى معرفة الله :
إنَّ معرفة الله تتطلب إلى محبته وخشيته ورجائه وإخلاص العمل له:
تزكية النفوس وتشيدها على منهج العبودية للواحد الأحد:
الانزجار عن المعاصي:
زيادة الإيمان:
6- الارتقاء الروحي بمعرفة الصفات

عناصر الموضوع

1- معنى الصفات الإلهية

2- أدلة إثبات الصفات من الوحي

3- التنزيه عن مشابهة الخلق

4- منهج السلف في الصفات

5- ثمرة الإيمان بأسماء الله

6- الارتقاء الروحي بمعرفة الصفات

ينبغي للمسلم أن يؤمن به أن صفات الله تعالى ليس لها مثيل. بينما لا نظير فيما يتسم به الخلق من صفات سوى الأسماء والأحكام فقط، وسنوضح كيف يُعزّز ذلك مكانة التوحيد والإيمان في قلب المسلم.

1- معنى الصفات الإلهية

  • يتضح معنى توحيد صفات الله تعالى في الإيمان بما أكده الله تعالى لذاته في كتابه، وأكده الرسول ﷺ في سنّته من الأسماء الحسنى، والسمات العلا، من دون تحريفِ ألفاظها أو معانيها، ولا توقيفها بنفيها، أو نفي أغلبها عن اللهِ عزّ وجلّ، ولا تكييفها بتعيين كُنهها، وإثبات طريقة محددة لها، ولا تشبيهها بسمات المخلوقين.
  • وبذلك يصبح توحيد الأسماء والصفات إفراد الله بأسمائه الحسنى وسماته العلا المتوفرة في القرآن والسنة، واليقين بمعانيها وأحكامها. [1]

2- أدلة إثبات الصفات من الوحي

  • لقد جمع الله تعالى لأهل السنة المحاسن كلها، فهم بفضل الله تعالى يؤكدون ما أثبته الله لنفسه وما أكده له رسوله ﷺ من صفات الله تعالى، ولا يتجاوزن ذلك، وهم مع ذلك ينزهونه سبحانه عن مشابهة شيء من خلقه.
  • فربطوا بين تأكيد معاني الصفات على ما يليق بجلال الله تعالى، وبين تفويض علم طريقتها وكنهها له سبحانه، وتعالى، وهذا هو متطلبات الإيمان واستجابة لنصوص الوحي.
  • فقد قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. {الشورى: 11}.
  • فربط بين نفي المشابهة وإثبات الأسماء المستوجبة لسمات الكمال والجلال.
  • ولا تتنوع سمات الفعل عن سمات الذات من هذه الحيثية، فكل من عند ربنا، فكما نثبت لله تعالى السمع والبصر من غير تحريف، ولا توقيف، ومن غير تعديل، ولا تمثيل.
  • كذلك نؤكد له استواءً على العرش، ونزولا إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر، واليد والقدم والضحك، وكل ذلك على ما يليق بجلاله، من غير إتلاف، ولا تعطيل، ومن غير تعديل، ولا تمثيل. [2]

3- التنزيه عن مشابهة الخلق

  • لقد بينت الآيات والأحاديث على تنزيه الله تعالى عن النقائص، صفات الله تعالى لا يماثل شيئًا، ولا يشبهه شيء، وهو تعالى ليس جسمًا، ولا يتسم بصفات الجسم، ومعنى (ولله المثلُ الأعلى) وضح اللهِ بما يليق به وتنزيهُه عن مماثلة المخلوقين فلا شبيه له، ولا مثيل جلّ علاه.
  • وقال النبي ﷺ : (أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، وإذا لم يكن فوقه شيء، ولا دونه شيءٌ لم يكن في مكان).
  • ففي هذا الحديث دلالة على حق تنزيه الله عن المكان والحد، وفيه ردٌ على القائلين بالجهة في حقه تعالى، وينتفع من ذلك أن الله ليس جسمًا.
  • قال الإمام أبو جعفر الطحاوي إنَّها عقيدة أهل السنة والجماعة، وقابلتها الأمة بالقَبول في تنزيه الله تعالى: تنزّه الله عن الحدود والأهداف والأركان والأعضاء والوسائل، لا تتضمنه الجهات الست كباقي المبتدعات. ويقصد بكلامه أن الله ليس له حدٌ، والحد مدلول نهاية الشيء، ولا يسمح عليه تعالى الحدود والمساحات والحجم، فنفي الحد عنه تعالى نفي الجسم عنه.
  • ومفهوم الغايات النهايات فغاية الشيء خاتمتها، وفيه أثبات إنكار الحد والجسمية عن رب العالمين، ومفهوم الأركان الجوانب أي الجانب الأيمن والأيسر، وهذا أثبات آخر في دحض الجسمية عن الله. بينما الأعضاء فجمع عضوٍ كاليد والرجل، وذلك من سمات الأجسام، ومفهوم الأدوات الأجزاء الصغيرة كاللسان. [3]

4- منهج السلف في الصفات

  • وقد أجمع سلف الأمة على أن الواجب في صفات الله تعالى وأسمائه نقلها كما جاءت، وظن معناها، وأنه حق يليق بالله، وأنه لا يعرف كيفية سماته إلا هو، ثم إنَّه لا يعرف كيف ذاته إلا هو.
  • فالصفات كالذات، كذلك أن الذات ينبغي إثابتها لله، وأنه هو الكامل فمثل هذا صفاته ينبغي إثباتها له سبحانه مع الإيمان واليقين بأنها أكمل الصفات وأفضلها، وأنها لا تماثل صفات الخلق.
  • كما قال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:1-4].
  • وقال: ﴿فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ۝ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل:74]
  • وقال سبحانه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11]
  • فرد على المشبهة بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] ﴿فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾ [النحل:74].
  • ورد على المعطلة بقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].
  • إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة:220].
  • إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج:75].
  • ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة:173].
  • يتطلب على المسلمين علماء وعامة المتطلب عليهم كلهم تأكيد ما أثبته الله لنفسه إثباتًا بلا تشبيه. ونفي ما نفاه الله عن ذاته، وتنزيه الله عما نزه عنه ذاته تنزيهًا بلا تعطيل. [4]

5- ثمرة الإيمان بأسماء الله

  • العلم بأسماء الله وصفاته، وإدراكها على غاية الله أبرز العلوم وأشرفها كما مر. لما يثمره من الثمرات العظيمة النافعة.
  • ولقد أهتم علماء الإسلام ببيان أسماء وصفات الله تعالى، وإيضاحها، وبيان ثمرات الإيمان بها، فمن الثمرات التي تحصل من عمل الإيمان بها التالي :

العلم بأسماء الله وسماته هو الطريق إلى معرفة الله :

فالله خلق الخلق ليعلموه، ويعبدوه، وهذا هو الهدف المطلوب منهم.

وإذا رغب العباد أن يعلموا ربهم فليس لهم سبيل إلى ذلك إلا معرفته بوساطة النصوص الموضحة له، كما في آية الكرسي، وآخر سورة الحشر، وسورة الصمد، وغيرها.

إنَّ معرفة الله تتطلب إلى محبته وخشيته ورجائه وإخلاص العمل له:

وهذا هو أساس سعادة العبد، ولا وسيلة إلى معرفة الله إلا بإدراك أسمائه وصفاته. وأحكامها، ومقتضياتها.

تزكية النفوس وتشيدها على منهج العبودية للواحد الأحد:

وهذه الثمرة لهذه الثمرات التي تحصل بالعلم بأسماء الله وسماته. فالشريعة المنزلة من عند الله تسعى إلى إصلاح الإنسان. ووسيلة الصلاح هو تشييد العباد على منهج العبودية لله وحده لا شريك له.

الانزجار عن المعاصي:

ذلك أن النفوس قد ترغب إلى عمل المعاصي، فتذكر أن الله يراها. فتستحضر هذه المنزلة، وتذكر وقوفها بين يديه، فتتجنب المعصية.

زيادة الإيمان:

فالتعرف بأسماء الله وسماته من أعظم أسباب زيادة الإيمان. وذلك لما يورثه في قلوب العابدين من المحبة. والتقديس، والتعظيم لله تعالى ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: 17]. [5]

6- الارتقاء الروحي بمعرفة الصفات

أحكام صلاة العيد: التكبيرات والخطبة

  • كلما تصاعد علمُ العبد بربه، واكتمل علمه بأسماء وصفات الله تعالى. اشتد شوقا إلى ربه، وحنينا إلى مقابلته، فالمحبة والشوق إلى المحبوب يعقبان للعلم به، ولهذا كان نبينا ﷺ، وهو أعرفُ الخلق بربه يقول في دعائه: (أَسْأَلُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِك) رواه النسائي، وصححه الألباني.
  • لأنه كلما كثر الشوق إلى المحبوب كانت اللذة بالقرب منه أعلى. بينما الهدف إلى إرضائه أقوى.
  • قال ابن القيم: “فالشوق يحمل المشتاق على الجد في السير إلى محبوبه، ويقرب عليه الطريق، ويطوي له البعيد، ويهون عليه الآلام والمشاق، وهو من أعظم نعمة أنعم الله بها على عبده”. [6]

ختامًا، كلما كثر معرفة العبد بأسماء الله الحسنى وصفات الله تعالى. تضاعف الإيمان بالله في قلبه. وكثرت محبته وخشيته لله، وسعد في الدنيا والآخرة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة