ماهي خصائص شعر الغزل الحضري؟

الكاتب : هدير عاطف
24 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 20
منذ 9 ساعات
يتناول المقال تعريف الغزل الحضري، عناصره، خصائصه، مع قصيدة لشعر الغزل لعنترة بن شداد وأخرى لأمرؤ القيس
عناصر الموضوع
1- تعريف الغزل الحضري
2- عناصر الغزل الحضري
3- خصائص الغزل الحضري
4- قصيدة لشعر الغزل لعنترة بن شداد
5- قصيدة لشعر الغزل لأمرؤ القيس

عناصر الموضوع

1- تعريف الغزل الحضري

2- عناصر الغزل الحضري

3- خصائص الغزل الحضري

4- قصيدة لشعر الغزل لعنترة بن شداد

5- قصيدة لشعر الغزل لأمرؤ القيس

يعد شعر الغزل الحضري من أبرز ألوان الشعر العربي الذي برز في العصرين الأموي والعباسي. بينما عبر الشعراء من خلاله عن مشاعرهم الرقيقة وتجاربهم في بيئة مدنية مزدهرة. يتناول هذا النوع من الشعر موضوعات الحب والهيام بأسلوب راقٍ ومتحضر. بالتالي يميزه عن الغزل البدوي. في هذا المقال، سنتعرف سويًا على تعريف الغزل الحضري ونستعرض أهم عناصر الغزل الحضري التي تشكّل بنيته الشعرية، كما سنسلط الضوء على خصائص الغزل الحضري التي جعلته يحظى بمكانة متميزة في الأدب العربي. ولإثراء الفهم، سنقرأ قصيدة لشعر الغزل لعنترة بن شداد تمزج بين الفروسية والعاطفة، وأخرى تمثل قصيدة لشعر الغزل لأمرؤ القيس التي تعتبر من روائع الشعر العربي القديم.

1- تعريف الغزل الحضري

في الأصل كان الغزل الشعري شكلًا شعريًا عربيًا يتناول الخسارة والحب الرومانسي، اعتنق الشعراء الفرس في العصور الوسطى الغزل، وجعلوه ملكًا لهم في النهاية. حيث يتكون النموذج من مقاطع كاملة نحويًا، ويحتوي أيضًا على مخطط قافية معقد. وينتهي كل مقطع على نفس الكلمة أو العبارة، ويسبقه كلمة مقافية المقطع (القافية التي تظهر مرتين في المقطع الأول). ويتضمن المقطع الأخير اسم علم، غالبًا لاسم الشاعر. وفي التقليد الفارسي، كان كل مقطع من نفس المتر والطول، وكان الموضوع يشمل كلا من الشوق الجنسي والمعتقد الديني أو التصوف. [1]

2- عناصر الغزل الحضري

شق الغزل طريقه إلى شبه القارة الهندية في القرن الثاني عشر، حيث قدمه الصوفيون والسلطنات، وازدهر في اللغتين الفارسية ولاحقًا في الأردية. ينسب إلى أمير خسرو تأليف أول غزل باللغة الأردية. يحتوي الغزل على خمس مقاطع على الأقل ويصل إلى خمسة عشر، ولكن عادة ما تحتوي معظم الغزليات على حوالي سبع مقاطع. حيث أن الشير أو المقطع في الغزل مستقل عن بقية الأبيات في نفس الغزل ويمكن قراءته بمفرده. ومع ذلك، قد يكون للغزل لازمة مشتركة، مما يوفر رابطًا بين المقاطع. من المهم أن نتذكر أن مجرد وجود أبيات مستقلة لا يجعل من أي قصيدة غزلًا. [2]

يتناول المقال تعريف الغزل الحضري، عناصره، خصائصه، مع قصيدة لشعر الغزل لعنترة بن شداد وأخرى لأمرؤ القيس

3- خصائص الغزل الحضري

تتمتع أبيات الغزل بخصائص معينة تميزها في عالم الشعر، وهي:

  • تجاوز الغزل الزمن والحدود، وتردد صداه مع الثقافات المتنوعة في جميع أنحاء العالم.
  • إنه تحفة غنائية تحتوي على أنماط معقدة من المشاعر والحب والشوق والروحانية، كل ذلك بداخلها.
  • يتسم الغزل بالتنظيم، حيث جمال الغزل يكمن في بنيته وشعريته المتميزة.
  • الاتفاقيات، مؤلفة من مقاطع مقافية، ينتهي كل سطر منها باللازمة نفسها، والمعروفة باسم الرديف.
  • تحمل ثقل الصور المؤثرة، تم تصميم الغزليات بعناية لإثارة العمق والعواطف.
  • يوفر هذا الشكل المنظم إطارًا للشعراء لاستكشاف عدد لا يحصى من الموضوعات، تتراوح من الحب العاطفي والرغبة إلى الاستبطان والتفاني الإلهي.
  • لقد ارتبط الغزل بالحب غير المتبادل وألم الشوق المسكر. بينما استخدمه الشعراء كوسيلة للتعبير عن أعمق رغباتهم، وعذاب رائع من الانفصال عن أحبائهم.
  • جاذبية الغزل تكمن في القدرة على التقاط جوهر هذه المشاعر بتوازن دقيق بين ضبط النفس والشدة.
  • رسم صور حية من خلال فسيفساء من الاستعارات والرمزية.
  • على مر التاريخ في الغزل لقد ترك الشعراء بصمة كبيرة في المشهد الأدبي. أساتذة مشهورين مثل الرومي، حافظ، لقد قام ميرزا ​​غالب، وفايز أحمد فايز، بصياغة أبيات خالدة لا يزال يتردد صداها.
  • عالمية الغزل تكمن في القدرة على الاستفادة من المشاعر الخام التي تربطنا كبشر، وتتجاوز الثقافات والحدود اللغوية. [3]

4- قصيدة لشعر الغزل لعنترة بن شداد

قصيدة سأضمر وجدي في فؤادي وأكتم

سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُ وَأَسهَرُ لَيلي وَالعَواذِلُ نُوَّمُ

وَأَطمَعُ مِن دَهري بِما لا أَنالُهُ وَأَلزَمُ مِنهُ ذُلَّ مَن لَيسَ يَرحُمُ

وَأَرجو التَداني مِنكِ يا اِبنَةَ مالِكٍ وَدونَ التَداني نارُ حَربٍ تَضَرَّمُ

فَمُنّي بِطَيفٍ مِن خَيالِكِ وَاِسأَلي إِذا عادَ عَنّي كَيفَ باتَ المُتَيَّمُ

وَلا تَجزَعي إِن لَجَّ قَومُكِ في دَمي فَما لِيَ بَعدَ الهَجرِ لَحمٌ وَلا دَمُ

أَلَم تَسمَعي نَوحَ الحَمائِمِ في الدُجى فَمِن بَعضِ أَشجاني وَنَوحي تَعَلَّموا

وَلَم يَبقَ لي يا عَبلَ شَخصٌ مُعَرَّفٌ سِوى كَبِدٍ حَرّى تَذوبُ فَأَسقَمُ

وَتِلكَ عِظامٌ بالِياتٌ وَأَضلُعٌ عَلى جِلدِها جَيشُ الصُدودِ مُخَيِّمُ

وَإِن عُشتُ مِن بَعدِ الفُراقِ فَما أَنا كَما أَدَّعي أَنّي بِعَبلَةَ مُغرَمُ

وَإِن نامَ جَفني كانَ نَومي عُلالَةً أَقولُ لَعَلَّ الطَيفَ يَأتي يُسَلِّمُ

أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَنازِلِ كُلَّما غَدا طائِرٌ في أَيكَةٍ يَتَرَنَّمُ

بَكَيتُ مِنَ البَينِ المُشِتِّ وَإِنَّني صَبورٌ عَلى طَعنِ القَنا لَو عَلِمتُم [4]

5- قصيدة لشعر الغزل لأمرؤ القيس

جزء من قصيدة ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي

أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي

وَهَل يَعِمَن إِلّا سَعيدٌ مُخَلَّدٌ قَليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بِأَوجالِ

وَهَل يَعِمَن مَن كانَ أَحدَثُ عَهدِهِ ثَلاثينَ شَهراً في ثَلاثَةِ أَحوالِ

دِيارٌ لِسَلمى عافِياتٌ بِذي خالٍ أَلَحَّ عَلَيها كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ

وَتَحسِبُ سَلمى لا تَزالُ تَرى طَلّاً مِنَ الوَحشِ أَو بيضًا بِمَيثاءِ مِحلالِ

وَتَحسِبُ سَلمى لا نَزالُ كَعَهدِنا بِوادي الخُزامى أَو عَلى رَسِ أَوعالِ

لَيالِيَ سَلمى إِذ تُريكَ مُنَصَّباً وَجيداً كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِمِعطالِ

أَلا زَعَمَت بَسباسَةُ اليَومَ أَنَّني كَبِرتُ وَأَن لا يُحسِنُ اللَهوَ أَمثالي

كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي

وَيا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ وَلَيلَةٍ بِآنِسَةٍ كَأَنَّها خَطُّ تِمثالِ

يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ

كَأَنَّ عَلى لَبّاتِها جَمرَ مُصطَلٍ أَصابَ غَضاً جَزلاً وَكَفَّ بِأَجزالِ

وَهَبَّت لَهُ ريحٌ بِمُختَلَفِ الصَوا صَباً وَشِمالٌ في مَنازِلِ قَفّالِ

وَمِثلُكِ بَيضاءَ العَوارِضِ طِفلَةٍ لَعوبٍ تُنَسّيني إِذا قُمتُ سِربالي

إِذا ما الضَجيعُ اِبتَزَّها مِن ثِيابِها تَميلُ عَلَيهِ هَونَةً غَيرَ مِجبالِ

كَحَقفِ النَقا يَمشي الوَليدانِ فَوقَهُ بِما اِحتَسَبا مِن لينِ مَسٍّ وَتَسهالِ

لَطيفَةُ طَيِّ الكَشحِ غَيرُ مُفاضَةٍ إِذا اِنفَلَتَت مُرتَجَّةً غَيرَ مِتفالِ

تَنَوَّرتُها مِن أَذرُعاتٍ وَأَهلُها بِيَثرِبَ أَدنى دارَها نَظَرٌ عالِ

نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّها مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ

سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُها سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ

فَقالَت سَباكَ اللَهُ إِنَّكَ فاضِحي أَلَستَ تَرى السُمّارَ وَالناسَ أَحوالي

فَقُلتُ يَمينَ اللَهِ أَبرَحُ قاعِداً وَلَو قَطَعوا رَأسي لَدَيكِ وَأَوصالي

حَلَفتُ لَها بِاللَهِ حِلفَةَ فاجِرٍ لَناموا فَما إِن مِن حَديثٍ وَلا صالِ

فَلَمّا تَنازَعنا الحَديثَ وَأَسمَحَت هَصَرتُ بِغُصنٍ ذي شَماريخَ مَيّالِ

وَصِرنا إِلى الحُسنى وَرَقَّ كَلامُنا وَرُضتُ فَذَلَّت صَعبَةٌ أَيَّ إِذلالِ

فَأَصبَحتُ مَعشوقاً وَأَصبَحَ بَعلُها عَلَيهِ القَتامُ سَيِّئَ الظَنِّ وَالبالِ

يَغُطُّ غَطيطَ البَكرِ شُدَّ خِناقُهُ لِيَقتُلَني وَالمَرءُ لَيسَ بِقَتّالِ

أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ [5]

في الختام، يظهر لنا أن شعر الغزل الحضري ليس مجرد تعبير عن الحب، بل هو انعكاس لتطور المجتمع العربي وانفتاحه على مفاهيم الجمال والرقي. لقد تعرفنا على تعريف الغزل الحضري وأهم عناصر الغزل الحضري التي تشكل بنيته الإبداعية، كما أبرزنا خصائص الغزل الحضري التي تميزت بالنعومة والبلاغة والابتعاد عن الفظاظة البدوية. ومن خلال عرض قصيدة لشعر الغزل لعنترة بن شداد وقصيدة لشعر الغزل لأمرؤ القيس، لمسنا كيف تتنوع أساليب الشعراء في التعبير عن العاطفة حسب بيئاتهم وتجاربهم. يبقى الغزل الحضري شاهدًا على رقة الإحساس وجمال اللغة في الأدب العربي.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة