فوائد التسبيح والاستغفار: طهارة النفس وتيسير الأمور

الكاتب : نورا سمير
07 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 12
منذ 13 ساعة
فضل التسبيح والاستغفار وأهميتهما الروحية
1- مفهوم التسبيح والاستغفار
المعنى اللغوي
المعنى الاصطلاحي
2- أدلة قرآنية وحديثية
3- أثرهما على الروح والقلب
فوائد ذكر الله:
فضل التسبيح
4- استجلاب الرزق والفرج
5- أوقات مستحبة للذكر
6- ثمرات المداومة عليهما

عناصر الموضوع

1- مفهوم التسبيح والاستغفار

2- أدلة قرآنية وحديثية

3- أثرهما على الروح والقلب

4- استجلاب الرزق والفرج

5- أوقات مستحبة للذكر

6- ثمرات المداومة عليهما

أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بتيسير بعض العبادات التي تمكنهم من كسب الحسنات ورفع درجاتهم. ومن بين هذه العبادات. يأتي ذكر الله تعالى وتسبيحه واستغفاره، حيث تعتبر هذه العبادة من أعظم العبادات لأنها ترتبط مباشرة بالله عز وجل.

1- مفهوم التسبيح والاستغفار

المعنى اللغوي

تعود جذور مادة (س ب ح) إلى معنيين رئيسيين: الأول يتعلق بنوع من العبادة، وهو التسبيح، الذي يعني تنزيه الله تعالى عن كل ما هو غير لائق. أما المعنى الثاني فيشير إلى نوع من الحركة. وهو السباحة أو العوم في الماء. يتضح من ذلك أن للتسبيح في اللغة دلالتين: الأولى هي التنزيه والتبرئة من السوء، والثانية هي قول “سبحان الله”، حيث يرتبط المعنى الثاني بالأول.

المعنى الاصطلاحي

يعتبر التسبيح من المصطلحات الشرعية التي اكتسبت شهرة أكبر في السياق الديني مقارنةً باستخدامها في اللغة. والمعنى الاصطلاحي للتسبيح يتطابق مع المعنى اللغوي، حيث يشير إلى تنزيه الله عن السوء. وقد ورد هذا المعنى في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك عن ابن عباس رضي الله عنه، بالإضافة إلى العديد من أئمة السلف والخلف.

قال أبو السعود: “التسبيح هو تنزيه الله تعالى وتبعيده، اعتقادًا وقولًا وعملًا. عما لا يليق بجنابه سبحانه”. وأوضح ابن القيم أن “معنى كلمة (سبحان الله) هو تنزيه الرب وتعظيمه وإجلاله عما لا يليق به”. ومن هنا يمكننا تعريف التسبيح اصطلاحًا بأنه: تنزيه الله عز وجل في الاعتقاد والقول والعمل عما لا يليق به سبحانه.

أما الاستغفار، فهو طلب المغفرة، ويمكن أن يتم بأي صيغة تعبر عن هذا المعنى. لكن يفضل الالتزام بصيغ الاستغفار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. [1]

2- أدلة قرآنية وحديثية

قوله تعالى: ﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾

من حكم إرسال الرسول أن نسبِّح الله تعالى، كما جاء في قوله: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾.

التسبيح هو اعتقاد وقول وعمل، والدليل على ذلك أن الصلاة تسمى تسبيحًا، حيث تشمل اعتقاد القلب وأعماله، وكلام اللسان، وأفعال الجوارح. فقد روت عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى، وإني لأُسَبِّحُها» [رواه البخاري: 1177]. كما قالت أم هانئ رضي الله عنها: «قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى غسله، فسترت عليه فاطمة، ثم أخذ ثوبه فالتحف به، ثم صلى ثمان ركعات سُبْحَةَ الضُّحَى» [رواه مسلم].

تتضمن السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبرز فضل الاستغفار، وسنستعرض بعضًا منها فيما يلي: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “قال الله -تعالى-: يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرةً”.

وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.

أما بالنسبة لأحاديث فضل الاستغفار بعد الصلاة، فقد وردت أيضًا العديد من الأحاديث في هذا السياق. عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ما من عبد مسلم يذنب ذنبًا، ثم يتوضأ، فيصلي ركعتين، فيستغفر الله -تعالى- إلا غُفِر له”. [2]

3- أثرهما على الروح والقلب

الاستغفار يعتبر من أهم الأسباب التي تحيي القلب وتوجهه نحو النور والهداية، حيث إنه يعد وسيلة لجلب رحمة الله. قال الله تعالى: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). وقد ذكر بعض السلف أن الله سبحانه وتعالى لا يلهم عبده الاستغفار إذا كان ينوي معاقبته. كما قال ابن القيم رحمه الله: “الذكر يثمر حياة القلب”.

ويعتبر الاستغفار علاجًا لقلوبنا من الذنوب، التي تعد أساس كل مصيبة. فقد قال قَتَادَةَ: “إن القرآن يدلّكم على داؤكم ودوائكم، فأما داؤكم فذنوبكم، وأما دواؤكم فالاستغفار”.

فوائد ذكر الله:

فوائد ذكر الله

يعتبر ذكر الله تعالى من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى. وقد وردت أحاديث عديدة في فضل الذكر، منها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم. وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى، قال: «ذكر الله تعالى». كما قال معاذ بن جبل: «ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله». وهذا يعكس بعض فضائل الذكر بشكل عام.

فضل التسبيح

يعتبر التسبيح وسيلة لجلب معية الله تعالى وعزته، كما ورد في قوله تعالى: «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ».

يعد التسبيح سببًا لجلب النصر ومعونة الله سبحانه وتعالى، خاصةً عندما يقرن بالاستغفار. فقد أوصى الله نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ».

يرتبط التسبيح بالتوكل على الله والشعور باليقين التام في قدرته سبحانه وتعالى وتأييده، كما جاء في قوله: «وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ». [3]

4- استجلاب الرزق والفرج

إن الرزق بيد الله وحده، فالإنسان مهما بذل من جهد في طلب الرزق، فلن يحصل إلا على ما كتبه الله له. ومهما كانت العقبات التي تحول بينه وبين رزقه، فإن رزقه آتٍ إليه كما يأتي أجله. وقد روى الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله”، وقد حسّن الألباني هذا الحديث في صحيح الجامع.

واعلم أن السعادة في هذه الحياة ليست مرتبطة بكثرة المال، بل بالإيمان والقناعة والرضا. فالدنيا أهون من أن يضيق الإنسان ذرعاً بسبب قلة ما في يده. ففي صحيح مسلم، روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالسوق، ورأى الناس حوله، فوجد جديًا ميتًا، فتناوله وأخذ بأذنه وسأل: “أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم؟” فقالوا: “ما نحب أن يكون لنا بشيء، وما نصنع به؟” فقال: “أتحبون أنه لكم؟” فقالوا: “والله لو كان حياً لكان عيباً فيه لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟” فقال: “والله إن الدنيا أهون على الله من هذا عليكم”. [4]

5- أوقات مستحبة للذكر

أفضل الأوقات على الإطلاق هو الثلث الأخير من الليل، حيث يعتبر وقت النزول الإلهي. فقد روى عمر بن عبسة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة، فافعل”.

أما إذا كنت تبحث عن أفضل أوقات الأذكار التي تتحدد بوقت معين، فإنها تكون في طرفي النهار. قال الله تعالى: “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا”. [5]

6- ثمرات المداومة عليهما

المشروع لكل مؤمن ومؤمنة هو الإكثار من ذكر الله في جميع الأوقات، سواء في الليل أو النهار. ينبغي عليهم تكثيف التسبيح والتحميد والتكبير، بالإضافة إلى الاستغفار. وذلك استنادًا إلى الحديث الذي يقول: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.

وقد ورد في فضائل التسبيح وأجره أنه من أفضل الكلام وأحبّه إلى الله -سبحانه وتعالى-، كما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.

كما يعتبر التسبيح نوعًا من الصدقة التي يتصدق بها المسلم عن كل مفصل من مفاصله، شكرًا لله -تعالى- على النعم العظيمة التي أنعم بها عليه، والتي لولاها لما استطاع الإنسان أن يتحرك أو ينجز أعماله.

فالتسبيح هو صدقة ورحمة من الله بعباده. وقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة”. ويعد التسبيح أيضًا من أسباب مغفرة الذنوب، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: “من قال: سبحان الله و…”.

وفى نهاية هذا المقال أرجو أن أكون ساهمت في إيضاح تلك العناصر بشكل مبسط سهل وشرحها بالشكل الصحيح المناسب

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة