الأدب النثري وتجارب الكتابة الجماعية

عناصر الموضوع

1- ماهو الأدب النثري؟

2- أنواع الأدب النثري

3- الفرق بين النثر والشعر

4- ماهي الكتابة الجماعية؟

5- أهمية الكتابة الجماعية

في عالم الأدب تتنوع الأشكال والأساليب التي تعبر عن التجربة الإنسانية، ويأتي النثر كواحد من أعمق وأقرب هذه الأشكال إلى الواقع. لكن ماهو الأدب النثري؟ وكيف يتفرّع إلى أنواع مختلفة تعبّر عن المشاعر والأفكار بلغة مباشرة وسلسة؟ يتناول هذا المقال أنواع الأدب النثري، موضحًا الفرق بين النثر والشعر من حيث الأسلوب والوظيفة والخيال. كما نُلقي الضوء على ظاهرة حديثة آخذة في الانتشار وهي الكتابة الجماعية، فنتساءل ماهي الكتابة الجماعية؟ وما دوافعها؟ ثم نستعرض أهمية الكتابة الجماعية في تطوير النصوص الإبداعية وتعزيز العمل الأدبي المشترك بين الكُتاب.

1- ماهو الأدب النثري؟

هو أسلوب تواصل طبيعي يستخدم البنية النحوية، والنثر هو عكس الشعر الذي يستخدم الإيقاع الذي لا يحاكي الكلام العادي، ولكن هناك نوع من الشعر يسمى “شعر النثر” والذي يستخدم عناصر النثر مع إضافة حدود الشعر مثل زيادة المحتوى الأمريكي وتكرار الاستعارات الجامعية والمقارنات التصويرية المتناقضة.

النثر خطاب فني جميل، والنثر الجيد جيد ولا يحكمه نظام إيقاعي – كما هو الحال في الشعر – بل يتميز باللغة المنتقاة والأفكار الواضحة والمنطق السليم المقنع الذي يؤثر في المتلقي. [1]

2- أنواع الأدب النثري

الرواية:

الرواية نوع من أنواع القصة الطويلة، حيث تحتوي على العديد من الأحداث والتفاصيل المعقدة، وتقدم مجموعة من الشخصيات. ويمكن استخدام الرواية لمناقشة قضية معينة أو مجموعة من القضايا المترابطة. وتتميز الرواية بتعدد الأحداث والشخصيات والأزمنة، وتستخدم حبكة الرواية وتسلسل الأحداث لنقل قصتها.

البلاغة:

الخطابة فن يستخدم لمخاطبة الناس وإقناعهم من خلال كلمات موجزة وبليغة تؤثر فيهم عندما يسمعونها. وتتميز البلاغة بالجمل القصيرة ووضوح الأفكار وجمال الكلمات والتعبير.

المقالة:

المقالة هي قطعة نثرية طويلة تتناول موضوعًا محددًا من وجهة نظر الكاتب. تتكون المقالة من عناصر مادة المقالة وأسلوبها وخطتها. ويمكن تصنيف المقالة إلى أنواع مختلفة مثل المقالات العلمية والأدبية والفكرية.

المسرحية:

تتجسد القصة أو الرواية على خشبة المسرح من خلال العروض والحوارات. تتكون المسرحية من الحدث والشخصيات والأغراض والحوار. تتنوع أنواع المسرحيات من حيث المحتوى والشكل، فمنها الكوميديا ​​والدراما والمأساة.

القصة:

القصة فن نثري مميز ومشهور، حيث تتناول أحداثًا تتعلق بشخصيات بشرية أو غير بشرية. وتتكون القصة من عناصر مثل الاقتباس والأحداث والحبكة والتشويق والحوار والأسلوب. وتتنوع موضوعات القصة فتشمل الفروسية والتاريخ والقصص الاجتماعية والحكايات الخيالية والأساطير. [2]

3- الفرق بين النثر والشعر

إن التفريق بين النثر والشعر مسألة بديهية وبسيطة لا تحتاج إلى نقاش وجدال. بل إن هذه القضية في الواقع أثارت وتثير العديد من الطروحات والأفكار، وهي قضية تتطلب البحث لما لها من أهمية في حل خلافات النقاد والشعراء، حول قضية القديم والحديث في الشعر، ولما فيها من عناصر التشويق الأدبي والنقدي والمعرفي. بالتالي فإن تناول قضية التفريق بين الشعر والنثر لا يأخذ طابع الترف الثقافي أو الأدبي أو الفكري بقدر ما يعبر عن حاجة موضوعية لكشف أسرار الموضوع وتشابكاته وخيوطه كما يهم المهتمين والمتابعين للشؤون الأدبية والنقدية.

وقد ساعد النقد النابع من تصورات شخصية في تعميق مشكلة التفريق بين الشعر والنثر، فتضاربت الآراء بين من يفضل هذا ومن يفضل ذاك، ومنهم من تمسك بالموقف الوسطي بين النثر والشعر وقال إن النثر والشعر متساويان، مثل أبو حيان. يقول: “إن أحسن الكلام ما يكون بين نظام يشبه النثر، ونثر يشبه النظام الذي يطيب للأذن، ولا تدرك أغراضه بالطبيعة”. وقد سلك القرطجاني هذا النهج في سياق مقارنته بين بنية النثر وبنية الشعر.

وقد تبدو محاولة التفريق بين الشعر والنثر ضربًا من العبث، خاصة وأن هذين المجالين مترابطان، فقد حفظ لنا التاريخ أسماء وأدباء جمعوا بين النثر والشعر في إبداعاتهم؛ فذلك الإمام الفقيه ابن حزم الأندلسي في كتابه الشهير “طوق الحمامة”، جمع بين روعة السرد وأناقة الشعر، وذاك بديع الزمان الهمذاني والحريري في المقامات، راكبين اللغة الشعرية والنثرية الحرة التي لا تقبل إلا من يملك مفاتيح الأدب والبلاغة.

ويقول الناقد المصري محمد مندور في هذا الصدد: “هناك فرق شاسع بين المحتوى الشعري والمحتوى النثري؛ فالأول يتميز بالإيحاء والخيال. بينما يقوم الثاني على نقل الوقائع والأحداث أو القضايا المنطقية أو العلمية أو الاجتماعية، ولذلك فإن الشعر يصبغ هذه القضايا عند الحديث عنها بألوان عاطفية ويربطها بالوجدان الإنساني بشكل مباشر أو رمزي من أجل هز الوجدان، ولذلك يستحق أن يسمى شعرًا”. [3]

4- ماهي الكتابة الجماعية؟

بدأت ظاهرة جديدة تنتشر في الساحة الثقافية العربية، وهي ظاهرة الكتابة الجماعية للأعمال الإبداعية من شعر وقصة ورواية، بحيث أصبح النص له أكثر من مؤلف، حيث تتحول الرؤية الواحدة التي يضعها كاتب معين إلى جهد جماعي، ولعل أبرز مثال على ذلك ما يحدث في الورش الإبداعية التي تنتج عملًا يساهم في كتابته مجموعة من المتدربين. ولعل تجارب كثيرة في السرد الجماعي انتهت إلى خلل في البنية السردية، وفراغ كبير في تسلسل الأحداث، وقد يرى البعض أن الكتابة الجماعية للنص الإبداعي هي اتجاه جديد، وقابل للتجريب كما يحدث في الغرب.

5- أهمية الكتابة الجماعية

الكتابة فعل وليست عاطفة، تفكيك وليست تفكيك، حفر وليست تسوية، وعي وليست إلهام. وهذا يجعل جانبًا مهمًا منها يحكمه المعرفة والعلم. فاعتماد الكاتب على موهبته وحدها، وانخراطه في طقوس رومانسية لاستقطاب الإلهام، دون اكتساب المهارات والتقنيات والمبادئ التي تمنح نصه عمقه ونضجه ومعرفته، سيجعل ما يكتبه مجرد رقعة من الوحي والهذيان، وهذا ليس أدبًا. في حين يرى الروائي والناقد السينمائي زياد عبد الله أن الكتابة الجماعية تحرم الكاتب من فكرة فرديته التي هي أساس إنتاجه الإبداعي، فالكتابة تعبير عن تجربة شخصية، وإذا كانت جماعية فإنها تتحول إلى عملية تلغي التأليف.

وأشار إلى أن الكتابة الجماعية قادرة على إعطاء المزيد وإنتاج شيء جديد وإبداعي، في حالة كتابة سيناريو فيلم مثلا، إذ أنها مفيدة فنيا في تطوير الفكرة والأبعاد والأحداث والحوار وفق العصف الذهني بين الكتاب، لكنها تتعارض مع فكرة كتابة الرواية أو القصة، التي تحتاج إلى مساحة خاصة يستطيع الكاتب فيها أن يخلق من أفكاره الخاصة، ويطور حبكة قصته وشخصياتها، ويكون محور العملية برمتها.[4]

ختامًا، يمكن القول إن فهم ماهو الأدب النثري؟ والتعمق في أنواع الأدب النثري يساعد في تقدير هذا الشكل التعبيري العريق. كما أن معرفة الفرق بين النثر والشعر تعزز القدرة على التذوق الفني بين الأنماط الأدبية. وفي ظل المتغيرات الحديثة في المشهد الثقافي، أصبحت الكتابة الجماعية تجربة مثيرة تستحق الاستكشاف، خاصة مع تزايد الحديث عن أهمية الكتابة الجماعية في إثراء الإبداع وتبادل الرؤى بين المؤلفين. فهل نحن أمام شكل جديد من الأدب يتجاوز الفردية ليؤسس لإبداع جماعي مشترك؟ هذا ما تدفعنا إليه التجارب المعاصرة.

• ويكيبيدياماهو الأدب النثري؟ – بتصرف
• وكالة عمونأنواع الادب النثري - بتصرف
• مراميالفرق بين النثر والشعر – بتصرف
• الخليجأهمية الكتابة الجماعية – بتصرف

مشاركة المقال

وسوم